حقق زعيم المعارضة بأرض الصومال عبد الرحمن سيرو (المعروف باسم عرو) فوزا هاما في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الشهر الجاري، حيث يمثل فوزه تحديًا سياسيًا هامًا للرئيس المنتهية ولايته، موسى بيهي عبدي، الذي شغل منصب الرئيس منذ عام 2017، والذي يوصف بأنه كان مقربًا من إثيوبيا والإمارات.

وينتمي عبد الرحمن سيرو، إلى حزب "وطني"، ويعد أبرز القوى المعارضة، حيث أعلن صراحة رفضه لعدد من الاتفاقات التي أبرمتها الحكومة، داعيًا إلى وضع حد للتدخلات الأجنبية، خاصةً الإماراتية والإثيوبية.



ويعرف عن سيرو بمواقفه المناهضة للفساد، ويعد فوزه في الانتخابات بمثابة انقلاب سياسي، ويراه الكثيرون تجسيدًا لحلم الشعب في السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية.

وعلى الرغم من فوزه، يواجه سيرو العديد من التحديات في المرحلة المقبلة، أولاً، هو بحاجة إلى إعادة بناء العلاقات الإقليمية والدولية مع دول مثل إثيوبيا والإمارات، التي قد لا تكون متحمسة للتعامل مع رئيس جديد قد يغير سياسة المنطقة بشكل جذري.

كما أن فوزه يعكس رغبة شعبية قوية في التغيير، وهي رغبة ستضغط عليه لتحقيق إصلاحات سريعة، سواء في الملف السياسي الداخلي أو في المفاوضات الدولية.

التحديات الداخلية
وفي الداخل، يحتاج سيرو إلى التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي لأرض الصومال، التي تواجه تحديات ضخمة تتعلق بالبطالة والفقر، بالإضافة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التهديدات المتزايدة من الجماعات المسلحة في المنطقة.

كما أن هناك ضرورة كبيرة لدفع عملية الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة، وهو هدف رئيسي لحكومة سيرو المقبلة، يعتمد هذا النجاح بشكل كبير على كيفية تعامله مع المجتمع الدولي وكيفية تعزيز موقفه في الساحة الإقليمية والدولية.

الصراع السياسي في الصومال
وأعلنت أرض الصومال استقلالها عن الحكومة الفيدرالية في مقديشو في عام 1991، بعد انهيار النظام المركزي في الصومال. رغم إعلانها الاستقلال، إلا أنها لم تحظَ باعتراف دولي كدولة مستقلة، حيث لا تزال الأمم المتحدة والدول الكبرى تعتبرها جزءًا من الصومال.

منذ إعلان الاستقلال، كانت أرض الصومال تسعى لتعزيز مكانتها الدولية وتحقيق اعتراف عالمي. وقد تطلب ذلك وضع استراتيجيات سياسية واقتصادية وعلاقات إقليمية مع جيرانها، أبرزهم إثيوبيا والإمارات.

صفقة بربرة: الإمارات وأثيوبيا
وأثناء فترة حكم بيهي، تم توقيع عدة اتفاقيات مع إثيوبيا والإمارات كان أبرزها الاتفاق الذي منح إثيوبيا حق استخدام ميناء بربرة، مما يوفر لها منفذًا بحريًا على البحر الأحمر.

كما تم السماح للإمارات ببناء قاعدة عسكرية في المنطقة، التي قيل إنها تعمل على حماية المصالح الإماراتية في البحر الأحمر، وهي منطقة استراتيجية تعتبر محورية في النزاعات الإقليمية والأمن البحري. هذا الاتفاق أثار الكثير من الجدل في أرض الصومال، حيث اعتبره البعض تضحية بالسيادة الوطنية لصالح مصالح دول أخرى.

مستقبل أرض الصومال في ظل فوز سيرو
ويتوقع المراقبون أن يشهد المستقبل القريب تغيرات جذرية في السياسة الخارجية لأرض الصومال، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع إثيوبيا والإمارات. سيكون من المهم أيضًا مراقبة ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستسعى لتعزيز الجهود للحصول على اعتراف دولي، وهو أمر ظل هدفًا ثابتًا لحكومة أرض الصومال منذ سنوات. علاوة على ذلك، سيتم اختبار قدرة سيرو على الوفاء بتعهداته في مكافحة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد، وهو ما يعد اختبارًا حقيقيًا له في المرحلة المقبلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية عبد الرحمن سيرو الانتخابات الرئاسية الإماراتية الإمارات الانتخابات الرئاسية ارض الصومال عبد الرحمن سيرو المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

الغذاء العالمي.. التسول مصير اللاجئين في إثيوبيا بسبب نقص المساعدات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعاني اللاجئون فى إثيوبيا من انخفاض بنسبة ٤٠٪ من نقص فى حصص المساعدات الإنسانية بينما يتحول المانحون الدوليون إلى التركيز على الأزمات فى أماكن أخرى حول العالم، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.

ويؤثر النقص فى المساعدات على ما يقرب من ١.١ مليون لاجئ يقيمون فى مخيمات فى مختلف أنحاء إثيوبيا، والذين ليس لديهم خيار سوى الاكتفاء بنحو ٦٠ فى المائة فقط من المساعدات الإنسانية الضرورية مع نقص التمويل وتضاؤل الإمدادات، بحسب التقرير الصادر عن برنامج الغذاء العالمى فى شهر يناير الجاري.

وتستضيف إثيوبيا اللاجئين بشكل أساسى من الصومال وجنوب السودان وإريتريا، فضلًا عن تدفق جديد للاجئين الفارين من الصراع فى السودان.

وقال مولواليم ديستا، نائب المدير العام لخدمات اللاجئين والعائدين فى إثيوبيا، لصحيفة "ذا ريبورتر" الإثيوبية، إن القيود المالية للمنظمات الإنسانية، بما فى ذلك برنامج الأغذية العالمي، تعنى أن حصة حزمة المساعدات الإنسانية انخفضت إلى النصف تقريبا، أى إلى حوالي ٦٠ فى المائة.

أصبح اللاجئون يحصلون على مساعدات إنسانية أقل مما كانوا يحصلون عليه فى الماضي.
وقالت كلير نيفيل، رئيسة الاتصالات فى برنامج الأغذية العالمى فى إثيوبيا: "نحاول تقديم المساعدات الإنسانية لجميع اللاجئين فى إثيوبيا. ومع ذلك، انخفضت الحصص فى حزم المساعدات للفرد إلى ٦٠ فى المائة، بسبب ندرة التمويل.

ويحصل كل لاجئ على المساعدات، لكن حزمة المساعدات للفرد تتضاءل، ويرجع هذا جزئيًا إلى ارتفاع الحاجة إلى المساعدات الإنسانية على مستوى العالم بسبب تزايد الصراعات والكوارث، مما أدى إلى تحويل مصادر التمويل إلى أماكن أخرى".

وبحسب تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمى هذا الأسبوع، فإن نحو ٨٠٠ ألف لاجئ لم يتلقوا سوى ٦٠٪ من الحصة الغذائية القياسية لأكثر من عام ومع ذلك، فإن اللاجئين السودانيين الذين وصلوا منذ أبريل ٢٠٢٣ يتلقون حصصهم كاملة، ويخطط برنامج الأغذية العالمى للحفاظ على هذا المستوى من الدعم لمدة ستة أشهر على الأقل.

وسافر مسئولون من منظمة الإغاثة الإغاثية وممثلو برنامج الأغذية العالمى فى إثيوبيا إلى أداما هذا الأسبوع للترحيب بمساهمة قدرها ١٦٣٠ طنًا من القمح من الحكومة الروسية، وتهدف هذه المساعدات إلى مساعدة اللاجئين فى منطقة جامبيلا.

ويقول ممثلو برنامج الأغذية العالمى إن هذا التبرع أمر حيوى فى ضوء تناقص الموارد، وقالت نائبة مدير برنامج الأغذية العالمى فى إثيوبيا، جنيفر بيتوندي: «إن هذه المساهمة الكبيرة من الاتحاد الروسى ستدعم الأفراد الذين يسعون إلى اللجوء فى إثيوبيا، والذين ليس لديهم مكان آخر يلجأون إليه لتلبية احتياجاتهم الغذائية».

وتأتى هذه التبرعات فى وقت حرج، حيث يواجه برنامج الأغذية العالمى تحديات فى توفير الدعم المنقذ للحياة للاجئين الذين يعتمدون كليًا على برنامج الأغذية العالمى لتلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية. ونحن ممتنون للغاية لشعب روسيا على دعمه المستمر وتضامنه مع اللاجئين فى إثيوبيا".

قال السفير الروسى لدى إثيوبيا، يفجينى تيراخين، إنه رغم ضرورة المساعدات الغذائية، فإن الاكتفاء الذاتى من خلال زيادة الإنتاج الزراعى هو الحل الدائم الوحيد لمشاكل البلاد.

وقال إن روسيا تتعاون بشكل وثيق مع برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، وتمول بلادنا أنشطة البرنامج بما يصل إلى نحو ٦٠ إلى ٧٠ مليون دولار سنويا. وأنا على قناعة تامة بأن التعاون الوثيق بين البلدان والوكالات المساهمة فى الأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمى هو الأبرز بينها، أمر بالغ الأهمية لدعم توفير المساعدات الإنسانية فى مختلف أنحاء العالم.

وقال مولواليم لصحيفة ذا ريبورتر الإثيوبية إن القمح سيذهب لإطعام ما يقرب من ١٦٤ ألف لاجئ لجأوا إلى جامبيلا.

ويقدر عدد اللاجئين المنتشرين فى سبعة مخيمات فى جامبيلا بنحو ٤٠٠ ألف لاجئ والغالبية العظمى منهم من جنوب السودان.
وكشف تقييم أجراه برنامج الأغذية العالمى مؤخرا أن ما يقرب من ربع اللاجئين لجأوا إلى استراتيجيات مواجهة الطوارئ والأزمات مثل التسول وبيع الأصول والماشية.

وتستند عملية استقبال اللاجئين إلى مبادئ المجتمع الدولى فى تقاسم الأعباء والمسئوليات.
وتتحمل البلدان المضيفة مثل إثيوبيا أيضًا نصيبًا من المسئوليات، ولكن حجم ونوع المساعدات الإنسانية من الجهات المانحة الدولية تقلص بشكل كبير على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقًا لمولوالم.

ويرى أن انتشار الصراعات فى أماكن أخرى من العالم هو المحرك الرئيسى لتراجع المساعدات، حيث يتم تحويل الإمدادات لتلبية الاحتياجات فى أماكن مثل أفغانستان وسوريا واليمن وأوكرانيا.

وقال نائب المدير العام: «إذا نظرنا فقط إلى المساعدات الغذائية للاجئين فى إثيوبيا، فسوف نجد أنهم يحصلون على ٦٠٪ من الحصة الغذائية القياسية، كما أن الحصص الغذائية اليومية الدنيا ليست كافية بسبب ارتفاع عدد اللاجئين فى البلاد، والأطفال والأمهات، الذين يشكلون ما يصل إلى ٨٠ فى المائة من إجمالى عدد اللاجئين».

ويشير إلى أن أزمة اللاجئين فى إثيوبيا أصبحت أكثر صعوبة نتيجة لعدم وجود دعم لبرامج إعادة التأهيل، وخفض الميزانية، والتدفق المتزايد للاجئين.

ويقيم اللاجئون فى إثيوبيا لمدة ١٥ عاما فى المتوسط، فى حين يظل بعضهم فى البلاد لمدة تزيد على ثلاثة عقود.

وفى الوقت نفسه، تواجه منظمة اللاجئين والنازحين داخليا تخفيضات سنوية فى الميزانية تصل إلى ٢٠٪، فى حين تنمو أعداد اللاجئين بنسبة أربعة فى المائة.
ويؤدى هذا الوضع إلى خلق أرض خصبة للصراع بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
 

مقالات مشابهة

  • ريتشارد ميل بطلا لبطولة بولو الصحراء
  • تحديد موعد انطلاق معسكر منتخب مصر استعدادًا لمباراتي إثيوبيا وسيراليون
  • سفارة السودان في إثيوبيا توجه إعلانًا للسودانيين
  • اتصالات بين قطر ومصر والإمارات لبحث اتفاق غزة
  • "بعد فوزه الدرامي على سيلتا فيجو"..ريال مدريد يعلن إصابة كامافينجا
  • «المؤتمر»: لقاء الرئيس السيسي وبن زايد يستهدف تعزيز التعاون بين مصر والإمارات
  • هزة أرضية تضرب المدية وهذه شدتها
  • المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي وبن زايد يستهدف تعزيز التعاون بين مصر والإمارات
  • عنف داخلي.. العبوات الناسفة في الصومال سلاح فتاك يعمق جراح الوطن
  • الغذاء العالمي.. التسول مصير اللاجئين في إثيوبيا بسبب نقص المساعدات