"عزيزتي مالوتي" و"وين صرنا" يحكيان معاناة الفقد والرحيل بـ"القاهرة السينمائي"
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
الرؤية- مدرين المكتومية
استطاع مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45 أن يقدم مادة سينمائية راقية، من خلال ما نراه عند شباك التذاكر من ازدحام وارتفاع في الطلب لحضور الأفلام المعروضة في دور السينما المختلفة، وقد لاقى عدد كبير من هذه الافلام اهتماما واضحا وذلك من خلال نفاذ تذاكر الدخول.
واللافت أيضا أن مرتادي هذه الافلام ليسوا فقط من المشتغلين في القطاع السينمائي، وإنما من الطلبة ومن الجمهور العادي.
عزيزتي مالوتي
تابعت العرض العالمي الأول لفيلم "عزيزتي مالوتي" والذي يدخل ضمن المسابقة الدولية للمهرجان، وهو فيلم روائي تدور أحداثه حول فتاة بسيطة تدعى " مالوتي " تعيش حياة هادئة مع زوجها الذي تزوجها دون رغبة أسرته، إلا أن الحب الذي يغدقه الزوج عليها ينسيها كل شيء، ومالوتي التي تنتظر وضع مولدتها بعد شهرين، يتوفى زوجها في حريق مدمر بعد ان تبتلع النار السوق الذي يعمل به، ولسوء حظ مالوتي تنقلب حياتها رأسا على عقب، لتكتشف أن لا أحد يريد ان يقف معها بل على العكس تعيش وسط مجتمع مخادع، حيث تدور الأحداث حول الحياة التي تعيشها مالوتي بعد فقد زوجها، والذي يضطرها لبيع مبادئها وأخلاقها.
الفيلم مدته 106 دقائق هو عمل بنجلاديشي مميز.
وين صرنا
الفيلم الوثائقي " وين صرنا " هو عرض عالمي أول ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي، والفيلم من إخراج وإنتاج درة في تجربتها الأولى، والذي يحكي قصة الشابة نادين الهاربة من حرب غزة لتصل بعد ثلاث أشهر لمصر، برفقة ابنتيها الرضيعتين، اللاتي انجبتهما قبل الحرب بفترة، متخلية عن منزلها وحياتها وكل ما تملك في غزة، لتحمي ابنتيها من الموت، تاركه زوجها هناك.
والفيلم على الرغم من بساطته إلا أنه يحكي معاناة الشعب الفلسطيني بطريقة صادقة، خاصة أولئك الذين استطاعوا ترك كل شيء والخروج من غزة نحو مكان آخر.
وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حتى 22 من نوفمبر الجاري بمشاركة 190 فلمآ من 72 دولة بالاضافة لحلقتين تلفزيونيتين وتشمل الفعاليات 16 عرضا للسجادة الحمراء و37 عرضا عالميا أول، و8 عروض دولية أولى و 119 عرضآ لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تفاقم معاناة اللبنانيين العائدين إلى الجنوب بسبب بطء الإعمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من أجزاء كبيرة في جنوب لبنان، ودخول الجيش اللبناني إليها، عاد عدد كبير من النازحين الذين تركوا منازلهم هربا من الحرب التي كانت دائرة بين حزب الله وإسرائيل.
ومع عودة النازحين تعالت المطالبات إلى الحكومة اللبنانية بضرورة تخصيص دعم عاجل لجهود الإعمار وتخفيف معاناة العائدين الذين يشعرون بالتجاهل والإهمال.
وذكرت تقارير صحفية أمريكية أنه بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي من الجنوب اللبناني، اعتقد كثيرون أن فصلًا مظلمًا من تاريخ لبنان قد انتهى، ولكن بالنسبة للآلاف من النازحين، كانت تلك مجرد بداية لمعركة جديدة وهي معركة من أجل البقاء والكرامة واستعادة حقوقهم، يقول أحد القرويين العائدين: "غادرنا بلا شيء، وعدنا بلا شيء، نشعر وكأننا لاجئون في وطننا".
وأشارت التقارير إلى أن معظم المنازل إما مدمرة بالكامل أو متضررة بشكل كبير، في حين أن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه لا تزال غير موثوقة، ويضيف أحد العائدين: "لقد حلمنا بالعودة، ولكننا لم نتخيل أن نعود لنجد هذا الكم من الدمار والصعوبات".
ورغم الوعود المتكررة، لم تنجح الحكومة اللبنانية حتى الآن في تقديم الدعم الكافي للعائدين، أموال إعادة الإعمار تصل ببطء شديد، والعملية البيروقراطية تضع عقبات إضافية أمام المحتاجين، يقول أحد المتضررين: "الحكومة تعرف معاناتنا، لكنها لا تفعل شيئًا لتغيير الوضع".
وفي غياب الدعم الحكومي، تعتمد المجتمعات المحلية على جهود ذاتية ومساعدات محدودة من المنظمات غير الحكومية والدولية، ورغم أن وجود قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل يجلب بعض الطمأنينة الأمنية، فإن العائدين يشددون على أن الأمن وحده لا يكفي، إذ يقول أحدهم: "نحن بحاجة إلى العمل والدعم لإعادة بناء منازلنا، وليس فقط الحماية".
ويؤكد العائدون عزمهم على إعادة بناء حياتهم رغم التحديات، فيقول أحدهم: "سنواصل الكفاح، ولكن حكومتنا بحاجة إلى أن تستيقظ وتتحمل مسؤوليتها"، ويشكل تعامل لبنان مع ملف النازحين اختبارًا حقيقيًا لالتزامه بالعدالة والكرامة الإنسانية، مع آمال بأن تتحرك السلطات لإحداث تغيير حقيقي خلال الأشهر المقبلة.