تحقيق: امريكا قد تواجه قريبا تهديدا أقوى من الأسلحة النووية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
وأظهر تحقيق الصحيفة -حسب تقرير مشترك بين باحثين في مجال البيولوجيا- أن روسيا قامت بإعادة فتح وتوسيع مجمع عسكري ومختبري، كان يستخدم أثناء الحرب الباردة لتسليح الفيروسات التي تسبب الجدري والإيبولا وأمراضا أخرى، كما أن كبار الضباط العسكريين في الصين يكتبون عن الفوائد المحتملة للحرب البيولوجية الهجومية، ووصفها عقيد بارز بأنها طريقة “أكثر قوة وأكثر تحضرا” للقتل الجماعي من الأسلحة النووية، حتى إن كتابا مدرسيا للجيش يناقش إمكانية وقوع “هجمات جينية عرقية محددة”.
ونبه الكتاب إلى أن الاختراقات في تكنولوجيا تحرير الجينات والذكاء الاصطناعي جعلت التلاعب وإنتاج الفيروسات والبكتيريا القاتلة أسهل من أي وقت مضى، بالنسبة للجهات الفاعلة من الدول وغير الدول على حد سواء.
وقدم تفشي مرض كوفيد-19 في ووهان بالصين عام 2019، الذي ربما كان نتيجة تسرب عرضي، إحساسا بالمخاطر، حيث توفي نحو 27 مليون شخص كنتيجة مباشرة وغير مباشرة لهذا الفيروس، في حين أن الباحثين في مختلف أنحاء العالم يعملون على فيروسات أشد فتكا من ذلك الفيروس، وبالتالي يتساءل الكاتب كيف نحقق الردع بالأسلحة البيولوجية؟
وينقل الكاتب عن بعض الباحثين قولهم إن المعاهدات والاتفاقيات وحدها لا تستطيع حل هذه المشكلة، وكذلك نماذج الردع النووي لا تستطيع أن تفي بالغرض تماما، وقد تميل الأنظمة الدكتاتورية إلى إطلاق سلاح بيولوجي إذا كانت واثقة من أن الدول التي تستهدفها ستواجه صعوبة في تحديد مصدر الهجوم، كما أن المهاجمين قد يقومون بتطعيم شعبهم سرا قبل شن أي هجوم.
غير أن الحرب الباردة -حسب التحقيق- تقدم دروسا مفيدة للديمقراطيات التي اختارت التخلي عن الأسلحة البيولوجية، وأهم تلك الدروس أهمية جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية المتفوقة، وبالتالي على واشنطن وحلفائها، لكي تنجح عملية الردع، أن يكون لديهم نظام قوي وشامل لتتبع الأبحاث الخطيرة للغاية في جميع أنحاء العالم والقضاء عليها حيثما أمكن، مستفيدة من التقنيات المتطورة للكشف السريع عن مسببات الأمراض الناشئة حديثا، وقياس مستوى تهديدها وتحديد مصدرها بشكل موثوق، سواء كان طبيعيا أو مهندسا.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
نبوءة تتحقق.. كيف عاد ترامب للبيت الأبيض أقوى مما كان؟
في اليوم السابق لمغادرته البيت الأبيض في عام 2021، تعهد دونالد ترامب بأن يظل قوة يُحسب لها حسابها في المشهد السياسي الأميركي وقال في مقطع فيديو لتوديع أنصاره "الحركة التي بدأناها ليست إلا بداية". وما بدا حينها وعودا وهمية يبدو الآن نبوءة تتحقق.
ترك ترامب المنصب وهو مهزوم ومعزول وممنوع من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومرفوض من زملائه الجمهوريين الذين كانوا يعملون في إدارته. وكان الكونغرس، الذي هزه هجوم من أنصار ترامب على مقره في السادس من يناير كانون/ الثاني 2021، يستعد لمساءلة ثانية لعزله.
