نظّم مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري ملتقى التسامح السنوي "جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع"، بمقره بالرياض تزامناً مع اليوم الدولي للتسامح2024، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمختصين وقادة الفكر والرأي في المملكة.
وافتتح اللقاء بكلمة قدمها نائب الأمين العام للمركز، إبراهيم العاصمي، استعرض خلالها جهود المركز في نشر قيم التسامح وتعزيز التواصل بين مختلف مكونات المجتمع، بما يسهم في مد الجسور والتقارب بين الشعوب، ودعم مساعي المملكة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بالسلام، والعدالة، والمساواة.


أخبار متعلقة مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي.. الإثنين المقبلفي يومه العالمي.. التسامح قيمة إنسانية عليا والمملكة ساهمت في نشره محليًا وعالميًابلغة الإشارة.. جمعية الصم تعزز قيم التسامح والمواطنة العالميةوبيّن أن ملتقى التسامح الذي يقيمه المركز كل عام ، يبرز القيم الإنسانية العظيمة التي ترعاها هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ويتبناها المركز منذ تأسيسه مع الجهات المعنية، بوصفه أحد مؤسسات المجتمع المعنية بترسيخ وتعزيز هذه القيم، جاعلاً إياها أحد أهدافه التي يسعى لتحقيقها عبر أنشطته ومبادراته وبرامجه ولقاءاته المتنوعة، من أجل الوصول إلى مجتمع متعايش ومتسامح ومتلاحم.
وشهدت الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان "التنوع والتسامح.. لمجتمع متماسك ومتعايش" مشاركة مدير عام التعليم بمنطقة الرياض الدكتور، نايف الزارع، وأستاذ الإعلام وعضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور، فايز الشهري، وأستاذ الفلسفة ومقارنة الأديان في جامعة الملك فيصل الدكتور، هاني الملحم، ومستشار البرامج في مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور، إبراهيم الزابن، وأدارها المستشار الإعلامي المهندس محمد الرديني.
واستعرض الدكتور نايف الزارع الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعم ثقافة الحوار والاعتدال والاحترام المتبادل للتنوع الثقافي. وأكد أن المملكة تولي قيمة التسامح أهمية قصوى، وهو ما يتجلى بوضوح في مبادراتها ومؤسساتها المختلفة، خاصة في قطاع التعليم.
من جهته أكد الدكتور فايز الشهري أن لوسائل الإعلام دور كبير في نشر ثقافة التسامح ونبذ الكراهية من خلال تشكيل الرأي العام، ومواجهة التطرف والتصدي لخطاب الكراهية. من خلال دعم التوافق الاجتماعي وتقليل التوترات بين فئات المجتمعات المختلفة، وبذلك يعزز التعايش السلمي.
وبيّن أن الإعلام يقوم بدور مهم في التأثير على الأجيال الناشئة ويساعد على بناء عقلية منفتحة متسامحة، ويعزز التفكير النقدي، مما يمكّن الشباب من تقييم المعلومات بموضوعية واتخاذ أحكام عادلة تجاه الآخرين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جانب من الملتقى جانب من الملتقى var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });التسامح في العصر الحديث
وشهدت الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان "التسامح في العصر الحديث: أداة للحوار والتنمية والتواصل الحضاري " وادارتها كاتبة الرأي تغريد الطاسان، مشاركة رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ( جسفت ) الدكتورة ، هناء الشبلي ، والتي تحدثت عن دور الفنون البصرية في تعزيز قيمة التسامح .
وأكدت أن الفن التشكيلي هو مرآة الروح الإنسانية التي تسعى للتعبير عن القيم السامية كالتسامح، والحب، والسلام. وأداة تعليمية وثقافية يمكن أن تُغير المفاهيم المغلوطة وتبني جسوراً بين الثقافات المختلفة، كونه لغة موحدة تُغني عن الكلمات، وتنشر رسالة أمل وسلام للجميع.
وتناول المدير التنفيذي لمشروع سلام للتواصل الحضاري الدكتور، محمد السيد، تجربة مشروع سلام للتواصل الحضاري في تعزيز قيم التسامح.
وقال: تركزت مكونات استراتيجية سلام على ثلاث توجهات رئيسية تعزز من جودة التواصل الحضاري وتسهم في تحسين الصورة الذهنية للمملكة.
فيما تحدثت رئيس لجنة المرآة بمجلس شؤون الأسرة الدكتورة، لانا بن سعيد، عن دور مجلس شؤون الأسرة في تعزيز التسامح في المملكة وتعزيز القيم الوطنية بما يتماشى مع رؤية 2030، وذلك من خلال عدد من المبادرات والبرامج أبرزها مشروع تعزيز الهوية لدى الأطفال (من نحن) ومبادرة مركز تعزيز القيم.
فيما استعرض مدير البرامج بمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري، إبراهيم الحوتان، جهود المركز في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع وتعزيز قيم الحوار والاحترام المتبادل عبر العديد من البرامج التدريبية الدولية واللقاءات والدراسات واستطلاعات الرأي العام، حيث نفذ المركز أكثر من 403 استطلاعاً شارك فيه أكثر من 509،000 مشارك.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 الرياض ملتقى التسامح السنوي للتواصل الحضاری ملتقى التسامح قیم التسامح

إقرأ أيضاً:

مجلس محمد بن زايد..منبر التسامح

في عصرٍ تتقاطع فيه التحوّلات العالمية مع تحديات الهوية والعيش المشترك، يبرز “مجلس محمد بن زايد” بوصفه نموذجاً رائداً لمنصة فكرية وإنسانية تستند إلى العقل، وتستشرف المستقبل، وتُعزّز قيم التعايش والحوار والانفتاح على الآخر. هذه المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تُمثّل تجسيداً حيًّا لإيمانه العميق بأن الإنسان هو أساس النهضة، وأن الكلمة الصادقة، والفكرة العميقة، والحوار المتزن هي أدوات بناء الأمم الراقية.

مجلس محمد بن زايد هو مشروع حضاري ممتد ويعمل على مدار العام، يستقطب نخبة من المفكرين والعلماء وقادة الرأي من مختلف بقاع العالم. وهو في جوهره منبر للعقول المستنيرة، ومساحة رحبة للحوار الذي يتجاوز الجغرافيا والدين واللغة. يناقش قضايا عصرية من صميم واقعنا: مثل الاستدامة، التكنولوجيا، الأمن الغذائي، تمكين الشباب، التسامح، والهوية الثقافية. كل جلسة منه تمثّل خيطاً يُنسَج في نسيج وطني يرتقي بالفكر ويثبّت ركائز السلم المجتمعي.


وقد سعدتُ بحضور إحدى فعاليات هذا المجلس، وهي محاضرة عنوانها “التسامح والتعايش في الفكر الإسلامي”، شارك فيها كل من د. شايع الوقيّان، ود. مشهد العلاّف، ود. فاطمة الدهماني. ما طُرح فيها لم يكن حديثاً تقليدياً عن الفضيلة، بل كان تحليلًا عميقًا للجذور الفلسفية والفكرية التي تجعل من التسامح ضرورة لا خياراً، وقيمة لا مجاملة. أشار المحاضرون إلى أن الكون قائم على التعدد، والتنوع أصل في الخلق، لا استثناء، تماماً كما الليل والنهار، والفصول الأربعة، واختلاف الألسن والألوان. التسامح في الفكر الإسلامي، كما بيّنوا، ليس شعاراً بل مبدأ أصيل، ومظهر من مظاهر احترام الكرامة الإنسانية.

استحضارهم لآية “لا إكراه في الدين” لم يكن استشهاداً عابراً، بل دعامة تؤكد أن الإسلام بنى علاقة الإنسان بالآخر على الحرية والعقل والاحترام. وقد شدد المحاضرون على أن كل فلاسفة الإسلام الكبار، من الكندي إلى ابن رشد، كانوا يؤمنون بأهمية الاختلاف، ويرونه ضرورة لنمو المعرفة وتقدم المجتمعات.

ولعل اللافت في هذه المحاضرة أنها لم تكتف بطرح فكري مجرد، بل امتدت إلى بعدٍ وجداني من خلال الحديث عن الفنون بوصفها لغة إنسانية جامعة، تحمل في طياتها المشاعر المشتركة بين البشر من فرح وحزن وأمل وحنين. إن التقاء الناس حول لوحة أو لحن أو قصيدة يعكس قدرة الإبداع على تجاوز الفوارق، وصناعة روابط صامتة لكنها عميقة بين القلوب.

وهنا تتجلّى قيمة مجلس محمد بن زايد من جديد، فهو لا ينحصر في الطرح النخبوي أو الخطاب المؤسسي، بل يُقدم نموذجاً متكاملاً يجمع بين الفكر والعاطفة، بين التحليل والإلهام. إنه المجلس الذي يجعل من كل محاضرة فرصة لزرع فكرة، ومن كل حوار بذرة لوعي جديد. يربط بين الماضي والمستقبل، ويصنع من الحاضر مساحة لإعادة التفكير في العالم من حولنا.

إن من يتابع هذا المجلس، أو يحضر إحدى فعالياته، يُدرك أنه لا يهدف فقط إلى التثقيف، بل إلى تكوين جيل من المواطنين الواعين، المتصالحين مع ذواتهم، المنفتحين على العالم، المتمسكين بقيمهم دون تعصب، والمنخرطين في حركة البناء والتنمية بروح إيجابية ومستنيرة.

مجلس محمد بن زايد ليس مجرد فعالية، بل هو حالة فكرية متقدمة، ومشروع وطني عميق الجذور، يضع الإمارات في طليعة الدول التي تُراهن على الإنسان، وتحسن استثمار المعرفة، وتبني مجتمعات لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن الجميع ضمن إطار من الاحترام والتعدد والتكامل. وما أحوجنا، في هذا الزمن، إلى مثل هذا النموذج الذي يذكرنا أن الإنسانية هي الرابط الأول بيننا، وأن التسامح هو الحاضنة التي تنمو فيها الأخلاق، وتزدهر من خلالها الأوطان

مقالات مشابهة

  • غدا.. "المرآة ودورها في تعزيز منظومة القيم والأخلاق" بملتقى الهناجر الثقافي
  • محافظ الإسماعيلية يشهد حفل تكريم الفائزين بمسابقة «جسور المحبة» للقرآن الكريم |صور
  • أسامة الجندي: العطاء الإلهي متنوع ومتكامل لكل إنسان.. فيديو
  • بمحتوى متنوع.. "دليل المصلي" بخمس لغات في المسجد الحرام
  • رئيس الدولة: التسامح والتعايش وقبول الآخر أساس استقرار وتقدم وازدهار المجتمعات
  • محمد بن زايد: التسامح والتعايش وقبول الآخر أساس الاستقرار والتقدم في المجتمعات
  • التعليم العالي: ملتقى الإنشاد الديني يعزز القيم النبيلة بين الطلاب
  • مجلس محمد بن زايد..منبر التسامح
  • الداخلية تنفذ 85253 حكما قضائيا متنوع خلال 24 ساعة
  • خالد بن محمد يشهد محاضرة بعنوان التسامح والتعايش في الفكر الإسلامي