قمتان في “الرياض” لمساندة غزة.. مخرجات مثيرة للشفقة
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
للمرة الثانية تعقد قمة عربية إسلامية في “الرياض” دون أن تأتِ بمخرجات إيجابية لمساندة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة.
غادر الرؤساء والزعماء وأصحاب السمو والفخامة القمة، تاركين أهالي غزة لوحدهم يواجهون المصير المحتوم، ويتصدون بصدورهم العارية لآلة القتل الصهيونية المتوحشة.
أما “مبس” وحكومته، فانشغلوا بـ “موسم الرياض” مستقبلين العاهرات والراقصات، وشبه العاريات، ليصدروا موقفهم الداعم لغزة ولبنان، بالمزيد من الابتذال والعهر والإساءة للدين ومقدسات المسلمين.
وفي هذا السياق يعلق الدكتور أحمد الصعدي ساخراً عن قمتي الرياض بالقول:” يمكن أن تكون قمتا الرياض موضوعاً لمسرحية كوميدية طافحة بالسخرية”.
ويضيف في تصريح خاص “للمسيرة” أن الدول التي عجزت عن تنفيذ قرارات قمة تشرين الثاني نوفمبر 2023م انتظرت في حالة عجز وتواطؤ البعض منها مع المعتدي سنة كاملة لتعقد قمة ثانية توصي بتنفيذ ما أقرته القمة الأولى”.
ويرى أنه من غير المستعبد أن يعقد القادة إياهم قمة ثالثة توصي بتنفيذ قرارات القمة الثانية، مؤكداً أن الدول العربية والإسلامية قدمت صورة مخزية عن ذاتها للعالم.
ويشير إلى أن أولئك القادة السياسيين يستحقون الاحتقار والازدراء ليس من جهة شعوب تلك الدول فحسب، بل ومن جهة شعوب العالم وقادته، حتى لو لم يجاهروا بردود أفعالهم؛ وذلك لأن من لا يحترم نفسه ويذود عن حماه لا يحترمه أحد، لا من الأصدقاء ولا من الخصوم.
ويذكر الصعدي أن القمة الأولى اتخذت قراراً كان وحده كافياً لردع الكيان المجرم ودفع داعميه الغربيين وعلى رأسهم واشنطن إلى تغيير موقفهم الداعم للإبادة الجماعية في غزة، القرار الذي أعنيه هو قرار كسر الحصار على غزة.
ويتطرق إلى أنه لو قامت الدول العربية والإسلامية بتسيير قوافل مساعدات غذائية ودوائية متحدية الحصار الصهيوني لأوقعت الكيان في مأزق خطير ولأخضعته وأشعرته بأنه ليس مطلق الحرية في قتل أهل غزة بالنار والجوع والمرض، ولدفعت واشنطن ومن معها من الحلف الغربي المشارك عملياً في جرائم الإبادة إلى تغيير موقفه حفاظاً على مصالحه.
ويعتقد أنه لو نفذت الدول العربية والاسلامية قرارها ذات الطابع السلمي والانساني لكانت الحرب الاجرامية على غزة قد توقفت في وقت مبكر، ولما شهدنا امتدادها إلى لبنان.
ويذكر الصعدي أن القادة الصهاينة صدموا بالكلمات التي ألقيت في القمة الثانية، وبالخصوص بكلمة ولي العهد السعودي، وهذا وفقاً لما قاله مدير مكتب قناة الميادين في فلسطين ناصر اللحام، لأن تلك الكلمات نددت بشدة بالعدوان على غزة ولبنان، موضحاً أن انعقاد القمة الثانية نسف رواية نتنياهو التي يقدمها للمستوطنين والتي تزعم أن العرب جميعهم جاهزون للتطبيع وهو ما يعتبره المكسب الأهم في هذه المرحلة.
وإذا كانت الكلمات قد أزعجت الكيان فإن القرارات كفيلة بردعه لو أنها نفذت، ولكن ليس وراء القرارات إرادة، لذلك ستبقى مجرد قرارات في عرض هزلي اسمة القمم العربية الإسلامية من أجل غزة، وفق ما يقوله الدكتور الصعدي.
من جهته يؤكد الدكتور أنيس الأصبحي أن بيان قمة الرياض يعيد تكرار نفس الوعود غير المنفذة والمطلوب آليات تنفيذية حقيقية لوقف العدوان وإنهاء الحصار.
ويوضح في حديث خاص “للمسيرة” أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- في معرض كلمته الأسبوعية حول آخر التطورات والمستجدات في فلسطين المحتلة ولبنان شخص الواقع المخزي والتواطؤ من الأنظمة العربية والإسلامية.
