ما الذي يريده الأميركيون من ترامب وما التحديات المنتظرة؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
مع الفوز الحاسم لدونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يستعد الرئيس المنتظر لإجراء تغييرات سياسية شاملة داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها.
ما الذي يريده الناخبون من الرئيس ترامب؟ وما التحديات المنتظرة؟ وما المقبول وغير المقبول عند أنصار ترامب في اليوم الأول من الرئاسة؟ وكيف كسب الرئيس القادم قلوب الناخبين الأميركيين السود؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استبيان: الهجرة رغبة الشباب العربي ولو دون وثائقlist 2 of 2مركز أبحاث أميركي: بايدن وترامب محرجان.. "استبدلوهما"end of list
أجرى مركز بيو للدراسات والأبحاث، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، دراسة لفهم آراء الأميركيين، بمن فيهم الناخبون المسجلون، بشأن الرئاسة الجديدة للبيت الأبيض وتوقعاتهم لها.
وأظهرت الدراسة نسبا متزايدة للناخبين المؤيدين لترامب، الذين يرون أنه سيغير واشنطن للأفضل، بينما قال 12% فقط إنه لن يغير الأمور كثيرا.
كما رأى مؤيدو كامالا هاريس أن ترامب من المحتمل أن يغير الأمور، لكن 92% قالوا إن ترامب سيغير الأمور للأسوأ.
كانت القضية الأهم بالنسبة للجمهوريين هي اقتصاد البلاد هذا العام، كما احتلت الهجرة المرتبة الثانية، إذ قال 82% إنها كانت مهمة جدا لتصويتهم، وهذه النسبة تشكل زيادة واضحة مقارنة بنتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز في عام 2020، عندما أعرب نحو 61% من أنصار ترامب عن أنها مهمة جدا بالنسبة لهم.
ومن القضايا الأقل أهمية لناخبي ترامب هي قضية التغير المناخي، فقد قال 11% فقط من المستطلعة آراؤهم إنها مهمة جدا، وكان الحال نفسه في قضية عدم المساواة العرقية والإثنية، وكانت قضية الإجهاض ذات أهمية لـ35% منهم.
أنصار ترامب المشاركين في الدراسة أبدوا رأيا موحدا بشأن عدة قضايا ثقافية.
ومن بين تلك القضايا التي اتفقوا عليها بشكل عام، قضية الجنس البيولوجي، واعتقد 92% منهم أنها غير قابلة للتغيير، وكان لـ7% فقط رأي آخر وهو أنه يمكن للشخص أن يكون رجلا أو امرأة حتى وإن كان ذلك مختلفا عن الجنس الذي وُلِد به، وفضل أغلب الناخبين امتلاك الأسلحة على أنه يزيد من الأمان أكثر مما ينقصه.
وأظهرت الدراسة نسبة 83% من الناخبين، يرون أن نظام العدالة الجنائية لا يتعامل بقسوة كافية مع المجرمين.
كما زعم 75% من المستطلعة آراؤهم أن إرث العبودية يؤثر بشكل كبير على وضع الأشخاص السود في المجتمع الأميركي اليوم.
بالمقابل، عبر أغلبية أنصار هاريس عن آراء معارضة تماما لجميع القضايا سابقة الذكر.
وعند سؤال المشاركين في الدراسة عما إذا كانت المكاسب التي حققتها النساء في المجتمع قد جاءت على حساب الرجال، أجاب الأغلبية بـ"لا".
وكما يبدو في الاستطلاع أن الناخبين الأميركيين المناصرين لترامب لا يشعرون بالحماس لفصل الدين عن السياسات الحكومية، فقد أيدها 55%، مقابل 87% من أنصار هاريس الذين رأوا أن لا علاقة للدين في السياسة.
طالما اختلف الجمهوريون والديمقراطيون حول حجم ونطاق الحكومة، واستمر الخلاف حتى الدورة الانتخابية الأخيرة.
وبحسب الاستطلاع، فإن 72% من أنصار ترامب يعتقدون أن المساعدات المقدمة للفقراء تعود عليهم بالأذى أكثر من نفعها.
