من الملاعب لشاشات الهواتف.. كيف غزت المراهنات عالم الكرة في مصر؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
آثار إعلان محمد زيدان نجم الكرة المصرية السابق، عن تعيينه سفيرًا لإحدى شركات المراهنات العالمية جدلاً واسعًا في الوسط الرياضي. إعلان شركة المراهنات لتعيين زيدان جاءت بعد نشر الشركة المعنية فيديو له يروج لخدماتها في سوق المراهنات.
أنتقد الإعلامي مدحت شلبي، زيدان مؤكدا أنه من المفترض أن يكون قدوة للشباب، مضيفا “أنا مش رجل دين، لكن المراهنات شيء محرم ومرفوض أخلاقيًا”، مشيرًا إلى خطرها على الشباب في مصر، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى "جرائم نتيجة الإدمان" على هذه الأنشطة.
المراهنات شبح بدأ في الدخول في كرة القدم المصرية وتوغل بقوة، و في أعقاب هذا الجدل، كانت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب المصري قد أصدرت قرارا منذ فترة بحجب إحدى منصات المراهنات الرياضية ليزيد من التفاعل الشعبي مع القضية. أكد النائب أحمد بدوي، رئيس اللجنة، أن القرار جاء بناءً على مراجعة المحتوى الذي تقدمه هذه المنصات، مشيرًا إلى أن قانون "مكافحة الجريمة الإلكترونية" يعاقب على هذه الأنشطة.
هذا القرار قد يساهم في وقف انتشار المراهنات غير القانونية في مصر، التي أصبح لها تأثير متزايد في كرة القدم المصرية، حيث كشف اللاعب السابق باسم مرسي عن وجود سوق للمراهنات داخل الملاعب، بل وأوضح أن بعض اللاعبين قد يتورطون في اتفاقات لإفساد المباريات مقابل أموال طائلة.
ظاهرة المراهنات: اتساع وانتشار مخيف وأرقام مرعبةالظاهرة لا تقتصر على القضايا الأخلاقية فقط، بل تتعلق أيضًا بقضية أوسع، حيث تشير التقارير إلى أن سوق المراهنات الرياضية في مصر يشهد ازدهارًا غير مسبوق.
وفقًا لموقع "مايتي تيبس"، بلغ حجم سوق المراهنات المصري نحو مليار ومئتي مليون دولار في عام 2020، مع متوسط مراهنة قدره 100 دولار شهريًا للمراهن. معظم المراهنين هم من الشباب في منتصف العمر، وهو ما يعكس الأثر الكبير لهذه الظاهرة على الفئات الأكثر تأثراً.
المخاطر الاجتماعية والاقتصاديةتعد المراهنات مصدر قلق اجتماعي كبير، خاصة بين الشباب الذين يواجهون أزمات اقتصادية خانقة، إذ يبحث العديد منهم عن مكاسب سريعة من خلال المراهنات. هذه الأنشطة لم تقتصر على الترفيه، بل تطورت لتصبح مسببًا رئيسيًا للعديد من المشكلات الاجتماعية مثل جرائم القتل والانتحار بسبب خسائر المراهنات. إحدى الحوادث البارزة كانت لشاب في المنيا، الذي أقدم على الانتحار بعد خسارته مبالغ ضخمة في المراهنات.
في هذا السياق، قال د. عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن المراهنات الإلكترونية لا تحتاج إلى حسابات بنكية لإتمام المعاملات، بل تستخدم "المحافظ الإلكترونية" كوسيلة دفع، ما يسهل على المستخدمين الوصول إليها. كما أشار إلى أن هذه المواقع تحقق أرباحًا ضخمة تصل إلى 25% من قيمة المراهنات.
التسريبات والتلاعب بالمباريات في الدوريلم تتوقف القضايا عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى تسريبات تتحدث عن تورط بعض اللاعبين في التلاعب بنتائج المباريات لصالح شركات المراهنات. وكشف الإعلامي فيصل زيدان في تصريحات سابقة عن محادثات مسجلة بين أطراف في أندية صعيدية تفيد بأن اللاعبين يوافقون على الخسارة بهدف محدد مقابل مبالغ مالية ضخمة. هذه الممارسات قد تؤدي إلى انهيار مصداقية الدوري المصري وتدمير قيم الرياضة بشكل عام.
