قال معهد روسي إن جماعة الحوثي في اليمن تعمل على تنويع تحالفاتها وتعميق قدراتها العسكرية، والاستفادة من الصراعات الإقليمية والشراكات البراجماتية لتوسيع نفوذها خارج "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.

 

وأضاف "المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية" wired-gov)) في تحليل ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" كلما تزايد نفوذ الحوثيين وطموحاتهم الإقليمية، كلما أصبح من الصعب على أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين فصل الحرب في اليمن عن أزمة الشرق الأوسط الأوسع نطاقًا.

 

وتابع "منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، اندمج الحوثيون في اليمن بشكل أكبر في "محور المقاومة" الذي تقوده إيران. وفي الوقت نفسه، يبني الحوثيون "شبكة المقاومة" الخاصة بهم، ويعمقون التعاون ويزرعون العلاقات مع الجهات المسلحة غير الحكومية المعارضة للولايات المتحدة وإسرائيل، وخاصة في منطقة البحر الأحمر الأوسع".

 

محور المقاومة المجزأ

 

وأردف "بالاستفادة من المكانة الإقليمية التي اكتسبوها بسبب هجماتهم ضد الشحن والأراضي الإسرائيلية، يعمل الحوثيون على توسيع التهديد الذي يشكلونه للملاحة. كما يهدفون إلى تنويع مصادرهم وطرق الحصول على الأسلحة، فضلاً عن الشركاء في التهريب والتمويل.

 

وأشار إلى أن الغرض الرئيسي للجماعة الشيعية الزيدية هو تعزيز استقلالية صنع القرار ونفوذها في مواجهة طهران و"محور المقاومة" المجزأ، لافتا إلى الحوثيين لديهم نسبهم الخاص وهم حلفاء، وليسوا وكلاء لإيران.

 

وأكد المعهد الروسي أن التحالفات الإقليمية التكميلية لـ"المحور" يمكن أن تساعدهم في تحقيق تطلعاتهم، وفي الوقت نفسه تعزيز نفوذهم السياسي في المفاوضات مع المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن.

 

في المسار السياسي للحوثيين، يقول المعهد تعد القدرة على التكيف أمرًا أساسيًا. فهم يستغلون السياق لتعزيز قدراتهم العسكرية، والتعلم من حلفائهم.

 

وقال "في عامي 2013 و2014، سمح تحالف المصلحة بين الحوثيين وكتلة القوة اليمنية التي لا تزال موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح لهم بالحصول على دعم قبلي، والحصول على أسلحة الجيش. منذ عام 2015، كان دور الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله اللبناني حاسمًا في تحويل الحوثيين من حرب عصابات محلية إلى جهات فاعلة إقليمية، حيث زودوهم بالتدريب والمشورة والصواريخ والطائرات بدون طيار والخبرة اللازمة لتجميع مكونات الأسلحة".

 

وأردف "بعد هجمات السابع من أكتوبر، كان فتح جبهة البحر الأحمر بمثابة اندماج أكبر للحوثيين في الكوكبة المسلحة الإيرانية، مع تزايد أهمية دور ممثلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في هيكل القيادة والسيطرة (مجلس الجهاد). كما استهدف الحوثيون البحرية الأمريكية ونجحوا في إسقاط طائرات بدون طيار أمريكية تحلق فوق اليمن.

 

علامة تجارية خاصة

 

واستطرد "يبدو أن الجماعة اليمنية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها "الوحيدة التي حققت إنجازات" في المحور، أصبحت الآن أكثر جرأة بفضل رؤيتها العالمية وشعبيتها المتزايدة بين الجماهير العربية والإسلامية بسبب هجومها البحري. "يتفق الحوثيون مع الأفق الاستراتيجي لطهران بينما يزرعون بشكل متزايد "علامتهم التجارية" الخاصة، بدعم من حملة دعائية فعالة".

 

وقال إن العديد من المصادر، بما في ذلك أحدث تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، تسلط الضوء على شبكة الحلفاء التي يشكلها الحوثيون بشكل مباشر، دون وساطة إيران.

 

واستدرك "لقد دخلت العلاقات مع الجماعات المسلحة العراقية مؤخرًا فصلًا متطورًا. ففي مايو 2024، أعلن الحوثيون والمقاومة الإسلامية في العراق (تحالف من الميليشيات الشيعية بقيادة كتائب حزب الله) عن تنسيق العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وأعلنوا بشكل مشترك مسؤوليتهم عن بعض الهجمات غير المؤكدة ضد الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط. وافتتح الحوثيون مكتبًا سياسيًا في بغداد، بينما نظمت المقاومة الإسلامية في العراق حملات لجمع التبرعات لهم".