يعود ترامب (78 عاما) إلى الرئاسة يوم الاثنين المقبل أقوى من ذي قبل، ويواجه عددا أقل من العراقيل في طريق مساعيه إلى تنفيذ سياسات تطيح بالأعراف والمعايير وتقلب واشنطن رأسا على عقب وتزعزع استقرار العالم.
والآن يعود إمبراطور العقارات السابق، الذي كان أول منصب يتولاه بالانتخاب هو رئاسة الولايات المتحدة، للبيت الأبيض باعتباره الشخصية السياسية المحورية في أوائل القرن الحادي والعشرين.
وقال جوليان زاليزر أستاذ التاريخ بجامعة برينستون "لا يبدو وكأنه كان منبوذا في يوم ما. باتت سياسات الجمهوريين التي يتبناها سائدة أكثر من أي وقت مضى".
إعلانوعلى عكس ولايته الأولى التي بدأت في عام 2017، يعود ترامب بنصر انتخابي واضح بعد فوزه بأصوات المجمع الانتخابي وفي التصويت الشعبي.
واستبدل ترامب المعاونين الذين سعوا في ولايته السابقة إلى كبح جموحه، بمساعدين يدينون له بالولاء ويتوقون لإخضاع واشنطن لإرادته، ودفع المتشككين في سياساته من الحزب الجمهوري إلى الانسحاب، وتمسك بحلفاء حريصين على دفع مقترحاته عبر الكونغرس. وقضت محكمة عليا مؤيدة له، ثلثها مُعين من قبل ترامب، بالفعل بأنه سيكون لديه سلطة تقديرية واسعة للقيام بما يريد.
عمالقة التكنولوجيا وترامبويتنافس عمالقة وادي السيليكون، الذين حافظوا على مسافة منه فيما مضى، على خطب وده الآن. وتطوع أغنى شخص في العالم، وهو إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، لمساعدة ترامب في إصلاح الحكومة.
وسيحضر مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا وجيف بيزوس مؤسس أمازون حضورا بارزا في حفل التنصيب.
ويمكن أن يعول ترامب، نجم تلفزيون الواقع السابق، أيضا على شبكة من مقدمي البرامج التي تبث على الإنترنت (بودكاست) والمؤثرين المؤيدين له في إبراز رسالته، في الوقت الذي تعاني فيه وسائل الإعلام التقليدية من تراجع عدد المشاهدين.
وحظيت مقابلته مع أشهر مقدمي برامج البودكاست الأميركيين جو روغان على يوتيوب في أكتوبر/تشرين الأول بحوالي 54 مليون مشاهدة، وهو ما يقترب من 67 مليونا شاهدوا مناظرته التلفزيونية مع منافسته الديمقراطية في انتخابات الرئاسة كامالا هاريس.
ويرث ترامب اقتصادا قويا وحدودا جنوبية هادئة مع انخفاض حالات اعتقال المهاجرين في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بما كانت عليه عندما ترك منصبه.
ومع ذلك، قال إنه يخطط لفرض تعريفات جمركية باهظة على الشركاء التجاريين وترحيل ملايين المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، وهي سياسات قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتضغط على أسعار الأسهم التي يتابعها ترامب عن كثب.
إعلانوقد تفرض سوق السندات قيودا محتملة على طموحاته حال شعور المستثمرين بالفزع، إذا زاد حجم الديون الأميركية، البالغة 36 تريليون دولار، بشكل كبير أو تعثر الكونغرس في رفع سقف الاقتراض. وقد تتفاعل الأسواق أيضا بشكل سلبي إذا لم ينفذ وعده بخفض الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي.
رجل من فلوريداعندما أطلق ترامب حملته الثالثة على التوالي للترشح لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري من مزرعته في ولاية فلوريدا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كانت فرصته في الفوز ضعيفة بعد خسارة العديد من مرشحيه المفضلين في انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس الأميركي ووسط عدة قضايا جنائية ومدنية تلاحقه.
واجتذب منافسوه في الترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري -ومن بينهم حاكم فلوريدا رون دي سانتيس– تأييد أعضاء الحزب الساعين إلى تجاوز عصر ترامب.
