صحيفة صدى:
2025-03-11@12:14:21 GMT

اقبلها

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

اقبلها

نمر في حياتنا بالكثير من المواقف السعيدة والمحزنة والمحيرة، وثمار هذه المواقف نراها في حياتنا نكتسب الخبرات والدروس والمواعظ، التي تجعلنا خبراء في كيفية التعامل معها، فالحياة كالشجرة ذات الأغصان اليانعة منها القوي الذي تجلس عليه ومنها الضعيف الذي ينكسر ويحرق للتدفئة والاستنارة (من يحبّ الشّجرة يحبّ أغصانها).

نحب حياتنا لتفرعها وتنوع أحداثها، لأن كل فروع حياتنا من أقدار الله، قال السري بن حسان: ” الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين” وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما رأى أحد المبتلين: ” يا عدي، إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرضى بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله”.

اقبلها في حياتك من الاحداث والمواقف ولا تتسخط، اقبل كل عوارض الحياة بحكمة مؤمن يعي بأن الاقدار مكتوبه وما نحن إلا أسباب، اقبل كل منغص فبعده السعادة والسرور، اقبل العسر فبعده اليسر، اقبل الهموم فهي الطريق للتقرب الى الله وستزول، اقبل البشر بطبائعهم واسعد بمن يسعدك واصبر على من آذاك، اقبل التأخير في مطالبك فالفرج قريب، اقبل القريب ولا تقطع الرحم، اقبل مهنتك فهي باب رزقك، اقبل المسؤول عنك فهو عونك، اقبل لتقبلها، فما بعد القبول والرضى إلا الفرح والسرور والسعادة والراحة، فإن الرضى بما كتبه الله لك، وهوركن من أركان الإيمان ” بالقضاء وبالقدر خيره وشره “.

اقبل كل شي ولا تخجل من أخطائك، ولكن اخجل من تكرار الأخطاء والزلات وترميها إنها من الأقدار.

قال أبو العلاء المعري: لم يسقكم ربكم عن حسن فعلكم …. ولا حماكم غماما سوء أعمال …. وإنما هي أقدار مرتبة … ما علقت بإساءات وإجمال.

اقبل بنسبك وحسبك قال تعالي “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا “.

اقبل بمهنتك فهي باب رزقك واجتهد ولا تتكاسل قال تعالى ” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فأمشو في مناكبها وكلوا من رزقه”

اقبل بزوجتك فهي شريكة حياتك وأم أبناءك وخير معين لك، فقد نهى نبينا محمد صل الله عليه وسلم في حجة الوداع عن الإساءة لهن وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة فقال ” استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله”

اقبلِ بزوجك فهو النور لحياتك وسترك وأب أبناءك، قال نبينا محمد صل الله عليه وسلم ” إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبوب الجنة شئتِ”

حولق بعينيك بين سطوري، وكن رضياً بما قدر الله، واستسلم لكل ما تجري به الأقدار، فالله سبحانه الفرد الصمد هو من يقذف في قلبك الرضى والتسليم، إن قبلت فكنت أنت الراضي، وإن سخطت فأنت الجازع المتسخط، فجاهد النفس وأفعل الأسباب وأنت واثقاً بعطاء وعون الله عز وجل لك.

يا كحيل العين، لك إرادة القبول والحمد، كما لك إرادة أن تصلي وتصوم وتتصدق، ولك إرادة أن تجزع والسخط كما لكل أن تسرق وأن تظلم وأن تفسق، فالله هو من سيجازيك على عملك الطيب من صلاة وصوم وإحسان وصدقة، وتستحق للعقاب على ما فعلت من السوء من سرقة أو ظلم أو غير ذلك من سائر المعاصي، قال تعالى ” لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”.

الخلاصة: اقبلها وأرض بكل خير وأسعى للاستزادة وجاهد نفسك على كل ضر وضرار، وتعلم وتيقن ان اختيار الله لك، خير من اختيارك لنفسك، وأنه سبحانه أعلم بمصالحك منك، والله وحده هو العالم  بكل شي، القادر على سوقها لمن شاء، والمؤمن يرضى ولا يسخط، فأقبلها.

 

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

"إرادة الحياة أقوى من الحرب".. محل فساتين زفاف في غزة يعيد فتح أبوابه من جديد

بعد 15 شهرًا من الحرب، بدأ سكان غزة في إعادة بناء حياتهم وسط الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. وفي خطوة تعكس روح الصمود، أعادت "سناء سعيد" فتح محلها لفساتين الزفاف في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، بعد أن تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

اعلان

وتكشف مأساة غزة عن حجم الدمار الهائل الذي طال المناطق المكتظة بالسكان، حيث تحولت أجزاء واسعة من القطاع إلى أنقاض، ولم يبقَ سوى عدد قليل جدًا من المستشفيات قيد التشغيل، في حين لجأ المدنيون إلى المخيمات والمدارس بحثًا عن مأوى.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل ما لا يقل عن 48,406 شخص منذ بدء الحرب، معظمهم من المدنيين، بينما قدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة العدد بأكثر من 61 ألف قتيل، مشيرًا إلى أن الآلاف لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض. كما تجاوز عدد المصابين 111,852 شخصًا، في كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وتروي سناء سعيد، صاحبة محل فساتين الزفاف، حجم الخسائر التي لحقت بها، قائلة: "خسرت كل شيء في المحل. كل قطعة، كل فستان، كل زينة. كانت قيمة البضاعة وحدها 50 ألف دولار، غير الديكورات. كان لدينا 48 فستان زفاف أبيض، 40 بدلة ملونة، 400 فستان، بالإضافة إلى الإكسسوارات الكاملة. كان المتجر حلمًا عمره 25 عامًا، فتحته أخيرًا قبل سنة، لكن الحرب دمرت كل شيء في لحظة".

