فضيحة في غزة: أبو شباب قائد عصابة ينشئ قاعدة عسكرية تحت سيطرة إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
كشفت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن مسؤولي منظمات إغاثة دولية، أن عصابات منظمة تنفذ عمليات سرقة للمساعدات الإنسانية في غزة وتعمل بحرية في المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال الاسرائيلي.
اقرأ ايضاًوأشارت الصحيفة، إلى أن أعمال النهب أصبحت العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات، خاصة في الجزء الجنوبي من القطاع.
ووفقا لتقارير الصحيفة، رفضت السلطات الإسرائيلية معظم الطلبات المقدمة لتحسين تدابير حماية القوافل الإنسانية في غزة، بما في ذلك مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في القطاع بتوفير الحماية لشاحنات المساعدات.
جرائم واتهاماتعصابات النهب، التي قتلت واختطفت سائقي شاحنات قرب معبر كرم أبو سالم، تستفيد بشكل مباشر من تساهل جيش الاحتلال، بحسب مذكرة داخلية للأمم المتحدة.
وأشارت، إلى أن أحد قادة هذه العصابات، ياسر أبو شباب، أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ما أثار شكوكا حول حماية الجيش لهذه العمليات أو على الأقل تجاهله لها.
في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات، وأعلن في بيان أنه ينفذ إجراءات صارمة ضد من وصفهم بـ"لصوص المساعدات"، مشيرا إلى أن هذه الجهود تركز على استهداف "الإرهابيين".
شهادات دوليةمسؤول أميركي أكد أن عمليات النهب تُعد أكبر عقبة أمام إيصال المساعدات، مضيفا أن حماس ليست مسؤولة عن هذه الهجمات.
كما أوضح مسؤول في منظمة إغاثة كبرى، أن حماس لم تتدخل في برامج المساعدات في أي من مناطق القطاع.
ووسط استمرار أعمال النهب وغياب الحلول الأمنية الفعالة، يواجه القطاع الإغاثي في غزة تحديات غير مسبوقة تهدد بإطالة معاناة السكان، بينما يستمر الجدل حول مسؤولية الجيش الإسرائيلي في هذا الملف.
مقتل أكثر من 20 لصا ينشطون في عصابات سرقةونفذت الأجهزة الأمنية في غزة عملية أمنية واسعة أمس الاثنين بالتعاون مع لجان عشائرية، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 لصا ينشطون في عصابات سرقة شاحنات المساعدات.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية لقناة "الأقصى"، إن هذه العملية تعتبر بداية حملة أمنية موسعة تستهدف كل من تورط في سرقة المساعدات، مؤكدة أن الإجراءات ستستمر بشكل قوي ضد هذه العصابات.
وأوضحت المصادر، أن الحملة الأمنية تهدف إلى القضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع في جنوب غزة، متسببة في تهديدات بالجوع في المنطقة.
اقرأ ايضاًكما شددت على أن الحملة لا تستهدف عشائر بعينها، بل تستهدف القضاء على هذه الظاهرة التي تشكل خطراً على الأمن الغذائي للقطاع.
وكشفت المصادر عن رصد الأجهزة الأمنية اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال، حيث تم توفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك الإسرائيلي.
وأكدت أن العملية حظيت بدعم ومباركة من الفصائل الفلسطينية كافة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تستمر في تأكيد وفائها للعشائر الفلسطينية التي قدمت الكثير من الشهداء في مسيرة المقاومة.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
محللون: إسرائيل تفرض واقعا جديدا في لبنان وحزب الله ليس جاهزا لمواجهة عسكرية
تحاول إسرائيل -برأي محللين- فرض واقع جديد من خلال مواصلة احتلال أجزاء مهمة في جنوب لبنان، وذلك ضمن مساعيها لإحداث تغييرات جديدة بالمنطقة بدعم من الولايات المتحدة الأميركية.
وكان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي التي دخلتها خلال الحرب الأخيرة بحلول أمس الثلاثاء، تنفيذا لاتفاق إطلاق النار الذي رعته واشنطن وباريس، لكنها رفضت الانسحاب من 5 نقاط، وقالت إنها تخطط للبقاء فيها طويلا.
