مقالات
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
بعد أكثر من عام على العدوان على قطاع غزة والحصار المفروض على سكانها وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتهجير أكثر من مليون مواطن غزاوي وتدمير كافة مقومات الحياة على يد كيان العدو الصهيوني، وبعد ما يقارب الشهر على العدوان الصهيوني على جنوب لبنان، دعت السعودية إلى قمة عربية إسلامية في الرياض، القمة التي كان من المنتظر أن تكرس لإدانة واستنكار استمرار العدوان والحصار على غزة، والعدوان على لبنان من قبل كيان العدو الصهيوني، والدعوة لقطع العلاقات العربية والإسلامية مع هذا الكيان، على الأقل كورقة ضغط لإجباره على إيقاف العدوان على غزة ولبنان، وتفعيل بقية أوراق الضغط العربية والإسلامية على الولايات المتحدة الأمريكية لإجبارها على إلزام هذا الكيان بإيقاف العدوان على غزة ولبنان، والدعوة لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية في معركتهما المصيرية التي تخوضانها بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية ؛ إلا أن القمة تجاهلت الكثير من هذه القضايا وذهبت لتبني قضايا ومواضيع هامشية وغير متزنة لا تتماشى وموقف المقاومة الفلسطينية واللبنانية ولا تراعي حجم التضحيات التي قدمتها، بل ذهبت للتحريض ضدهما بطريقة غير مباشرة، وبصورة مقززة تكشف حالة الانحطاط التي وصلت إليها الأمة في ظل هذه القيادات المأزومة والعميلة التي باتت وصمة عار في حقها .
قمة الرياض ركزت على موضوع حل الدولتين على حدود يونيو 1967م، وسيادة فلسطين على القدس الشرقية، وهو ما يعني أن الهدف من وراء القمة هو الاعتراف بإسرائيل كدولة في المنطقة، وهو الأمر الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع القوانين الوطنية للعديد من الدول العربية والإسلامية التي ترفض الاعتراف بوجود إسرائيل، علاوة على كون المستجدات على الميدان لا تنسجم على الإطلاق مع هذا التوجه السعودي العربي الذي ما يزال كيان العدو الإسرائيلي رافضا له رفضا قاطعا، وهو الأمر الذي يثير الاستغراب حول جدوى طرح مثل هذا الموضوع في الوقت الذي يسعى الإسرائيلي لابتلاع غزة والضفة وجنوب لبنان والتوسع لما هو أبعد على طريق إقامة دولته المزعومة التي تتخذ شعار من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل؟!!
الإسرائيلي المحتل الغاصب يرفض حل الدولتين، والعرب أصحاب الأرض والحق المشروع يتسابقون على طرح هذا المقترح والترويج له، ويرون في ذلك الحل الأنسب للقضية الفلسطينية، نحن أمام جرائم حرب وإبادة شاملة وعمليات تهجير واسعة النطاق في فلسطين و ولبنان، والسعودية ومن دار في فلكها يبحثون عن حل الدولتين، يا هؤلاء اخجلوا على أنفسكم ، تحلوا بالرجولة والشجاعة ولو لمرة واحدة في حياتكم، باتخاذ موقف إنساني على الأقل بالدعوة إلى إيقاف العدوان والحصار على غزة ولبنان، وكونوا أكثر جرأة في مخاطبة الأمريكي بالضغط على الصهيوني لتنفيذ ذلك، استخدموا تطبيعكم وتصهينكم ويهودتكم وموالاتكم لأمريكا وإسرائيل في هذا الجانب، هددوا بقطع العلاقات مع إسرائيل، ولوحوا بإيقاف تصدير النفط، وإن غضب الله عليكم وضرب عليكم الذلة والمسكنة فلا تحرموا شعوبكم من حق دعم وإسناد غزة ولبنان بالمال والمظاهرات الغاضبة، وأوقفوا قنواتكم الفضائية عن التحريض ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتبني وجهة النظر الصهيونية، لا تطالبوا بتجميد مشاركة هذا الكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها، وأنتم تتحالفون مع هذا الكيان ضد إخوانكم في فلسطين ولبنان .
