الأمم المتحدة: الوضع في السودان يخرج عن السيطرة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يمن مونيتور/وكالات
حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء من أن الملايين في السودان يعانون نفاد الغذاء وأن بعضهم يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية، وذلك بعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب التي دمرت العاصمة الخرطوم وقادت إلى هجمات بدوافع عرقية في دارفور.
وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك إن “الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم، وإن الإمدادات الطبية شحيحة والوضع يخرج عن السيطرة”.
ودفع النزاع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية الذي بدأ في الـ 15 من أبريل (نيسان) بسبب التوتر المرتبط بالتحول المزمع إلى الحكم المدني، البلاد إلى أتون العنف ودق أجراس الإنذار من خطر الاضطرابات وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
مشردون وقتلى وانتهاكات
وتسببت الحرب في تشريد أكثر من 4 ملايين، فرّ منهم قرابة مليون شخص إلى بلدان مجاورة، بينما قتل مدنيون في المناطق التي امتدت إليها الهجمات.
وقالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إليزابيث ثروسل في إفادة بجنيف إن “كثيراً من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم”.
وأوضحت المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان ليلى بكر أن التقارير حول الانتهاكات الجنسية زادت بمعدل 50 في المئة، ويواجه الملايين الذين ظلوا في الخرطوم ومدن بمنطقتي دارفور وكردفان عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه.
وقالت الهيئة القومية للكهرباء في بيان إن مساحات شاسعة في البلاد تعاني انقطاع التيار منذ الأحد الماضي، ترافق معه أيضاً توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الموسمية التي تزيد أخطار الإصابة بالأمراض المنقولة من طريق المياه دمرت منازل 13500 شخص، أو ألحقت أضراراً بها.
واتهم قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلال كلمة ألقاها أمس الإثنين قوات الدعم السريع بـ “السعي إلى إعادة البلاد لعصر ما قبل الدولة الحديثة وارتكاب كل جريمة يمكن تخيلها”.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالكامل بتوجيه من الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2019.
وتوقفت الجهود بقيادة السعودية والولايات المتحدة للتفاوض على وقف لإطلاق النار في الصراع الحالي، فيما تجد الوكالات الإنسانية صعوبات في تقديم الإغاثة بسبب انعدام الأمن والنهب والعقبات البيروقراطية.
هيئات الإغاثة: لا أعذار
وأكد مسؤولو هيئات إغاثية كبرى اليوم الثلاثاء أن “المجتمع الدولي ليس لديه أي عذر” لتأخره في تخفيف معاناة سكان السودان الذين وقعوا ضحية النزاع الدائر بين الجيش وقوات التدخل السريع منذ أربعة أشهر، وقال هؤلاء المسؤولون، ومن بينهم رؤساء هيئات تابعة للأمم المتحدة وأخرى خيرية مثل “سايف ذا تشيلدرن” و “كير” إن “نداءاتنا الإنسانية يمكن أن تساعد نحو 19 مليون شخص في السودان والدول المجاورة، ومع ذلك تم تمويل النداءين اللذين أطلقناهما بنسبة تزيد قليلاً على 27 في المئة، وهناك حاجة إلى تغيير هذا الوضع”.
وحث الموقعون على النداء أيضاً الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” التي أدخلت البلاد في حرب أهلية بأن تتوقف فوراً عن القتال، مؤكدين أن عدداً من الانتهاكات التي ارتكبها طرفا القتال تصل إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية.
وذكر الموقعون أن أكثر من 14 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وأكثر من 4 ملايين شخص فروا من المعارك، بينما لا يزال هناك نازحون داخل البلاد ولاجئون في دول الجوار.
ونبهوا إلى أن “الوقت ينفد ليزرع الفلاحون المحاصيل التي سيحصلون منها على غذائهم وغذاء جيرانهم، والإمدادات الطبية نادرة والحال تتجه نحو وضع لا يمكن السيطرة عليه”.
لكنهم وعدوا بمواصلة “الضغط من أجل الوصول إلى جميع الأشخاص في جميع مناطق السودان لتقديم الإمدادات الإنسانية والخدمات الأساس لهم”.
المصدر: اندبندنت عربية
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الرعاية الصحية الغذاء الأمم المتحدة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: خطر المجاعة يلوح في قسم كبير من السودان
جنيف: أفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نحو نصف سكان السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي، وأن خطر المجاعة يلوح في الأفق في قسم كبير من البلاد، جاء ذلك في تقرير للبرنامج، الثلاثاء، بشأن الآثار الاجتماعية والاقتصادية للحرب الأهلية الدائرة في السودان على الشعب.
وأشار التقرير إلى أن الحرب الأهلية الدائرة منذ 19 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان كان لها تأثير شديد على الشعب.
ولفت إلى أن “ما يقرب من نصف سكان السودان، أي حوالي 26 مليون نسمة، يواجهون حاليا انعدام الأمن الغذائي، ويلوح خطر المجاعة في جزء كبير من البلاد”.
وذكر أن عدد النازحين داخل البلاد في السودان تجاوز 11 مليون شخص، مؤكدا أن الصراع الدائر كان له تأثير خطير على هذا الوضع.
وأوضح أن ما يقرب من نصف سكان الحضر في السودان يواجهون انعدام أمن غذائي متوسط إلى حاد، وأن 20 بالمئة فقط من الأسر الحضرية تتمتع بالأمن الغذائي.
وأفاد أن نسبة الوصول إلى الخدمات الصحية في البلاد كانت 78 بالمئة قبل الحرب الأهلية، وانخفض هذا المعدل إلى 15.5 بالمئة بعدها.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
يذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو شبكة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية العالمية، وهو منظمة تدعو إلى التغيير وربط البلدان بالمعارف والخبرات والموارد بهدف مساعدة الشعوب على بناء حياة أفضل.
(الأناضول)