 

وزاد "علاوة على ذلك، يتعاون الحوثيون الآن مع الجماعات المسلحة خارج "محور المقاومة" والتي تنتمي إلى السنة، وليس الشيعة، مما يؤكد براجماتيتهم ​​المتطرفة في صنع التحالفات". على سبيل المثال، زاد الحوثيون وحركة الشباب، الجماعة الإرهابية الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، من "أنشطة التهريب" التي تنطوي على الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، مما يشير إلى وجود مورد مشترك - ألا وهو إيران. يأتي هذا في أعقاب تقارير من المخابرات الأمريكية حول محادثات بشأن تسليم طائرات بدون طيار من قبل الحوثيين إلى حركة الشباب.

 

وأوضح أن الحركة المتمركزة في صعدة شكلت "تحالفًا انتهازيًا" مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، حيث أوقفت القتال وتبادلت الأسرى. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن "المجموعتين [كانتا تنسقان] العمليات بشكل مباشر مع بعضهما البعض" ضد الحكومة المعترف بها دوليًا منذ أوائل عام 2024.

 

وأكد المعهد الروسي أن التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من شأنه أن يسمح للحوثيين بالوصول إلى بحر العرب والمحيط الهندي الغربي، مما قد يسمح لهم بتوسيع التهديد الذي يشكله بالفعل على الأمن البحري في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

 

 ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحوثيين يجمعون بالفعل رسومًا غير قانونية من "عدد قليل من وكالات الشحن" للسماح لسفنهم بالملاحة دون التعرض للهجوم، حيث يجمعون حوالي 180 مليون دولار شهريًا.

 

يقول التحليل إنه إلى جانب شبكتهم من الحلفاء، يكثف الحوثيون أيضًا اتصالاتهم مع روسيا، في هذه الحالة بوساطة إيرانية مع توطيد الشراكة العسكرية بين إيران وروسيا. اجتمعت الوفود عدة مرات في عام 2024. ويتواجد أفراد الاستخبارات العسكرية الروسية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن؛ ويجري الحوثيون محادثات مع روسيا بشأن توريد الأسلحة، وخاصة الصواريخ المضادة للسفن؛ وقد شاركت موسكو بيانات الأقمار الصناعية حول الشحن مع الجماعة.

 

وخلص المعهد الروسي في تحليله بالقول "كلما تزايد نفوذ الحوثيين وطموحاتهم الإقليمية، كلما أصبح من الصعب على الأطراف الإقليمية والدولية فصل الحرب في اليمن عن الأزمة الأوسع في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، قد تولد شبكة ناشئة يقودها الحوثيون في منطقة البحر الأحمر، في الأمد المتوسط ​​إلى الطويل، ديناميكية جديدة مزعزعة للاستقرار في سيناريو هش بالفعل".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن ايران الحوثي البحر الأحمر صراع اقليمي المعهد الروسی محور المقاومة البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

لاريجاني ونصير زاده في دمشق.. أهداف الزيارات تحت النار

طهران- لم يمض سوى يوم واحد على ختام زيارة علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إلى سوريا ولبنان، حتى بدأ وزير الدفاع الإيراني العميد طيار عزيز نصير زاده زيارة رسمية إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين والأمنيين.

وعلى غرار لاريجاني الذي نقل رسالة من المرشد الإيراني الأعلى إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في زيارته الأخيرة إلى بيروت، قال وزير الدفاع الإيراني لدى وصوله إلى دمشق إنه "بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم إلى سوريا الصديقة".

وأشار الضيف الإيراني الذي يزور دمشق لأول مرة منذ تشكيل الحكومة الإيرانية في أغسطس/آب الماضي، إلى أن سوريا لديها مكانة إستراتيجية في سياسة بلاده الخارجية، مضيفا أنه والوفد المرافق له سيبحثون مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في دمشق عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن، لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين.

وتأتي زيارة المسؤولين الإيرانيين عقب تهديدات إسرائيلية باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، وشن تل أبيب هجمات متكررة لقطع الطريق البري الواصل بين سوريا ولبنان، وذلك تزامنا مع تصعيد القصف المتواصل على كل من لبنان وقطاع غزة.

"كنعاني مقدم" وصف سوريا بأنها تمثل الجبهة الأمامية لمحور المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي (الجزيرة) قراءة عسكرية

وفي ظل الحديث عن مقترح أميركي لتسوية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، يعتبر القيادي السابق وأحد أبرز مؤسسي الحرس الثوري الجنرال المتقاعد حسين كنعاني مقدم، أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق تأتي استكمالا للجهود الإيرانية المتواصلة دعما لحلفائها في سوريا ولبنان، وللتنسيق بين حلقات محور المقاومة.

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد كنعاني أنه لا يمكن النظر في زيارة نصير زاده من دون أخذ زيارة علي لاريجاني بالحسبان، موضحا أن الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة في التوقيت الراهن تحتم على طهران أن تعزز دعمها الدبلوماسي لقادة محور المقاومة بما يتناسب ودعمها للميدان.

