مراجعات ريتا يتناول أجندة نتفليكس التي تثير غضب الجميع
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
وفقا للبرنامج فإن المنصة لم تواجه انتقادات من المجتمعات العربية فقط ولكنها أيضا أثارت مشاعر مجتمعات أخرى غير عربية ولا مسلمة بالنظر إلى تزايد مستوى الانحلال الأخلاقي والسلوكيات غير المقبولة التي تتضمنها أعمالها.
فعلى سبيل المثال، اعترض المجتمع التركي على مسلسل "فاماغوستا" الذي بثته المنصة خلال العام الجاري وتناول "الغزو التركي لمدينة فاماغوستا اليونانية سنة 1974".
وقال الأتراك إن المنصة قدمتهم بصورة جيش احتلال متوحش يقتل العزل ويروع المدنيين، بينما تقول تركيا إن هذه العملية كانت "عملية سلام لحماية القبارصة الأتراك".
وقد منع مجلس الإعلام السمعي والبصري التركي عرض المسلسل على المنصة في تركيا واعتبره تشويها لصورة البلاد.
وفي الهند، أثار مسلسل "سيكريد جيمز" الذي عرض سنة 2018 وتناول علاقات بين الساسة ورجال العصابات، مما دفع أحد نواب البرلمان للتقدم بشكوى رسمية ضد بطل المسلسل نواز الدين صديق.
كما أحدث المسلسل أزمة مع طائفة "السيخ" بسبب مشهد يقوم فيه البطل بخلع السوار المعدني (الكارا) ويلقي به على الأرض، وهو سوار يعني الالتزام بالتعاليم الأخلاقية لهذه الطائفة.
ووصل الأمر إلى دولة الاحتلال أيضا التي دعت لمقاطعة "نتفليكس" بسبب عرضها 21 فيلما فلسطينيا خلال العام 2021 بينهم فيلم "فرحة" الذي يتناول نكبة 1948 وما صاحبها من تطهير عرقي للقرى الفلسطينية.
ترويج للمثلية والخيانةأما العالم العربي، فاصطدم مع نتفليكس عندما عرضت مسلسل "جن" الذي فشل جماهيريا بشكل كبير ووُصف بأنه "غير أخلاقي" وتضمن كما كبيرا من الشتائم والألفاظ النابية.
ووفقا لريتا، فإن هذا الترويج للألفاظ النابية على أنها كسر التابوهات كان يخفي وراءه محاولة لنشر هذه الطريقة البذيئة للحوار في المجتمعات خصوصا وأنه كان مسلسلا شبابيا بامتياز.
كما تلقى مسلسل "أصحاب ولا أعز" -وهو تعريب للفيلم الإيطالي "بيرفكت سترينجرز"- والذي أحدث ضجة كبيرة بسبب تناول موضوعات مرفوضة أخلاقيا في المجتمعات العربية، وهي طريقة تعتبرها نتفليكس وسيلة للدعاية.
وحسب مقدمة البرنامج، فإن نتفليكس لا يعنيها رفض المجتمعات ولا انتقادها لما تقدمه بقدر ما يعنيها الحديث الدائر حول العمل لأنه يدفع كثيرين للبحث عنه ومشاهدته.
ويمكن خطر نتفليكس -حسب البرنامج- في أنها تقدم أعمالا تخاطب الأعمار الصغيرة ويتم تقديمها وتصويرها بطريقة جديدة وجذابة ومتطورة وتبدو أقرب للواقع، رغم ما فيها من خطورة.
من بين هذه الأعمال مثلا، مسلسل "13 Reasons Why" الذي يتناول قصة فتاة تنتحر بسبب إشاعة روجها أحد زملائها في المدرسة، فقد أثبتت دراسة أعدتها جامعة "ميشيغان" أن دوافع الانتحار زادت لدى المراهقين الذين شاهدوا المسلسل لدرجة أن الحكومة الكندية منعت الحديث عن المسلسل في المدارس.
كما أثبتت دراسة مجتمعية أجريت في مصر قالت إن 60% من المشاركين فيها "يرون أن نتفليكس تضيع الوقت وتروج للمثلية وتبرر الخيانة الزوجية وتقدم جرعة كبيرة من العنف والقتل".
وإلى جانب ذلك، فإن تقييم السن على المنصة يمثل مشكلة أخرى، لأنها تقدم أعمالا لمراهقين في الـ16 بينما هي لا تتناسب إلا مع من هم فوق الـ18. كما إن هناك الكثير من الأعمال التي قدمتها المنصة وقال المشاهدون إنها تروج للانحلال الأخلاقي بشكل واضح.
19/11/2024-|آخر تحديث: 19/11/202406:35 م (بتوقيت مكة المكرمة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل شارع الأعشى ماضي الرياض إلى الدراما؟
حجز المسلسل السعودي "شارع الأعشى" مكانا ثابتا ضمن قائمة الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في رمضان 2025. فبفضل إنتاجه الضخم الذي تجاوز ميزانيته 50 مليون ريال سعودي، وأحداثه المشوقة، وأسلوبه البصري المتميز، حظي المسلسل بمتابعة واسعة، إلى جانب حضوره على الترند في منصة "إكس" (تويتر سابقا) منذ عرض أولى حلقاته.
لكن النجاح الكبير للمسلسل لم يخلُ من بعض الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بالدقة التاريخية واللهجة المستخدمة، ما أثار نقاشات واسعة بين المشاهدين والنقاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غياب الطلاب في رمضان.. تقصير دراسي أم حماية مفرطة؟list 2 of 2بالصور.. أهالي غزة يعيشون الحياة من قلب الدمارend of list رحلة عبر الزمن إلى الرياض القديمةيُعد "شارع الأعشى" اقتباسا دراميا من رواية "غراميات شارع الأعشى" للكاتبة بدرية البشر، التي صدرت عام 2013، حيث ينقل المشاهدين إلى حي المنفوحة التاريخي في الرياض خلال سبعينيات القرن الماضي.
تدور الأحداث حول 3 شقيقات يحلمن بالحرية وسط مجتمع محافظ تحكمه التقاليد، ليقدّم طرحا دراميا جريئا عن تحولات المجتمع السعودي بأسلوب رومانسي وحنين للماضي، لكنه في الوقت ذاته يعكس التغييرات الاجتماعية العميقة التي طرأت خلال العقود الأخيرة.
وجاءت المعالجة الدرامية بمشاركة ورشة من الكتّاب الأتراك، ما أضفى لمسة سينمائية مختلفة على سرد القصة، تحت إدارة المخرج التركي أحمد كاتيكسيز، صاحب تجارب ناجحة في المسلسلات التركية العالمية مثل "العشق الأسود" (Kara Para Aşk) و"العائلة" (Aile).
إعلانوتجلى هذا التأثير في الرؤية البصرية المتقنة، من حيث زوايا التصوير، وإيقاع المشاهد، والإسقاطات البصرية على الحالة النفسية للشخصيات، مما جعل المسلسل يقترب من مستوى الإنتاجات العالمية.
جدل حول الدقة التاريخية واللهجاترغم النجاح الجماهيري الكبير، واجه المسلسل انتقادات من بعض المؤرخين والنقاد، الذين رأوا أن تصوير الرياض في السبعينيات لم يكن دقيقا بما يكفي، حيث بدت بعض التفاصيل أقرب إلى ستينيات القرن الماضي.
كما طالت الانتقادات طريقة أداء بعض الممثلين للهجة البدوية، حيث اعتبرها البعض غير متقنة ومزيجا من لهجات سعودية مختلفة، ما أثر على مصداقية بعض الشخصيات.
لكن على الجانب الآخر، أشاد النقاد بالجهد البحثي الذي بذله صُنّاع العمل، خاصة في تصوير تأثير السينما المصرية على المجتمع السعودي آنذاك، حيث ظهرت في المشاهد أشهر الأفلام المصرية الكلاسيكية، وهذا يعكس جانبا حقيقيا من الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت.
نجوم شباب يلفتون الأنظاروضمّ "شارع الأعشى" نخبة من النجوم الشباب الذين قدموا أداء مميزا، من بينهم إلهام علي (وضحى) التي تألقت في تقديم شخصية معقدة عاطفيا ونفسيا، وحظيت بإشادات واسعة من نقاد الفن والجمهور، حيث وصفها البعض بأنها قدّمت أفضل أداء في مسيرتها الممتدة لأكثر من 10 سنوات.
كما تألقت آلاء (عواطف)، ولمى عبد الوهاب (عزيزة)، وبراء عالم (سعد)، وخالد صقر (أبو إبراهيم) الذين قدموا أدوارا متميزة أضافت للمسلسل أبعادا درامية قوية.
أما عائشة كاي (أم إبراهيم)، فحظي أداؤها بإعجاب واسع، حيث نجحت في تجسيد شخصية أم نجدية بإتقان رغم إقامتها الطويلة في كندا، وهو ما عكس تمكنها من الدور من دون تصنّع.
نجاح جماهيري ونقدي رغم الجدلبفضل الإنتاج الضخم، وأداء الممثلين، والمعالجة البصرية الفريدة، نجح مسلسل "شارع الأعشى" في أن يكون واحدا من أبرز مفاجآت الموسم الرمضاني، وفقا لآراء عدد من النقاد وصناع الدراما العرب، مثل المخرج المصري مجدي أحمد علي، الذي وصف العمل بأنه "نقلة نوعية في الدراما الخليجية".
إعلانأما الكاتب الإماراتي عبد الله النعيمي، فأشار إلى أن المسلسل "يجمع بين البعد التاريخي والسرد السينمائي بأسلوب نادر في الإنتاجات الخليجية".