وتعليقا على إطلاق حملته الانتخابية نشرت صحيفة "نيويورك بوست" تغطية ساخرة بعنوان "رجل من فلوريدا يصدر إعلانا"، في إشارة إلى سخرية واسعة طالت ترامب بعد أنباء عن تغييره مقر إقامته إلى ولاية فلوريدا وشبّهته بشخصية في مسلسل تلفزيوني يدعى "رجل من فلوريدا".
لكن الناخبين الجمهوريين التفّوا حول ترامب بعد اتهامه في قضية جنائية في مارس/آذار 2023 بالتستر على دفع أموال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية، ثم تدفقت التبرعات إلى حملته وحصل بسهولة على ترشيح الحزب الجمهوري.
ولعبت الأحداث اللاحقة لصالحه وسط سخط من الناخبين الأميركيين عموما تجاه استجابة الرئيس المنتمي إلى الحزب الديمقراطي جو بايدن لارتفاع الأسعار والهجرة غير النظامية. وانسحب بايدن من انتخابات الرئاسة في يوليو/تموز بعد أداء كارثي في مناظرة أمام ترامب، مما منح كامالا هاريس القليل من الوقت لتقديم برنامجها الانتخابي للأميركيين.
إعلان حملة مضادةوتمكن ترامب من توظيف الملاحقات القانونية لصالحه واصفا إياها بحملة اضطهاد سياسي، ليشن حملة مضادة دفعت المدعين الاتحاديين في نهاية المطاف إلى إسقاط قضيتين من بينهما قضية تدخل في الانتخابات.
وفي واقعة كانت فيديوهاتها وصورها من بين الأبرز خلال العام الماضي أصيب ترامب في محاولة اغتيال في يوليو/تموز قبل أن يرفع قبضته ويردد بصوت عال "قاتلوا.. قاتلوا.. قاتلوا".
وساهم في فوزه بمنصب الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تفوقه في دوائر انتخابية وبين فئات تميل عادة للديمقراطيين، ومن بينها الشباب والأميركيون من أصل لاتيني. وتجاهل الناخبون إدانته في قضايا جنائية كما تجاهلوا تحذير الديمقراطيين من أن ترامب الذي رفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات 2020 يشكل تهديدا للديمقراطية.
وهدد ترامب بترحيل المهاجرين غير النظاميين ولوح بالاستعانة بوزارة العدل في مواجهة خصومه السياسيين، كما أشار إلى إمكانية رفض صرف أموال يخصصها الكونغرس لأوجه إنفاق معينة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزاع دستوري.
وتبنى الرئيس المنتخب أجندة توسع إقليمي، تشمل شراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك والسيطرة على قناة بنما، مما يشير إلى احتمال أن تشوب ولايته الثانية في البيت الأبيض اضطرابات مثل فترته الأولى.
أعاد ترامب تشكيل المشهد السياسي في واشنطن بالفعل حتى قبل أن يتولى مهامه رسميا في 20 يناير/كانون الثاني، إذ أصبح الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء يتبنون نهجه العدواني إزاء الصين، وموقفه المتشكك في اتفاقيات التجارة الحرة.
وأصبح خفض مخصصات برامج الرعاية الصحية والمعاشات غير مطروح بعد أن كان في السابق من البنود الأساسية في مقترحات الجمهوريين للميزانية. وأبقى بايدن العديد من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب كما هي، وعمل على تقليل اعتماد الولايات المتحدة على أشباه الموصلات المصنوعة في الخارج.
إعلانوبعد أن كان دخيلا على الوسط السياسي في الولايات المتحدة، أصبح ترامب يرسم مسار السياسة الأميركية.
وقال ماثيو كونتينتي الباحث في معهد أميريكان إنتربرايز، وهو مركز بحثي محافظ "من الواضح أننا في عصر ترامب منذ 2015.. الأمر لم ينته بعد".