يمانيون:
2025-01-19@03:03:15 GMT

عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..

ليلى عماشا

في زمن مضى، كان لفظ “المعسكر” يستحضر صورة ميدان تدريب وقتال، سواتر وطلقات، بزّات عسكرية وعبق البارود.. اليوم، اتّسعت دلالة “المعسكر”، ليُضاف إليها ميدان الكلمة الموقف، والصورة المقاتلة، والصوت المحارب.. دخل الإعلام ساحة المعركة والنّار، وباستشهاد القائد الحاج محمّد عفيف، عرفنا نموذج الإعلاميّ الاستشهادي في ميدانه.

. الاستشهاديّ نعم، فمنذ ارتقاء شهيدنا الأقدس، خلع الحاج محمد عفيف النّابلسي درعه، كعابس الذي أجنّه حبّ الحسين (ع)، ونزل الميدان مقاتلًا، بل درعًا يصدّ عن معسكر الحقّ النّار، قاتل بالصوت الذي كالطلقات انغرز في صدرِ العدا وتفجّر، حمل مسيرته الجهادية الطويلة في الإعلام وقاد آلية التصدّي والنطق باسم المقاومة ومعسكرها، التحم بالعدوّ في ساحة المواجهة الإعلامية، حتى ارتقى ملتحقًا برفاق الدّرب الذين سبقوه، بسيّد شهداء الأمّة..

حين ورد نبأ استشهاد الحاج محمّد عفيف، لم تسجّل أعين النّاس علامة تعجّب واحدة، فالأعجب ألّا يُستشهد، في معركة نزل ميدانها بكلّ عتاده، وكثّف فيها خلاصات جهاده، كأنّه من جهة يستعجل العبور إلى السماء، ومن جهّة يجتهد في تقديم النموذج الأعمق والأنشط والأصدق والأنقى عن الجهاد الإعلامي قبل المضيّ شهيدًا كما أراد وكما استحقّ.

“لم يخفنا القصف فهل تخيفنا التهديدات؟!” قالها الحاج محمد عفيف ردًّا على سؤال حول التهديد باستهدافه خلال مؤتمره الصحافيّ في الغبيري. رفع التحدّي مع العدوّ إلى أقصاه. وقف أمام أعين المسيّرات والطائرات الحربية المعادية، قال كلمة المقاومة، تحدّث باسمها فحلّ على قلوب المشتاقين للسيّد حسن أنيسًا يطمئنهم، يجهّز قلوبهم لخبر النصر: “قطعًا سننتصر”..

بقلبه المثقل بالفقد وبالحزن المؤجّل، بوعيه المدرك لطبيعة دوره وأهمّيته، بوضوح رؤياه ودقّة اختياره للكلمات، بمقدرته العالية على الاحتواء التي شملت حتى الخصوم، بقوّة يقينه بالنّصر وإدراكه لحتميّته مهما غلت الأثمان، خاض الحاج محمد عفيف طريق ذات الشوكة غير آبه سوى بأداء دوره الجهاديّ على أتمّ وجه، فنال البرّ شهيدًا حين أنفق في درب الجهاد كلّ ما يحبّ..

صوت معسكر المقاومة والناطق باسم ميدانها، قائد كتيبة الإعلام المحارب والجنديّ الأشجع فيها، كان قد أسرّ لصديق له يسأله عن حاله أنّه في مرحلة ما بين الحياة والموت، في معرض تعليقه على قول الصديق بأنّه انتقل من الإعلام إلى السياسة.. قال بأنّه بعد ارتقاء “حبيبه وروحه التي بين جنبيه” على حدّ توصيفه، “ميّت يمشي على قدمين”… أيّ ميّت يا حاج يخوض حربًا كالتي خضتها وينتصر كما انتصرت! أيّ حزن ثوريّ جميل دفعك لدخول ميدان الاستشهاد مستخدمًا السّلاح الذي تتقنه حدّ الذوبان فيه: العمل الإعلامي! قبل فترة ليست بطويلة، خاض الحاج محمد عفيف صراعًا مع مرض عضال وشُفي منه ببركة الله، لا ليكسب أيامًا في الحياة الدنيا أكثر وإنّما كي يخرج منها بأحسن خاتمة.. قدّر الله أن يكافئه بشهادة بطولية، ليس لشيء سوى لأنّ دربه الجهادية استحقت ختامًا برتبة شهيد..

ورد النبأ، وكان انتظار بيان العلاقات الإعلامية يحاكي الفقد إيلامًا. فالقائد الذي يصدر بيانات ارتقاء الشهداء ويزفّهم قمرًا بعد قمر، عزيزًا بعد عزيز، صار درّة البيان وهو الخبر..
يُجمع كلّ الذين التقوا بالحاج محمد في الفترة الأخيرة على رؤيتهم بريق الشهادة في عينيه وهما تكتنزان الدّمع على سيّدنا الشهيد وتؤجّلانه.. يشهدون بأنّ من صوته فاح عبق الاستشهاديين، وشوهد فيه طيف صلاح غندور وعلي أشمر وهما يتجهزان لعمليتيهما الاستشهاديّتين.. بل شوهد طيف كلّ شهيد عبر، كلّ عزيز ارتقى.. يؤكدون على أن خبر استشهاده بعد الاستهداف الآثم لم يصدمهم، وإن شقّ صدورهم بلوعة الفقد وألم الفراق.. يبتسمون ملوّحين له وهو يختم حياته بأحسن الخواتيم ويرتقي إعلاميًا محاربًا وقائدًا جهاديًا بطلًا وصديقًا صادقًا وعزيزاً..