ويقول الأصبحي: “كان الأحرى أن يجد حكماء العرب والمسلمين في الممارسات الصهيونية والأمريكية والغربية اليومية التي نراها في فلسطين من الدمار وحرب الإبادة وفي لبنان وفي الحملة الاستراتيجية الأمريكية بعيده المدى والأهداف وفي المشروع الصهيوني الذي لولا المقاومة لأوشك أن يصل إلى ذروة ابعاده ما يجعلهم يستفيدون من فكرة دعم المقاومة ورفض التطبيع بكل أشكاله والمقاطعة الاقتصادية.
ويضيف: ” فيضعوا لأنفسهم رؤيا موحدة وخطة عمل جهاديه لمواجهة الغطرسة الأمريكية وتوضح لهم الطريق التي سيمضون فيها وتدعوهم إلى الإجابة على أسئلة المصير الذي بات مخيفاً من خلال الخزي والتخاذل على حروب الإبادة”.
ويشير إلى أن ما يحدث في فلسطين و لبنان و405 أيام من الخذلان العربي و405 من الصمود الفلسطيني واللبناني، العدو يستهدف الشعب الفلسطيني واللبناني بالقنابل الأمريكية، والإجرام الإسرائيلي هو مخز لكل دول العالم.
ويلفت إلى أن التحرك الإسلامي والعربي تحت القمة العربية كانت مخرجاتهم مخزية للغاية، بينما يعاني الشعب الفلسطيني أشد المعاناة، وخرجت أمة المليار مسلم ببيان مطالبات للآخرين و للأمريكي الشريك الأساسي بكل تلك الجرائم ، وإطلاق المبادرات التي تطالب بحل الدولتين، وهو اعتراف مجاني للعدو بأن فلسطين له.
تعزيز الصمود الفلسطيني ضرورة ملحة
ويذكر الأصبحي أن أمام كل خطر يستهدف كل شعوب الأمة يخرجون لنا بمطالبات، ومقابل ذلك نجد تعاونهم الإقتصادي والأمني والإعلامي مع إسرائيل، مؤكداً أن قمة الرياض ليس فيها أي إجراء ضد العدو الإسرائيلي، ولم يكن أي إجراء جاد ضد العدو الإسرائيلي.
ويتطرق إلى أن أحد العملاء لإسرائيل الذي ليس له أي صفة شرعية يستنكر ما تقوم به اليمن ضد العدو الصهيوني، مبيناً أنه وعلى الرغم من كل هذا الخذلان يواصل المجاهدون الفلسطينيون الصمود وحالات الفعالية العالية وتنفيذ عشرات العمليات ضد العدو الإسرائيلي.
ويرى أن تعزيز الصمود الفلسطيني ودعم المقاومة هو ما يجب أن يتم دعمه في أي قمة، فهو صمود عظيم للشعب الفلسطيني، وهو يقدم كل يوم الشهداء، وكذلك في لبنان فعالية عالية للتصدي للعدو الذي يفشل كل يوم ويهزم كل يوم، ويستهدف أهم مراكز العدو الحساسة ومنها مبنى وزارة الدفاع.
ووفق الدكتور الأصبحي فان البيان الختامي الصادر عن القمة العربية والإسلامية الطارئة التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، قد كرر نفس القرارات التي سبق اتخاذها في القمة الطارئة بنفس المكان في نوفمبر من العام الماضي، والتي من أهمها المطالبة بإلزام الاحتلال بوقف عدوانه على القطاع وفرض فك الحصار، إلا أنها لم تُنفذ على أرض الواقع حتى الآن.
ويشدد الأصبحي بأن المطلوب وضع آليات ضغط حقيقية وتنفيذية لضمان تطبيق البنود الإيجابية التي أقرتها القمة، حيث إن الدعوات والمطالبات والنداءات وحدها أثبتت عدم جدواها.
محمد نصر حتروش المصدر / المسيرة نتالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة فی فلسطین ضد العدو إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماهي أسباب عزل “العراق” عن اجتماع “الناتو العربي” في الرياض؟
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :
لِمن لا يتذكر نُذكّرهُ ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وفي دورته الاولى حرص على ترتيب قمة عربية وإسلامية ضخمة في الرياض وهي قمة المال والأعمال والتغيير ( ويبدو ان الرجل يتفائل بالرياض ويثق بها ويعشق كرمها الملياري)ولقد حضر ترامب تلك القمة بنفسه ورقص رقصة السيف هو وصهره كوشنير والآخرين . وتقررت خلالها قرارات مهمة وخطيرة واهمها ” صفقة القرن ، والمشروع الإبراهيمي ، والاتفاق على تشكيل نواة لحلف الناتو العربي مع إسرائيل … الخ من القرارات المهمة ) . وعندما خسر ترامب الانتخابات حدث شبه تعطيل في تلك القرارات .ولكن الرئيس ترامب لم ينسى ( لان رجال الاعمال لا ينسون ) فمباشرة وبعد تنصيبه لولاية ثانية باشر بمغازلة السعودية ماليا ولوجستيا فقالت له الرياض ” لبيك بالفلوس ولا بالنفوس” وهي استراتيجية اعطت ثمارها في حماية البلدان( وبالمال تُحفظ الأوطان ) خصوصا مع قائد العالم ترامب الذي يُقدّر المال جدا !
