تقدم تستنكر الفيتو الروسي بمجلس الأمن وتقول أنه يشكل غطاءً لاستمرار المذابح في السودان
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤م جلسة خاصة حول السودان، ناقش فيها مشروع قرار قدمته كل من بريطانيا وسيراليون، تضمن نصوصًا تدعو لوقف الحرب في السودان وإدانة الانتهاكات ومحاسبة الجناة وتوصيل المساعدات الإنسانية وتنفيذ إعلان جدة. استخدمت روسيا حق النقض وصوتت ضد القرار، في حين صوت لصالحه كافة أعضاء المجلس الـ١٤ المتبقين.
إننا في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" نشيد بالجهد الذي بذلته بريطانيا وسيراليون في صياغة مشروع القرار، كما نشكر كافة الدول الأعضاء الأربعة عشر التي صوتت لصالحه، وندعوهم لمواصلة السعي للمساهمة في وقف الحرب وحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية في السودان.
نعرب عن عميق استنكارنا للموقف الروسي الذي يشكل غطاءً لاستمرار المذابح في السودان، ويعيق جهود التصدي لأكبر مأساة إنسانية في العالم، ويترك الشعب السوداني يرزح تحت شبح الجوع والمرض والفقر. استخدمت روسيا حق النقض لإسقاط قرار حظي بموافقة ممثلي القارة الأفريقية الثلاثة في مجلس الأمن، وهو ما يكذّب ادعاءها بالانحياز لقضايا دول الجنوب وشعوبها.
إننا في "تقدم" نرى أن الاهتمام رفيع المستوى والإجماع العالمي الذي شهدته جلسة مجلس الأمن اليوم -والتي شذت عنها دولة واحدة فقط- يمثل بارقة أمل للسودانيين بأن العالم قد بدأ يستشعر حجم الكارثة التي تمر بها بلادنا، وأنه على استعداد للمساعدة في تحقيق السلام في السودان. ونؤكد أننا أكثر عزمًا على مواصلة السعي الدؤوب لرفع المعاناة عن شعبنا بكل السبل، وسنواصل جهودنا داخل وخارج السودان لإنهاء الحرب ومعالجة آثارها بصورة شاملة ومنصفة.
الأمانة العامة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية
الأمانة العامة لـتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"
١٨ نوفمبر ٢٠٢٤م.
Statement by the General Secretariat of the Coordination-body of The Democratic & Civil Forces " Taqaddum"
The United Nations Security Council held a special session today, Monday, November 18, 2024, to discuss Sudan. During the session, Britain and Sierra Leone presented a draft resolution. The resolution included provisions calling for an end to the war in Sudan, condemnation of human rights violations, accountability for perpetrators, delivery of humanitarian aid, and implementation of the Jeddah Declaration. Russia exercised its veto power and voted against the resolution, while all 14 remaining council members voted in favor.
We, in the Coordination-body of The Democratic & Civil Forces “Taqaddum,” commend the efforts made by Britain and Sierra Leone in drafting the resolution. We also extend our gratitude to all 14 member states that voted in favor and urge them to continue their endeavors to help end the war, protect civilians, and deliver humanitarian aid in Sudan.
We express our resounding condemnation of Russia’s position, which serves as a cover for the continuation of massacres in Sudan, obstructs efforts to address the world’s worst humanitarian disaster, and leaves the Sudanese people grappling with hunger, disease, and poverty. Russia’s use of the veto to block a resolution endorsed by the three African representatives on the Security Council exposes the falsity of its claims of support for the causes of the Global South and its peoples.
We in “Taqadum” view the high-level attention and global consensus witnessed during today’s Security Council session—regrettably blocked by one country in the contraction of its responsibilities toward international peace and security—as a glimmer of hope for the Sudanese people. It signifies that the world is beginning to comprehend the magnitude of the catastrophe unfolding in our country and stands ready to help achieve peace in Sudan.
We affirm our unwavering determination to continue tirelessly working to alleviate the suffering of our people through all available means. We will persist in our efforts, both inside and outside Sudan, to end the war and address its consequences in a comprehensive and just manner.
General Secretariat of the Coordination-body of Democratic & Civil Forces""Taqaddum".
18 November 2024.
#stopwarinsudan #SudanPeace
#حماية_المدنيين #أوقفوا_الحرب #سلام_السودان
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
إجابات حاضرة لأسئلة غائبة
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا/ ليلٌ تهاوى كواكبه.
قال النُقاد إن هذا أعجب بيت شعر قيل في وصف معركة في حرب حامية الوطيس، في حين قال عنه آخرون بأنه أكذب بيت شعر صادق، هذا وذاك لسبب بسيط هو أن قائله بشار بن برد كان أعمى، ومع ذلك برع في استخدام تلك الصورة البصرية الرائعة بذلك التشبيه البليغ. وبما أن الشيء بالشيء يذكر. إذن لقد انتهت (معركة القصر) دون أن يكون بشار بن برد أحد حاضريها ولكن كانت هناك التقنية الحديثة التي تصور دبيب النمل في الأجحار وبالطبع لن يكذبِّها أحد. وطبقاً لذلك يمكن القول أيضاً أنها خلقت وخلَّفت ورائها العديد من الأسئلة االغائبة في توصيف معركة حاضرة قبل أن ينجلي غبارها.
واقع الأمر ذلك ما ينبغي الوقوف عنده طويلاً، لعله يكون فاتحة لمنهج المساءلة القادمً متى ما وضعت حرب البلهاء أوزارها، خاصةً وأنها تُعد الأكثر مأساوية منذ تأسيس الدولة السودانية، وقد صاحبتها كثير من البلايا والرزايا وتعددت فيها الأخطاء والخطايا ثمَّ طوت أعز ما يملكه السودانيون في أعرافهم أي ما عُرف بمنهج (التسامح السياسي) ولهذا نحن نعلم وهم يعلمون كذلك بأنه لن يعود السودان الذي كان: ولكن سيعود لمن أوتي كتابه بيمنه بصفحاته الناصعة البياض من غير سوء. وعندئذٍ تبت يد الجلاد وتب.. لهذا ليس من المنظور أن يذهب درساً قاسياً كهذا أدراج الرياح.
يردد كثير من (الببغاوات) عبارة مضللة ويقولون عن القصر الذي بناه غردون (رمز السيادة) ولا يدري المرء أي سيادة يقصدها المرابون؟ فهل يمكن أن تكون هناك سيادة في وطنٍ انتهكها العسكر على مدى تسعة وستين عاماً ولم ينعم فيها الصابرون الكاظمين الغيظ إلا بنحو عشر سنوات لم تزد منذ الاستقلال؟ وأي سيادة هذه التي انتهك البرهان وثيقتها الدستورية بانقلاب ضلالي مزقها شر ممزق، لا لعوج في ثورتها المجيدة ولا لخللٍ في مسيرتها الديمقراطية الواعدة، ولكن لأنه أراد فقط أن يحقق حلم والده؟ وأي سيادها تلك التي يهرف فيها ياسر العطا بما لا يعلم؟ وأي سيادة تلك التي يرفع علمها جهلول يظن أن تاريخ السودان يصنعه أزلام الهوس الديني والمؤلفة قلوبهم؟
لكن على أية حال إذا أسلمنا جدلاً أن (القصر) الذي بناه غردون هو رمز السيادة، كما يقولون، وأن الطامحين لورثته كثر. نقول نحن إن للسيادة استحقاقاتها. وللسيادة مطلوباتها وللسيادة دين مستحق. عندئذِ فليقل لنا الجنرالات الثلاثة ورابعهم الذي يكيد كيداً من وراء حجاب. ماذا أعددتم ليوم تشخص فيه الأبصار وترتعد فيه الفرائص.فأنتم المسؤولون أمام الله ومن ثم أمام أهل السودان عن كل نقطة دم أهرقت، وماذا تقولون لأارواح بريئة بأي ذنب قتلت؟ سيسائلكم الذين تشردوا من منازلهم والذين انتهكت عروضهم والذين توسدوا الأرض والتحفوا السماء لن نقول لكم حكموا ضمائركم لأنكم قبرتوموها مع ضحاياكم.
نحن نعلم أن للعسكرية شرفاً فهي ليست نياشين ترصع الصدور ولا نجوم تزين الاكتاف، العسكرية شجاعة وبسالة والانحياز للشعب وللقيم الإنسانية النبيلة فليقف من يجسدها في باحة هذا القصر ويعلن استعداده للمحاكمة العادلة فليس الحديث عن القصر واسترداده إنما الحديث ابتداءً عن من الذي فرط في احتلاله وليكن هذا فاتحة البداية في المحاسبة.
ما كان منظوراً أن تجد مثل تلك الأسئلة اهتماماً يذكر من قبل الجنرالات الثلاثة، الذين التفوا عليها وباتوا يشيعون أن هدف الوصول إلى القصر يُعد في صدارة أهدافهم، ليس من أجل السيادة المزعومة ولكن لأن ذلك يجعلهم يروجون بأن (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) ويحقق هدفاً استراتيجيا وهو تغييب الأسئئة الموضوعية التي ينبغي أن تشغل فكر الناس واهتماماتهم الوطنية.
عوضاً عن ذلك راجت أسئلة الدعاية الرخيصة دون اكتراث لآلة الحرب التي تحصد في البشر ورافقتها البروبوجاندا المُضللة التي تقول بأن الوصول إلى القصر هو خاتمة المطاف وتمادياً في الخداع يقولون الوصول للقصر هو نهاية الحرب وهم يعلمون أنهم لكاذبون.
بالمقابل زادت مليشيا الدعم السريع من وتيرة الحرب النفسية بالقول المخادع أيضاً بانهم يسيطرون على القصر ومحيطه، وعندما يستمرؤون الكذب يدعون بأن ألا أحد يستطيع اقتحام القصر وتزيد بالقو إنها متحصنة بعتاد عسكري ولوجستي تنوء بحمله الجبال. وتمادت في اطلاق مزيد من الحرب النفسية بأنها تحتجز ما يفوق الثلاثمائة ضابط في سراديب القيادة العامة التي تقع على مقربة من القصر. الغريب في الأمر أنه في زمن التكنلوجيا والتقنية العالية، صعُب على جنرالات الحيرة التأكد من صحة معلومات القيادة والقصر معاً. وفي غياب مثل تلك المعلومات شطح الخيال الشعبي وطفق يتلذذ باستعراض كافة الأرقام. وكان ذلك يعني أن الجيش يحارب عدواً من الجن.
جغرافياً يعلم أهل السودان أن قصر غردون ذاك يشغل حيزاً صغيراً على النيل واستبعد المنظرون حدوث الهروب/ الانسحاب التيكتيكي باعتبار أنه محاط من جهااته الثلاث\ً ورابعها نهر النيل ولم يفطن جنرالات تنابلة السطان بان المليشيا غادرت القصر منذ زمن وحملت معها كل أغراضها ولم تترك ورائها سوى ذكريات منقوشة على الجدران وتركت القصر خالياً ينعق فيه البوم.
اللهم أجرنا في مصيبتنا. تلك يقول عنها المكلومون: ميتة وخراب ديار!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!
faldaw@hotmail.com