#كليلة_ودمنة… و#أدب_القلاية..!
د. #مفضي_المومني.
2023/8/16
في كتاب القصص كليلة ودمنة الذي ترجمه عبدالله بن المقفع من اللغة الفهلوية الى العربية في العصر العباسي، وتذكر مقدمة الكتاب أن الحكيم الهندي «بَيْدَبا» قد ألّفه لملك الهند «دَبْشليم» باللغة السنسكريتية، وقد استخدم المؤلف الحيوانات والطيور كشخصيات رئيسية فيه، وهي ترمز في الأساس إلى شخصيات بشرية وتتضمن القصص عدة مواضيع من أبرزها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بالإضافة إلى عدد من الحِكم والمواعظ، ومنذ فترة نلاحظ انتقال بعض الكتاب لنوع من الأدب الجديد، يسردون فيه تجليات الطبخ والنفخ… وطريقة تحضير قلاية البندورة والكوسا المحشي والمقلوبه والمنسف وآخرها ما قرأته اليوم لأستاذنا ذوقان عبيدات في سردية مقامات (كبة العبيدات)… وفي المكتوب كبه ومكوناتها… وبين السطور شاكوش ومطرقة وسندان…!
في ضوء ما قيل ويقال بقانون الجرائم النووية… أو الالكترونية، سيكون الكاتب وصاحب الكلمة على المحك… فإما النجاة والتعبير… أو الخطأ والتدمير… حبس وغرامة… !.
ولأن الانسان بطبعه متكيف من الدرجة الأولى… فسيبحث عن ألف طريقة وطريقة ليصل للهدف… ويكتب وينقد ويفرغ شيطان الكتابة من خلال قلاية بندوره أو منسف أو كبة عبيدات…الخ !.
أنا شخصياً ضد الإساءة أيا كانت وضد الردح والمدح وخاصة في غير محله (والذي يساوي الردح بنظري…!) مع او بدون قانون تجريم الكتروني….وبذات الوقت مؤمن بأن الكاتب الحصيف، غير المنافق وغير المأجور وغير الكذاب أو ما يصفونه (أبو الكذب؛ الكاف بال ch في لغتنا المحكية)، هو أي الحصيف، ضمير الأمة وعينها التي لا تنام، وعين الرقابة والفكر والثقافة… ينثرها ليقوي العلاقة بين الحاكم والمحكوم… ولو من خلال التلميح او التصريح والنقد البناء، وإزجاء المواعظ والحكم لينال منها كل محتاج… فتستقيم الأمور… ويتزن الثبور والحبور… حيثما يراد لهما.
اعتقد أننا مقبلون على (أدب القلاية)… وآداب أخرى لم نألفها من قبل… وسنصل لاجتهادات كثيرة ستنتج نظريات كتابة وقوالب ثقافية، ستزعج من (بقلبه حمص أو على رأسه بطحه من المسؤولين المقصرين في عملهم أو الفاسدين…!)… وقد نصحو يوما لنجد قانون جديد ينظم إعلام القلايات والكبه بأنواعها… وقد يصل الأمر إلى المخللات..!.
في لقاء جلالة الملك يوم أمس مع أعضاء المركز الوطني لحقوق الانسان، أكد على أن الحرية والديموقراطية مصونة، وأن الاردن ليس بلد تعسفي ولن يكون، وأن القوانين يجب ان لا تقيد حرية التعبير والنقد للمسؤولين، وهذا طموح الجميع… ولكن المشكلة دائما في التطبيق، وتنطع البعض دون الملك، ممن يعتقدون الوصاية على الناس والوطن، وتحميل النصوص ما لا تحتمل، وتجريم غير المجرم إغراقاً في الولاء الموهوم… وهم يعلمون او لا يعلمون أنهم يخالفون توجهات الملك التي يعلنها دائماً…ويبقى التطبيق هو الفيصل كما اعلن جلالة الملك كمبرر لتعديل القانون إياه.. .
ولا نخفي التخوفات المعلنة وغير المعلنة من الكتاب، وأصحاب الرأي…، فالبعض ينصح بالتوقف عن الكتابة… والبعض يذهب مذاهب أخرى في الكتابة، وبكل الأحوال أعتقد أن واجبنا أن نكتب وأن نكون عين الناس وصدى همومهم… دون هدم أو إيذاء أو إساءة للآخر أياً كان، وبذات الوقت أن يفهم كل مسؤول أنه غير محمي إذا أخطأ او كان ضعيفا ً وأنه لا يملك حصانة الخطأ أو الفساد، وأن نفهم جميعاً، أن نقد الأداء والعمل ليس طعنا بشخص صاحبه، وإنما طلباً وسعياً للأفضل، والفارق ليس شعرة معاوية..!.