بالمختصر المفيد اقطعوا علاقاتكم بإسرائيل، وانتصروا لمظلومية غزة ولبنان، افتحوا المعابر والمنافذ، اكسروا الحصار الصهيوني المفروض عليهما، ما لم فكفوا عنهم مؤامراتكم القذرة ، وتحريضاتكم الأكثر قذارة، وعليكم أن تعوا وتدركوا جيدا بأن غزة وفلسطين قوية بمقاومتها الباسلة، لا بسلطتها المتخاذلة المنبطحة وأن لبنان قوي بحزب الله ومقاومته البطلة لا بالجيش المنزوع السلاح والساسة العملاء، ولن تكون القدس كل القدس إلا عاصمة للدولة الفلسطينية الحرة المستقلة، ومن أراد أن يمنح الصهاينة وطنا، ويعترف لهم بدولة فعليه أن يستضيفهم في بلده، ويمنحهم الأرض المناسبة لهم لإقامة دولتهم المزعومة، وما سوى ذلك غير وارد، وغير مقبول.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة العدوان على هذا الکیان غزة ولبنان على غزة
إقرأ أيضاً:
تعز.. قبائل ماوية تعلن النفير العام لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
يمانيون/ تعز أعلنت قبائل ماوية بمحافظة تعز خلال لقاء مسلح اليوم النفير العام في مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني، والثبات على موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني.
وجددت قبائل ماوية في اللقاء الذي شارك فيه مدير المديرية عبدالسلام هاشم وقيادات محلية وعسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ كافة الخيارات للتصدي للعدوان على اليمن وإسناد غزة.. مؤكدة الاستمرار في التعبئة ورفع الجاهزية لمواجهة العدوان الأمريكي.
وفي اللقاء وقعت قبائل ماوية على وثيقة الشرف القبلية التي تقضي بتجريم العمالة مع العدوان والتخابر مع الجهات الخارجية.
وأعلن بيان صادر عن اللقاء النفير العام والنكف ورفع الجهوزية استعدادا لمواجهة العدوان على اليمن ومواصلة نصرة غزة.
وأكد الاستمرار في الالتحاق بمراكز التدريب لقوات التعبئة.. مباركا العمليات العسكرية للقوات المسلحة في منع مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية من العبور في منطقة العمليات، وكذا استهداف عمق الكيان الصهيوني وحاملة الطائرات الأمريكية.
وندد البيان بجرائم العدوان الإسرائيلي المستمرة بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان، ومحاولات تهجير أبناء غزة، وتصعيد العدو الأمريكي على اليمن واستهدافه للمدنيين.
واعتبر أي تعاون أو تخابر مع أي قوى خارجية، خيانة عظمى تتبرأ منها القبيلة وترفع يد الحماية عن كل خائن يشارك العدو في جرائمه ويعبث بأمن واستقرار اليمن.
وحذر البيان من أي تحرك لمساندة العدو الإسرائيلي والأمريكي كونه يمثل شراكة في جرائمه البشعة بحق الشعبين الفلسطيني واليمني.. معتبرا التورط مع العدو الأمريكي في تقديم المعلومات جريمة كبرى وعيبا أسودا.
ودعا الجهات الأمنية إلى ملاحقة العملاء والخونة وشبكات الرصد والتجسس ومعاقبتهم.. مجددا التأكيد على أهمية تعاون الجميع مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للعملاء والخونة.
وشدد البيان على ضرورة عقد الصلح العام وتوحيد الصف والحفاظ على الجبهة الداخلية ودعم الدورات الصيفية.. داعيا كافة القبائل اليمنية والعربية إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية والقومية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر إبادة، وما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان أمريكي.
وأكد المضي في الموقف الإيماني الثابت المناصر للشعب الفلسطيني في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.. لافتا إلى أن القبيلة اليمنية ستبقى حاضرة بقوة في معركة إسناد غزة، والتصدي للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
ووجه البيان دعوة خاصة لقبائل المحافظات الجنوبية والشرقية للالتحاق بمعركة العزة والكرامة والشرف في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتوحيد الصف لمواجهة عدو الأمة الذي يستهدف الجميع.