وفي الوقت نفسه، عارضت أغلبية متقاربة من مؤيدي هاريس وترامب المستطلعة آراؤهم أي تخفيضات في برنامج الضمان الاجتماعي.
كان لدى الجمهوريين وجهات نظر سلبية بشأن الأوضاع الوطنية، وذلك قبل شهر واحد من الانتخابات، فقد كان 5% منهم فقط راضين عن الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد، وأظهر 9 من كل 10 قلقهم بشأن أسعار الغذاء والسلع الاستهلاكية، وكان مؤيدو هاريس غير راضين أيضا، لكن بدرجة أقل وبنسبة وصلت إلى 62%.
وكان التشاؤم الاقتصادي هذا العام واضحا في العديد من دول العالم، بما فيهم الولايات المتحدة، حيث بدت التقييمات السلبية للاقتصاد بين أعضاء الحزب غير الحاكم أعلى بكثير من مؤيدي الحزب الحاكم.
وقال 9 من كل 10 مؤيدين لترامب إنه واضح في سياساته خاصة في معالجة الهجرة غير القانونية وقضايا الاقتصاد والسياسة الخارجية، وإن هاريس أقل وضوحا في مواقفها، ورأوا أن الموضوع الوحيد الذي تأخر فيه ترامب هو الرعاية الصحية.
ما المقبول وغير المقبول عند أنصار ترامب في اليوم الأول من الرئاسة؟ ما رأي مؤيدي ترامب في بعض الخطوات غير المسبوقة التي اقترح أنه قد يتخذها في أيامه الأولى في المنصب؟ في الاستطلاع الذي أُجري في سبتمبر/أيلول:
توقع 58% من مؤيدي ترامب استخدام الأوامر التنفيذية في سياسته، إذا لم يتمكن من تمرير أولوياته عبر الكونغرس.
و54% قالوا إنه سيكون من المقبول لهم أن يأمر مسؤولي إنفاذ القانون الفدراليين بالتحقيق مع خصومه الديمقراطيين.
وفي الوقت نفسه، رفض 58% منهم إقالة العاملين في الحكومة؛ بسبب عدم الولاء له.
وبنسبة متطابقة رفض 57% من مؤيديه العفو عن أصدقائه ومؤيديه المدانين بالجرائم.
كما طالبت أغلبية كبيرة من الناخبين المشاركين ترامب بالتركيز على معالجة مخاوف جميع الأميركيين، لا المؤيدين له فقط، وطالبوه التعاون مع الحزب المعارض في الكونغرس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات صحافة البيانات أنصار ترامب من مؤیدی
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيجري قبل تتويج ترامب رئيسا؟
تتجه الأنظار إلى واشنطن العاصمة حيث سيؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني 2025، وذلك بعد فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ورغم أن يوم التنصيب لا يزال يفصلنا عنه حوالي شهرين، فإن الرئيس المنتخب بدأ بالفعل في وضع أسس إدارته الثانية. وقد أعلن ترامب عن عدد من التعيينات الرئيسية في حكومته والمناصب العليا التي ستساعد في توجيه أجندته السياسية بمجرد توليه منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الثاني 2025.
