كتاب سياسات القوة البحرية: الاستراتيجيات والديناميكيات والقدرات البحرية في آسيا والمحيط الهادئ
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، كتاباً جديداً، تحت عنوان "سياسات القوة البحرية.. الاستراتيجيات والديناميكيات والقدرات البحرية في آسيا والمحيط الهادئ"، والذي أعده مجموعة من المؤلفين، وقام بتحريره والتقديم له الدكتور إبراهيم غالي، المستشار الأكاديمي، رئيس برنامج دراسات آسيا، رئيس تحرير مجلة "اتجاهات آسيوية"، بمركز المستقبل.
تنبع أهمية الكتاب في أن مياه المحيطيْن الهندي والهادئ أضحت في جوهر التنافس العالمي بين الصين وحلفائها من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من جانب آخر، حيث تمتد سياسات القوة البحرية للقوى الإقليمية والدولية حالياً في كل مضيق وبحر ومحيط، بدءاً من جزر المحيط الهادئ وصولاً إلى سواحل المحيط الهندي في إفريقيا، بما تتضمنه هذه السياسات من تحديد للمجال البحري الحيوي وللتهديدات البحرية، ومن أهداف مدنية وعسكرية، لتحقيق الأمن وتعزيز الانتشار البحري، ومن ديناميكيات التفاعل مع الدول والمناطق الأخرى، ومن قدرات الأساطيل البحرية ومساعي تطويرها، ومن تحركات ثنائية ومتعددة الأطراف خاصةً في المجال الأمني والدفاعي.
ويسعى الكتاب، في سياق التحولات الإقليمية والدولية، التي جعلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ مركز الثقل الأساسي لسياسات القوى العالمية، إلى إلقاء الضوء على التغيرات الناشئة في السياسات البحرية بالمنطقة، في ظل اتجاهات تنافسية ومتضاربة، وتحديات أمنية، وعَسكَرة مكثفة لهذه المنطقة البحرية، واحتمال تحولها إلى مسرح مركزي للتفاعلات والديناميكيات الخاصة بالتخطيط الاستراتيجي والعملياتي البحري، وذلك من خلال تناوُل موقع البحار والمحيطات في المنطقة من التحولات الاستراتيجية الإقليمية والدولية الراهنة، ومناقشة الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية للدول الأساسية بالمنطقة وللقوى الفاعلة من خارجها.
ويجمع الكتاب في منهجه بين ثلاثة منظورات متكاملة، هي المنظور الجيواقتصادي والمنظور الجيوسياسي، واللذين يُشكِّلان معاً المنظور الجيوستراتيجي ويعملان تحت مظلته، ذلك أن المفهوم الحديث للقوة البحرية يشير إلى "قدرة الدولة على استخدام البحر والتأثير في نطاق الأنشطة المتعلقة به في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والعسكرية، بحيث أضحت السيطرة البحرية هي فقط المُكوِّن العسكري للقوة البحرية".
8 فصولينقسم الكتاب إلى مقدمة وثمانية فصول، ويقع في 368 صفحة، حيث يبدأ بتقديم من إعداد مُحرِّر الكتاب الدكتور إبراهيم غالي، تحت عنوان "إطار نظري لدراسة سياسات القوة البحرية في آسيا والمحيط الهادئ"، يستعرض بإيجاز موقع البحار في نظريات العلاقات الدولية ومنهجية إعداد الكتاب، ثم يأتي الفصل الأول تحت عنوان "تفاعلات جيوبوليتكية.. موقع المحيطات والبحار من التحولات الاستراتيجية في آسيا والمحيط الهادئ"، وأعده السيد صدقي عابدين، الخبير متخصص في الشؤون الآسيوية وقضايا الأمن الإقليمي في آسيا، ثم تتناول الفصول الأخرى دراسة حالات دول شرق آسيا، حيث الصين واليابان والكوريتيْن، مروراً بدراسة حالة دول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان"، انتقالاً إلى حالة أستراليا، وصولاً إلى حالة الهند في جنوب آسيا، ثم إفراد فصل خاص عن السياسات والأدوار البحرية لأهم القوى الخارجية في المنطقة، وتحديداً الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية الفاعلة.
وِفْقَ هذا التقسيم، جاء الفصل الثاني بعنوان "حماية البحار البعيدة.. الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية الصينية" للدكتور هدير سعيد، الباحثة المتخصصة في الشؤون والصينية، والمحاضر في معهد البحوث والدراسات العربية؛ ثم الفصل الثالث بعنوان "الردع الفعَّال.. الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية اليابانية" للباحث المتخصص في دراسات السلام والصراع، عمَّار ياسين؛ ثم الفصل الرابع بعنوان "الصراع الممتد.. الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية في شبه الجزيرة الكورية"، من إعداد أحمد عليبه رئيس برنامج الدراسات الأمنية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.
