مع تزايد تعقيدات الاقتصاد العالمي، وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، أصبحت الأسواق الناشئة، بما فيها السوق المصرية، محط اهتمام كبير للمستثمرين.

في هذا التقرير، نرصد تأثير فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على الحالة الاقتصادية للاقتصاديات الناشئة في ظل توجيه أولوية كبيرة من الفائز في انتخابات أكبر دول الاقتصاد العظمى للاهتمام بقطاعات الشركات والأعمال، كما سيتم التطرق إلى تأثير مؤشر الشريعة الإسلامية لما ساهم فيه من استقرار البورصة المصرية وجذب المستثمرين.

من جانبه، أكد محمد سعيد، محلل أسواق المال، أن مؤشر الشريعة الإسلامية، الذي أطلقته البورصة المصرية في أوائل 2022، أثبت قوته كخيار استثماري مستقر وسط تقلبات الأسواق العالمية، مضيفًا أن بيانات المؤشر قبل الإطلاق الرسمي أظهرت أنه أقل تأثرًا بالتذبذبات السعرية مقارنةً بالمؤشرات الأخرى، ما يجعله وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة ومتوافقة مع الشريعة، وقد شهد المؤشر إقبالًا متزايدًا، مما أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الشركات المدرجة فيه.

وقالت الدكتور حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن هناك إقبالًا كبيرًا من المستثمرين المصريين والعرب على الشراء في السوق المصرية، بفضل الأداء المتنوع للشركات ونتائج أعمال قوية، لافتة إلى أن السوق المصرية تختلف عن الأسواق الأخرى في المنطقة مثل السعودية والإمارات، حيث تتسم بعدم وجود قنوات سعرية ضيقة، ما يتيح فرصًا استثمارية متعددة، وتظهر السوق المصرية تقلبات شهرية، تصل إلى ألف نقطة، وهي سمة تناسب المستثمرين الباحثين عن تذبذبات عالية للعائدات.

تأثير فوز ترامب على الطلب العالمي على الذهب

وترى رمسيس أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، نتيجة سياساته التي تهدف إلى تهدئة النزاعات في الشرق الأوسط وحل الأزمة الروسية الأوكرانية سلميًا، ويجعل هذا الاستقرار المحتمل المستثمرين يتجهون نحو أسواق المال، بينما ستساعد سياسات ترامب الضريبية في جذب الاستثمارات إلى الأسواق المالية والعملات المشفرة.

كما لفتت، إلى أن استثمارات الأجانب في مصر تتنوع بين استثمارات غير مباشرة مثل أذون وسندات الخزانة واستثمارات مباشرة في البورصة، فالأولى تعتمد على أسعار الفائدة المرتفعة التي يطرحها البنك المركزي المصري، أما الاستثمار المباشر فيتركز في الأسهم القيادية، حيث تمثل نسبة استثمارات الأجانب في البورصة المصرية حوالي 5.8%، مما يعزز ثقتهم في الشركات ذات رأس المال الكفء.

العلاقة بين البورصة المصرية والسياسات الأمريكية

وأكدت خبيرة أسواق المال، أن علاقة البورصة المصرية بتداعيات الانتخابات الأمريكية تأثيرها محدود، حيث تتأثر السوق المصرية بشكل ثانوي بالأسواق العالمية، ووفقًا لأداء الأسواق الأمريكية، يرتفع السوق المصري عند ارتفاع الأسواق الأمريكية وينخفض معها، إلا أن الاختلافات النقدية تحد من التأثير المباشر للسياسة الأمريكية.

أداء المؤشرات المصرية في ظل التأثيرات العالمية والمحلية

من جهته، أوضح الدكتور محمد عبد الهادي، المحلل الاقتصادي، أن عوامل محلية مثل رفع التصنيف الائتماني لمصر وزيارة مديرة صندوق النقد الدولي، دعمت السوق المصرية، وأثرت نتائج الأعمال القوية لبعض الشركات الكبيرة إيجابيًا على مؤشر «EGX30»، الذي يرتبط بأداء الشركات المحلية بجانب تأثره بشكل جزئي بالأخبار العالمية.