سنتعايش مع القانون الجديد… وسنريق دونه مقامات الطبخ ونظرية القلاية وتجليات المنسف، وحين نشعر أن النويا سليمة ونتخلص من فوبيا القانون… ربما سنستجمع ملكاتنا وقوانا وأدواتنا، ونعود لنقول (للأعور… أعور بعينه)، فنحن بحاجتها دائماً…في ظل ضعف وفساد…نعترف به جميعاً، ينخر إداراتنا وحياتنا هنا وهناك… لا يغمض عينيه عنه إلا أعمى أو فاقد إحساس، الأردن والأردنيين يستحقون الأفضل… (واللي مش قد المسؤولية ينسحب)… وقد اشار جلالة الملك لمثل هذا سابقاً، ولتاريخه لم نسمع عن مسؤول إنسحب عندما وجد أن المنصب أكبر منه… أو أنه غير كفؤ… كل منهم يعتقد أنه(سوبر مان زمانه)… والحقيقة والواقع غير ذلك عند البعض أو أكثر. ….حمى الله الاردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مفضي المومني
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: الملك دن
بدأ الحديث عن الملوك ولكل حديث بقية تحدثنا عن جت فيجيب أن لا نغض النظر عن نسله في رحلة سرد قصص وحكايات ملوك مصر الفرعونية القديمة وفى مواصلة للحديث عن نسل الملك جت وقع الاختيار علي الملك دن أو حور دن، ابن الملك جت والملكة ميرنيث هو اسم حورس لفرعون من الأسرة المصرية الأولى.
وفقًا للسجلات الأثرية، في بداية حكمه، كان على دن أن يتقاسم العرش مع والدته ميرنيث لعدة سنوات.
ويبدو أنه كان أصغر من أن يحكم بنفسه لذلك، حكمت الملكة ميرنيث الملكة الأم بصفتها الوصية أو الفرعون الفعلي لبعض الوقت.
ولم يكن مسار العمل هذا غير عادي في التاريخ المصري القديم .
وعندما كبر الملك دن وأشتد عودة أستلم العرش وأصبح الملك المطلق تزوج الملك دن من كلا من الملكة ات والملكة سمات ونخت نيث وايضا قا نيث .
كانت عائلة الملك دن موضوعًا هام للبحث والمعرفة .
فكانت والدته هي الملكة مير نيث كما ذكرنا سابقاً و هذا الاستنتاج مدعوم بطبعات الأختام المعاصرة والنقش الموجود على حجر پالرمو.
أما عن زوجات الملك دن هن الملكات سمات، ناخت-نعت. كوا-نعت، وربما قاي نيت. كما كان له أبناء كثيرون.
من الممكن أن يكون خلفاؤه المحتملون الملك عنجي إب والملك سمر خت.
كما كانت عائلة دن الملكية محل بحث جيد وهام للكثير من الباحثين.
تمت قراءة اسم ميلاد دن بشكل خاطئ في عصور رعامسة . تحتوي قائمة أبيدوس على كلمة "سپاتجو" مكتوبة برمزين لكلمة "مقطع". هذا مستمد من رمزي الصحراء اللذين استخدمهما دن في الأصل.
تشير قائمة تورين للملوك إلى "Qenentj"، وهو أمر يصعب ترجمته. لا يزال أصل الهيروغليفية المستخدمة في قائمة تورين للملوك غير معروف. لوحة سقارة تحذف دن تمامًا بشكل غامض.
بالرغم من أن الملك دن أكثر الفراعنة القدامى آثارًا وحكم الملك دن خلال هذه الفترة الأسرة المصرية الأولى وحكم حوالى 42 علم 2970 قبل الميلاد .
كما أنه صاحب عهد الملك دن ازدهارًا كبيرًا لمملكته، في العديد من الابتكارات والتطوير تنسب إلى عهده.
و كان الملك دن أول من استخدم لقب ملك مصر السفلى ومصر العليا، وهو اللقب الذي يعرف باسم التتويج.
وايضا هو أول من صوّر وهو ويرتدي التاج المزدوج (الأحمر والأبيض).
و شيدت أرضية مقبرته في أم العقاب بالقرب من أبيدوس من الجرانيت الأحمر والأسود.
وهي المرة الأولى في مصر التي استخدم فيها هذا الحجر الصلب كمادة بناء. خلال فترة حكمه الطويلة أسس العديد من أنماط الطقوس والتي استخدمها الحكام من بعده.
يسمى دن ويسمى ديمون، و دن و سيمتي ، وأول من اتخذ لقب نسوت و بيتي. هو الملك السادس من ملوك الأسرة الأولى.
وكان الملك دن له العديد من الإنجازات من أهمها أنه أعاق قطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على سكان الدلتا الغربية. وهو أول ملك فكّر في تنظيم مياه النيل وفيضانه في منطقة الفيوم.
وكان أيضا هو أول من حبس الأوقاف على المعابد و دفن في العرابة المدفونة في مقبرة كسيت أرضيتها بقطع من الجرانيت.
و أسس بعض الطقوس وأسس اتخاذ لقب التتويج «نيسوت - بيتي» وبقي من بعده هذا اللقب إلى عصر الحكم الرومان. كما يرجع إليه لقب اسم نبتي لفرعون وهذا اللقب يعني ملك الوجه القبلي والبحري.
وهو صوّر في حجر باليرمو مرتديا التاج الأبيض، رمز الوجه القبلي ثم مرتديا التاج الأحمر رمز الوجه البحري.
وقد كشف في سقارة عن مقبرة لوزيره حماكا بها أقراص من الحجر والنحاس والخشب والعاج ومحلاة بمناظر بديعة وبعضها مطعم بقطع من المرمر .