صعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تهديداته النووية، معلنا الثلاثاء توسيع نطاق القوة النووية لتشمل دولا لا تمتلك قدرات نووية، في ما يعد تغييرا على عقيدة موسكو النووية.

وجاء التهديد الروسي عقب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية لاستهداف مواقع داخل روسيا.

فما هي العقيدة النووية الروسية؟ وكيف تغيرت خلال السنوات القلية الماضية خلال الحرب مع أوكرانيا؟

تهديدات متكررة

كان بوتين قد أصدر مرسوما الثلاثاء يجيز استخدام أسلحة نووية ضد دولة لا تملك هذا النوع من السلاح إذا كانت مدعومة من قوى نووية.

 وأفاد المرسوم بأن "من الشروط التي تبرر استخدام أسلحة نووية إطلاق صواريخ بالستية ضد روسيا".

وتزامنت هذه الخطوة مع مرور ألف يوم على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وبعدما أعطت الولايات المتحدة موافقة لكييف لاستخدام صواريخ طويلة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، هدد بوتين ومسؤولون آخرون في الكرملين الغرب مرارا بترسانة روسيا النووية.، وفي اليوم الأول من الحرب، قال بوتين "كل من يحاول إعاقتنا، ناهيك عن تهديد بلدنا وشعبه، يجب أن يعرف أن الرد الروسي سيكون فوريا وسيؤدي إلى عواقب لم يشهدها في التاريخ من قبل".

وعاد الكرملين ليقول، في سبتمبر، إن روسيا أعدت تعديلات على عقيدتها النووية.

والعقيدة معروفة رسميا باسم "المبادئ الأساسية لسياسة الدولة بشأن الردع النووي"، والتي وقع عليها بوتين في عام 2020، وهي تحدد متى يمكن لروسيا أن تلجأ لترسانتها من هذا النوع.

وتصف العقيدة الأسلحة النووية بأنها "وسيلة للردع"، مشيرة إلى أن استخدامها "إجراء متطرف واضطراري". وتقول إن روسيا "تبذل كل الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي ومنع تفاقم الخلافات بين الدول، التي قد تؤدي إلى نشوب صراعات عسكرية، بما في ذلك الصراعات النووية".

وتنص على أن "الردع النووي يهدف إلى توفير الفهم للخصم المحتمل لحتمية الانتقام في حالة العدوان على الاتحاد الروسي و/أو حلفائه".

وتنص العقيدة على استخدام روسيا أسلحة نووية "في حالة وقوع هجوم نووي من قبل عدو أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة".

روسيا وتعديل العقيدة النووية.. ما وراء الإعلان "الأكثر حسما"؟ ما هي "العقيدة النووية الروسية؟، وماذا يعني تعديلها؟"، تساؤلات صاحبت إعلان موسكو نيتها إدخال تعديلات على تلك العقيدة في ظل الحرب بأوكرانيا، ونجاح القوات الأوكرانية في السيطرة على مناطق من الأراضي الروسية.

وتقول العقيدة إن الأسلحة النووية يمكن استخدامها في المواقف المحددة التالية:

- إذا وردت معلومات موثوقة عن إطلاق صواريخ باليستية تستهدف أراضي روسيا أو حلفائها.

- إذا تم استخدام الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها.

- إذا هدد هجوم عدو بأسلحة تقليدية وجود روسيا.

- إذا كانت هناك هجمات على منشآت حكومية أو عسكرية روسية بالغة الأهمية من شأنها أن تقوض قدرة البلاد على شن ضربات نووية انتقامية.

دواعي الرد النووي

عندما سئل في يونيو الماضي هذا السؤال، أشار بوتين إلى ما يسمى بـ"العقيدة النووية الروسية. انظروا إلى ما هو مكتوب هناك". وقال في منتدى سانت بطرسبرغ "إذا هددت تصرفات أي شخص سيادتنا وسلامة أراضينا، فإننا نعتبر أنه من الممكن استخدام كل الوسائل المتاحة لنا".

وفي تصريحات سابقة لموقع الحرة، قال الخبير الاستراتيجي الروسي، أندريه مورتازين، إن العقيدة النووية الروسية تنص على استخدام السلاح النووي في حالتين.

