الصواريخ بعيدة المدى.. لوتان: الروس بين الخوف والتحدي بعد الضوء الأخضر الأميركي
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
قالت صحيفة لوتان إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعطت الضوء الأخضر أخيرا لأوكرانيا حتى تتمكن من استخدام صواريخها لضرب أهداف داخل روسيا، وهو ما يرى أنه يمثل نقطة تحول في الحرب.
وذكرت الصحيفة السويسرية أنه لا الروس ولا حتى الأوكرانيون كانوا يتوقعون مثل هذا القرار، خاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن هذا الضوء الأخضر سيعتبر عملا من أعمال الحرب من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم ألكسندر ليفي- أن روسيا الآن تخشى ردة فعل عنيفة بسبب الضوء الأخضر الذي أعطته إدارة بايدن لكييف لاستخدام صواريخها بعيدة المدى لضرب عمق روسيا، بعد أن تبجحت موسكو بالغارة الجوية الضخمة التي شنتها نهاية هذا الأسبوع، والتي كان من المفترض أن تعيد أوكرانيا إلى "العصر الجليدي" هذا الشتاء، حسب ما يقوله المروجون للدعاية الروسية.
ويؤكد البعض أن "هذا لن يغير شيئا"، في حين يتحدث آخرون صراحة عن نقطة تحول في هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
ولكن الروس اكتفوا بالتذكير بتحذيرات بوتين من أن مثل هذا الضوء الأخضر سيكون دليلا على خوض الناتو الآن حربا ضد روسيا التي قالت إنها "ستتخذ القرارات اللازمة"، في حين صرح فلاديمير جباروف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد، بأن "هذه خطوة كبيرة جدا نحو بداية الحرب العالمية الثالثة".
بماذا ستؤثر الضربات الأوكرانية؟
وفي هذا السياق، يرى عالم السياسة الروسي ألكسندر موروزوف الذي يدرس في براغ أن هذا الضوء الأخضر "فاجأ" المسؤولين الروس الذين كانوا يعتقدون أنه الآن يعود إلى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، موضحا أن القرار "مرحلة جديدة" في الصراع وأن الأوكرانيين سيستغلون الأسابيع المتبقية قبل تنصيب ترامب رسميا لضرب روسيا.
وفي الوقت الحالي -كما أشارت مصادر صحفية عبر المحيط الأطلسي- يتعلق هذا الضوء الأخضر بمنطقة كورسك فقط، مع أن مدنا كبيرة مثل فورونيغ وروستوف، حيث يقع أحد مقرات القوة الاستكشافية الروسية في أوكرانيا، تقع الآن ضمن نطاق أنظمة أتاكامز الأميركية التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، والأمر بالنسبة لعالم السياسة المقرب من الكرملين سيرغي ماركوف، "مسألة وقت فقط" قبل أن تسقط هذه الصواريخ على هذه المدن الروسية، بما فيها العاصمة.
وفي حديثه على حسابه في تلغرام، يرى رومان سابونكوف، المراسل العسكري الخبير في الحرب أن هذه الصواريخ يمكن أن تسبب أضرارا جسيمة نظرا لدقتها الكبيرة، وهو يعتقد أن "نقاط التحول كثيرة في هذا الصراع، ولكنها ليست كارثة بالطبع، ولن تساعد أوكرانيا على استعادة حدودها عام 1991، لكن العواقب قد تفاجئ الكثيرين".
متأخر جدا
وفي كييف، وعلى عكس التوقعات، لم يتسبب هذا الإعلان في فرح كبير، وعلق عالم السياسة الشاب أوليغ ساكيان قائلا "لقد انتظرنا ذلك وقد وصل متأخرا جدا ومن خلال تسريب في الصحافة"، إذ أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أهمية "القدرة بعيدة المدى" لجيشه، وأكد أن "عديدا من وسائل الإعلام اليوم، أفادت أننا حصلنا على الإذن باتخاذ الإجراءات المناسبة. لكن الضربات لا تنفذ بالكلمات. الصواريخ تتحدث عن نفسها".
وأشارت الصحيفة -في افتتاحية منفصلة- إلى أن واشنطن تسمح لكييف باستخدام صواريخها لاستهداف روسيا، ولكن الأمر لا يشكل نقطة تحول إستراتيجية كبرى، بل هو محاولة لإعادة توازن القوى، في مواجهة مضاعفة الهجمات الروسية في وقت تبدو فيه أوكرانيا منهكة.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو لن تتردد في تهديد أوروبا بإشعال حريق هائل، في حين أن هذه الأسلحة قد تضع ببساطة حدا للحملة الروسية المستمرة، ولكن بعد انتخاب ترامب إلى متى سيستمر هذا الدعم وما تأثير ذلك على نتيجة الحرب؟
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الصواريخ من الممكن أن تعزز موقف الأوكرانيين في المفاوضات المستقبلية، ولكن لديهم في هذه المرحلة كل الأسباب للخوف من أن الوقت قد فات وأن هذا الضوء الأخضر جاء متأخرا للغاية إلى حد لن يشكل معه نقطة تحول لصالحهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات هذا الضوء الأخضر نقطة تحول
إقرأ أيضاً:
رونالدو: فينيسيوس رمز «الصمود والتحدي»!
أنور إبراهيم (القاهرة)
وجّه النجم البرازيلي «المخضرم» رونالدو نازاريو الملقب بـ«الظاهرة» التهنئة إلى مواطنه فينيسيوس جونيور، بعد فوزه بجائزة «ذا بيست» التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لأفضل لاعب في العالم كل موسم، وحرص في رسالته على أن يُذكر الجميع كيف أصبح مواطنه الموهوب رمزاً لمكافحة العنصرية في ملاعب كرة القدم.
وبعد أسابيع من حالة الإحباط التي عاشها فينيسيوس، إثر خسارته جائزة الكرة الذهبية لمصلحة متوسط الميدان الإسباني رودري، ها هو يحقق حلمه، ويحصل على جائزة «الأفضل» من أعلى هيئة كروية في العالم، ومن خلال استفتاء شارك فيه المديرون الفنيون للمنتخبات الوطنية، و«كباتن» المنتخبات والجمهور والصحفيون، وأصبح فينيسيوس أول لاعب برازيلي ينال هذا الشرف، منذ أن حصل عليه مواطنه كاكا في 2007.
وقال رونالدو في كلمته الجميلة والمؤثرة، التي بثها عبر حسابه على «إنستجرام»: مرت 16 سنة على آخر مرة ذهبت فيها الجائزة إلى لاعب برازيلي، أنظروا إلى فينيسيوس بأكبر قدر من الاحترام، والجائزة الآن بين يديه عن جدارة واستحقاق.
وأضاف رونالدو، الذي يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم: «الأمر أكبر بكثير من دور فينيسيوس الحاسم في المباريات وأرقامه القياسية الاستثنائية، وموهبته وحدها كافية للحصول على الجائزة، ولكن قوته الحقيقية تذهب في اتجاه آخر أبعد من ذلك».
وقال: «نتحدث عن أحد أهم اللاعبين اليوم، وقع ضحية العنصرية البغيضة التي أحاطت به من كل مكان، تصوروا معي كم عدد الأشخاص المجهولين الذين يمثلهم هذا النجم؟ وكم عدد ضحايا العنصرية، إنه بطل يقود هذه المعركة، وأصبح رمزاً للصمود والتحدي.
واتهم رونالدو في رسالته أولئك الذين يلتزمون الصمت، بأنهم لا يقلون عنصرية عن الآخرين، مبدياً استيائه من هذا التغافل من جانب السلطات الرسمية والكيانات المسؤولة عن كرة القدم، وقال إن ذلك يؤدي إلى زيادة ثقافة الإقصاء وعدم الاحترام التي تُمارس ضد السود».
واختتم رونالدو كلمته بقوله: «لقد حاولوا تدميرك يا صديقي، ولكن كان لديك موهبة، وكرة قدم جعلتك أفضل لاعب في العالم، وأنت برازيلي أسود.
كما وجه نيماردا سيلفا لاعب الهلال السعودي التهنئة إلى مواطنه وصديقه فينيسيوس، قائلاً: «تهاني فيني، تستحق الجائزة عن جدارة، وأنا سعيد جداً من أجلك، استمر في القمة يا صديقي».