أما الفصل الخامس فقد جاء بعنوان "بين الوطنية والإقليمية.. الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية لدول رابطة آسيان"، وأعدته ماهيتاب علي، مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، ثم الفصل السادس بعنوان "سياسة الدفاع الأمامي.. الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية الأسترالية"، من إعداد أحمد دياب، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية بمؤسسة الأهرام الصحفية، ثم الفصل السابع بعنوان "النفاذ إلى المياه الأوسع.. الأهداف والاستراتيجيات والقدرات البحرية الهندية"، وأعده محمود قاسم، نائب رئيس تحرير دورية "اتجاهات آسيوية".
وأخيراً يُختتَم الكتاب بالفصل الثامن من إعداد الدكتورة رغدة البهي، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، وجاء تحت عنوان "مصالح جيوستراتيجية.. أهداف وتحركات القوى الدولية الفاعلة في المحيطات والبحار الآسيوية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين الولايات المتحدة اليابان الهند الصين الولايات المتحدة اليابان الهند فی آسیا والمحیط الهادئ البحریة فی تحت عنوان من إعداد
إقرأ أيضاً:
المناخ التنظيمي وأخلاقيات الموظف
فيصل بن علي العامري
في بداية الحديث نتحدث عن أخلاقيات العمل التي تعتبر أساس ونموذج تقدم الأمم ورمزاً لثقافة المنظمة حيث أتت جميع الرسائل السماوية بالأخلاق وجاء الإسلام خاتم الأديان ليحث الناس على مكارم الأخلاق.
وفي هذا المقال نتطرق لمفهوم أخلاقيات العمل لغة واصطلاحا وأهمية التقيد بالأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها الموظف والتي تساعد في توفير مناخ تنظيمي مؤسسي يعزز ثقافة العمل لتحقيق الأهداف. حيث اتفق المفكرون على أنها مجموعة من المبادئ والصفات والقيم الإيجابية التي تسهم في خلق بيئة جاذبة للابتكار وتفجير الطاقات، وكما تعرف أيضا بأنها مجموعة من المبادئ والمعاير التي تعد مرجعا وانعكاسا للسلوك المطلوب لأفراد المهنة في المنظمة والتي يعتمد بها جميع عناصر المنظمة الداخلية والخارجية؛ وذلك للتقييم السلوك والأداء الذي يمارس داخل المنظمة.
وينقسم المناخ التنظيمي للمنظمات الى أربعة اقسام وهي كالآتي: المناخ المرتكز على الإنسان هو شعور بالرضاء الوظيفي للموظف في المنظمة من حيث إن المنظمة تقدم التقييم والتحفيز والتطوير في الأداء.
أولًا: المناخ المرتكز على القواعد: يعتمد على ثقافة المنظمة التي تقدم المزايا والفوائد وتهتم بتطوير الموظفين.
ثانيًا: المناخ المرتكز على الأهداف يأتي الاهتمام من المنظمة في تحقيق الأهداف بالعمل تحت فريق عمل منظم يسعى لتحقيق الأهداف بأقل الموارد البشرية والمالية.
ثالثًا: المناخ المرتكز على الابتكار تؤدي ثقافة المنظمة الى التفكير الإبداعي في حل وإيجاد طرق وحلول مبتكرة وتكون مدعومة من الإدارة وتطبق ك نظام سائد في المنظمة.
ومن هذا المنطلق يؤثر المناخ التنظيمي في سلوك وأخلاق الموظف وذلك من خلال تحقيق الرضا الوظيفي للموظف في المنظمة ويأتي هذا الرضا من صحة الإجراءات المعمول بها، والمستمدة من رؤية ورسالة وأهداف الهيكل العام للمنظمة. حيث يؤثر هذا المناخ في التقيد في سلوك الموظف من خلال تطبيقه للإجراءات واتباعه بتعليمات والأسس المقررة في تنظيم بيئة التعامل الداخلية والخارجية، كما تؤثر في بناء الانطباع والتصورات عن المنظمة والشعور بالرضا والثقة في المنظمة أو العكس إذا لم يتوفر المناخ التنظيمي فأنها تكون بيئة مشحونة بالسلبيات والسلوكيات غير الأخلاقية أو مهنية.
ويساعد المناخ التنظيمي في عملية اتخاذ القرار والتوجيه وذلك بمنح الموظف المسؤول مرونة اتخاذ القرار مع حوكمة المسؤولية التي حددها الهيكل التنظيمي للموظفين كلن في مجال اختصاصه، كما تعد المسؤولية الفردية إحدى العوامل المؤثرة على المناخ التنظيمي وشعور الموظف بالحرية في المنظمة والعلاقة الجيدة بين الزملاء في العمل وذلك للعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الهدف المؤسسي وفق الإجراءات التي يحددها الهيكل واللوائح والأنظمة للمنظمة .حيث لا تخلو أي منظمة من وجود خلافات أو نزاعات ولكن عندما يتوفر المناخ التنظيمي فإنه يسهل طرق إدارتها والتعامل معها كما يعزز على خلق بيئة عمل إيجابية محفزة على الإنتاجية، والمحافظة على أخلاقيات العمل التي تؤدي إلى احترام القوانين والعادات التي تضمن المساوة والعدالة في الحقوق والواجبات.
** متخصص في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي، باحث دكتوراة في فلسفة الإدارة والعلوم الاقتصادية