التأثير المتوقع لسياسات ترامب الاقتصادية على الأسواق الناشئة

ويعتقد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن سياسات ترامب الداعية إلى رفع أسعار الفائدة وتقوية الدولار ستؤثر على الأسواق الناشئة، بما فيها مصر، إذ قد تجذب هذه السياسات الاستثمارات إلى أمريكا على حساب الأسواق الناشئة، لكنها أيضًا تزيد من جاذبية أدوات الدين المصرية بفضل ارتفاع عوائدها.

واتفق الخبراء، في تصريحاتهم لـ«الأسبوع»، أن المستثمرين الأجانب يفضلون السوق المصرية بفضل رخص أسعار الأسهم وانخفاض مضاعف الربحية، رغم تأثرها بأذون وسندات الخزانة وأسعار الفائدة الأمريكية، وتبقى السوق المصرية جاذبة بفضل استقرارها النسبي وتنوع الشركات.

اقرأ أيضاًالبورصة المصرية تعلق تداول أسهم «فيصل الإسلامي».. و«البركة» يسجل ارتفاعا بـ 688 مليونا

«المصرف المتحد» يطرح 30% من أسهمه بالبورصة المصرية بسعر 15.6 جنيه للسهم

ختام أخضر لمؤشرات البورصة.. مؤشر الشريعة يقفز وتميز يرتفع بـ0.14%

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البورصة المصرية أسعار الفائدة سعر الفائدة أسواق المال إدارة البورصة المصرية الانتخابات الأمريكية الاقتصاد اليوم الاقتصادات الناشئة التصنيف الائتماني لمصر الاقتصاد الآن مؤشر الشريعة الإسلامية رفع التصنيف الائتماني لمصر رفع أسعار الفائدة الأمريكية البورصة المصریة الأسواق الناشئة السوق المصریة أسواق المال

إقرأ أيضاً:

طفرة بالأسهم وقلق المستثمرين.. كيف يؤثر فوز ترامب على الاقتصاد الأمريكي؟

تصاعدت التساؤلات حول آثار فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، على الاقتصاد الأمريكي والأسواق العالمية، خاصة بعد ما تميزت فترة ما بعد الفوز بتقلبات حادة وارتفاعات غير متوقعة في أسواق الأسهم، ما أثار دهشة المستثمرين والمحللين الاقتصاديين.

تناولت صحيفة فايننشال تايمز في مقال تحليلي الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة عقب فوز دونالد ترامب بمقعد الرئاسة، وتأثير ذلك على حركة الأسهم الأمريكية والأسواق العالمية بصفة عامة.

وكتبت المقال غيليان تيت، التي سلطت الضوء على الارتفاعات القياسية التي سجلتها الأسهم بعد إعلان فوز ترامب، وهو ما اعتبره البعض غير متوقع.

وسعت الكاتبة إلى تحليل الأسباب التي أدت إلى هذه الارتفاعات واستشراف ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر أم يتوقف في المستقبل.

ارتفاع الأسهم الأمريكية والعالمية
قبل الانتخابات الرئاسية، كانت الأسهم الأمريكية تسجل مستويات مرتفعة بفضل توقعات النمو المستقبلي وزيادة الأرباح. وبعد فوز ترامب، تضاعفت هذه التوقعات، مما دعم ارتفاع الأسهم، خاصة مع الوعود بتطبيق سياسات اقتصادية تحفيزية مثل الإعفاءات الضريبية التي تهدف إلى دعم الاقتصاد وتحقيق معدلات نمو عالية.


القطاعات الرابحة والمتأثرة
ذكرت تيت أن بعض القطاعات الاقتصادية قد تستفيد بشكل خاص في ظل إدارة ترامب، مثل قطاعي النفط والغاز الطبيعي، بجانب شركات التكنولوجيا الكبرى ورؤساء وادي السيليكون. بالإضافة إلى ذلك، القطاع المصرفي الذي قد يشهد انتعاشًا بفضل سياسات ترامب. من ناحية أخرى، قد تتأثر قطاعات أخرى مثل الطاقة المتجددة بسبب التركيز على السياسات التقليدية وإجراءات حمائية تشمل فرض تعريفات جمركية جديدة.