المواقف القانونية والتشريعية من المراهناتفيما يتعلق بالجانب القانوني، يعاقب القانون المصري على القمار العلني في الأماكن المخصصة له، ولكن المراهنات الإلكترونية لا تقع تحت طائلة نفس القوانين، ما يجعلها مجالًا خصبًا للنشاط غير القانوني. وأشار المحامي إيهاب الأطرش إلى أن المراهنات الإلكترونية لا يُجرمها القانون المصري حاليًا، مما يستدعي ضرورة إصدار تشريعات جديدة تُنظم هذه الأنشطة.
الردود على المستوى الرسمي.. وزارة الشباب والرياضةردًا على هذه الظاهرة، أصدرت وزارة الشباب والرياضة المصرية سلسلة من التحذيرات، حيث قامت الوزارة بإرسال تعميم إلى 6300 هيئة رياضية في مصر لحظر الترويج للمراهنات الإلكترونية ذلك في شهر سبتمبر الماضي، كما أكد د. محمد الشاذلي، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن هناك تحركات جادة لتوعية الشباب حول خطورة هذه الأنشطة، مشيرًا إلى ضرورة وضع تشريعات صارمة لتنظيم هذا المجال.
المراهنات في السياق العالمي.. الأرجنتين ولاعبين عالميينعلى الصعيد العالمي، باتت المراهنات الرياضية إحدى الصناعات الضخمة التي تتعامل مع مليارات الدولارات سنويًا. في الولايات المتحدة، تم تشريع المراهنات الرياضية في عام 2018، ووفقًا لإحصائيات "ستاتيستا"، فإن أكثر من 25 مليون شخص في الولايات المتحدة يشاركون في المراهنات الرياضية عبر الإنترنت. وقد أصبحت هذه الظاهرة تشكل تحديًا للاتحادات الرياضية العالمية، التي تسعى للحفاظ على نزاهة المباريات.
فضيحة المراهنات في الأرجنتينفي الأرجنتين، فتحت وزارة العدل تحقيقًا في قضية تتعلق بالمراهنات غير القانونية بعد إشراك فريق ديبورتيفو ريسترا المؤثر إيفان "سبرين" في مباراة ضد فيليز سارسفيلد، رغم أنه ليس لاعبًا محترفًا.
التحقيق يركز على ما إذا كان دفع سبرين للمشاركة في المباراة جزءًا من محاولة لجذب المراهنين إلى منصات مراهنات غير قانونية.
قضية لوكاس باكيتا في الدوري الإنجليزيالنجم البرازيلي لوكاس باكيتا، لاعب وست هام يونايتد، يواجه خطر الإيقاف مدى الحياة بسبب تورطه في قضايا المراهنات الرياضية.
باكيتا متهم بالمراهنة على مباريات في الدوري الإنجليزي خلال الفترة الماضية، وستتم متابعة القضية في جلسات استماع خلال الأشهر المقبلة.
باكيتاتوناليقضية ساندرو تونالي "حياتان مختلفتان" بسبب المراهناتبات ساندرو تونالي، لاعب خط الوسط الإيطالي في فريق نيوكاسل، أحد الأسماء البارزة في ملف المراهنات بعد إيقافه لمدة 10 أشهر بسبب تورطه في المراهنات الرياضية. ورغم عودته إلى التشكيلة بعد العقوبة، فإن تجربة الإيقاف تركت آثارًا عميقة على حياته الشخصية والمهنية.
وكان قد تم إيقاف تونالي من قبل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بسبب مشاركته في مراهنات رياضية غير قانونية، هذه القضية تمثل جزءًا من التحديات التي يواجهها العديد من اللاعبين في عالم كرة القدم، حيث يتورط البعض في أنشطة غير قانونية تتعلق بالمراهنات، وهو ما يعرضهم لعقوبات قاسية تؤثر على مسيرتهم.
العزلة فترة صعبةفي تصريحات صحفية، كشف تونالي عن صعوبة تجربته خلال فترة الإيقاف، حيث وصفها بأنها كانت "كأنني عشتُ حياتين مختلفتين". عانى اللاعب الإيطالي من العزلة الاجتماعية التامة، حيث كان مُنعزلًا عن العالم الخارجي ولم يتواصل مع الناس أو حتى مع زملائه في الفريق. واعتبر أن هذه التجربة الصعبة جعلته شخصًا مختلفًا تمامًا عما كان عليه من قبل.
