قال رضا المسلمي، رئيس قسم الاقتصاد في جريدة الأسبوع، خلال لقائه في برنامج «المنتدى الدولي»، أن الهدف الأساسي لتأسيس مجموعة العشرين، يكمن في تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التعامل الاقتصادي بين مجموعة من الدول، التي تمتلك إمكانيات اقتصادية كبير، وذات ثقل عالمي، فهذه الدول تسيطر على 85% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، مؤكدًا أن «هذه هي المرة الرابعة التي نشارك بها في نسخة مؤتمر العشرين والتي تأتي كدعوات شخصية للرئيس عبد الفتاح السيسي، ويرجع ذلك لدور مصر في المنطقة والإمكانيات التي تتمتع بها».

وتابع «المسلمي»: «تأتي قمة العشرين هذه المرة وسط تحديات عالمية كبيرة، منها سياسية واقتصادية إلى جانب التحديات الاجتماعية والبيئية، كما تواجه القمة ملفات وقضايا، ولأول مرة يشارك الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، ما يزيد من فرص مشاركة الدول النامية، فإصلاح المؤسسات العالمية، مثل صندوق النقد والأمم المتحدة، يندرج تحت قائمة الملفات المهمة التي تتناول القمة مناقشتها».

ملفات قمة العشرين

وأضاف رضا المسلمي «وعلاوة على ما سبق تعد التوترات الجيوسياسية أحد تلك الملفات الهامة، فما يحدث في المنطقة من حرب إسرائيل ضد غزة ولبنان لم تتوقف بعد، فالشهداء في فلسطين تخطوا الـ 45 ألف والمصابين أكثر من 100 ألف، إذ فشل العالم في إيقاف هذه المجزرة».

وأكمل: «لا نستطيع أن نتجاهل الأزمة الروسية الأوكرانية المستمرة، التي أثرت على العالم أجمع تأثيرًا اقتصاديًا قبل تأثيرها السياسي، هذا إلى جانب ملف المناخ، ففي أذربيجان كان هناك خلافات بشأن تغيرات المناخ، فالدول الصناعية الكبرى كانت السبب في حدوث التغير المناخي والاحتباس الحراري، إذ غيرت تلك الدول أقاويلها بشأن التمويل، فكان هناك اتفاق بأن يكون تمويل الدول الكبري بنسبة تريليون دولار، إلا أن تلك الدول قالت إنه لا يوجد في مقدورها سوى التمويل بقيمة 100 مليار دولار فقط، فعلى الرغم من الخلافات التي تسبب بها التمويل في قمة المناخ إلا أنهم لم يتوصلوا في النهاية لحل».

واستطرد:«أعتقد أنه سيكون هناك صعوبة في التوصل لحلول في هذا الصدد خلال القمة لأن الرئيس ترامب نفسه لا يعترف بالقمم المناخية ويريد الانسحاب من قمة باريس، الذي ينص على أن العالم لابد أن يتعاون من أجل خفض الانبعاث الحراري، على الرغم من كون الولايات المتحدة الأمريكية أحد المتضررين من حرائق الغابات والانبعاثات الحرارية».

وأما عن ملف الجوع والفقر، فأضاف «المسلمي»: «أطلقت دولة البرازيل تحالف خلال قمة العشرين تحت مسمى « التحالف الدولي لمواجهة الفقر والجوع»، إذ يتضح جاليا التوترات التي شهدها الاقتصاد العالمي جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى جانب توترات الشرق الأوسط وما تفعله إسرائيل، فكان لذلك أيضا يد في التأثير على اقتصاد المنطقة بل والاقتصاد العالمي ككل، فأية توترات سياسية يكون لها تأثيرها على الاقتصاد العالمي، فهناك الكثير من الدول التي ستعاني من مجاعات، ومن خلال ذلك التحالف يتم تسليط الضوء على ضرورة تدخل المؤسسات الكبري لوقف هذه النزاعات حتى يستقل العالم ويعم السلام، وفي هذه الحالة سوف تستقر التجارة والاقتصاد العالمي».

وعن مكاسب مصر من قمة العشرين، أكد «المسلمي»: «في الفترة الأخيرة شهدت مصر إصلاحات اقتصادية وبنية تحتية قوية وتيسيرات ضريبية وجمركية، وكل تلك الإصلاحات تهدف إلى جذب استثمارات كبيرة، فقمة العشرين واللقاءات التي يعقدها السيد الرئيس مع رؤساء الدول الأخرى تناقش موضوع التعاون الثنائي، فيمكن أن يحدث جذب للاستثمارات من هذه الدول الكبرى، هذا ما يعود بإنشاء مشروعات استثمارية في مصر وبالتالي توفر فرص عمل».