العلاقة بين الشركات والإدارة الأمريكية
وصفت تيت المقربين من ترامب بـ"أعضاء البلاط الملكي" الذين يتمتعون بعلاقة مميزة مع الإدارة. وأكدت أن الشركات التي تسعى للنمو في عصر ترامب قد تحتاج إلى بناء علاقات قوية مع المسؤولين وصناع القرار لضمان استمرارها في السوق وتحقيق مزيد من النمو.

آثار السياسات التجارية على الاقتصاد العالمي
من بين السياسات التي أثارت الجدل هي إعادة الشركات الأمريكية للعمل داخل الولايات المتحدة لزيادة فرص العمل المحلية، وهو ما قد يؤثر على الشركات العاملة في المكسيك وكندا. أشارت تيت إلى تحذيرات السفيرة الأمريكية السابقة نيكي هالي بشأن ضرورة إعداد خطط بديلة للشركات، لتجنب تأثير السياسات الأمريكية الجديدة.


مخاطر ارتفاع الدين العام
من أهم المخاوف التي طرحتها الكاتبة هي احتمالية ارتفاع الدين الأمريكي إلى مستويات خطيرة في حال تنفيذ وعود ترامب الانتخابية مثل خفض قيمة الدولار، وفرض تعريفات جمركية جديدة، وتقديم إعفاءات ضريبية ضخمة. قد يؤدي هذا إلى زيادة سندات الخزانة إلى أكثر من 9 تريليون دولار، وهو ما يمثل تهديدًا للاستقرار المالي للولايات المتحدة.

تأثير الدولار القوي على الاقتصادات الناشئة
تطرقت تيت إلى الضغوط التي قد تواجهها الاقتصادات الناشئة مع استمرار ارتفاع قيمة الدولار، مما يزيد من صعوبة تلبية التزاماتها المالية في ظل سياسات ترامب. قد تتفاقم هذه الضغوط مع فرض المزيد من التعريفات الجمركية، وهو ما سيعقد الموقف الاقتصادي لهذه الدول.

نصائح للتحوط من تقلبات الأسواق
في نهاية المقال، أوصت الكاتبة بضرورة التنويع في الأصول لتجنب تقلبات الأسواق، مشيرةً إلى أن البيتكوين قد تكون جزءًا من أصول الملاذ الآمن بجانب الذهب والدولار الأمريكي، خصوصًا مع دعم ترامب للعملات المشفرة.

يشكل المقال رؤية متكاملة لتحليل تأثير سياسات ترامب على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، مع تسليط الضوء على الفائزين والخاسرين المحتملين في سوق الأسهم والأسواق الاقتصادية الأوسع.

مقالات مشابهة

  • Startup Sync حدث يجمع بين الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • تباين الأسواق الأوروبية مع انتظار المستثمرين بيانات التضخم
  • قرار مرتقب من ترامب قد يغير مسار الصراع في اليمن
  • البورصة المصرية .. ارتفاع 69 سهما مقابل انخفاض 97 بعد تنفيذ 100,164 عملية تداول
  • تباين أداء المستثمرين.. 9 مليارات جنيه خسائر البورصة في ختام تعاملات اليوم
  • طفرة بالأسهم وقلق المستثمرين.. كيف يؤثر فوز ترامب على الاقتصاد الأمريكي؟
  • أحمد عبد القوي يكتب: سيارات الغد.. كيف تغير التكنولوجيا الكهربائية قواعد اللعبة؟
  • مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز ترامب
  • صراع لا ينتهي.. نتائج الانتخابات الأمريكية تشغل العالم.. ونهج ترامب فى التعامل مع الصراع قد يغير مسار التاريخ بالنسبة للبلاد