الجزيرة:
2025-05-02@09:22:22 GMT

كيف تنظر كييف للحرب بعد إذن بايدن بضرب العمق الروسي؟

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

كيف تنظر كييف للحرب بعد إذن بايدن بضرب العمق الروسي؟

كييف- بعد طول مناشدة، حصلت أوكرانيا على ضوء أخضر من سادة البيت الأبيض الحاليين لضرب مواقع في العمق الروسي، وهذا ما لمح إليه الرئيس فولوديمير زيلينسكي عندما قال مساء الأحد إن "الصواريخ ستتحدث عن نفسها، والضربات ستُعبّر أكثر من الكلمات".

وبعد القرار الأميركي، يبدو أن دولا أوروبية تتجه نحو قرارات مماثلة، فالأمر "مرفوض لكنه يُبحث"، حسب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، وبرلين تنوي تزويد كييف بـ4 آلاف طائرة هجومية مسيرة يفوق مداها تلك التي تستخدمها أوكرانيا حاليا، حسب صحيفة "بيلد" الألمانية.

وقد يفتح هذا الأمر باب التكهنات أمام أفق ومسارات الحرب الروسية الأوكرانية التي تقترب من إكمال عامها الثالث، لكنه -من دون شك- يشكل منعطفا مهما وحساسا فيها.

فواشنطن تقول، على لسان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، إن "الولايات المتحدة وعدت بالرد على تورط جنود كوريا الشمالية في الحرب إلى جانب روسيا، وإن قراراتها تتطور وتتغير بتطور وتغير الظروف، بما يسمح للأوكرانيين بمواصلة الدفاع عن أراضيهم وسيادتهم".

أما موسكو، فتتحدث عن اقتراب بداية حرب عالمية ثالثة ربما لا تبقى ولا تذر إذا ضُربت أراضيها بسلاح أميركي أو غربي، وتتوعد بالرد، عاجلا غير آجل.

التوقيت وحدود الضربات

توقيت القرار الأميركي يرتبط بعدة عوامل، ظاهرها التأكيد الأوكراني الأميركي على مشاركة آلاف من جنود كوريا الشمالية في القتال إلى جانب روسيا. لكن باطن القرار يخفي "سعيا حثيثا من الإدارة الأميركية الحالية للتصعيد قدر الإمكان"، قبل أن تستبدل في يناير/كانون الثاني العام المقبل بإدارة جديدة تحمل نهجا مغايرا، حسب موسكو.

لكن خبراء ومحللين أوكرانيين يرون أن القرار الأميركي جاء تداركا لتقدم روسي كبير شهدته الأسابيع الماضية على مختلف الجبهات، مما أنهك القوات الأوكرانية وهدد بزيادة سيطرة روسيا على مزيد من الأراضي.

كما يأتي في وقت بات فيه الجميع يلوح إلى أهمية أن تنتهي الحرب في 2025 بالطرق الدبلوماسية، ولكن بعد أن تكون لدى كييف "نقاط قوة كافية" عند أي مفاوضات.

وأيا كان السبب، يترقب الجميع أولى تلك الضربات وتداعياتها، وهي وشيكة على ما يبدو، وأوكرانيا تدرسها واستعدت لتنفيذها منذ وقت طويل.

في حديث مع الجزيرة نت، يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية (بنتا)، إن "الإذن الأميركي سيعزز وضع أوكرانيا القتالي، والضربات متوقعة بالدرجة الأولى في مقاطعة كورسك الروسية (التي بدأت فيها موسكو عملية مضادة التحق بها جنود كوريون شماليون، وفق استخبارات عدة دول)، إضافة إلى بعض المواقع العسكرية في إقليم دونباس جنوب شرق البلاد، التي تضم أسخن الجبهات".

ويرى فيسينكو أن ذلك سيحد من قدرات روسيا على الاستمرار بالزخم الحالي للقتال، وسيرفع -إلى حد ما- تكلفة الحرب بالنسبة لها، كما سيساهم بمزيد من مشاعر الرفض والامتعاض في الشارع الروسي.

وتابع "قد تصعّد روسيا في أوكرانيا بالمقابل، وردها على الولايات المتحدة لن يكون مباشرا، بل في مكان آخر، كأن تدعم إيران ضد إسرائيل مثلا، أو أن تمنح الحوثيين في اليمن صواريخ قادرة على مهاجمة السفن الأميركية".

مسار الحرب والتفاوض

ومع ذلك، يستبعد "معهد دراسة الحرب" الأميركي أن يغير الضوء الأخضر الأميركي مسار الحرب بشكل كبير، بل يرى أنه سيؤدي إلى تأثير "محدد ومحدود" على ساحة المعركة.

يتبنى هذا الرأي إيفان ستوباك، الخبير والمحلل العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني، وقال للجزيرة نت إن "الإذن الحالي يسمح بهجمات على المقاطعات الحدودية، وخاصة في كورسك، لكن ذلك لا يحرم القوات الروسية تماما من وجود مواقع آمنة بعيدة نسبيا عن مدى ما تمتلكه أوكرانيا من صواريخ، وعلى رأسها أتاكمز الأميركية (نحو 300 كلم)".

ورغم ذلك، فإن ستوباك يتفاءل بأنه "مع مرور الوقت، قد يتم توسيع هذا الإذن، ليشمل أسلحة بمدى أطول، ومقاطعات أخرى أعمق داخل روسيا".

أميركا أرسلت لأوكرانيا أسلحة نوعية خلال الحرب، أبرزها مقاتلات "إف-16" ومنظومة "هيمارس" ودبابات "أبرامز" (غيتي)

لكن للموافقة الأميركية أثرا في بعد آخر، كثر الحديث عنه مؤخرا، يتعلق بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحول هذا يجمع معظم السياسيين والخبراء.

وأوضح الخبير فيسينكو للجزيرة نت أن "أوكرانيا تريد التفاوض بعد أن تكون بحوزتها وسائل ضغط، أهمها القوة العسكرية الضاربة داخل أراضي روسيا، والوصول بطريقة ما إلى استقرار الوضع القتالي في إقليم دونباس (الذي تتقدم فيه روسيا منذ أسابيع).

وأضاف أن "أي تفاوض الآن لن يكون في صالح أوكرانيا، ولن يصل إلى اتفاق عادل. كييف -باعتقادي- تدرك الواقع، وتريد الوصول إلى صيغة أكثر عدلا قدر الإمكان".

سباق قبل رئاسة ترامب

وإلى أن تصل كييف إلى تلك النتائج أو بعضها، يبدو أنها في سباق مع الزمن، للحصول على مزيد من "الأضواء الخضر" غير المشروطة، ومزيد من الصواريخ بعيدة المدى، وكل هذا قبل أن يستلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم.

يقول المحلل السياسي أوليكساندر بالي -في حديثه مع الجزيرة نت- إن "استعجال أوكرانيا مؤشر على أن أمامها بضعة أسابيع فقط لتغيير الوضع وشروط المعادلة، وأن إدارة ترامب لن تسمح باستمرار هذا، وستتجه وفق نهج لا يروق لأوكرانيا، لكن الأخيرة لا تتحدث علنا حول هذا، وستكون مضطرة للتعامل معه".

في المقابل، يرى فيسينكو أن ترامب لن يمنع ضرب روسيا بصواريخ إذا كان ذلك يقتصر على مقاطعة كورسك، وسيتصرف بحذر أكبر ووفقا لتقاليد السياسة الأميركية الكلاسيكية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من المشاكل المتعلقة بشرعية زيلينسكي

نيويورك – أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من المشاكل المتعلقة بشرعية زيلينسكي.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: “نأمل أن تحذو أوكرانيا حذونا وتنضم إلى الهدنة المقترحة في شهر مايو. مثل هذه الخطوة يمكن أن تمثل تمهيدا لمفاوضات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا من دون شروط مسبقة، ونحن على استعداد لذلك، رغم الإشكالية القائمة حول شرعية رئيس النظام في كييف”.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال كلمته في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة “بريكس” الذي عُقد في البرازيل، أن إعلان الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الهدنة في ذكرى النصر على النازية يشكل انطلاقة لمفاوضات مباشرة مع كييف دون شروط مسبقة.

وكان الرئيس بوتين قد أعلن يوم الاثنين عن هدنة بمناسبة في عيد النصر من 8 إلى 11 مايو، حيث سيتم وقف الأعمال القتالية لأسباب إنسانية.

وأكد الكرملين في بيان أن “على أوكرانيا أن تحذو حذو روسيا وتعلن وقف إطلاق النار في الذكرى الثمانين للنصر.. وفي حالة انتهاك وقف إطلاق النار من قبل الجانب الأوكراني، فإن القوات الروسية ستتخذ ردا مناسبا وحاسما”.

وفي سياق متصل، أكد الكرملين أن الرئيس بوتين، خلال لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، الأسبوع الماضي، جدد التأكيد على استعداد روسيا لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا دون شروط مسبقة.

ونشرت وكالة “رويترز” مسودة التسوية الأوكرانية التي اقترحتها واشنطن وقدمها ويتكوف إلى دول أوروبية وكييف في باريس في 17 أبريل وتضمنت نقاط أهمها، رفع العقوبات المفروضة على روسيا، والاعتراف بشبه جزيرة القرم والمناطق الروسية الأربع الجديدة أراضي روسية، ووقف إطلاق النار وبدء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وتخلي كييف عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقد وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي انتقادات حادة إلى فلاديمير زيلينسكي، مؤكدا أن تصريحاته بشأن شبه جزيرة القرم تضر بمسار المفاوضات السلمية مع روسيا.

ونوّه ترامب إلى أن الوضع في أوكرانيا كارثي، محذرا زيلينسكي من أن عدم التوصل إلى سلام قد يؤدي إلى فقدان كامل للأراضي الأوكرانية خلال ثلاث سنوات.

وفي سياق متصل، شدد الرئيس الأمريكي، على أن روسيا “لا تشكل عقبة في وجه اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا”.

كما أكد ترامب أن روسيا في رأيه – مستعدة لعقد صفقة لتسوية النزاع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو قدمت تنازلات كبيرة لتسوية الأزمة، لكن التفاهم مع زيلينسكي لم يتحقق بعد.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • نائب ترامب: لا نهاية قريبة للحرب في أوكرانيا
  • ترامب يوافق على لوم روسيا ببدء الحرب في أوكرانيا في أتفاق المعادن
  • ترامب: بايدن المتسبب بانكماش الاقتصاد الأميركي
  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف رغم مشاكل شرعية زيلينسكي
  • وسط التصعيد في كييف .. دعوات أممية لاتفاق سلام فوري بين روسيا وأوكرانيا
  • نيبينزيا: روسيا مستعدة لمفاوضات مباشرة مع كييف على الرغم من المشاكل المتعلقة بشرعية زيلينسكي
  • روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
  • سموتريتش: لا وقف للحرب قبل تهجير سكان غزة وتفكيك سوريا (شاهد)
  • البرهان يحسم أمر إدارة الاسلاميين للحرب .. المجد للبندقية
  • روسيا تنتظر رد أوكرانيا على وقف إطلاق النار في مايو