حجم التبادل التجاري جراء المشاركة في قمة العشرين

وأسهب رئيس قسم الاقتصاد في جريدة الأسبوع، قائلا: «حجم التبادل التجاري بين مصر ومجموعة العشرين يتراوح بين 60 و 65 مليار دولار، فهناك فرصة لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وتلك الدول، وبالتالي نحقق حلم التصدير الذي نأمل أن يصل إلى 100 مليون دولار»، وأكد أن التعاون الاقتصادي بين مصر وتلك الدول سيكون تعاونا مثمرا وسيساهم في تحقيق مكاسب عالمية للاقتصاد المصري، إلى جانب زيادة الاستيراد وجذب عملة أجنبية، مضيفًا: «إلى جانب تحويلات المصريين العاملين في هذه الدول، فتلك التحويلات تكون بالدولار وتقدر بنحو 11 مليار دولار، وهذا ما يساهم في أن يكون حجم الاحتياطي النقدي المصري مستقر بل يرتفع، وهذا ما يوفر احتياطي من السلع الاستراتيجية في مصر آمن ومستقر لعدة شهور لأكثر من 6 شهور، لذا فالمكاسب التي ستعود على مصر كثير».

وأما عن دور القمة في حل التوترات الناشبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، قال «المسلمي»: «هناك ما يشبه حرب تجارية بين الصين وأمريكا، فمعظم سلع الصين تذهب إلى أمريكا، لذا اهتم بايدن بملف التعريفة الحمركية وفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من بعض الدول والصين تحديدا، لذا اعتقد أن ذلك سيشعل الخلافات أكثر بين الدولتين وبعض الدول الأخرى أيضا، إذ يحاول ترامب أن يجعل الولايات المتحدة تعتمد على الإنتاج المحلي»، واختتم قائلا: « لذا اعتقد أن فترة ترامب ستشهد مزيد من الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ».

برنامج المنتدى الدولي

جدير بالذكر أن برنامج المنتدى الدولي يقدم على شاشة قناة المصرية، تقديم المذيعة دعاء المحلاوي، وإخراج فهد البنهاوي، وإعداد كل من مها منصور، وأمير صديق، وتحت رئاسة تحرير محمد عبد الهادي.

اقرأ أيضاًتفاصيل مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين بالبرازيل.. منتدى اقتصادي بامتياز

الرئيس السيسي يعلن أمام قمة العشرين انضمام مصر إلى التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع

عضو تجارية القليوبية: مشاركة السيسي بقمة العشرين تأكيد على دور مصر المحوري في المنطقة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أمريكا الصين قمة العشرين رضا المسلمي التبادل التجاري بين مصر ودول العشرين الولایات المتحدة الاقتصاد العالمی قمة العشرین تلک الدول إلى جانب فی قمة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: حجم الاقتصاد الرقمي في مصر تجاوز الـ 276 مليار جنيه

قال الدكتور مصطفى مدبولى ، رئيس الوزراء، أن أكثر من 43% من مخصصات الموازنة تذهب لخدمة الدين، موضحا أنه حجم الاقتصاد الرقمي في مصر تجاوز الـ 276 مليار جنيه.

مدبولي: مصر حققت في 2023 أعلى رقم في تاريخ السياحة المصرية (فيديو) مدبولي: الدولة حققت نمو صادرات وصلت إلى 15% خلال العام الماضي

وذكر مدبولى أن الحكومة تدرك أن هناك ضغوط شديدة تحملها المواطن المصري خاصة على مدار العاميين الماضيين ، وإنه آن الوقت أن يشعر المواطن المصري أن حياته تتغير للأفضل.

وتابع  "مدبولي" خلال مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، أن العالم كله يعانى من المشاكل وأن كل رؤساء ودول العالم يؤكدون أن هذه الفترة هي فترة فارقة للبشرية وهناك تغيير جوهري يحدث في العالم ، مؤكدا أن مصر تخطت الفترة الأصعب وحان الوقت أن نفكر في مرحلة انطلاق حقيقى للدولة المصرية.

وذكر أن مصر حققت خلال العام الماضي 2023 أعلى رقم في تاريخ السياحة المصرية، حيث بلغ عدد السائحين 15.7 مليون سائح، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي تم تحقيقه في عام 2010. وأوضح أن الدولة كانت تستهدف الوصول إلى 18 مليون سائح في 2023، لكن الظروف الجيوسياسية العالمية حالت دون تحقيق هذا الهدف.

مصر تمتلك الإمكانيات اللازمة لمضاعفة هذا الرقم 

وأكد أن مصر تمتلك الإمكانيات اللازمة لمضاعفة هذا الرقم خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أن جميع الخبراء والعاملين في قطاع السياحة أكدوا أن الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030 أو 2032 هدف قابل للتحقيق.

