الطريق إلى الله مقيد بالذكر والفكر ... علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان طريقنا هذا مقيد بالذكر والفكر ، فما هو الفكر؟ الفكر هو لله سبحانه وتعالى ، وهذا الفكر ينبغي أن يكون في ملكوت الله، وفي ملك الله، في السموات وفي الأرض، في النفس، وفي الحيوان، وفي النبات، وفي كل شيء يتأتى للإنسان أن يستشعره، وأن يدركه، وأن يفهمه، وأن يعلمه، وأن يطلع عليه، وأن يحصل معناه، أي أن يتفكر الإنسان في كل شيء.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه لابد من أن يؤدي هذا الفكر إلى علم، وهذا العلم يؤدي إلى يقين، وهذا اليقين يؤدي إلى مشاهدة، وهذه المشاهدة تؤدي إلى حضور، وفي الحضور أنس بحضرة القدس، والأنس بالقدس أمر هو في نهاية الفكر، أي أن الفكر سيوصلنا إلى حضرة القدس سبحانه وتعالى ، فهذا هو هدف الفكر.
وليس هدف الفكر التكبر على الناس، ولا هدف الفكر الاعتزاز بالنفس، ولا هدف الفكر الضلال، ولا هدف الفكر الإيذاء، ولا هدف الفكر التعالي!! بل إن هدف الفكر دائماً هو الله.
فينبغي علينا أن نوجه فكرنا ليدفعنا إلى الله، وكل شيء حولناه إلى دلالة على الله في أنفسنا صار علما، وكل شيء لم يكن كذلك لا يكون علما، إنما يكون معرفة لا تنفع، والجهل بها لا يضر.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ". هذا هو العلم الموصل إلى الله سبحانه وتعالى ، لا الذي يؤدى إلى التفاخر بين الناس، ولا إلى الاعتزاز بالنفس، ولا إلى التكبر والتعالي، ولا إلى الإيذاء، ولا إلى الفساد في الأرض، فكل علم وصل إلى الله ووجد الإنسان نفسه يسبح ربه بعده ويقول: سبحان الله الخالق العظيم، ويرى أن كل شيء في الكون وراءه قدرة الله سبحانه وتعالى كما قال قائلهم:
وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ .. تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ
وعليه فإن السالك في سيره إلى الله تعالى ينظر، ويتأمل، ويتفكر، ويستنبط من هذا الترتيب العجيب، في العالم العلوي، والعالم السفلي، ما يوقن معه في الله سبحانه وتعالى يقيناً لا يتزعزع، لا يكون بعده فيه ريب، ويتفكر في مخلوقات الله تعالى، ويتفكر في نفسه، وقديماً قالوا: ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ).
الإنسان يتفكر في نفسه في مولده، وفي حياته، وفي مماته، وفي كل شيء، فإذ به يرى الله سبحانه وتعالى في مقابل ذلك كله، فإذا فعل الإنسان ذلك في الفكر لا تعتريه الريب، ولا تهجم على قلبه الشكوك، وتراه مطمئناً بذكر الله، فالذكر والفكر يكونان الدعامة الأساسية لهذا الطريق مع الله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذكر الله الله سبحانه وتعالى إلى الله ولا إلى کل شیء
إقرأ أيضاً:
المحافظون ونوابهم يؤدون صلاة عيد الفطر ويشيدون بجهود الأوقاف في نشر الفكر الوسطي
أدى المحافظون ونوابهم صلاة عيد الفطر المبارك بالمساجد الكبرى والساحات العامة في عواصم المحافظات، وسط أجواء روحانية مفعمة بالفرحة والتكبيرات التي عمّت الأرجاء، حيث شهدت الساحات توافد أعداد كبيرة من المصلين منذ الساعات الأولى لصباح العيد.
وتابعت غرفة العمليات المركزية بوزارة الأوقاف سير الصلاة في جميع المحافظات، مؤكدة انتظام الأداء دون أي مخالفات، وهو ما يعكس التزام المصلين بالتعليمات التنظيمية التي أصدرتها الوزارة لضمان خروج الشعائر في أبهى صورة تليق بهذه المناسبة المباركة.
وأشاد المحافظون بجهود وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان المبارك، مثمنين الأنشطة الدعوية المكثفة التي قدمتها، من دروس ومحاضرات وندوات، والتي ركزت على نشر قيم التسامح والتعايش وتعزيز الفكر الوسطي، مما كان له أثر إيجابي كبير في توعية المواطنين دينيًا.
كما أكدوا أن المساجد شهدت خلال الشهر الفضيل زخمًا روحانيًا غير مسبوق، حيث امتلأت بالمصلين في صلاة التراويح والتهجد، واستمعوا إلى تلاوات عطرة من كبار القراء، فضلًا عن مجالس العلم التي استضافت نخبة من العلماء والدعاة، مما يعكس الدور الريادي الذي تقوم به الوزارة في رعاية بيوت الله ونشر الفكر المعتدل.
وشهدت ساحات العيد مظاهر دعم واسعة للقيادة السياسية، حيث رفع المواطنون لافتات تؤكد مساندتهم لموقف مصر الثابت في رفض تهجير الأشقاء الفلسطينيين، مشيدين بدور الدولة في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحماية الأمن القومي العربي.
وثمّن الحضور جهود الوزارة في تيسير إقامة صلاة العيد بالساحات الكبرى والمساجد الجامعة، عبر توفير الأئمة والخطباء الأكفاء، مؤكدين أن هذه الجهود أدخلت الفرحة على قلوب المصريين وجعلت المساجد منارات للعلم والعبادة ومراكز إشعاع للفكر المستنير في مختلف المحافظات.
وفي هذه المناسبة، دعت وزارة الأوقاف الله أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا، وأن يعيد هذا العيد بالخير واليمن والبركات، مؤكدة استمرار جهودها في ترسيخ القيم الدينية الصحيحة التي تدعو إلى البناء والتسامح والمحبة، سائلة المولى أن يديم على البلاد نعمة الأمن والاستقرار والرخاء.