كيف سترد روسيا على سماح واشنطن لكييف باستهداف أراضيها؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
موسكو- يتسارع النقاش داخل موسكو بخصوص الرد على إمكانية سماح الغرب لأوكرانيا بشن هجمات داخل الأراضي الروسية والمخاطر المرتبطة بذلك كما تشير إلى ذلك ردود أفعال المسؤولين والمراقبين الروس على حد سواء.
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن تنفيذ هذا القرار سيشكل مرحلة نوعية جديدة من التوتر ودليلا جديدا على تورط الولايات المتحدة في الصراع مع أوكرانيا.
وأضاف بيسكوف أن الكرملين اطلع -عبر وسائل الإعلام الغربية- على هذه المعلومات، وأن موقف بلاده تجاه تسديد ضربات داخل العمق الروسي سبق أن عبر عنه الرئيس فلاديمير بوتين ووزارة الخارجية.
ويقصد بيسكوف تصريح بوتين في سبتمبر/أيلول الماضي الذي قال فيه إنه في حال حصلت القوات الأوكرانية على ضوء أخضر بتوجيه ضربات إلى روسيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى فإن موسكو ستعتبر ذلك تورطا مباشرا من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في النزاع.
تشكيكوأوضح بوتين حينها أن كييف لا تملك "إمكانيات تقنية" لاستهداف المناطق الروسية بسبب عدم توفر بيانات التجسس الضرورية لذلك، والتي تحتاج لوجود أقمار صناعية، وأن توفير الغرب ذلك لها سيغير بشكل كامل طبيعة الصراع.
أما فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فأكد أن من شأن هذا القرار أن يمهد الطريق لحرب عالمية ثالثة، وأن الأميركيين يقومون بذلك على يد "العجوز" الذي سيغادر منصب الرئاسة، حسب وصفه للرئيس جو بايدن.
وسمحت الإدارة الأميركية الحالية -وفقا لمصادر إعلامية غربية- بعد طول تردد باستخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، بسبب ما تقول إنه رد على إشراك موسكو قوات من كوريا الشمالية في مناطق القتال بمقاطعة كورسك.
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين أن موافقة واشنطن على توجيه ضربات داخل المناطق الروسية لن يغير بشكل ملموس مسار الحرب في أوكرانيا.
ويقول ليتوفكين للجزيرة نت إن العقبة الأبرز التي تواجهها القوات الأوكرانية هي عدم توفر الكوادر العسكرية المجهزة والقادرة على القتال، و"هي المشكلة التي لن تستطيع لا واشنطن ولا حلفاؤها الأوروبيون حلها".
تخريب أجواءويضيف ليتوفكين إلى ذلك العجز الذي تعاني منه كييف والمتعلق بصواريخ "أتاكمز" الباليستية، والتي لن تحصل عليها لأن الاحتياطات المتوفرة لدى واشنطن غير كافية، وفق تصريحه.
ويتابع أن روسيا تعرف تماما خارطة ممرات الإمداد العسكرية إلى أوكرانيا، وأن الأسلحة بعيدة المدى ستكون أهدافا مباشرة للقوات الروسية في حال قررت واشنطن تنفيذ هذا القرار.
ووفقا له، فإن تأكيد البيت الأبيض هذا القرار يعني كذلك أن تسليم السلطة في الولايات المتحدة إلى الرئيس المنتخب حديثا دونالد ترامب لن يتم بشكل سلمي، معتبرا أنه قرار انتقامي ردا على خسارة الديمقراطيين الانتخابات الرئاسية، و"يحمّل ترامب إرثا تفاوضيا ثقيلا مع موسكو".
يشار إلى أن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية كانت قد نشرت تقريرا إخباريا أشار إلى موافقة باريس ولندن على استخدام كييف صواريخ "سكالب" و"ستورم شادو" لشن هجمات داخل الأراضي الروسية، قبل أن تحذف التقرير.
بدوره، رأى المحلل السياسي أندريه أونتيكوف أن القرار الأميركي هو شأن داخلي بالدرجة الأولى يعكس رغبة إدارة الرئيس بايدن في الرد بشكل سلبي على توجه ترامب لإجراء تسوية سلمية بين روسيا وأوكرانيا.
ويقول أونتيكوف للجزيرة نت إن هذا القرار سيؤدي إلى تصعيد من نوع جديد على ضوء سعي الإدارة الأميركية الحالية إلى إعادة إنتاج الأزمات على خط الصراع بين موسكو والغرب من البوابة الأوكرانية.
ضربات مؤلمةويتابع المحلل أونتيكوف أن موسكو كانت على علم استخباري مسبق بخصوص حدوث هذا التصعيد، وهو ما ظهر في الضربات المكثفة التي وجهتها القوات الروسية عشية ذلك إلى البنى التحتية لمنشآت الطاقة في أوكرانيا، والتي تعتبر الأعنف منذ بدء الحرب.
ويضيف أنه في حال تم تفعيل قرار إدخال الأسلحة بعيدة المدى في النزاع المسلح بين موسكو وكييف لتطال عمق الأراضي الروسية فإن الرد الروسي من المرجح أن يكون عبر زيادة الضربات "المؤلمة" لمواقع الطاقة الأوكرانية.
لكنه يوضح أن موسكو لا تريد -في الوقت ذاته- أن تشارك بـ"مفرمة اللحم" الداخلية الأميركية والمساهمة في رفع مستوى التصعيد، لأن الكرملين يدرك أن الإدارة الحالية ستغادر قريبا، ويجب عدم الانجرار وراء الاستفزازات التي بدأت بها أو الرد عليها بشكل متسرع، وانتظار -بدلا من ذلك- وصول إدارة ترامب والانطلاق من المواقف الجديدة التي ستعلن عنها حيال النزاع الروسي الأوكراني والعلاقات بين واشنطن وموسكو عموما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بعیدة المدى هذا القرار
إقرأ أيضاً:
الخارجية الروسية: "الناتو" يستعد للحرب مع روسيا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن "الناتو" يستعد للحرب مع روسيا، وأن موسكو تأخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار في تخطيطها العسكري ولا تنصح الغرب باختبار قوتها.
وقال غروشكو في حديث لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا": "من مصلحة الجميع عدم الوصول بالوضع إلى هذا النوع من الاختبار، أي اختبار قوة روسيا. نتبع باستمرار نهج تجنب المواجهة المباشرة، ونقتصر على استعراض قدراتنا العسكرية. نؤمن بأن الجانب الآخر يأخذ ذلك بعين الاعتبار ولن يقدم على المواجهة معنا".
وأضاف: "يستعد حلف "الناتو" لنزاع مسلح مع روسيا ورفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها مقترحاتنا لتعزيز الأمن المشترك. نأخذ في الاعتبار السلوك العدواني لـ "الناتو" وما يتصل به من مخاطر مباشرة على أمن روسيا".
وشدد على أن نهج "الناتو" يشكل خطرا على روسيا والأمن العالمي والإقليمي، وقال: "لقد تم إعلان روسيا على المدى الطويل "التهديد الأكبر والمباشر لأمن "الناتو" الذي يحاول تحقيق التفوق في جميع البيئات العملياتية، ويكثف حشوده العسكرية بالقرب من حدود روسيا، ويجري تدريبات هجومية، ويطور البنية التحتية اللوجستية للنقل السريع للقوات والأسلحة والمعدات. تم اعتماد خطط دفاعية إقليمية تستند إلى حد كبير إلى الخطط التي استخدمها الحلف خلال الحرب الباردة