بعد انتهاء فترة الإيقاف، بدأ تونالي العودة تدريجيًا إلى الحياة الطبيعية مع فريقه نيوكاسل. وأشار إلى أنه أصبح أكثر تقديرًا لأهمية التفاعل الاجتماعي مع زملائه في الفريق، وأصبح لديه علاقة أفضل معهم، معتبرًا أن "كل يوم أصبح مختلفًا الآن"، هذه الفترة من الانعزال قد منحت اللاعب نظرة أعمق عن قيمة التواصل والعلاقات الاجتماعية في الحياة اليومية.
على الرغم من فترة الإيقاف الطويلة، عاد تونالي للمشاركة في المباريات مع نيوكاسل بعد إنهاء عقوبته، حيث لعب مباراتين مع الفريق، ولكنه لم يتمكن من تسجيل أي أهداف حتى الآن.
وتُعتبر قضية تونالي واحدة من العديد من القضايا التي أثيرت مؤخرًا حول تأثير المراهنات على اللاعبين. يُظهر تونالي، مثل العديد من اللاعبين الآخرين، كيف أن المراهنات لا تؤثر فقط على الجانب الرياضي، بل تتغلغل في حياة اللاعبين الشخصية، مما يؤدي إلى تداعيات قد تؤثر على مستقبلم المهني.
وقد أكد العديد من اللاعبين السابقين، أن المراهنات تشكل تهديدًا خطيرًا على نزاهة الرياضة وسلامة اللاعبين، حيث يتم دفع البعض للتورط في هذه الأنشطة بسبب الإغراءات المالية السريعة.
ضرورة تدخل أكبرإزاء انتشار هذه الظاهرة في مصر، أصبحت الحاجة إلى تدخل حكومي وتشريعي أكبر من أي وقت مضى، أن الأمر لا يتعلق فقط بالمخاطر الاقتصادية والاجتماعية، بل يشمل أيضًا الحفاظ على نزاهة الرياضة وسمعتها. من المهم أن تسارع السلطات المختصة إلى وضع قوانين أكثر صرامة لتنظيم المراهنات الإلكترونية، إضافة إلى تعزيز حملات التوعية بين الشباب حول خطورة هذه الأنشطة وتأثيراتها السلبية.
موقف الفيفا من المراهناتمن جهة أخرى، يتبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سياسة صارمة تجاه المراهنات، حيث يحظر الفيفا على اللاعبين والمشاركين في المباريات المراهنة على أي نوع من الرياضات بشكل عام، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأنشطة غير القانونية. اللاعبون الذين يُضبطون وهم يخالفون هذه القواعد يُعرضون لعقوبات قاسية قد تصل إلى الإيقاف لفترات طويلة، مثلما حدث مع ساندرو تونالي.
ويُعد الفيفا واحدة من الهيئات الرياضية التي تتعاون مع الحكومات والسلطات القضائية لمحاربة المراهنات غير القانونية، وذلك في إطار الحفاظ على نزاهة الرياضة ومنع التأثيرات السلبية على اللاعبين والجماهير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المراهنات محمد زيدان زيدان سوق مدحت شلبي الشعبي المراهنات الإلکترونیة المراهنات الریاضیة غیر القانونیة هذه الأنشطة هذه الظاهرة على نزاهة العدید من إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
إيقاف لاعب بسبب المراهنات
لندن (رويترز)
أخبار ذات صلة تحدي «خطوة للأمام» يمنح الجماهير الجوائز في الجولف توغل إسرائيلي جديد في جنوب سورياقالت الرابطة الأوروبية للاعبي الجولف المحترفين، إنها أوقفت الإنجليزي ماركو بينج، بعد أن وجدت لجنة تأديبية أنه راهن على العديد من بطولات الجولف.
وأضافت الرابطة الأوروبية للجولف أن بينج «26 عاماً» لم يراهن على مبارياته، أو خلال أيام البطولة عندما كان يتنافس، مما دفع اللجنة إلى تحديد أن نزاهة مثل هذه البطولات لم تتعرض للمساس.
وتم إيقاف بينج المصنف 414 عالمياً لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من 13 ديسمبر الجاري، مع إيقاف التنفيذ لجزء من العقوبة، وهو شهر واحد من بين الثلاثة، وذلك لمدة عام واحد، حال حدوث المزيد من الانتهاكات لبرنامج النزاهة الخاص بالجولة.
كما تم تغريم بينج ألفي جنيه إسترليني «2539 دولاراً».
وأشارت الجولة إلى أن العقوبات التي فرضت على بينج تم تخفيفها بسبب اعترافه الفوري بالانتهاك وتعاونه طوال التحقيق.