وإليكم فيما يلي التسلسل الزمني للأحداث من الآن وحتى يوم التنصيب:
11 ديسمبر/كانون الأول 2024: تلتزم الولايات بتقديم القوائم الرسمية للناخبين الرئاسيين إلى الأرشيف الوطني الأميركي، وفقا لقانون فدرالي صدر عام 2022 يهدف إلى تعزيز الشفافية ومنع الفوضى التي شهدتها انتخابات 2020. 17 ديسمبر/كانون الأول 2024: يجتمع أعضاء الكلية الانتخابية في ولاياتهم ومقاطعة كولومبيا للتصويت رسميا على الرئيس ونائبه. 25 ديسمبر/كانون الأول 2024: الموعد النهائي لتسليم الأصوات الانتخابية إلى رئيس مجلس الشيوخ والأرشيف الوطني، وهو دور تشغله حاليا نائبة الرئيس كامالا هاريس. 6 يناير/كانون الثاني 2025: تشرف هاريس على جلسة مشتركة للكونغرس لعدّ أصوات الكلية الانتخابية، حيث يتم إعلان النتائج النهائية وتصديقها. 20 يناير/كانون الثاني 2025: يُقام حفل التنصيب في الساعة 12 ظهرا بالتوقيت الشرقي (5 مساء بتوقيت غرينتش)، إيذانا ببداية فترة ولاية ترامب الجديدة.من الجدير بالذكر أنه في 6 يناير/كانون الثاني 2021، شنّ ترامب هجوما لاذعا على نائبه مايك بنس لرفضه محاولة منع الكونغرس من المصادقة على فوز الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن في الانتخابات الرئاسية. وفي ذلك اليوم، اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لعرقلة عملية المصادقة، مما أدى إلى أحداث عنف وصفت بأنها "غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة". وعلى الرغم من الفوضى، تم تأكيد فوز بايدن رسميا في الساعات الأولى من اليوم التالي.
إصلاحات لتجنب تكرار الفوضىوفي أعقاب هذه الأحداث، اعتمد الكونغرس إصلاحات جديدة لتشديد معايير الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية. ويتطلب الطعن الآن خُمس أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، مقارنة بالقانون السابق الذي كان يسمح لعضو واحد فقط من كل مجلس بتقديم طعن.
وتهدف هذه التعديلات إلى تعزيز استقرار العملية الانتخابية وضمان عدم استغلال الثغرات القانونية مستقبلا، خاصة في سياق التوترات السياسية المتزايدة.
تعيينات إدارة ترامبوأعلن ترامب عن تشكيل فريق إدارته الجديدة، الذي يتضمن أسماء بارزة من الحزب الجمهوري وبعض الشخصيات المثيرة للجدل:
رئيسة موظفي البيت الأبيض: سوزي وايلز، المستشارة السياسية التي ساهمت في عودة ترامب السياسية. وزير العدل: النائب الجمهوري مات غايتس، المعروف بانتقاداته الحادة لوزارة العدل. وزير الخارجية: السيناتور ماركو روبيو، بخبرته الطويلة في السياسة الخارجية. مدير الاستخبارات الوطنية: تولسي غابارد، النائبة الديمقراطية السابقة التي انضمت إلى الحزب الجمهوري. نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للسياسات: ستيفن ميلر، المستشار المقرّب من ترامب وصاحب الأدوار الرئيسية في سياسات الهجرة خلال ولايته الأولى. سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: إليز ستيفانيك، النائبة الجمهورية من نيويورك. رئيس وكالة حماية البيئة: لي زيلدين، عضو الكونغرس السابق عن لونغ آيلاند. مستشار الأمن القومي: مايك والتز، النائب الجمهوري والمحلل العسكري. سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل: مايك هاكابي، أحد الداعمين بشدة لإسرائيل. مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA): جون راتكليف، المدير السابق للاستخبارات الوطنية. وزير الدفاع: بيت هيغسيث، المحارب القديم والمقدم في قناة فوكس نيوز. وزير الأمن الداخلي: كريستي نويم، حاكمة ولاية داكوتا الشمالية. وزير الصحة والخدمات الإنسانية: روبرت إف كينيدي الابن، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل بشأن اللقاحات.وفي خطوة جديدة، أعلن ترامب إنشاء وزارة مخصصة لكفاءة الحكومة، يترأسها إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، بهدف تقليص الإنفاق الحكومي وتعزيز الشفافية.
الانتقال السلمي للسلطةوزار ترامب بايدن في البيت الأبيض، في لقاء تقليدي يعكس الانتقال السلمي للسلطة. كما اجتمع ترامب مع قادة الجمهوريين في الكونغرس لبحث خططه المستقبلية، في خطوة تؤكد عزمه على تعزيز الوحدة داخل الحزب استعدادا لبدء ولايته الجديدة.
وتستمر الاستعدادات في واشنطن ليكون هذا التنصيب بداية جديدة في الساحة السياسية الأميركية، وسط ترقب داخلي وخارجي لما ستشهده إدارة ترامب الثانية.