ثانيا:-
ومباشرة وقبل قدوم الرئيس الاميركي ترامب إلى الرياض في السعودية قريبا باشرت القيادة السعودية بتحريك الاتفاقيات القديمة وهي رسالة سعودية مفادها ” اننا لا ننسى وعلى العهد والاتفاق يا ترامب ” خصوصا وان هذه المرة الأوضاع مختلفة حيث الخسائر الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة . فقرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعوة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس جمهورية مصر العربية في توقيت خطير جدا .وتزامن هذا مع وجود امير قطر في طهران والذي نقل رسالة أميركية اخيرة على مايبدو فيها دعوة لايران للجلوس مع الجانب الاميركي بلا شروط وحسب المتغيرات الجديدة في المنطقة (والتي رفضتها ايران من خلال وسائل إعلامها بقولها ” اننا لا نجلس بموقع الذليل امام ترامب”) وتزامن هذا مع تواجد الوفدين الامريكي والروسي في الرياض لهندسة صفقة ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية بشروط ترامب الذي اذل القيادة الاوكرانية وحشرها في زاوية حتى الآن . وكل هذا ليس في صالح ايران اطلاقاً!
ثالثا:-
نعم سيباشر قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الملك الأردني والرئيس المصري في الرياض المشاورات والنقاشات لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل ( حلف الناتو العربي ) وانطلاقه حسب اتفاقية قمة ترامب الرياض السابقة .ولقد نجح الرئيس الاميركي ترامب باجبارهم على ذلك من خلال ( ورقة تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر ) فجاءت المقايضة التي يريدها أصلا ترامب وهي ( ناتو عربي بقيادة إسرائيل او يكون لإسرائيل الدور الأكبر فيه بحكم قربها من الولايات المتحدة ) وهم مجبرين على ذلك لارضاء ترامب . وحتما تنتظر هذا الناتو العربي مهام استراتيجية وامنية وعسكرية مهمة في المنطقة تتماشى مع تشكيل المنطقة من جديد بموازاة ولادة العالم الجدبد .ونستطيع القول ( ان الدول الخليجية ومصر والأردن وإسرائيل سوف يستلمون قيادة المنطقة خلال هذه السنوات المقبلة ) وهذا بحد ذاته يمثل ضربة امنية واستراتيجية موجعة لايران التي ستغادر الدول العربية بلا رجعة !
رابعا :-
العراق بدوره وجد نفسه معزول ومنبوذ ومحشور في زاوية لا يُحسد عليها” اي القيادة العراقية ” بسبب اصرارها ولمدة ٢٢ سنة على وضع البيض العراقي في السلة الإيرانية وجعل العراق حديقة خليفة لايران .والنتيجة نبذ العراق وانعدام الثقة بقيادته التي اثبتت انها لا تستطيع ترك ايران والإملاءات الإيرانية اطلاقا . بحيث حتى رغبة العراق بالحضور في قمة الرياض جوبهت بالرفض من الخارجية السعودية لعدم ثقة قادة تلك الدول وادارة ترامب بالقيادة في العراق اولا ، وثانيا لأن قادة تلك الدول لديها علم ب( التغيير القادم في العراق ) والذي بموجبه سوف تطرد إيران من العراق والمنطقة ،وتستبدل تلك القيادة العراقية الحالية بقيادة وطنية جديدة تؤمن باللحمة العربية والتحالف مع المجتمع الدولي اي (وضع البيض العراقي في اكثر من سلة مهمة )وحينها سيجد العراق طريقه سالكا نحو الدول الخليجية ومصر والأردن والولايات المتحدة ودول العالم !
ولا تفصل العراق عن ذلك إلا خطوة واحدة وهي قادمة وقريبا .خصوصا بعد الشروع بالحرب الاقتصادية الاميركية والعقوبات ضد المصارف العراقية ،وضد تمويل إيران من المال العراقي عبر اتفاقية استيراد الغاز الإيراني والتي توقفت بأمر أميركي .والعراق مقبل على خواء تام في خزينته الرسمية( اي لا يستطيع حتى دفع الرواتب في الايام القادمة ) .وحينها ستكون الحكومة والطبقة السياسية في العراق منبوذتان شعبيا .ولا حل إلا برحيلهما وقريبا جدا !
ملاحظة :-
هذه قراءة عن معلومات وليس تشهير او تحقير لأحد إطلاقا، وليس شائعات . فالذي يريد سماع الحقيقة فهذه هي الحقيقة .ومن لا يريد سماع الحقيقة فلقد تعودنا على شتم وتسقيط جيوشهم الإلكترونية ومرتزقتهم الإعلامية ضدنا وضد الذين ينقلون الحقيقة !
حمى الله العراق واهله من كيد الكائدين !
سمير عبيد
٢١ فبراير ٢٠٢٥