والحالة الأولى هي تعرض روسيا لـ"هجوم نووي"، ما يستدعي "الرد الجوابي"، والحالة الثانية تعرض كيان الدولة الروسية لـ"خطر وجودي". ولا يوجد "تفسير محدد" لمعنى تعرض الدولة لـ"خطر وجودي"، ولا يتم تحديد ماهية تلك التهديدات الوجودية، حسب الخبير.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد ركن أحمد رحال، إلى 4 أسباب قد تدفع روسيا لاستخدام السلاح النووي وفق العقيدة الروسية. وتتعلق تلك الحالات بتهديد كيان الدولة حتى لو باستخدام "أسلحة تقليدية"، وإذا تم توجيه ضربات باستخدام "صواريخ باليستية"، أو التعرض لضربات نووية "مباشرة"، أو التعرض لمخاطر "السلاح الكيماوي والبيولوجي"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

وهناك تسع دول فقط حول العالم تمتلك أسلحة نووية وهي "روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، بريطانيا، الهند، باكستان، وكوريا الشمالية"، فضلا عن إسرائيل التي "لم تؤكد ولم تنف أبدا" حيازتها السلاح النووي.

وتمتلك روسيا أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم بما لديها من نحو 6000 رأس حربي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: العقیدة النوویة الروسیة الأسلحة النوویة أسلحة نوویة

إقرأ أيضاً:

خطر جديد يهدد سكان لوس أنجلوس بسبب الحرائق.. مواد خطيرة تنتشر في المياه

رغم فرار سكان مدينة لوس أنجلوس من لهب الحرائق المشتعلة منذ أيام طويلة، رغبة منهم في حماية أنفسهم وذويهم، إلا أن هناك خطراً جديدًا يهدد حياتهم بسبب الحرائق أيضًا، وفقاً لما نشرته صحيفة «واشنطن بوست». 

إشعارات كثيرة تداولت في نطاق مدينة لوس أنجلوس، بعد اشتعالها بالنيران منذ أيام، تسببت في ذعر السكان، وهي عبارة عن «لا تشرب»، «لا تغلي»، هكذا حذرت إدارة المياه والطاقة بالمدينة والمناطق المجاورة من استخدام مياه الشرب.

مواد كيميائية مسرطنة في مياه الشرب

حرائق الغابات في مدينة لوس أنجلوس، والتي امتدت إلى المدن المجاورة أيضاً، تخاطر بإدخال مواد كيميائية ضارة تُعرف باسم المركبات العضوية المتطايرة «VOCs» إلى نظام المياه البلدي.

ووفقاً للخبراء بإدارة المياه، فإن الأمر سيستغرق أسابيع لتحديد مدى أي تلوث، وشهوراً قبل إجراء الإصلاحات، وحتى ذلك الحين، يجب عدم استخدام مياه الصنبور للشرب أو الاستحمام أو أي استخدام آخر في هذه المناطق، لأن ذلك قد يكون له عواقب صحية لا يمكن تصورها.

وقال أندرو ويلتون، أستاذ الهندسة المدنية والهندسة البيئية في جامعة بيرديو: «لا يمكن قتل المواد الكيميائية، بل يتعين إزالتها فعلياً من الماء»، مشيرًا إلى أنه عندما يكون هناك تحذير «لا تغلي» أو «لا تشرب»، فإن شركة المرافق تشك في وجود مركبات عضوية متطايرة في مياه الشرب.

أعراض الإصابة بالمواد المسرطنة

ونصحت إدارة المياه والطاقة السكان بأنه إذا اكتشفوا أي رائحة أو لون غير طبيعي في مياه الصنبور، فيجب عليهم إبلاغ شركة المياه الخاصة بهم. كما أوضحت أعراض الإصابة بهذه المواد، والتي تشمل:

- قيء حاد.

- تسارع في ضربات القلب.

- تهيج في المعدة.

- دوار وتشنجات.

ووفقاً لعلماء الصحة العامة، فإن النتائج الصحية طويلة الأمد الناجمة عن التعرض لهذه المواد تشمل السرطان، وفقر الدم، والتأثيرات العصبية، وتلف الجهاز التناسلي ونمو الجنين.

مقالات مشابهة

  • هل استخدام الشاشات قبل النوم يهدد صحة قلبك؟: اكتشف الحقيقة
  • بعد بن غفير..سموتريتش يهدد بإسقاط حكومة نتانياهو إذا لم تحتل قطاع غزة
  • بوتين يروج لإمكانية إنشاء مشاريع نووية جديدة محتملة مع إيران
  • روسيا تشترط وقف دعم أوكرانيا لاستئناف المفاوضات النووية والاقتصادية مع واشنطن
  • خطر جديد يهدد سكان لوس أنجلوس بسبب الحرائق.. مواد خطيرة تنتشر في المياه
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان يوقعان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين
  • الرئيس الروسي يعلن بناء وحدتين لمحطة بوشهر النووية الإيرانية
  • بوتين: روسيا تأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار بغزة لاستقرار طويل الأمد
  • بوتين وبزشكيان يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين روسيا وإيران
  • بزشكيان يصل إلى موسكو للقاء بوتين وتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الروسية الإيرانية