ووصف المتحدث سوريا بأنها تمثل "الجبهة الأمامية لمحور المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي"، مؤكدا ضرورة تفويت الفرصة على العدو من تسجيل انتصار في المعركة المتواصلة، وإفشال مخططاته التي يراهن على إنجاحها مع وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ورأى أن محور المقاومة يتعرض لحرب عسكرية وسياسية وإعلامية هائلة، من أجل تقويض قدراته ونزع سلاحه، مؤكدا أن "التنسيق بين طهران ودمشق والمقاومة الإسلامية في بيروت يرمي إلى إفشال المخططات الصهيوأميركية، الرامية إلى تعويض الهزيمة العسكرية عبر انتصار سياسي، تسجله من بوابة مفاوضات وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني".

وعلى ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان والهجمات المتكررة على سوريا، يرى القيادي السابق في الحرس الثوري أن التطورات الإقليمية تفرض على كل من طهران ودمشق تنفيذ المعاهدات الثنائية بحذافيرها لمواجهة الخطر الإسرائيلي، ومن ضمن تلك المعاهدات الإستراتيجية الدعم العسكري والاستشاري والأمني.

كما أن الحضور الإيراني في سوريا والدعم العسكري والتسليحي لها يعززان من صمود فصائل المقاومة، بحسب كنعاني الذي يؤكد أن جميع الخيارات مطروحة لدعم المقاومة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، ومنها مدها بمقاتلين متطوعين للقيام بعمليات برية، وكذلك مستشارين عسكريين وحتى أسلحة نوعية في حال اقتضت الضرورة.

ولدى إشارته إلى التهديد الإيراني بتنفيذ عملية "الوعد الصادق الثالثة" ردا على القصف الإسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني الشهر الماضي، يرى القيادي السابق بالحرس الثوري أن جزءا من الزيارات الإيرانية إلى سوريا يأتي في إطار وضع النقاط على حروف خطة العملية التي ستشارك فيها فصائل المقاومة الأخرى، والتنسيق لليوم التالي من العملية.

فرجي راد: إيران تواصل مشاوراتها مع سوريا تأكيدا على عدم تخلي حلقات محور المقاومة عن بعضها (الصحافة الإيرانية) قراءة سياسية

من ناحيته، يلمس السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا والمجر، عبد الرضا فرجي راد، في تكثيف المسؤولين الإيرانيين زياراتهم إلى سوريا ولبنان على وقع التصعيد المتواصل على كل من دمشق والضاحية الجنوبية لبيروت "رسالة دعم لأصدقاء طهران وتحدٍّ لتهديدات العدو".

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح فرجي راد أن إصرار المسؤولين الإيرانيين على زيارة الأصدقاء تحت النار تأتي في سياق التنسيق السياسي، واستمرار طهران بتقديم شتى أنواع الدعم لحلفائها في سوريا ولبنان في خضم الحرب المتواصلة، كما أنها تأتي في سياق استكمال تقديراتها حول التهديدات الإسرائيلية.

ورأى أن اختيار لاريجاني ونصير زاده للاجتماع بالمسؤولين السوريين في التوقيت الراهن نابع من أهمية الرسائل التي ترسلها طهران إلى دمشق، التي تتعرض لتهديدات إسرائيلية خطيرة وتتلقى مطالب حساسة عبر قنوات أجنبية ومقترحات مغرية مقابل التخلي عن دعم المقاومة.

وتابع فرجي راد أن إيران تواصل مشاوراتها عن كثب مع الجانب السوري، لدراسة التهديدات الإسرائيلية من جهة، والتنسيق مع الحلفاء من جهة أخرى، بشأن المفاوضات السياسية المستمرة معهم تحت النار، وكذلك تجديد الدعم لفصائل المقاومة، والتأكيد على عدم تخلي حلقاتها عن البعض الآخر في المحور.

وكان وزير الدفاع الإيراني والوفد المرافق له قد التقى اليوم الأحد في دمشق، كلا من نظيره السوري الجنرال علي محمود عباس، ورئيس هيئة الأركان الفريق عبد الكريم محمود إبراهيم، وكذلك اللواء كفاح ملحم رئيس مكتب الأمن الوطني، وناقش معهم قضايا وصفت بأنها "ذات اهتمام مشترك" تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته.

مقالات مشابهة

  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
  • صحيفة عبرية تسلط الضوء على رواية "الصبي اليتيم الضائع".. رحلة خطيرة من اليمن إلى أرض الميعاد (ترجمة خاصة)
  • تحليل أمريكي: انتخاب ترامب وضع إيران وأتباعها بالمنطقة تحت الملاحظة.. ما سياسته بشأن الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • الحوثيون يفاقمون معاناة الطلاب في اليمن بفرض شراء الكتب من السوق السوداء
  • خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
  • لاريجاني ونصير زاده في دمشق.. أهداف الزيارات تحت النار
  • أكاديمي أمريكي: سياسة ترامب تجاه الحوثيين يحددها الحوثيون أنفسهم
  • تحليل غربي: هل هزيمة الحوثيين ممكنة وهدف استراتيجي لترامب؟ (ترجمة خاصة)
  • الدفاع المدني الفلسطيني: مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي