في قلب الأحياء الشعبية، تلتقي عيون الناس على مفترق الطرق، وتقف الذاكرة شاهدة على تفاصيل حياة قصيرة، من واقع سلسلة جرائم تهز القلوب وتثير الذهول. تعددت أسباب ودوافع القتل: مخدرات، خلافات، طمع، جشع، غيرة وعشق ممنوع، لكنها أودت بحياة ضحايا في لحظات غدر.

في شارع طوسون بمنطقة روض الفرج، حيث تمر الأيام في صمت، انتهت حياة الحاجة راوية بعد سنوات من العناية والاهتمام بابن شقيقها الذي اعتبرته جزءًا منها.

كانت تراهن على أن تكون السند في شيخوختها، لكن تلك الرهانات تهشمت في لحظة غفلة. الشاب الذي أضاع حياته في عالم المخدرات، وعادت يداه محملةً بالشر، اقتحم منزل عمته ليطلب المال، وعندما رفضت، لم يتوانَ في ضربها حتى فارقت الحياة بين يديه. قلبه الذي امتلأ بالكراهية لم يرحمها، فكانت هي الضحية، وهو الجاني الذي لم يتوانَ في قتلها.

في منطقة الكوربة بمصر الجديدة، كانت الحياة تسير بهدوء حتى جاء ذلك اليوم الذي اشتعل فيه النزاع بسبب محل تجاري مستأجر. كان الشاب الذي يعمل في محل عصير يظن أن خلافه مع صاحب مقهى "أسوان" يمكن أن يُحل بالكلام، لكن الأمور سرعان ما تحولت إلى معركة دامية، وكل طرف يصر على أن الحق معه. وبينما كانت الأنفاس تتسابق في الشارع، انطلقت الطعنات، وسقط صاحب "القهوة" مضرجًا بدمائه، تاركًا خلفه مشهدًا دامِيًا من العنف لا يمكن محوه من ذاكرة من شهدوه.

من الكوربة إلى بولاق الدكرور، حدثت المأساة بسبب شقة كان أحدهم يطمع في الاستيلاء عليها. شاب من ذوي الهمم كان يسعى لتأمين مأوى له، لكن طمع آخر دفع أحدهم إلى مطالبة الشاب بالرحيل. رفض الشاب، فاندلعت مشادة انتهت بقتل شقيقه على يد القاتل، الذي لم يكتفِ بذلك، بل وجه طعنة أخرى للشاب المصاب. كانت لحظات العنف كافية لتغيير مجرى حياتهم للأبد، وتركت الضحايا في دوامة من الألم والموت.

أما في شبرا مصر، فقد وقعت جريمة قتل بسبب "الدومينو" عندما رفض طالب الوفاء بالرهان الذي اتفق عليه مع زميله، بحيث يدفع الخاسر ثمن المشروبات. تحول المرح إلى عنف غير مبرر، وأدى النزاع الصغير إلى سقوط أحدهما قتيلاً وسط المقهى. وفي البدرشين، تسبب خلاف بسيط بين زوجتي شقيقين في جريمة قتل، عندما استل الأخ الأكبر سلاحه وأطلق النار على شقيقه الأصغر، ونجله.

بمنطقة البساتين، تسبب العشق الممنوع في مقتل شقيق فتاة مراهقة، على يد آخر مرتبط بها عاطفيًا. وأمام رفض أسرتها لهذه العلاقة، بدأ الشاب يهدد الفتاة وعائلتها، وفي لحظة طغى فيها العنف على العقل، عندما تدخل شقيق الفتاة لوقف تصرفات الشاب المتهور، انتهت الحياة بعنف في شوارع الحي الشعبي، حيث سقط شقيقها قتيلًا.

جريمة أخرى ارتكبتها فتاة كانت تحقد على شقيقتها. في هدوء الليل، وفي محاولةٍ للتخلص منها، وضعت الفتاة خطة شيطانية. توجهت إلى منزل شقيقتها، وسددت لها طعنة نافذة، ثم أضرمت النار فيها وفي نجلها، في محاولة للتخلص منهما للأبد.في لحظات معدودة، اختلطت النيران بالدماء، لكن النهاية لم تكن في صالحها، فقد ألقت الشرطة القبض عليها، ككل من ارتكبوا الجرائم السابقة، ليظهر مع كل خطوة أن الجريمة لا تعرف العذر.

وسط هذه الجرائم، تتعدد التساؤلات حول ماهية العنف الذي يخرج من أحضان العائلة، ومن أرحام الحب المفقود، وأبسط الأسباب. هل هو نتيجة لأمراض نفسية أم اقتصادية؟ أم أن هذه الجرائم أعراض لأمراض اجتماعية تحتاج إلى علاج فوري؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مخدرات مصر الجديدة خلافات عشق ممنوع مقهى أسوان

إقرأ أيضاً:

الاحتلال ينكل بالأسيرين عبدالله البرغوثي وحسن سلامة / تفاصيل بشعة

#سواليف

كشف #مكتب_إعلام_الأسرى عن #جرائم #تعذيب ممنهج يتعرض لها الأسيرين #حسن_سلامة و #عبدالله_البرغوثي، والظروف القاسية التي يمرون بها، والتي تشمل #الاعتداء_الجسدي المتكرر، و #التجويع المتعمد، وحرمانهم من العلاج والرعاية الطبية الأساسية.

وأوضح المكتب في بيانه أن الأسير حسن سلامة يتعرّض لتعذيب ممنهج منذ عدة أشهر في #زنازين_العزل في سجن مجدو الإسرائيلي، حيث تعرض لستة اعتداءات جسدية خلال الشهرين الماضيين.

ترافق ذلك مع تجويع متعمد أدى إلى تدهور كبير في حالته الصحية وانخفاض وزنه إلى 62 كيلوغرامًا، إلى جانب تساقط أسنانه وتدهور بصره بسبب حرمانه المتعمد من الحصول على نظارة طبية.

مقالات ذات صلة مهم للحجاج قبل السفر للديار المقدسة 2025/05/01

والأسير حسن سلامة من مواليد مدينة خان يونس عام 1971، وهو قائد عسكري فلسطيني شارك في الانتفاضة الأولى، وحُكم عليه بالسجن المؤبد 48 مرة، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011.

وفي سياق متصل، حذر مكتب إعلام الأسرى من محاولة تصفية ممنهجة يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي داخل سجن جلبوع، مؤكدًا أن حالته الصحية باتت في مرحلة حرجة للغاية وتهدد حياته بشكل مباشر.

وأوضح المكتب أن البرغوثي يتعرض للضرب المبرح من وحدات القمع في السجون بشكل مستمر، مما أدى إلى إصابته بكسور في الأضلاع وتورم في العينين، وظهور كتل دم في رأسه وجسده المغطى بالكدمات، إلى جانب إدخال الكلاب لمهاجمته بعد كل جولة تعذيب، وسكب مواد حارقة على جسده لزيادة الألم، فضلاً عن تعرضه لإهانات لفظية وتهديدات مباشرة بالقتل.

وأكد المكتب أن البرغوثي يدخل في حالات من الغيبوبة المتكررة بسبب التعذيب، كما يعاني من آلام شديدة تمنعه من النوم أو الحركة، ولم يتمكن من الاستحمام منذ 12 يومًا، ويعتمد في غذائه على نقع الخبز بالماء بسبب عجزه عن المضغ.

والأسير عبد الله البرغوثي من بلدة بيت ريما شمال رام الله، يحمل الجنسية الأردنية، وهو صاحب أعلى حكم في السجون الإسرائيلية، حيث صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة، واعتقل عام 2003.

وحذر مكتب إعلام الأسرى من أن ما يتعرض له الأسرى يُعتبر “جريمة اغتيال بطيئة متعمدة، وانتهاكًا خطيرًا للمواثيق والأعراف الدولية”، داعيًا المؤسسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل العاجل والتحقيق في هذه الجرائم، وزيارة الأسرى والاطلاع على أوضاعهم.

كما طالب المكتب بتحرك دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية، داعيًا الجماهير الفلسطينية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل دفاعًا عن قضية الأسرى الفلسطينيين ووقف الجرائم المرتكبة بحقهم.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، تجاوز عدد الفلسطينيين في سجو نالاحتلال حتى مطلع أبريل/نيسان 2025 نحو 9900 أسير، بينهم نحو 400 طفل و27 أسيرة، وسط تصعيد غير مسبوق من الإجراءات القمعية والتعذيب الذي أدى إلى استشهاد 65 أسيرًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • لطيفة بنت محمد تلتقي وزير الثقافة والشباب في كوستاريكا
  • ضمن جرائم العنف الأسري.. مواطن يقتل زوجته في مدينة عدن
  • العثور على مواطن مقتول بطريقة بشعة في مديرية الشاهل بحجة
  • روتانا تروج لـ أجدد ألبومات اصالة نصري
  • في ظل الحرب التجارية.. العالم بين مفترق الطرق !
  • قرار لوزير الداخليّة... ممنوع سير المواكب السيارة خلال الأعمال الإنتخابية
  • الاحتلال ينكل بالأسيرين عبدالله البرغوثي وحسن سلامة / تفاصيل بشعة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • غوتيريش: الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس