رئيس قسم الاقتصاد في «الأسبوع»: مشاركة مصر في قمة العشرين ستحقق مكاسب مثمرة
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
قال رضا المسلمي، رئيس قسم الاقتصاد في جريدة الأسبوع، خلال لقائه في برنامج «المنتدى الدولي»، أن الهدف الأساسي لتأسيس مجموعة العشرين، يكمن في تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التعامل الاقتصادي بين مجموعة من الدول، التي تمتلك إمكانيات اقتصادية كبير، وذات ثقل عالمي، فهذه الدول تسيطر على 85% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، مؤكدًا أن «هذه هي المرة الرابعة التي نشارك بها في نسخة مؤتمر العشرين والتي تأتي كدعوات شخصية للرئيس عبد الفتاح السيسي، ويرجع ذلك لدور مصر في المنطقة والإمكانيات التي تتمتع بها».
وتابع «المسلمي»: «تأتي قمة العشرين هذه المرة وسط تحديات عالمية كبيرة، منها سياسية واقتصادية إلى جانب التحديات الاجتماعية والبيئية، كما تواجه القمة ملفات وقضايا، ولأول مرة يشارك الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، ما يزيد من فرص مشاركة الدول النامية، فإصلاح المؤسسات العالمية، مثل صندوق النقد والأمم المتحدة، يندرج تحت قائمة الملفات المهمة التي تتناول القمة مناقشتها».
ملفات قمة العشرينوأضاف رضا المسلمي «وعلاوة على ما سبق تعد التوترات الجيوسياسية أحد تلك الملفات الهامة، فما يحدث في المنطقة من حرب إسرائيل ضد غزة ولبنان لم تتوقف بعد، فالشهداء في فلسطين تخطوا الـ 45 ألف والمصابين أكثر من 100 ألف، إذ فشل العالم في إيقاف هذه المجزرة».
وأكمل: «لا نستطيع أن نتجاهل الأزمة الروسية الأوكرانية المستمرة، التي أثرت على العالم أجمع تأثيرًا اقتصاديًا قبل تأثيرها السياسي، هذا إلى جانب ملف المناخ، ففي أذربيجان كان هناك خلافات بشأن تغيرات المناخ، فالدول الصناعية الكبرى كانت السبب في حدوث التغير المناخي والاحتباس الحراري، إذ غيرت تلك الدول أقاويلها بشأن التمويل، فكان هناك اتفاق بأن يكون تمويل الدول الكبري بنسبة تريليون دولار، إلا أن تلك الدول قالت إنه لا يوجد في مقدورها سوى التمويل بقيمة 100 مليار دولار فقط، فعلى الرغم من الخلافات التي تسبب بها التمويل في قمة المناخ إلا أنهم لم يتوصلوا في النهاية لحل».
واستطرد:«أعتقد أنه سيكون هناك صعوبة في التوصل لحلول في هذا الصدد خلال القمة لأن الرئيس ترامب نفسه لا يعترف بالقمم المناخية ويريد الانسحاب من قمة باريس، الذي ينص على أن العالم لابد أن يتعاون من أجل خفض الانبعاث الحراري، على الرغم من كون الولايات المتحدة الأمريكية أحد المتضررين من حرائق الغابات والانبعاثات الحرارية».
وأما عن ملف الجوع والفقر، فأضاف «المسلمي»: «أطلقت دولة البرازيل تحالف خلال قمة العشرين تحت مسمى « التحالف الدولي لمواجهة الفقر والجوع»، إذ يتضح جاليا التوترات التي شهدها الاقتصاد العالمي جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى جانب توترات الشرق الأوسط وما تفعله إسرائيل، فكان لذلك أيضا يد في التأثير على اقتصاد المنطقة بل والاقتصاد العالمي ككل، فأية توترات سياسية يكون لها تأثيرها على الاقتصاد العالمي، فهناك الكثير من الدول التي ستعاني من مجاعات، ومن خلال ذلك التحالف يتم تسليط الضوء على ضرورة تدخل المؤسسات الكبري لوقف هذه النزاعات حتى يستقل العالم ويعم السلام، وفي هذه الحالة سوف تستقر التجارة والاقتصاد العالمي».
وعن مكاسب مصر من قمة العشرين، أكد «المسلمي»: «في الفترة الأخيرة شهدت مصر إصلاحات اقتصادية وبنية تحتية قوية وتيسيرات ضريبية وجمركية، وكل تلك الإصلاحات تهدف إلى جذب استثمارات كبيرة، فقمة العشرين واللقاءات التي يعقدها السيد الرئيس مع رؤساء الدول الأخرى تناقش موضوع التعاون الثنائي، فيمكن أن يحدث جذب للاستثمارات من هذه الدول الكبرى، هذا ما يعود بإنشاء مشروعات استثمارية في مصر وبالتالي توفر فرص عمل».
حجم التبادل التجاري جراء المشاركة في قمة العشرينوأسهب رئيس قسم الاقتصاد في جريدة الأسبوع، قائلا: «حجم التبادل التجاري بين مصر ومجموعة العشرين يتراوح بين 60 و 65 مليار دولار، فهناك فرصة لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وتلك الدول، وبالتالي نحقق حلم التصدير الذي نأمل أن يصل إلى 100 مليون دولار»، وأكد أن التعاون الاقتصادي بين مصر وتلك الدول سيكون تعاونا مثمرا وسيساهم في تحقيق مكاسب عالمية للاقتصاد المصري، إلى جانب زيادة الاستيراد وجذب عملة أجنبية، مضيفًا: «إلى جانب تحويلات المصريين العاملين في هذه الدول، فتلك التحويلات تكون بالدولار وتقدر بنحو 11 مليار دولار، وهذا ما يساهم في أن يكون حجم الاحتياطي النقدي المصري مستقر بل يرتفع، وهذا ما يوفر احتياطي من السلع الاستراتيجية في مصر آمن ومستقر لعدة شهور لأكثر من 6 شهور، لذا فالمكاسب التي ستعود على مصر كثير».
وأما عن دور القمة في حل التوترات الناشبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، قال «المسلمي»: «هناك ما يشبه حرب تجارية بين الصين وأمريكا، فمعظم سلع الصين تذهب إلى أمريكا، لذا اهتم بايدن بملف التعريفة الحمركية وفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من بعض الدول والصين تحديدا، لذا اعتقد أن ذلك سيشعل الخلافات أكثر بين الدولتين وبعض الدول الأخرى أيضا، إذ يحاول ترامب أن يجعل الولايات المتحدة تعتمد على الإنتاج المحلي»، واختتم قائلا: « لذا اعتقد أن فترة ترامب ستشهد مزيد من الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ».
برنامج المنتدى الدوليجدير بالذكر أن برنامج المنتدى الدولي يقدم على شاشة قناة المصرية، تقديم المذيعة دعاء المحلاوي، وإخراج فهد البنهاوي، وإعداد كل من مها منصور، وأمير صديق، وتحت رئاسة تحرير محمد عبد الهادي.
اقرأ أيضاًتفاصيل مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين بالبرازيل.. منتدى اقتصادي بامتياز
الرئيس السيسي يعلن أمام قمة العشرين انضمام مصر إلى التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع
عضو تجارية القليوبية: مشاركة السيسي بقمة العشرين تأكيد على دور مصر المحوري في المنطقة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمريكا الصين قمة العشرين رضا المسلمي التبادل التجاري بين مصر ودول العشرين الولایات المتحدة الاقتصاد العالمی قمة العشرین تلک الدول إلى جانب فی قمة
إقرأ أيضاً:
بعد مشاركة السيسي.. التفاصيل الكاملة حول قمة العشرين بالبرازيل
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية للمشاركة في أعمال قمة مجموعة العشرين، التي تنعقد يومي 18 و19 نوفمبر الجاري. تأتي هذه المشاركة بدعوة من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وتمثل الحضور الرابع لمصر في قمم المجموعة بعد مشاركتها في قمم 2016 (الصين)، و2019 (اليابان)، و2023 (الهند)، ما يعكس الاعتراف الدولي بدور مصر الإقليمي والدولي.
أجندة مصر في قمة العشرين: الأولويات والتحدياتأوضح السفير أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مشاركة الرئيس السيسي تهدف إلى تسليط الضوء على أولويات الدول النامية، وعلى رأسها تعزيز الشمول الاجتماعي، مكافحة الفقر والجوع، إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، وتحول الطاقة في سياق التنمية المستدامة.
وأكد أن كلمات الرئيس خلال القمة ستتناول الجهود المصرية لتحقيق التنمية الشاملة، مع التركيز على التحديات التي تواجه الدول النامية، خاصة في ظل التقلبات الدولية المتصاعدة. كما سيتناول الرئيس في كلماته القضايا الإقليمية الملحّة، وعلى رأسها التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والدور المصري في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين: بداية مرحلة جديدةمع تولي البرازيل رئاسة مجموعة العشرين في الأول من ديسمبر 2023، تنطلق حقبة جديدة من التعاون الدولي تحت شعار تعزيز التنمية المستدامة. تركز القيادة البرازيلية على القضايا العالمية ذات الأولوية، مثل القضاء على الفقر والجوع، وتعزيز الحوار الشامل بين الدول الأعضاء.
من أبرز المبادرات التي سيتم إطلاقها خلال القمة "التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع"، الذي يهدف إلى حشد الموارد المالية والمعرفية لتحقيق الأهداف التنموية لعام 2030. وتهدف البرازيل من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق إنجازات ملموسة تسهم في تحسين حياة الشعوب.
لقاءات رفيعة المستوى لتعزيز التعاون الدوليعلى هامش القمة، سيعقد الرئيس السيسي لقاءات ثنائية مع عدد من قادة وزعماء العالم، لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث آليات التعاون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما سيتم التطرق إلى جهود استعادة السلم والأمن الإقليميين، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.
تمثل هذه القمة فرصة استثنائية لمصر لإبراز رؤيتها التنموية والمشاركة في صياغة سياسات دولية تعزز من التكامل العالمي، وتدعم التطلعات نحو مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.