استقبل الدكتور ناصر سعيد مندور، رئيس جامعة قناة السويس، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر، وفداً من جامعة هاينان الصينية برئاسة الدكتور جانج جى يو، رئيس الجامعة، وضم الوفد الدكتورة يانج شى، نائب رئيس الجامعة، والدكتور يودينج، عميد كلية الزراعة، والدكتور شين جو، عميد كلية العلوم البحرية، والدكتور جانج يوليا نج، عميد كلية الهندسة، والدكتورة وانج نى، مديرة التعاون والتبادل الدولي بالجامعة الصينية.

هدف اللقاء إلى توطيد العلاقات العلمية والبحثية بين الجامعتين، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم تنص على انضمام جامعة قناة السويس إلى رابطة الجامعات الاستوائية.

تأتي هذه الخطوة بمبادرة من جامعة هاينان والأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين المؤسسات التعليمية الأعضاء.

شهد مراسم توقيع مذكرة التفاهم الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمود فرج، عميد كلية الزراعة، والدكتور باسم الهادي السعيد، وكيل كلية الهندسة، تأكيداً على عمق العلاقات بين الطرفين وأهمية الاتفاقية في دعم البحث العلمي والتدريب.

وخلال اللقاء ـ رحب الدكتور ناصر مندور برئيس جامعة هاينان والوفد المرافق له، مشيراً إلى أن هذا التعاون بين جامعة قناة السويس وجامعة هاينان الصينية يؤكد على الدور الريادي للجامعتين في مواجهة التحديات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس رؤية استراتيجية لتعزيز مكانتهما على الساحة الدولية.

وبدوره، أعرب جانج ي يو  عن سعادته بهذا التعاون مع جامعة قناة السويس التي تتصدر الجامعات المصرية من حيث حجم التعاون مع الجانب الصيني ، موضحا أن جامعة هاينان، الواقعة جنوب الصين، تُعد واحدة من أبرز الجامعات الحكومية الصينية، وتضم 45 ألف طالب و2800 عضو هيئة تدريس.

أكد الدكتور محمد سعد زغلول أن هذه الاتفاقية ستعزز تبادل الأبحاث خاصة في مجالي التغيرات المناخية وعلوم البحار، مشيراً إلى أهمية التعاون الأكاديمي والبحثي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف الدكتور محمد سعد أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية نحو توسيع آفاق التعاون الأكاديمي والبحثي، ما يعزز من مكانة جامعة قناة السويس كواحدة من أبرز الجامعات المصرية ذات العلاقات الدولية المتميزة.

كما بحث الجانبان سبل التعاون في مجال الزراعة والهندسة ، حيث  تقدم جامعة هاينان برامج متنوعة تشمل العلوم، الزراعة، الهندسة، الطب، الاقتصاد، الفلسفة، والقانون، مما يجعلها في صدارة التصنيف الأكاديمي للجامعات الصينية.

هذا وقام الدكتور محمود فرج عميد كلية الزراعة بتقديم شرح وافي عن كلية الزراعة وبرامجها وأقسامها المختلفة ، فيما قدم الدكتور باسم الهادي عرضا لبرامج كلية الهندسة وأقسامها .

وفي نهاية اللقاء قام الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس ، بإهداء رئيس جامعة هاينان درع جامعة قناة السويس تعزيزاً للتعاون بين الجانبين.

ثم توجه الوفد الصيني لزيارة الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية يرافقهم الدكتور تامر نبيل عميد الكلية ، حيث سيعقدون لقاءات مع الأساتذة والباحثين لمناقشة تأثيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة على التنمية الزراعية، بالإضافة إلى سبل مواجهة تدهور الأراضي الزراعية وتآكل المنشآت نتيجة التغيرات المناخية.

تُعد رابطة الجامعات الاستوائية منصة دولية لدعم التعاون العلمي والبحثي، وتركز على مواجهة التحديات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تضم الرابطة 41 جامعة من دول مثل الصين، مصر، البرازيل، كينيا، جنوب أفريقيا، وأوغندا، وتعمل على تبادل الخبرات بين أعضائها في مختلف المجالات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة قناة السويس الصين تعاون جامعة قناة السویس کلیة الزراعة رئیس جامعة عمید کلیة

إقرأ أيضاً:

موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس

 

 

إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي

في لحظة تاريخية راقية جمعت بين عراقة الحضارة المصرية وسحر الدبلوماسية العُمانية، عبر السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- قناة السويس على متن يخته السلطاني "آل سعيد"، في مشهدٍ مهيب استقبله فيه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مُبارك.

لم يكن عبورًا مائيًا فحسب، بل عبورًا فنيًا وثقافيًا عابرًا للزمن، حين عزفت الفرقة الموسيقية السلطانية الخاصة معزوفة "موكب النصر" من أوبرا "عايدة"، في دلالة ذكية على ربط الحاضر بروعة الماضي، والاحتفال بمجدٍ بُعث من جديد.

في تلك الأمسية، لم تكن الأنغام التي انبعثت من سطح اليخت مجرد موسيقى كلاسيكية. كانت رسالة حضارية مشبعة برمزية الزمان والمكان، أراد من خلالها السلطان قابوس، الرجل الذي امتزجت في شخصيته الحكمة الشرقية والذوق الأوروبي الرفيع، أن يُحيي ذكرى لحظة خالدة من تاريخ مصر العظيم، حين افتُتحت قناة السويس في 17 نوفمبر 1869، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يتوق لتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا؛ بل الأجمل، حضارةً وفنًا.