تبدع المقاومة الإسلامية في لبنان في صناعة النماذج الحقيقية والبطولية في كلّ ميادين الجهاد.. يبدع حزب الله في تقديم أرقى التجارب الإنسانية على مختلف المستويات، من القادة الشهداء إلى الكشفيين الشهداء، من المسعفين الأبطال إلى العمائم المجاهدة.. من الإعلام الميداني المجاهد إلى القتال الميدانيّ الإعلاميّ.. وتسجّل في كلّ هذا بطولات ومآثر سيحكي عنها الزمان ألف دهر..

أمّا بعد، فقد زفّت المقاومة “قائدًا إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم.” زفّت المقاومة إلى أهلها عقلًا حكيمًا وقلبًا سليمًا وعمرًا جميلًا وصبرًا طويلًا وإخلاصًا وفيرًا وشوقًا طال إلى الرّفاق واشتعل إلى السيّد حسن.. وكما الجسم المقاوم، كلّ أهل المقاومة يا حاج محمّد، تداعوا أمام النبأ إلى تهنئتك بفوزٍ عظيم مستحقّ، وكلّ أهل الإعلام أجمعوا على الشهادة بأن ما رأوا منك إلّا خيرًا .. أجمعوا على التبسّم لصورتك شهيدًا على طريق القدس وقالوا:”هنيئًا!”

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحاج محمد عفیف د عفیف شهید ا

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: قوة الإيمان والإرادة والاستعداد للتضحية والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي والأمريكي في غزة

يمانيون/ خاص

لفت السيد القائد إلى أن الصورة الأخرى لمشهد غزة خلال 15 شهرا هي الصمود المنقطع النظير والصبر العظيم، والثبات والتماسك الكبير للشعب الفلسطيني ولمجاهديه الأعزاء.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن ثبات الإخوة المجاهدين في قطاع غزة في كتائب القسام ومعها سرايا القدس وبقية الفصائل في أصعب الظروف وبأبسط الإمكانات لإنهاء المقاومة نهائيا هو شيء كبير.

وأوضح قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي فشل في غزة بالرغم من امتلاكه الإمكانات الهائلة جداً ومستوى النشاط الاستخباراتي من أجل إنهاء المقاومة والقضاء على كل المجاهدين، فالعدو فشل رغم الحصار على المقاومة التي نشأت منذ البداية في ظل حصار دون امتلاك الإمكانات اللازمة، وفشل رغم استخدامه كل التكتيكات التي تمكنه من حسم المعركة بشراكة الأمريكي.

وبين السيد القائد أن قوة الإيمان والإرادة والاستبسال والاستعداد العالي للتضحية والعمل الفدائي البطولي والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي في غزة.. لافتاً إلى أنه كلما  كلما اعتمد الإسرائيلي ومعه الأمريكي على تكتيك معين وخطة عسكرية معينة مدروسة يفشل في نهاية المطاف.

وقال قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي كرر عمليات الاجتياح في شمال القطاع وفي غير الشمال ويعلن السيطرة ثم لا يلبث أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده وتلحق به الخسائر المباشرة.

لافتاً إلى أن صورة المشاهد البطولية والفدائية الجهادية للإخوة المجاهدين في قطاع غزة عظيمة ومذهلة ومؤثرة حتى على معنويات الأعداء ولها أهمية كبيرة في إصابتهم بحالة الإحباط.. مضيفاً أن العمليات الجهادية استمرت وتصاعدت بإبداع وتنويع في التكتيك واستمرت حتى عمليات القصف الصاروخي إلى ما يسمى بغلاف غزة

وأكد السيد أن مشهد عمليات الاشتباك من المسافة الصفر مع جنود العدو وضباطه والنيل منهم مشهد عظيم ودرس كبير له أهميته الكبيرة في مستوى ما تحقق من نتيجة مهمة جدا.

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم يحيي موقف قائد الثورة وشعب اليمن في الإسناد المشرّف لغزة
  • مفتي الجمهورية يطمئن على حالة الإعلامي محمد سعيد محفوظ
  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة طوفان الأقصى
  • الدكتور بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة “طوفان الأقصى”
  • تعرض لحادث مروع.. وزير الأوقاف يطمئن على صحة الإعلامي محمد سعيد محفوظ
  • وزير الأوقاف يطمئن على صحة الإعلامي محمد سعيد محفوظ
  • قائد الثورة: قوة الإيمان والإرادة والاستعداد للتضحية والتكيف مع مختلف الظروف أفشل العدو الإسرائيلي والأمريكي في غزة
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت كيان العدو الإسرائيلي على التراجع
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت إسرائيل على التراجع
  • قائد الثورة: صبر الناس وصمود المقاومة أجبرا الصهاينة على التراجع