في خطوة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، يعتزم مجلس الشيوخ الأمريكي إجراء تصويت حاسم يوم الأربعاء على مشروع قرار قد يحظر بيع بعض أنواع الأسلحة لإسرائيل، يأتي هذا التحرك في وقت حساس حيث تواصل الحرب في غزة تأثيراتها الإنسانية الكارثية، خاصة مع اتهامات موجهة لإسرائيل بعرقلة شحنات المساعدات الدولية إلى المدنيين الفلسطينيين، هذا التصويت يعكس تصاعد الجدل في واشنطن حول علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل في ظل الأزمة الحالية، ويشكل اختبارًا جديدًا لعلاقة الكونغرس بالسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.

حيث تقدم السناتور المستقل بيرني ساندرز، الذي يتعاون مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بمشروع "قرارات الرفض" الذي يهدف إلى منع بيع أسلحة أمريكية لإسرائيل.

وقرارات الرفض هذه تستهدف تحديدًا قذائف المورتر من عيار 120 ملم، بالإضافة إلى ذخائر الهجوم المباشر المشترك (جيه.دي.إيه.إم.إس) المستخدمة في القصف الجوي.

كما يتضمن القرار الثالث، الذي يدعمه السناتور الديمقراطي برايان شاتز، منع بيع قذائف الدبابات. هذه الأسلحة تُصنع في الولايات المتحدة، حيث تلعب شركات مثل بوينج دورًا رئيسيًا في تصنيع ذخائر الهجوم المباشر.

وقال ساندرز في بيان له: "لقد تم شن هذه الحرب بمعظمها باستخدام الأسلحة الأمريكية، وبتمويل من دافعي الضرائب الأمريكيين، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين في غزة، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين".

هذا التصريح يعكس الموقف القوي الذي يتبناه بعض أعضاء الكونغرس الذين يرون أن استخدام الأسلحة الأمريكية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قد يتسبب في انتهاكات للقانون الدولي.

التوجهات السياسية

على الرغم من الجهود المبذولة من قبل بعض أعضاء الكونغرس لتقليص الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، فإن الدعم القوي لإسرائيل في كلا الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، يجعل من غير المرجح أن يمر هذا القرار.

ومع ذلك، يأمل المؤيدون لهذه القرارات في أن يكون هذا التحرك بمثابة رسالة قوية للحكومة الإسرائيلية ولإدارة الرئيس جو بايدن بضرورة بذل مزيد من الجهد لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

السياق الإنساني والسياسي

والوضع في غزة يتدهور بشكل سريع، حيث نزح أكثر من 2.3 مليون فلسطيني جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 13 شهرًا.

فقد قُتل أكثر من 43،922 فلسطينيًا منذ بدء الحملة العسكرية، ويعاني القطاع من خطر المجاعة بسبب الحصار والعنف المستمر.

ورغم التحذيرات الأمريكية لإسرائيل في أكتوبر الماضي لتحسين تدفق المساعدات، فإن العديد من منظمات الإغاثة الدولية لا توافق على ما تعتبره إجراءات غير كافية من الجانب الإسرائيلي.

الجدير بالذكر أن تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على هذا المشروع يمثل لحظة فارقة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، ورغم الصعوبات التي قد تواجه هذا القرار في ظل الانقسام السياسي، إلا أن المواقف الحالية تبرز حالة من الاستقطاب داخل الكونغرس الأمريكي، وتسلط الضوء على الضغوط الدولية والمحلية المطالبة بمحاسبة إسرائيل على تصرفاتها في غزة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إجراء تصويت اتهامات أسلحة لإسرائيل استقطاب الاستقطاب الأمريكي الأسلحة الانسانية الجهود المبذولة الحرب في غزة الديمقراطي السياسة الأمريكية الشيوخ الأمريكي الشرق الأوسط الفلسطيني الفلسطينيين القصف الجوي الكونغرس المدنيين الفلسطينيين المساعدات المساعدات الدولية

إقرأ أيضاً:

أكسيوس: الكونغرس غاضب بسبب تسريب خارق من إدارة ترامب

قال موقع أكسيوس إن أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين انفجروا غضبا لما كشف جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك" عن إشراكه خطأ في محادثة حساسة للغاية لإدارة الرئيس دونالد ترامب عبر تطبيق "سيغنال" بشأن الغارات الجوية في اليمن.

ودعا بعض الديمقراطيين إلى إجراء تحقيق وتحديد العواقب لمسؤولي الأمن القومي المتورطين في هذا التسريب، وقال كريس ديلوزيو النائب الديمقراطي عضو لجنة القوات المسلحة "هذا خرق صارخ للأمن القومي، ويجب أن تسقط الرؤوس"، مضيفا "نحن بحاجة إلى تحقيق كامل وجلسة استماع في أسرع وقت ممكن".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: لو كانت لدى هيغسيث ذرة شرف لاستقال من منصبهlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: ترامب على وشك أن يطلق حربا عالمية ثالثةend of list

وقالت النائبة الديمقراطية سارة جاكوبس -وهي أيضا عضوة في لجنة القوات المسلحة- "لا يمكننا اعتبار هذا مجرد خطأ بسيط، يجب فصل الموظفين بسببه"، علما أن من بين المشاركين في محادثة سيغنال -حسب غولدبرغ الذي حضرها- وزير الدفاع بيت هيغسيث ومستشار الأمن القومي مايكل والتز وجيه دي فانس نائب الرئيس.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز إن "سلسلة الرسائل التي تم الإبلاغ عنها تبدو صحيحة، ونحن نراجع كيفية إضافة رقم غير مقصود إلى السلسلة".

وأضاف "تظهر هذه السلسلة التنسيق السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين، ويظهر النجاح المستمر لعملية الحوثيين عدم وجود أي تهديد لأفراد جيشنا أو أمننا القومي".

إعلان

من جهته، صرح النائب الجمهوري دون بيكون -وهو عضو في لجنة القوات المسلحة وعميد سابق في القوات الجوية- لأكسيوس قائلا "لقد أرسلت عن طريق الخطأ رسالة نصية للشخص الخطأ، جميعنا كذلك".

لكنه أضاف "ما كان ينبغي إرسال أي من هذه الرسائل عبر أنظمة غير آمنة، من المؤكد أن روسيا والصين تراقبان هاتفه غير السري".

وكتب النائب الجمهوري مايك لولر على منصة إكس "يجب وضع ضمانات لعدم تكرار هذا الأمر"، وأشار النائب الجمهوري ديريك فان أوردن إلى ضرورة وجود شكل من أشكال "المساءلة الإدارية" إذا كان الاختراق خطأ، أما إذا كان عمدا يجب أن تكون هناك "مساءلة قانونية"، ولكنه جادل بأن هذه "حادثة فردية" عندما سئل عن الاستقالات.

أما رئيس مجلس النواب مايك جونسون فرد مدافعا بأن الإدارة "أقرت بأنها كانت خطأ"، وقال للصحفيين إنهم سيشددون الإجراءات ويضمنون عدم تكرار ذلك "لا أعرف ماذا يمكنكم قوله أيضا بشأن ذلك".

أما كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات السيناتور مارك وارنر فقال "هذه الإدارة تتلاعب بمعلومات أمتنا الأكثر سرية، وهذا يجعل جميع الأميركيين أقل أمانا".

وصرح نظيره في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جيم هايمز بعزمه إثارة هذه القضية في جلسة الاستماع المقررة غدا الأربعاء، وأضاف "لو أقدم مسؤول أدنى رتبة على ما هو موصوف هنا فإن من المرجح أن يفقد تصريحه الأمني ​​ويخضع لتحقيق جنائي".

مقالات مشابهة

  • مجلس الشيوخ بئر حساسيات... وعقبات تحول دون ولادته
  • التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقساماً داخلياً ويزيد الضغوط على أوروبا.. وتصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية
  • أكسيوس: الكونغرس غاضب بسبب تسريب خارق من إدارة ترامب
  • هزمها السرطان.. وفاة أول نائبة سوداء في الكونغرس الأمريكي
  • أعضاء بالشيوخ الأمريكي يدعون الحكومة لتحويل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا
  • تعزيز التعاون البرلماني مع مجلس الشيوخ الفرنسي
  • الطيران الأمريكي يواصل الغارات على مواقع ومخازن أسلحة الحوثي في صعدة
  • عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة
  • علي النعيمي يبحث علاقات التعاون البرلماني مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي
  • بهدف إعادة تأهيل المنطقة وضمان سلامة السكان.. مجلس مدينة اللاذقية يقوم بهدم المباني المتضررة جراء الانفجار الذي وقع في حي الرمل الجنوبي