مع اقتراب نهاية فترة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المعروف في السياسة الأمريكية بمرحلة "البطة العرجاء"، حيث يصبح الرئيس المنتهية ولايته أقل تأثيرًا على الساحة الداخلية والخارجية، تتسارع التطورات الدولية التي تحمل رسائل ضمنية عن تغيرات محتملة في توازن القوى. 

وكان من بين هذه التطورات، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث العقيدة النووية لبلاده، ما يعكس قراءة دقيقة للمشهد السياسي العالمي وتحسبًا للتغيرات في الإدارة الأمريكية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

في المرحلة الانتقالية التي تسبق تسليم السلطة في الولايات المتحدة، تتراجع فعالية الرئيس الحالي في اتخاذ قرارات طويلة الأمد. هذا الوضع يجعل خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا، يرون فرصة لإعادة ترتيب أولوياتهم أو توجيه رسائل سياسية واستراتيجية. 

ومع توقعات بتغير جذري في السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب، المعروف بمواقفه المتساهلة تجاه روسيا وميوله لتقليص التدخل الأمريكي في النزاعات الدولية، يبدو أن موسكو تعيد ضبط سياساتها استعدادًا لهذه المرحلة.

وجاء إعلان بوتين عن تحديث العقيدة النووية الروسية كخطوة استراتيجية تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية متعددة منها: إعادة التأكيد على النفوذ العسكري الروسي عبر رسالة قوية من بوتين للغرب بأن روسيا ستظل تحتفظ بموقفها كقوة نووية لا يمكن تحديها.

وتستغل موسكو الفترة الانتقالية في واشنطن لتأكيد خطوطها الحمراء، خاصة في ظل تصاعد الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وتفتح عودة ترامب للبيت الأبيض صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية-الروسية مع احتمالية تقليص الدعم لأوكرانيا، وتقليص الضغط على روسيا، بالتزامن مع إعادة تشكيل النظام الدولي. 

ويعكس قرار بوتين بتحديث العقيدة النووية قراءة عميقة للفراغ السياسي النسبي الذي يحدث خلال فترة "البطة العرجاء" في الولايات المتحدة. ومع تغير الإدارة الأمريكية، يظل السؤال الرئيسي: هل ستتمكن موسكو من استثمار هذه التغيرات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، أم أن التوترات ستتصاعد إلى مستويات جديدة تهدد النظام العالمي القائم؟  لكن الأكيد أن العالم يمر بمرحلة شديدة الحساسية، حيث تتقاطع فيها المصالح وتتشابك فيها التحالفات في انتظار وضوح الرؤية الأمريكية المقبلة.

ووجه حلفاء ترامب انتقادات حادة لقرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى مقدمة من الولايات المتحدة لشن هجمات داخل روسيا، متهمين إياه بتصعيد خطير. 

ومع بقاء شهرين فقط على مغادرته منصبه، قام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن بتغيير كبير في السياسة استجابة لطلب طويل الأمد من أوكرانيا. وتأتي هذه السياسة الجديدة وتعهد بايدن بتسريع المساعدات العسكرية لأوكرانيا في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتسليم السلطة لترامب في 20 يناير المقبل، الذي كان قد شكك في المساعدات الأمريكية خلال فترة الحرب. ووعد ترامب مرارًا بإنهاء الحرب، لكنه لم يقدم تفاصيل عن كيفية القيام بذلك.

وقال ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير المقبل، إنه يستطيع إنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة" وشكك في أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء الحرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إرسال قوات حفظ السلام لأوكرانيا أمر «نظري جداً»

بروكسل (وكالات) 

أخبار ذات صلة الإمارات تدعو لتعزيز قدرة عمليات حفظ السلام «اليونيسف»: الساحل الغربي لليمن يقترب من كارثة بسبب سوء التغذية

اعتبر المسؤول عن عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن احتمال نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا بتفويض أممي أمرٌ «نظري جداً» في هذه المرحلة.
وتعمل البلدان الأوروبية على خطط لضمان وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب الروسية على أوكرانيا يمكن أن تشمل نشر قوة لحفظ السلام.
ولدى سؤاله عن الأمر في بروكسل، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان-بيار لاكروا للصحافيين «يمكن القول إن الأمر نظري جداً جداً»، مضيفاً «السؤال مطروح ونفكر فيه، لكننا لا نخطط لشيء».
وتستضيف باريس، غداً الخميس، قمة جديدة لـ«تحالف الراغبين» المشكّل من قبل فرنسا وبريطانيا. وأفاد المفاوض الروسي في آخر جولة من المحادثات مع الولايات المتحدة الرامية لإنهاء النزاع، أمس، بأن موسكو ستسعى لإشراك الأمم المتحدة في العملية، من دون تحديد الدور الذي ستقوم به.

مقالات مشابهة

  • التبدّل في الخطاب الأمريكي تجاه روسيا.. هل سيُترجم في الواقع؟
  • الاستخبارات الأمريكية: الصين أكبر خطر عسكري على الولايات المتحدة
  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • الولايات المتحدة الأمريكية تُعرب عن امتنانها لسمو ولي العهد
  • ترامب: الأوروبيون يستغلون الولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة: إرسال قوات حفظ السلام لأوكرانيا أمر «نظري جداً»
  • الولايات المتحدة الأمريكية تعلن عن نتائج مباحثات مثمرة مع كييف
  • الاتصالات تبحث تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وجذب الاستثمارات الأمريكية لمصر
  • التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقساماً داخلياً ويزيد الضغوط على أوروبا.. وتصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية
  • ستيف ويتكوف في مديح بوتين: إنه قائد عظيم وقد صلّى لأجل ترامب بعد حادث إطلاق النار