الخرطوم- بعد نحو 9 أشهر من تعيينه، أجرى المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، أمس الاثنين، مشاورات مع المسؤولين في بورتسودان في أول زيارة له إلى البلاد، في حين يرجح مراقبون أنها ستكون الأخيرة ولم تحقق اختراقا يعزز سجله السياسي ويحسب لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الديمقراطية قبل أسابيع من مغادرتها البيت الأبيض.

وانخرط بيرييلو في مباحثات مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه مالك عقار ووزير الخارجية علي يوسف وقوى مدنية وسلطان قبيلة المساليت سعد بحر الدين وممثلي المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة، بشأن الأوضاع الإنسانية وفرص وقف الحرب والعملية السياسية.

وكان مقررا أن يزور بورتسودان في أغسطس/آب الماضي، لكنه اشترط لقاء المسؤولين في مطار المدينة بسبب ما سماه التزامه ببروتوكول أمني لعدم وجود سفارة أميركية في السودان، لكن مجلس السيادة رفض ذلك.

خريطة طريق

وقال سفير السودان لدى الولايات المتحدة محمد عبد الله إن لقاء البرهان مع بيرييلو كان "مطولا وشاملا وصريحا، وناقش الأزمة الراهنة والأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء استهداف قوات الدعم السريع الممنهج للمدنيين والنازحين واللاجئين".

وأضاف عبد الله أنه تم الحديث أيضا حول خريطة طريق حكومية لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الاجتماعي، فضلا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب، وطرح المبعوث الأميركي مقترحات في هذا الصدد ووافق عليها رئيس مجلس السيادة، حسب بيان إعلام المجلس.

وفي ختام زيارته، قال المبعوث الأميركي بيرييلو إن واشنطن تؤيد إنهاء الحرب ووقف الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني، ورحب بالتقدم الأخير في توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين حتى تبلغ كل ولايات البلاد، خاصة المساعدات الطارئة للمناطق المعزولة.

وأوضح بيرييلو -عبر منشور في منصة إكس- أن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوداني هو وقف الحرب ومنح السودانيين السيطرة على مستقبلهم، وأكد تأييده لمطالب ممثلي المجتمع المدني الذين التقاهم في بورتسودان.

مواجهة

كما كشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة -للجزيرة نت- أن لقاء البرهان مع بيرييلو، الذي استمر نحو 90 دقيقة، اتسم بالشفافية وتمت مواجهته بمواقفه تجاه الحكومة خلال الفترة السابقة وباتهامها بالتعنت في عملية السلام وعرقلة المساعدات الإنسانية.

وأفادت المصادر ذاتها -التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها- بأن المبعوث قدم توضيحات بشأن مواقفه وتعاطي واشنطن مع الأزمة و"كانت أقرب ما تكون إلى اعتذار مبطن"، وتم التوافق على استمرار التواصل والحوار، وطلبت منه الحكومة دعم خطتها لحل الأزمة التي ستعرض على مجلس الأمن.

وطرحت الحكومة السودانية في وقت سابق خريطة طريق لإنهاء الحرب عبر 4 مراحل تشمل:

الفصل بين القوات. معالجة الأوضاع الإنسانية. تسوية قضية الحرب بدمج كل المجموعات المسلحة في جيش مهني موحد. عملية سياسية للتوافق على وثيقة لإدارة البلاد خلال مرحلة تأسيسية تعقبها انتخابات عامة.

واستبق المبعوث الأميركي زيارة بورتسودان بجولة في المنطقة شملت كينيا وإثيوبيا ومصر، أجرى خلالها مشاورات مع المسؤولين في العواصم الثلاث لتحريك جهود حل الأزمة السودانية وأبدى تفاؤله بتطورات إيجابية قبل نهاية العام. كما التقى في القاهرة ممثلي تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" وقوى الحرية والديمقراطية-الكتلة الديمقراطية وتحالفي التراضي الوطني والحراك الوطني.

من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مشاورات منفصلة مع نظيريه السعودي والإماراتي، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيتا ويبر ومبعوث الأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة بالقاهرة، ركزت على ضرورة تسريع حل الأزمة السودانية.

زيارة وداع

وتعليقا على زيارة المبعوث الأميركي إلى بورتسودان، يرى المحلل والباحث السياسي فيصل عبد الكريم أنها تأتي مع اقتراب نهاية مهمته ومغادرة الرئيس بايدن البيت الأبيض، بعد فشل واشنطن في إحراز تقدم بشأن إنهاء الحرب في السودان التي تجاوزت 18 شهرا.

وعدّها "رحلة علاقات عامة" لتحسين صورته وتجنب اتهامه بالتقصير بعدم زيارة الدولة المكلف بملفها، لأن الفترة المتبقية من عمر إدارة بايدن لن تسعفه بتحقيق اختراق في جدار الأزمة السودانية، لغياب الإرادة السياسية لدى أطراف الحرب وعجز واشنطن عن استخدام سلاح "الجزرة والعصا" خلال الفترة السابقة، كما يقول للجزيرة نت.

أما أستاذ العلوم السياسية محمد سعد الدين فيعتقد أن زيارة بيرييلو -رغم تأخرها- وعقد مجلس الأمن جلستين بشأن السودان، وخاصة التي عُقدت الاثنين الماضي، ومواجهة روسيا لمشروع القرار البريطاني لحماية المدنيين باستخدامها حق النقض (الفيتو)، يعكس زيادة اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة السودانية.

ووفقا لحديث سعد الدين للجزيرة نت، فإن السودان يقترب من أن يكون مسرحا لصراع دولي وساحة حرب بالوكالة في حال لم تتوافق القوى الفاعلة في المشهد السوداني والمؤثرة على أطراف النزاع، على تسوية لإنهاء الحرب.

ورجح أن تتعامل الإدارة الأميركية الجمهورية الجديدة مع الملف السوداني عبر حلفائها في المنطقة ولن تنخرط مباشرة فيه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المبعوث الأمیرکی الأزمة السودانیة مجلس السیادة

إقرأ أيضاً:

غرفة تبوك التجارية تكشف عن حصاد إنجازاتها للعام 2024م

المناطق_واس

كشفت الغرفة التجارية بمنطقة تبوك، عن حصاد إنجازاتها للعام الماضي 2024م، التي شملت مجموعة واسعة من الأنشطة والخدمات التي قدمتها لدعم القطاعين الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، وبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 10 آلاف مشترك جديد، إلى جانب مايزيد عن 4720 مستفيدًا ومستفيدة من فعالياتها وبرامجها التدريبية.

 

وأكدت غرفة تبوك من خلال التقرير حرصها على تقديم خدمات نوعية تسهم في تعزيز الدور التنموي في المنطقة، وتحقيق التنمية المستدامة، ورفع كفاءة الأداء المؤسسي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على تمكين القطاع الخاص وتعزيز دوره في الاقتصاد الوطني، حيث بلغ إجمالي التصاديق الإلكترونية 74,469 تصديقًا، والتصاديق الورقية 7,557 تصديقًا، فيما أصدرت الغرفة أكثر 288 تعميمًا، بينما وصل عدد اللجان القطاعية في الغرفة لأكثر من 15 لجنة تعمل على تعزيز التواصل مع مختلف القطاعات العامة والخاصة لإيجاد بيئة تنافسية وجاذبة لرجال وسيدات الأعمال، التي قدمت بدورها العديد من المبادرات والتوصيات الإستراتيجية لتحسين بيئة العمل ودعم القطاع الخاص.

 

وفي إطار الأنشطة التدريبية وورش العمل والاجتماعات وخلافها من الأعمال المناطة؛ عقدت الغرفة مايزيد عن 42 اجتماعًا، و 40 ورشة عمل، و30 دورة تدريبية و17 برنامجًا استفاد منه أكثر من1267 شخصًا، كما قدمت 30 خدمة متنوعة، بالإضافة إلى توقيع 11 إتفاقية تنموية، و 25 زيارة، و 55 مبادرة توعوية، إلى جانب طرح أكثر من 6 فرصٍ استثمارية.

 

واختتمت الغرفة تقريرها بتجديد التزامها بمواصلة جهودها في تقديم الخدمات النوعية ودعم القطاع الخاص، مع التركيز على تبني الأفكار والابتكار لتعزز من مكانة المنطقة بصفته مركزًا اقتصاديًا واعدًا، ولتكون تبوك على خارطة الاقتصاد شريكًا محوريًا في تنمية الوطن.

مقالات مشابهة

  • رئيس لجنة التحقيق في أحداث كمبو طيبة بولاية الجزيرة يؤدي القسم أمام عقار
  • أدت القسم أمام نائب البرهان .. لجنة التحقيق في أحداث “كمبو طيبة” تكشف تفاصيل خطة عملها
  • غرفة تبوك التجارية تكشف عن حصاد إنجازاتها للعام 2024م
  • بطريرك اللاتين بالقدس: يجب البدء في إدارة الأزمة الإنسانية الخطيرة الراهنة في غزة
  • نشاط رئيس الوزراء في أسبوع.. لقاءات واجتماعات ومتابعات للمشروعات القومية
  • خالد يوسف: انتهاكات الجزيرة تعيد ذكريات الماضي
  • الأمم المتحدة: الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين بعد الهجمات في ولاية الجزيرة  
  • مسئولة أممية: زيادة المساعدات مجرد بداية لمعالجة الأزمة الإنسانية بغزة
  • المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: اتفاق وقف الحرب في لبنان يؤثر على صفقة غزة
  • حصار جماعة نصرة الإسلام في مالي يفاقم الأزمة الإنسانية