محل فساتين الزفاف في غزة يعيد فتح أبوابهيوروفيجن ـ وفا

ورغم المأساة، تحاول سناء النهوض من جديد وإعادة فتح محلها، مؤكدة: "الحياة تستمر، وغزة ستداوي جراحها بإذن الله. نعم، نعيش المعاناة، لكننا نتمسك بالأمل. سنعود ونقف من جديد".

سناء تنفذ تصميم فستان زفاف في ظروف مأساويةيوروفيجن ـ وفا

وفي ظل الدمار والحصار، تحاول العائلات في غزة الاحتفاظ ببعض مظاهر الحياة الطبيعية، حتى وإن كانت حفلات الزفاف تقام بشكل رمزي وسط المدارس والمخيمات. وتشير سناء إلى أن العديد من الفتيات اضطررن إلى استئجار الفساتين بأسعار زهيدة جدًا، فقط لالتقاط صور رمزية في ظل انعدام الظروف الملائمة للاحتفالات.

بعض من الفساتين المعروضة في المحل يوروفيجن ـ وفا

وتضيف بحسرة: "كيف يمكن للفرح أن يعيش وسط كل هذا الدمار؟ أكثر من عام ونصف لم أرَ الكهرباء بعيني، لم أستحم، لم أرتدِ ملابسي بشكل طبيعي. كنا ننام وسط الأنقاض، نحاول إعادة ترتيب حياتنا مما تبقى".

Relatedمخيمات النازحين في غزة تزداد اتساعًا.. دمارٌ وركامٌ وانتظارٌ لمصير مجهولما المتوقع من اجتماع القادة العرب في القاهرة بشأن مستقبل غزة؟تحذير أممي من مجاعة وشيكة في غزة: المخزون الغذائي لن يكفي لأكثر من أسبوعين

بينما تواصل غزة التمسك بالحياة وسط الركام، تبقى قصص الصمود مثل قصة سناء شاهدًا على إرادة الناس في مواجهة المصاعب. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، فإن سكان غزة يؤكدون أن الأمل لا يزال موجودًا، وأنهم قادرون على إعادة بناء حياتهم، خطوةً بخطوة، مهما كانت التحديات.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع جنوني في الأسعار في غزة.. القطاع بين الحصار الإسرائيلي والاحتكار المحلي الحوثي يمهل الوسطاء 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة قبل استئناف الهجمات البحرية كتبٌ تُحرق.. مع شحّ غاز الطهي في غزة أصبحت المؤلفات هي الوقود حركة حماسغزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext التحقيق في مجازر الساحل: خطوة نحو العدالة أم مناورة لتجنب العقوبات؟ يعرض الآنNextعاجل. "مجموعة أو دولة تقف وراءه".. إيلون ماسك يعلن عن هجوم سيبراني كبير على منصة "إكس" يعرض الآنNext تقرير صادم: 7 من كل 10 نساء في إيل دو فرانس يتعرضن للعنف الجنسي في وسائل النقل العام يعرض الآنNext العباءة.. من زيّ تقليدي إلى هوية رمضانية يعرض الآنNext شلل جوي في ألمانيا.. إضراب العمال يعطل الرحلات في 13 مطارا اعلانالاكثر قراءة تسريب بيانات خطير في إسرائيل يكشف هويات وعناوين آلاف حاملي الأسلحة باريس تضخ 195 مليون يورو إضافية لدعم أوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة تصاعد الاشتباكات في إدلب..مشيعون يتوعدون بالانتقام بعد مقتل أفراد من قوات الأمن السورية "الجنس مقابل السمك".. كيف تُستغلّ النساء في زامبيا بسبب الجفاف وقلة المساعدات الدولية وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى محاسبة "مرتكبي المجازر" ضد الأقليات في سوريا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياضحاياروسيادونالد ترامبالحرب في أوكرانيا بشار الأسدألمانياالاتحاد الأوروبيأبو محمد الجولاني أوروبابريطانياقوات الدعم السريع - السودانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم 11 رمضان للرزق والفرج والتوفيق.. داوم عليه طوال اليوم
  • "إرادة الحياة أقوى من الحرب".. محل فساتين زفاف في غزة يعيد فتح أبوابه من جديد
  • مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة
  • قرأت عليه سورة “يس”.. شمس البارودي: أصيبت بصدمة لوفاة ابني وزوجي
  • صيام عمال البناء .. إرادة تعكس النفحات الرمضانية
  • عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش
  • رئيس الدولة: التكنولوجيا تغيّر جوانب حياتنا
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • دعاء يجلب الرزق ويمنع الفقر .. واظب عليه في قيام الليل
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم