حث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أوروبا على دفع موسكو "بقوة أكبر" نحو ما وصفه بـ "السلام العادل"، وذلك في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي بمناسبة مرور 1000 يوم على بدء الحرب الروسية واسعة النطاق.

زيلينسكي يشكر أوروبا

وفي كلمته أمام المشرعين الأوروبيين المجتمعين في بروكسل في جلسة عامة غير عادية عبر الفيديو، شكر زيلينسكي الكتلة المكونة من 27 دولة على دعمها خلال الصراع، بينما حثها أيضا على بذل المزيد.

وقال إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يفتقر إلى "الحافز الحقيقي" للمشاركة في مفاوضات سلام حقيقية، مؤكدًا: "ربما يتعين على أوكرانيا أن تصمد أكثر من أي شخص في موسكو لتحقيق جميع أهدافها... ربما لاستعادة السلامة الكاملة للدولة".

فرض عقوبات على السفن الروسية

وطالب زيلينسكي بفرض عقوبات أكثر صرامة على السفن الروسية التي تنقل النفط بالإضافة إلى المزيد من الأسلحة لضرب أهداف عسكرية روسية مثل مستودعات الذخيرة لدفع بوتين نحو طاولة المفاوضات.

وحذر الرئيس الأوكراني من أن بوتين، سعياً لتحقيق النصر، قد يزيد عدد القوات الكورية الشمالية على حدود أوكرانيا من 11 ألفاً إلى 100 ألف.

انتقاد ولوم

لكن زيلينسكي انتقد الزعماء الأوروبيين لتركيزهم على الفوز في الانتخابات "على حساب أوكرانيا"، بينما يركز بوتين على الفوز في الحرب، وهي رسالة واضحة للمستشار الألماني أولاف شولتز.

وقال زيلينسكي إن "ألف يوم من الحرب تمثل تحديا هائلا"، مشيدا بإنجاز الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في الدفاع عن قيمهما.

العام المقبل عام السلام

واختتم كلامه وسط تصفيق المشرعين الأوروبيين المجتمعين في الجلسة الخاصة قائلا: "إن أوكرانيا تستحق أن تجعل العام المقبل، عام السلام.. فـ 2025 سيحسم من سينتصر في الحرب".

بوتين أصغر من أمريكا

وأضاف: "بوتين يركز على الفوز في هذه الحرب، ولن يتوقف بمفرده. كلما زاد الوقت، أصبحت الظروف أسوأ".

وتابع: "كل يوم هو أفضل لحظة لدفع روسيا بقوة أكبر".

وقال زيلينسكي للمشرعين: "يظل بوتين أصغر من الولايات المتحدة في أوروبا"، مضيفا: "أحثكم على ألا تنسوا ذلك، ولا تنسوا حجم ما تستطيع أوروبا تحقيقه".


دعم أوروبي متواصل لأوكرانيا

وجاء خطاب الزعيم البالغ من العمر 46 عامًا في الوقت الذي يتعرض فيه وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي المجتمعون لضغوط للتوافق مع الولايات المتحدة في السماح لكييف بضرب داخل روسيا باستخدام صواريخ طويلة المدى تم التبرع بها.

ويقول الاتحاد إنه قدم لأوكرانيا أكثر من 120 مليار يورو من المساعدات العسكرية والإنسانية والمالية منذ الحرب الروسية في عام 2022.

ويبذل مسؤولو الاتحاد الأوروبي قصارى جهدهم للتأكيد على أن بروكسل ستواصل دعم أوكرانيا بغض النظر عن أي تغييرات محتملة في سياسة واشنطن الخارجية بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا أثناء تقديم زيلينسكي: 'سنواصل الوقوف مع أوكرانيا اليوم وغدًا وكل يوم بقدر ما يتطلب الأمر'.

عودة ترامب تثير المخاوف

وأثارت عودة ترامب، الذي سيتولى منصبه في يناير، المخاوف من تراجع التزام الولايات المتحدة بالأمن الأوروبي وتقليص الدعم العسكري لكييف.

وسمحت إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مؤخرًا لكييف باستخدام الصواريخ الأمريكية لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا، ردًا على نشر كوريا الشمالية قوات لمساعدة جهود موسكو الحربية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأوكراني زيلينسكي اوروبا موسكو البرلمان الأوروبي الحرب الروسية

إقرأ أيضاً:

اندفاع ترامب للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا يمنح بوتين الأفضلية

على مدار أكثر من 3 سنوات من الحرب، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التخلي عن مطالبه الصارمة، التي تهدف إلى تقويض الأمن الأوروبي وتحويل أوكرانيا إلى دولة فاشلة. ولكن في غضون أسبوع واحد فقط، وافق دونالد ترامب على معظم هذه المطالب.

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز"، إن الرئيس الأمريكي تبنّى موقفاً داعماً لروسيا بشكل علني، حيث تواصل مع بوتين لتنظيم مفاوضات في الرياض دون إشراك كييف أو حلفائها الأوروبيين، متبنّياً العديد من نقاط الحديث التي يستخدمها الكرملين.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، ألقى ترامب باللوم على أوكرانيا في اندلاع الحرب، واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" وقام بأداء "فظيع".

Trump’s rush to strike a deal on Ukraine hands Putin the advantage https://t.co/1DitMYGJUq

— Financial Times (@FT) February 19, 2025 بوتين يستفيد من استعجال ترامب

وفي هذا السياق، صرّح سيرغي رادشينكو، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز للصحيفة، بأن هذه التحركات جعلت بوتين يبدو "شامخاً وفخوراً"، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة الآن يتفاوضان على قدم المساواة، وليس كطرفين غير متكافئين.

وأضاف أن تسرّع ترامب في التوصل إلى اتفاق يمنح موسكو أفضلية كبيرة، حيث قال: "ترامب هو من يسابق الزمن، وقد يقدم تنازلات قد تضر بالمصالح الأمريكية على المدى القصير، بينما يمكن لبوتين أن ينتظر".

ومن جهته، أشاد بوتين بالمفاوضين الأمريكيين في الرياض، واصفاً إياهم بأنهم "مختلفون تماماً" عن الوسطاء السابقين، مؤكداً أنهم كانوا "منفتحين على عملية التفاوض دون أي تحيزات أو أحكام مسبقة".

وفي المقابل، ترى الإدارة الأمريكية أن هذه المحادثات فرصة لاختبار مدى جدية موسكو في إنهاء النزاع، لكنها لا ترغب في إطالة أمد المفاوضات بينما تواصل روسيا الحرب.

التنازلات الأمريكية والمخاوف الأوروبية

وتتضمن العروض الأمريكية لموسكو، إدراج قضايا اقتصادية وجيوسياسية ضمن المفاوضات، كحافز لإنهاء الصراع وإعادة العلاقات الثنائية.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن روسيا تعتبر هذا التقارب انتصاراً بحد ذاته.

ولم تحدد إدارة ترامب حتى الآن ما يمكنها انتزاعه من روسيا، مقابل تقديمها تنازلات ضخمة مثل استبعاد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، والتخلي عن مطالب استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا. وفي سياق ذلك، قال ترامب: "على زيلينسكي أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يتبقى له بلد".

ردود فعل أوروبية غاضبة

وأثارت الخطوة الأمريكية نحو تطبيع العلاقات مع روسيا قلقاً عميقاً في أوروبا، خاصة بعد أن أشار مبعوثو ترامب إلى أن الضمانات الأمنية الأمريكية "ليست أبدية"، وأن موسكو لم تعد تشكل تهديداً وجودياً للقارة الأوروبية.

وأعرب أحد المسؤولين الأوروبيين عن مخاوفه، قائلاً: "بالنظر إلى السجل الكارثي لمحاولات التقارب السابقة، لا أرى سبباً يدفع الوفد الأمريكي للثقة في نظرائهم الروس. يجب علينا مواصلة الضغط الاقتصادي والعسكري".

Ukranian President Volodymyr Zelenskyy says Donald Trump 'lives in a place of disinformation'.https://t.co/I2ge3iUDfI

???? Sky 501, Virgin 602, Freeview 233 and YouTube pic.twitter.com/I0WkkFSDmJ

— Sky News (@SkyNews) February 19, 2025 بوتين يستغل نقاط ضعف ترامب

وأوضح ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا-أوراسيا في برلين، أن بوتين يضغط على "نقاط ضعف ترامب"، مضيفاً: "بوتين يطرح رؤية مفادها أننا دولتان مسيحيتان بيضاوان نتشارك القيم المحافظة ويمكننا حل القضايا معاً، مثل الحد من التسلح وقضايا الشرق الأوسط. كما يلمح إلى أن روسيا تملك موارد ضخمة من المعادن النادرة يمكن أن تفيد الولايات المتحدة."

وتابع "يجري تصوير التقارب مع روسيا كفرصة كبرى، بينما يتم تحميل إدارة أوباما وبايدن مسؤولية العلاقات المتوترة، وهو ما يرضي غرور ترامب".

Trump is living in a Russian "disinformation space," says Zelensky https://t.co/C6lbtbxpwS

— TIME (@TIME) February 19, 2025 هل سيفشل هذا التحالف؟

ورغم كل هذه التحركات، قد تصطدم جهود التقارب الأمريكي-الروسي بمشكلات هيكلية كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالاختلال في موازين القوى والقضايا العالقة في الحرب الأوكرانية.

وتؤكد ماريا شاجينا، الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن أي استثمارات أمريكية-روسية مشتركة في القطاعات الاستراتيجية مثل التكنولوجيا قد تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، كما هو الحال مع الصين.

ومن ناحية أخرى، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن تحسين العلاقات مع موسكو قد يؤدي إلى فك ارتباط روسيا عن الصين، الداعم الاقتصادي الرئيسي للحرب. لكن سيرغي رادشينكو يحذر من أن بوتين سيستغل كل التنازلات الأمريكية، ثم يعود إلى الصين لتعزيز موقعه التفاوضي، قائلاً: "بوتين ليس أحمقاً".

مقالات مشابهة

  • متخصص بالشأن الروسي: أوروبا لن تتخلى عن أوكرانيا حتى لو تراجعت أمريكا عن دعمها
  • الاتحاد الأوروبي ردا على ترامب: أوكرانيا ديموقراطية وروسيا برئاسة بوتين ليست كذلك
  • الاتحاد الأوروبي يدافع عن "شرعية" زيلينسكي أمام هجوم ترامب
  • الاتحاد الأوروبي ردًا على ترامب: أوكرانيا ديمقراطية.. وروسيا برئاسة بوتين ليست كذلك
  • الاتحاد الأوروبي لـ ترامب: أوكرانيا ديمقراطية وروسيا ليست كذلك
  • اندفاع ترامب للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا يمنح بوتين الأفضلية
  • زيلينسكي يرفض صفقة ترامب: لا يمكن بيع أوكرانيا
  • ترامب ينتقد زيلينسكي ويؤكد مساعيه لإنهاء الحرب الأوكرانية عبر لقاء محتمل مع بوتين
  • التليجراف البريطانية: زيلينسكي ضحية السلام في أوكرانيا
  • أمريكا: تعيين فريق رفيع المستوى لبدء العمل على مسار ينهي الحرب في أوكرانيا