ملتقى فقهي بالجامع الأزهر يناقش الرضاعة بين الشريعة والطب
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر حلقة جديدة من ملتقاه الفقهي تحت عنوان "رؤية معاصرة"، والتي جاءت هذا العام لمناقشة موضوع "الرضاعة بين الشرع والطب".
وناقش الملتقى، كيفية تحقيق التوازن بين المبادئ الشرعية في الإسلام والجوانب الطبية الحديثة المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، بهدف تقديم رؤية متكاملة تخدم المجتمع المعاصر وتواكب التحديات الصحية الحالية.
الملتقى، الذي تم برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، شارك فيه مجموعة من أبرز العلماء والفقهاء والأطباء، منهم الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بالإضافة إلى عدد من المختصين في المجال الطبي.
وخلال الجلسات، أكد الدكتور علي مهدي على أن التشريع الإسلامي يهدف إلى تحقيق مصالح العباد من خلال مراعاة توازن الجوانب النفسية والبدنية والصحية، مع التأكيد على أن الرضاعة الطبيعية تعد حقًا أساسيًا للطفل، يشكل أولوية في الشريعة الإسلامية.
وأضاف أن القرآن الكريم حدد مدة الرضاعة الطبيعية بـ "حولين كاملين"، مؤكداً أن هذه الفترة تساهم في بناء مناعة الطفل وتوفير العناصر الغذائية الضرورية له، بينما يتم تقليص الحاجة للرضاعة مع تقدم الطفل في العمر.
من جهته، تحدث الدكتور محمود صديق عن أهمية الرضاعة الطبيعية كفطرة إلهية، مؤكداً أنه لا يوجد بديل طبي آمن للبن الأم.
وأوضح أن لبن الأم يوفر للطفل جميع العناصر الغذائية اللازمة له في الأشهر الستة الأولى من حياته، وهو ما لا يمكن تعويضه بأي نوع آخر من الحليب الصناعي.
وأشار إلى أن الأم التي لا ترضع قد تتعرض لمخاطر صحية مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم.
أما الدكتور هاني عودة، فأكد أن الإسلام عني بالإنسان وحقوقه حتى قبل أن يولد، مشددًا على ضرورة مراعاة مصلحة الطفل فوق أي اعتبارات أخرى، خاصة في حالة حدوث نزاع بين الزوجين.
وأضاف أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الأمراض وتقوي مناعته، كما أن لها فوائد نفسية للأم مثل تقليل خطر الاكتئاب وتنظيم سلوك الأم والطفل.
من جانبه، شدد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، على أن الملتقى يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين الفقهاء والأطباء، ويعكس جهود الأزهر في طرح حلول فقهية وطبية تواكب تحديات العصر.
وأوضح أن الملتقى يهدف إلى نشر الوعي المجتمعي حول أهمية الرضاعة الطبيعية وحقوق الطفل في الإسلام، خاصة في ظل تطور المجتمع والتحديات الطبية الحديثة.
وفي الختام، أكد المشاركون أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد ضرورة صحية، بل هي حق من حقوق الطفل في الإسلام، تسهم في تعزيز الروابط الأسرية وتوفير بيئة صحية ومستقرة للطفل، مما يعكس اهتمام الشريعة الإسلامية بصحة الطفل ونموه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الازهر الرضاعة الطبيعية الرضاعة الطبیعیة
إقرأ أيضاً:
الدكتور ربيع الغفير: النصح مسئولية الجميع.. والدعوة بالحكمة والرفق لا بالفضيحة
أكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، على أن النصيحة ليست مقصورة على الأنبياء أو العلماء فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بين كل أفراد المجتمع.
وقال الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الثلاثاء: "مينفعش أشوف حد ماشي في طريق فيه هلاك وأسكت! لازم أنصحه.. بلُطف، برِقّة، وبإحسان".
وأكد الدكتور ربيع الغفير أن كل إنسان في موقعه مطالب بأن يكون داعيًا إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمر الله تعالى في قوله: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
أستاذ بجامعة الأزهر: قول "مليش دعوة" أخطر ما يصيب المجتمعات
رئيس جامعة الأزهر يقرر تعليق الدراسة غدا في جميع الكليات
رئيس جامعة الأزهر يتفقد كلية الزراعة بنين بالسادات.. صور
هل يجوز للمرأة ارتداء غير الأبيض في الحج؟.. الأزهر يوضح
وأضاف الدكتور ربيع الغفير "سواء كنت مدرس في فصلك، عامل في مصنع، مدير شركة، أو مجرد إنسان كبير ماشي في الشارع... كلنا مسؤولين عن التوجيه والنُصح والرعاية، من باب الرحمة والشعور بالمسؤولية".
وحذر الدكتور الغفير من الأساليب الخاطئة في تقديم النُصح، مشيرًا إلى أن النصيحة قد تكون "دواءً مُرًّا"، لكنها تُقدَّم بكلماتٍ حلوة، مضيفا: "النُصح معناه إنك عارف وهو مش عارف، وإنك صاحي وهو غافل، فاختر كلامك بحب ورفق".
واستشهد ببيت الشعر المعروف: "تغمدني بنصحك في انفرادي .. وجنّبني النصيحة في الجماعة، فإن النصح بين الناس توبيخ .. لا أرضى استماعه".