محلل عسكري يدعو لثورة تصحيح عاجلة في الشرعية بعد وقوع مسؤولين في شراك ‘‘أفعال مخلة’’
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
طالب محلل عسكري بثورة تصحيح عاجلة في قيادة الحكومة الشرعية، لإزاحة كل المتورطين في العمل مع مليشيا الحوثي، والواقعين في شراك أفعال مخلة بالآداب، وذلك لتحرير قرار الشرعية من الابتزاز.
وقال المحلل العسكري العميد محمد عبدالله الكميم، إن ما فعله اليوم مسؤول سابق في الحكومة الشرعية دليلًا على أن أن هناك قيادات في الشرعية تعمل مع مليشيا الحوثي وإيران.
جاء ذلك، ردًا على مقال نشرته صحيفة "إندبندنت عربية" لوزير الخارجية الأسبق خالد اليماني، الذي وصف ثورة الـ26 من سبتمبر 1962 بأنها "الانقلاب الذي فتح على اليمنيين أبواب الجحيم".
وأضاف الكميم: "عندما كنا نقول ان هناك قيادات فاشلة عاجزة ملعونة خبيثة تنخر في وسط الشرعية كطابور خامس وتعمل مع الحوثيراني بكل قوة وهم احد اسباب هزائمنا السياسية والعسكرية و فشلنا في كثير من الملفات رغم قوتنا السياسية ؟".
اقرأ أيضاً مصرع 4 ضباط ومقاتل من عناصر مليشيا الحوثي جدلية المسؤولية السياسية والمسؤولية الأخلاقية درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنية إعلان أممي بشأن بيع نفط صافر.. والكشف عن الجهة اليمنية التي ستتولى المهمة البرلماني ”عبده بشر” من صنعاء يبدأ بنشر غسيل الجماعة بشأن النفط والرواتب بعد ”تحرش” محمد علي الحوثي أول مسؤول حكومي يرد على وصف وزير الخارجية السابق ”خالد اليماني” لثورة 26 سبتمبر بالانقلاب ”الدبور” محمد علي الحوثي ”أراد أن يكحلها عماها”.. وبرلماني بصنعاء يهدده بـ”نشر الغسيل والمخبأ” عن النفط والرواتب الجماعة تُحرف (11) آية قرآنية وتزعم أنها نزلت في عبدالملك الحوثي وترفعه إلى مقام الأنبياء (صورة) الحوثيون يرفعون حالة التأهب لمواجهة أبناء قبائل عمران وذمار والبيضاء خوفا من الانهيار الرئيس العليمي: هذا هو الوقت المناسب لإنهاء العبث الحوثي بعدما أعاق كل المبادرات لدفع الرواتب رسائل نارية من العميد الكميم لمشايخ الحداء: الحوثي يفتش البيوت ويهتك الأعراض ويحاصر ”الركبين” وأنتم تتفرجون! تصريحات صادمة لوزير خارجية الشرعية الأسبق ”خالد اليماني” تصف ثورة 26 سبتمبر بـ”الانقلاب الذي فتح أبواب جهنم لليمنيين”وتابع: "هل تتذكرون مهندس اتفاق استوكهولم وزير الخارجية الأسبق الذي اوقف تحرير الحديدة وكانت قواتنا على الابواب ووقع على تلك الاتفاقية وقت الفجر والناس نيام و انقذ الحوثيراني من خسارة الحديدة ومابعد الحديدة ؟! انه الإمامي خالد اليماني وزير الخارجية السابق (...) يقول عن ثورة الألف عام ثورة 26 سبتمبر المعظم انها انقلاب .. ".
وأشار إلى أنه "مازال هناك الكثير من امثال هذا النكرة في كل مفاصل الدولة ، ستجدونهم في ملف الاتصالات وهم من يعرقلون نقل الاتصالات الى عدن من سنين ، وستجدونهم في الاقتصاد وهم من يرفعون الريال ولا يعالجون المشكلات الاقتصادية ، وستجدونهم في الملف العسكري والأمني وستجدونهم في كل مكان...".
وأكد أن اليمنيين يحتاجون إلى "ثورة تصحيح عاجلة في الشرعية . نحتاج اعادة تقييم ومراجعة مواقف وتدقيق وتمحيص لكل من هو محسوب علينا قيادي او سفير او وزير او وكيل من خلال مواقفه وأدائه وانجازه ودوره في معركتنا مع الحوثيراني" .. مختتمًا حديثه بالقول: " يكفي مهزلة يا قيادتنا يكفي لا هانا وبس !".
https://twitter.com/Twitter/status/1691595860520431958
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
خالد نبهان.. الشهيد المبتسم الذي سلبه الاحتلال روح الروح
لم يكن خالد نبهان جَدّا عاديا، بل لم يكن أيضا شهيدا عاديا، كان قصة أحزان وأشواق دخلت كل بيت في العالم تقريبا، ورأى الناس كيف رسم بكلماته الجريحة قصة من أروع قصص الفراق الدامي في غزة.
فبعد طول انتظار وترقب التحق خالد نبهان بحفيدته "روح الروح" والتحف البياضَ الذي كان قد وخَطَ رأسه ولحيته، وكساها هيبة ووقارا، ازداد إشعاعها وهو يغادر الدنيا شهيدا مبتسما.
ما كانت الشهادة تخطئ أبا ضياء خالد نبهان، إلا لتصيبه في مقتل من الروح، وشغاف من الفؤاد.
قبل نحو عام من الآن، التحف نبهان الصبر وهو يحتضن حفيدته ريم ويقبل جسدها الصغير، كالوردة متلفِّعة بلون شقائق النعمان، إلا أنها محمرة بالدم القاني، مثل شقائقها اللائي سبقنها من كل بيت، بعد أن كسرت تلك العظام الرخوة والجسد الغض البريء قاذفات اللهب الإسرائيلية.
انتشل خالد نبهان حفيدته الصغيرة ريم من تحت الركام، ولم يكن يصدق أن عمرها البهيج قد أوقفه الجيش الإسرائيلي عند 3 سنوات، وأن ضحكتها التي كانت تملأ البيت سعادة، قد تحولت إلى نشيج دائم، وأن صورها البراقة، قد تحولت إلى أطياف محلقة تؤرق الليل وتهيج الذكرى، وتستدر الدمع النبيل.
يتمسك الجد الوقور، بالجثمان الصغير، يشمه ويقبله، ويضمه إلى صدره، ويتمنى لو انطلقت من ذلك الكفن الوديع ضحكة طفولية، لتقول له إن الأمر مزحة كله.
إعلانلكن "روح الروح" كانت حقيقة في قربها ومأساتها، وحقيقة أخرى صارخة هي أن المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة لم تكن تفرق بين صغير أو كبير بين مدني أو مقاتل، فقد كان التطهير العرقي والإبادة الجماعية والعدوان يستهدف كل ما يرف للحياة من جفن في القطاع المدمر كما يقول الكثيرون.
الشيخ المحتسب الصبور، خالد النبهان، يسلم الروح شهيدا في #غزة، ملتحقا في الأعالي بحفيدته الصغيرة التي دعاها "روح الروح" يوم فقَدها.. اللهم اجمعهما في علِّيين pic.twitter.com/G6s5U1uklz
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) December 16, 2024
ذكرى الميلاد وموعد الرحيلفي ديسمبر/كانون الأول، ولد الجد والحفيدة وفيه رحلا معا في عامين متتاليين، ففي العام الماضي، ودعت الصغيرة قبل نحو شهر من عيد ميلادها الرابع.
وفي حين كانت الصغيرة تنتظر تلك الذكرى العطرة، كان الجد الحنون يعد ما يليق بتلك اللحظة الشذية بالمشاعر والأحاسيس الرقراقة، وكانت المصادفة الأكثر حلاوة في الأمر أن الجد وحفيدته يلتقيان في شهر ميلاد واحد، وكم كان للفرح من أرجوحة في قلب الشيخ النبيل، وكم كان للسعادة من وردة متفتقة، ولحن طفولي عذب في القلب الصغير للوردة ريم الصغيرة المذبوحة برصاص إسرائيلي.
بعد أشهر قليلة ولدت لخالد نبهان حفيدة أخرى أطلق عليها اسم "روجاد" ويعني وقت صلاة الفجر، أي وقت انبلاج النور من رحم الظلام، ووقت انطلاق عصافير الحياة مرفرفة في الكون الذي لم يعد فسيحا، منذ أن أصبحت أزهاره وعصافيره هدفا لقناص إسرائيلي يرسل الموت شراكا قلّ أن ينجو منه جد ولا حفيد.
ورغم عمق المأساة والألم الذي أحدثه رحيل "روح الروح" فقد ظل الجد خالد ذا روح مفعمة بالحب والجمال، كان حاضرا بقوة في الإنقاذ والتثبيت، مالكا لأسلوب رائع في تخفيف المآسي على قلوب الصغار، يملك روحا مشرقة، وخطابا إيمانيا متوثبا، ويعيش عالما من الرضا، يلين راسيات الجبال، ويذيب -لو كان لفراق روح الروح من سلوان- ما يراكمه الحزن اللاهب من جبال ألم، وما يسقي من أودية أشجان.
في الخالدين يا روح الروح
أبو ضياء شهيداً
عوَّضك الله الجنة على صبرك وإيمانك
وجمعك بحفيدتك في جنَّات النعيم pic.twitter.com/UkXg9EMKwg
— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) December 16, 2024
إعلان غدا نلقى الأحبةريم وخالد حفيدا خالد النبهان، روحان من وهج الحياة المحروقة في غزة، وقصتان من بين عشرات الآلاف من القصص الموحدة العناوين المختلفة، في حين تغرز من مخالب الألم في تلك القلوب الرطبة والأجساد الصغيرة، إنها قصة قتل الحياة، وسفك دم الطفولة الرقراق.
لكن خالد كان من بين أفصح الجراح التي تمشي على قدمين، وأبلغ الأصوات التي تتحدث بلسان، كان صوته وصِيته وبسمته وحزنه وأشواقه رسائل تدك العالم كله، تتحطم أمامها أسوار التجاهل، فقد كانت عبارة روح الروح تهز ما بقي من روح في العالم المبَنّج.
ولأن روح خالد كانت قد حلقت في عالم الأشواق، يوم أرخى للحزن زمامه أسفا على روح الروح، فقد كان يحث السير ويترقب الرحيل كل حين، وفي واحدة من آخر تغريداته على حسابه على الإنستغرام، كان الرجل ينظر من سجف الغيب، ويهتف عبر ستائر الأشواق إلى حفيديه، بأنه قادم إليهما قريبا "هل نلتقي؟ فالبُعد مزّق خافقي. هل نلتقي من بعد شوق مُحرق؟ صدقا، توقفت الحياة، وما لها في ليل هجرك أي فجر مشرق". كما تقول كلمات الأنشودة التي كانت مرافقة لصورة نشرها قبل نحو أسبوع على حسابه في إنستغرام.
برحيل خالد نبهان لا ينضاف اسم جديد إلى لائحة طويلة من الشهداء فحسب، بل تكتب قصة ميلاد ملحمة حزن عابر للأيام، وقصة أجيال جمع بينها العدوان الإسرائيلي في كفن منسوج من عبق الكلمات الجريحة والأشواق المطهرة، والرضا والتوكل، والمقاومة التي تأخذ كل لبوس، من قسمات الطفل الرضيع، وهو يتلقى الرصاص قبل أن ينقطع حبله السري، وبسمة الرضيع وهو ينشق عبق المقاومة ويحتسي لبان الجهاد، ومن روح الروح وهو تكتب للحزن آمادا مفعمة بالألم، وترسم قصة جد، ملأ الدنيا حبا وشغل الناس حزنا، ومضى إلى حيث مراقد الصالحين، ومنازل المقاومين، إلى فردوس مديد، وروح وريحان… إلى حيث "روح الروح".
إعلان