كان الخديوي إسماعيل قد دعا ملوك وأمراء أوروبا وغيرهم لحضور افتتاح القناة، ذلك الإنجاز الهندسي العظيم الذي ربط البحرين الأحمر والمتوسط، وأعاد تشكيل خريطة التجارة العالمية. وفي أوج الاحتفالات، أراد إسماعيل أن يقدم للعالم تحفة فنية تليق بمصر، فكلّف الموسيقار الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي بتأليف أوبرا خاصة تُعرض في دار الأوبرا الخديوية الجديدة بالقاهرة. وهكذا وُلدت أوبرا "عايدة".

ورغم نية الخديوي عرض "عايدة" في حفل افتتاح قناة السويس، حالت الحرب الفرنسية البروسية دون إيصال الأزياء والديكورات من باريس في الوقت المناسب. فتم تأجيل العرض، وبدلًا من "عايدة"، قُدمت أوبرا "ريغوليتّو" في افتتاح دار الأوبرا. أما "عايدة"، فقد رأت النور لاحقًا، في 24 ديسمبر 1871، بعرضٍ مهيب في القاهرة، لتصبح واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية في التاريخ.

الموسيقار جوزيبي فيردي (1813- 1901)، الذي يعد أحد أعمدة الفن الأوبرالي الإيطالي، صاغ موسيقى "عايدة" بحس درامي مرهف؛ حيث تداخلت المشاعر الوطنية بالحب، والفخر بالانتصار. وكانت معزوفة “موكب النصر” (Triumphal March)، التي عُزفت في ذلك العشاء السلطاني العُماني المصري، ذروةً موسيقيةً تعبّر عن النصر المصري في سياق القصة، لكنها أيضًا تعبير فني خالد عن المجد الحضاري والأهم، وإذا كانت هذه المعزوفة التاريخية صُمِّمَت بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، فهل سبق للتاريخ أن يسجل عزفها في القناة ذاتها من قبل؟

كلمات من المجد الأوبرالي:

في أجواء الموكب، تُنشد الجوقة:

المجد لمصر، ولإيزيس // التي تحمي هذه الأرض المقدسة

تتماهى هذه الكلمات مع روح اللحظة التي صنعها السلطان قابوس؛ فليس من قبيل المصادفة أن تُعزف هذه المقطوعة في قلب قناة السويس، ذات الشريان الذي مثّل لمصر وللعالم بوابةً إلى الحداثة والانفتاح منذ القرن التاسع عشر.

عُمان ومصر: لحنٌ من التقدير المتبادل

اختيار "عايدة" من قبل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- لم يكن مجرد ترفٍ موسيقي؛ بل كان فعلًا دبلوماسيًا ذا طابع ثقافي عميق، يعكس الفهم العميق للعلاقات بين الشعوب، واحترامًا صامتًا للذاكرة التاريخية المصرية؛ فالسلطان الراحل كان معروفًا بذائقته الرفيعة وعشقه للفنون الكلاسيكية، وقد جمع في هذه اللحظة بين فخامة التاريخ وسلاسة الدبلوماسية، في مشهد من أسمى صور القوة الناعمة.

لقد عبر يخت "آل سعيد" مياه القناة مزهوًا بمجد لا يُقاس بالأمتار أو البحار؛ بل بالمعاني. كانت معزوفة “موكب النصر” في تلك الليلة أكثر من موسيقى، كانت صدى لذاكرة مصر، وهديّة مُفعمة بالتقدير من سلطنة تعرف قيمة التاريخ وصوت الفن وتقديرًا مُشرِّفًا لمصر العراقة والتاريخ قاطرة الأمة التي يبقى فيها وبها أمل الأمة المُتجدد، كما أحيت الأمل دومًا في معترك التاريخ ومفاصله الوجودية للأمة مثالًا بعين جالوت وما قبلها وما بعدها، وإني على يقين أنَّ رايات النصر في مصر معكوفة إلى وقتها وإن نُشِرَت، سيدور التاريخ إلى مركزه، حينها ستفرح الأمة بنصر الله.. وعسى أن يكون قريبًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أكثر من 14 ألف زائر و33 مذكرة تفاهم .. “أبوظبي العالمي للصحة” يعزز الابتكار والتعاون الدولي
  • التوقيع على مذكرة تفاهم بين وكالة التدبير الاستراتيجي وهيئة الرساميل لدعم مؤسسات ومقاولات الدولة 
  • سلطان القاسمي يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين الشارقة لرياضة المرأة وجامعة كلباء
  • حاكم الشارقة يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة كلباء ومدرسة فكتوريا الدولية
  • 60 يوما بالمستشفى.. وفاة طالبة ألسن جامعة قناة السويس ضحية الحادث المروري
  • هل صارت السويس من ممتلكات ترامب ؟
  • موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
  • «غرف الإمارات» يوقّع مذكرة تفاهم مع «تجارة وصناعة أستراليا»
  • مذكرة تفاهم بين ليبيا والبنك الدولي تُمهّد لإصلاحات اقتصادية طويلة الأمد وتمكين الشباب
  • برنامج المدن الطبية بالإدارة العامة للخدمات الطبية يوقّع مذكرة تفاهم مع جامعة الفيصل لتعزيز مجالات التعاون الأكاديمي والصحي