 وشدد على أهمية تعزيز العائدات الدولارية من السياحة وضمان إدخالها في القطاع المصرفي المصري، مضيفًا: “إذا كان متوسط إنفاق السائح في مصر 950 دولارًا، كما أشار الخبراء، فإن هذا يعني أن عائدات السياحة في 2023 يجب أن تصل إلى 15.5 مليار دولار. ومن هنا تأتي أهمية التأكد من أن هذه العوائد تدخل في الدورة الاقتصادية للدولة”.

إدارة الموارد الدولارية

ونوه إلى أنه لابد من وضع آليات وبرامج تضمن إدارة الموارد الدولارية بشكل ينعكس على الاقتصاد الوطني، مع الحفاظ على حرية تداول العملات، مؤكدًا أن الهدف هو تحقيق التكامل بين موارد الدولة ومتطلباتها في الفترة المقبلة.

وعلى صعيد اخر، ذكر رئيس مجلس الوزراء، ان الصادرات المصرية قادرة على النمو، وأن الدولة حققت نمو صادرات وصلت إلى 15% خلال العام الماضي، رغم التحديات ورغم التعويم في منتصف مارس.

وأضاف أن الحكومة تقدم المطلوب منها من أجل زيادة الصادرات، لافتًا إلى أن الصادرات السلعية غير البترولية في العام 2015  كانت 18.6 مليار دولار، وتم تحقيق 40.8 مليار خلال العام الماضي، فهناك تحسن في الميزان التجاري بنسبة نمو 119%.

وأكد أن الأرقام خلال الـ 10 سنوات الأخيرة تؤكد أن هناك نمو كبير في الصادرات، موضحًا أن نسبة الواردات في 2015 كنا نصل إلى 67 مليار، واليوم 78 مليار ونصف، وأن الزيادة هنا بنسبة 16%.

وأشار إلى أن الميزان التجاري يتحسن، وأن الدولة قادرة على الوصول بالصادرات لأرقام كبيرة، وأنه إذا تم الاستمرار على هذا النمو الحالي دون حدوث طفرة سنصل بالواردات في 2030  إلى 105 مليار دولار، والصادرات  115.8 مليار دولار، إي فائض 10 مليارات دولار.

وذكر رئيس مجلس الوزراء، انه يتابع كل ما ينشر عبر الجرائد الرسمية والمواقع والقنوات الفضائية، وما يطرح عبر المنصات.

وأكد “مدبولي” أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتوسيع قاعدة التشاور مع القطاع الخاص، منوهًا لأهمية تعزيز التعاون وتبادل المعلومات الدقيقة بين الحكومة وكافة الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المشتركة. 

وأشار إلى أن التواصل الفعّال يُسهم في طرح أفكار ورؤى مبتكرة يمكن ترجمتها إلى خطط عملية على أرض الواقع، خاصة في ضوء امتلاك الحكومة بيانات دقيقة ومحدثة حول مختلف المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية.

ولفت إلى أن هناك أحيانًا تباينًا في الأرقام والمعلومات التي يتم تداولها بين الأطراف المختلفة، وهو ما قد يؤدي إلى اقتراح أفكار غير قابلة للتطبيق بسبب غياب بعض التفاصيل أو المؤشرات الدقيقة. 

وتابع: “هذه اللقاءات تُعد فرصة ثمينة لتوضيح الصورة الحقيقية والوضع الراهن، بحيث نتمكن من تقديم المعلومات والأرقام المحدثة من المصادر الرسمية في الدولة، ما يساعد الجميع على العمل بشكل موحد لتحقيق المستهدفات"، مشددًا على أهمية توحيد خلفية المعلومات بين كافة الأطراف.

وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تسعى دائمًا إلى تعزيز الشفافية وتمكين أصحاب الرؤى من الوصول إلى البيانات اللازمة لدعم أفكارهم وتحويلها إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ.

 

مقالات مشابهة

  • الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
  • القمة العالمية للحكومات تكشف عن مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و 140 وفداً حكومياً
  • رئيس وزراء بريطانيا يؤكد بدء تعافي الاقتصاد
  • محام دولي لـ«الأسبوع» مشاركة جراديشار أمام بيراميدز صحيحة.. وموقف مشابه لثنائي الزمالك
  • رئيس الوزراء: اللجان الاستشارية المتخصصة عصب الاقتصاد المصري
  • رئيس الوزراء: حجم الاقتصاد الرقمي في مصر تجاوز الـ 276 مليار جنيه
  • السيسي يشدد على تعزيز دور القانون والمؤسسات القضائية للتصدي للتحديات التي تهدد كيان الدول
  • التضخم يلتهم رواتب المعلمين في أوروبا.. ما هي الدول التي شهدت انخفاضات حادة؟
  • الخارجية الفلسطينية تشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • الخارجية الفلسطينية: نشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير