جيروزاليم بوست: يا ترى إلى أين تتجه إسرائيل؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن ثمة شعورا غير مريح بأن إسرائيل تندفع بأقصى سرعة نحو حافة الهاوية، وأنها لا تعرف كيف تستخدم المكابح، وليست لديها خطة لما ستفعله بعد أن تتوقف، وتساءلت هل لدى الحكومة مجموعة جاهزة تخطط لوضع تصور لكيفية التعامل مع الضفة الغربية وغزة ولبنان بعد الحرب؟
وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم شيروين بومرانتز- أن الحرب التي أودت بحياة مئات من "أفضل شباب إسرائيل" في غزة، لا تزال مستمرة رغم صعوبة فهم الغرض منها بعد تجريد القطاع تقريبا و"نزع أنياب" حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقتل زعيمها، علما أنه لا سبيل إلى القضاء على هذه الحركة تماما، وأن نحو 100 من الإسرائيليين ما زالوا محتجزين هناك.
وتساءل الكاتب هل تستطيع إسرائيل أن تحقق شيئا من مواصلة الحرب؟ وقال إن "الشكوك تملأ قلوبنا"، خاصة أن نسب الالتحاق بالخدمة قد انخفضت بين جنود الاحتياط إلى 25%، مما يكفي لإثارة قلق الجيش الإسرائيلي.
هدفنا الأول ينبغي أن يكون تحديد كيفية إنهاء الحرب في غزة من جانب واحد وإنشاء سلطة حاكمة متعددة الجنسيات تعمل لصالح ورفاهية السكان المتبقين هناك، والهدف الثاني وضع خطة للتعافي الاقتصادي لمعالجة أفضل السبل لاستعادة إنتاجية إسرائيل
ورغم كل هذا، أصدر وزير العدل ياريف ليفين للتو نداءً لإعادة قضية الإصلاح القضائي إلى طاولة النقاش، متناسيا أنها هي التي خلقت الانقسام الهائل في المجتمع في الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كما أن في أقصى اليمين دعوات جديدة لفرض السيادة على كامل إسرائيل وإعادة احتلال غزة.
وفي الوقت نفسه -كما يقول الكاتب- يتدهور الاقتصاد، "لا بسبب التكلفة المالية للحروب المتعددة التي نخوضها فقط"، ولكن أيضا بسبب إحجام المستثمرين عن تمويل الشركات الناشئة التي كانت تقليديا بمنزلة محرك النمو للتنمية التكنولوجية في إسرائيل.
هل هناك خطة؟
ونظرا لكل هذا -يقول الكاتب- يبقى الجانب الأكثر إثارة للقلق هو "أننا نحن الذين نعيش هنا ليست لدينا أي فكرة عما إذا كانت الحكومة لديها خطة لهذا البلد بعد انتهاء الحروب الحالية"، متسائلا إذا كانت هناك وكالة حكومية مكلفة بإعادة إسرائيل إلى دولة ما بعد الحرب الجارية.
كما تساءل الكاتب إذا كان هناك أشخاص في أعلى سلم هرم القيادة السياسية يفكرون في كيفية إعادة ترسيخ مصداقية إسرائيل المالية في عالم أصبحت فيه معاداة السامية متفشية وطبيعية، وأصبح ينظر فيه لإسرائيل باعتبارها الظالم وإلى الإسرائيليين على أنهم هم الأشرار، مؤكدا أنه "حان الوقت لحشد ألمع عقولنا في الخدمة الحكومية المؤقتة لتحقيق بعض الأهداف".
وأول هذه الأهداف -حسب رأيه- هو تحديد كيفية إنهاء الحرب في غزة من جانب واحد وإنشاء سلطة حاكمة متعددة الجنسيات تعمل لصالح ورفاهية السكان المتبقين هناك، مشيرا إلى أنه لن يقوم أحد بذلك نيابة عن إسرائيل.
والهدف الثاني -وفقا للكاتب- هو وضع خطة للتعافي الاقتصادي لمعالجة أفضل السبل لاستعادة إنتاجية إسرائيل في أقرب وقت إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبعد ذلك وضع برنامج لمعالجة الخسائر العاطفية التي خلفتها الحرب على الأسر التي تضررت بسبب فقدان أحد أفرادها أو غيابه الطويل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تعمل منذ استئناف الحرب على تغيير وجه غزة
سلطت صحف إسرائيلية وعالمية الضوء على الغضب المتزايد في الداخل الإسرائيلي بسبب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن أهداف الحرب على قطاع غزة، وتعامل حكومته مع حرائق القدس.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الغضب يتزايد في إسرائيل من نتنياهو، بسبب تصريحه بشأن الهدف الأسمى من الحرب على غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجدل الذي أثاره نتنياهو بتقديمه النصر الكامل على حياة الأسرى، يأتي في حين تواجه الحكومة اتهامات بتخريب اتفاق كان قريبا من تحرير المحتجزين.
وقال نتنياهو، خلال لقاء مع طلاب إسرائيليين، إن إسرائيل تهدف إلى إعادة جميع المحتجزين الأموات والأحياء من قطاع غزة، معتبرا أن الهدف الأعلى للحرب هو تحقيق الانتصار على من سماهم الأعداء.
بدورها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إسرائيل تحاصر فلسطينيي غزة في جيوب ضيقة، وتجبرهم على النزوح باستمرار من خلال أوامر إخلاء جديدة.
وباتت 70% من أراضي غزة موزعة بين مناطق عسكرية ومناطق قيد الإخلاء، حسب الأمم المتحدة، ما يعني أن القوات الإسرائيلية عملت منذ خرقها اتفاق وقف إطلاق النار على تغيير وجه غزة بالكامل.
وأوضحت أن هذه التطورات تحدث في حين تحذر منظمات إغاثية من عزل آلاف السكان ومنع وصول المساعدات إليهم.
إعلان
ونشرت صحيفة هآرتس مقالا يقترح على قادة إسرائيل إعادة ترتيب أولوياتها وتسخير كل الجهود لحماية الإسرائيليين بدل السعي المتواصل وراء الانتقام.
ووفق المقال، فإن إسرائيل كانت لتتصدى بجدارة لموجة الحرائق لولا تجاهل الحكومة تحذيرات الأرصاد الجوية، وتسخير الموارد المالية للبلاد وقواتها، بعيدا عن الأهداف المرتبطة بالاستجابة السريعة لتهديدات مماثلة.
وبناء على هذا الوضع، لم يكن الجيش والشرطة قادرين على اتخاذ إجراءات فعالة لتجنب خطر الحرائق، حسب المقال.
من جانبها، ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن الوقت الحالي يتطلب ضغوطا دولية حقيقية على إسرائيل من أجل رفع الحصار عن غزة، والسماح فورا بدخول المساعدات لتجنب مزيد من المعاناة والموت.
وجاء ذلك في ظل النقاشات الجارية داخل محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه عمل المنظمات الدولية في الأراضي المحتلة.
وتوقعت الصحيفة قرارا سريعا من المحكمة بالنظر إلى أهمية عامل الوقت، لكنها استبعدت إحداث تغيير في الواقع لأن إسرائيل ستتجاهله.
ورأت مجلة ناشونال إنترست الأميركية في مقال أن الصراع الذي بدأته الولايات المتحدة مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) كشف عن أثر عميق للحروب في شكلها الجديد، إذ يمكن أن تقوم على مواجهة بين جماعة صغيرة وقوة عظمى.
ويعتمد الطرف الأول على أسلحة بسيطة وغير مكلفة، في حين يستخدم الطرف الآخر أسلحة ثقيلة انطلاقا من سفن حربية يتعين حمايتها أيضا.
وخلص المقال إلى أن هذا النوع من الصراعات يقود إلى ضرورة بحث طرق لحماية أساطيل القوى العظمى المنتشرة في البحار والمحيطات.