وفي حين أعلنت الدولة اللبنانية عزمها التوجه إلى مجلس الأمن لإنهاء هذا الوجود الإسرائيلي الذي قالت إنها تعتبره احتلالا بدءا من الموعد المقرر للانسحاب، لا يبدو حزب الله قادرا على العودة للقتال في الوقت الراهن، حسبما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ووفقا لما قاله حنا لبرنامج "مسار الأحداث"، فإن هذه النقاط الخمس تمنح الجانب الإسرائيلي تفوقا عسكريا، لأنه سيكون قادرا على جمع المعلومات الاستخبارية وأيضا على القيام بعمليات في العمق اللبناني وقتما شاء.
تنازل واستسلام لبناني
لذلك، فإن القرار الأممي 1701 يجري تطبيقه بما يخدم المصالح الإسرائيلية فقط، وهو أمر يعكس -برأي حنا- أن اتفاق وقف إطلاق النار حمل تنازلات كبيرة من الجانب اللبناني.
إعلانالرأي نفسه ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة جون هوبكنز الدكتور خليل العناني بقوله إن ما تقوم به إسرائيل هو تكريس لواقع جديد بدعم أميركي، مؤكدا أن الموقف اللبناني الرسمي "ينم عن ضعف واستسلام، لأن الضعفاء هم من يذهبون لمجلس الأمن".
كما أن هذا الموقف يبين -برأي العناني- أن اتفاق وقف إطلاق النار "كان مهينا للجانب اللبناني وكان أيضا ينم عن الاستسلام، لأنه لم ينص على الانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية".
وخلاصة ما يجري حاليا هو تكريس هزيمة لبنان وحزب الله، لأن إسرائيل تبدي استخفافا كبيرا بالجدول الزمني للانسحاب وتضع مطالب جديدة بسبب ضعف الموقف اللبناني، كما يقول العناني، مؤكدا أننا إزاء احتلال دائم وليس مؤقتا، لأن الإسرائيليين لم ينسحبوا يوما من أرض دخلوها إلا بالقوة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاحتلال الجديد يمثل جزءا من الرؤية الإسرائيلية الأميركية الجديدة التي تقوم على إنهاء خطر إيران، وربما ضرب مفاعلاتها النووية بحلول منتصف العام الجاري، حسب العناني.
أما الهدف الثاني الأساسي لهذه الرؤية -كما يقول المتحدث- فهو تصفية قضية فلسطين تماما، اعتمادا على مسؤولين أميركيين أكثر صهيونية ويتخذون مواقف غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة بتبنيهم تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
إجبار لبنان على التطبيع
ولم يختلف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد عن الرأي السابق، مؤكدا أن لبنان حاليا يحصد نتائج الحرب الأخيرة، وأنه لن يحقق أي مكاسب ما دامت أميركا متواطئة مع إسرائيل.
وفي حين يعتقد ماجد بضرورة التحرك الدبلوماسي، فإنه في الوقت نفسه لا يعتقد أن إسرائيل يمكنها الخضوع لأي ضغط خارجي أو قانون دولي ما دامت محمية بالفيتو الأميركي.
في الوقت نفسه، يعتقد ماجد أن ما تقوم به إسرائيل "هو محاولة لخلق خلاف داخل لبنان لإجباره على التطبيع معها من أجل استعادة أراضيه، خاصة في ظل عدم قدرة حزب الله على العودة للحرب".
إعلانويلخص ماجد الوضع الحالي في أنه فرض من الجانب الإسرائيلي لواقع جديد بقوة النار لا يمكن تغييره بالبيانات، ويقول إن موازين القوى باتت واضحة للجميع، وإن لبنان وحزب الله لا يملكان تغيير هذا الواقع عسكريا.
حكومة لبنان الجديدة هي نتاج توافقات عديدة وهي ليست موالية لحزب الله، وهناك انقسام داخلي بشأن حزب الله، وما يحدث حاليا هو نتاج للحرب التي خاضها حزب الله، وموازين القوى الحالية واضحة ولا يمكن تغييرها بأي بيانات.
ويتفق المتحدثون على تراجع احتمالات قيام حزب الله بأي عمل عسكري في الوقت الحالي لأسباب كثيرة، من بينها سقوط نظام بشار الأسد الذي قطع عنه الإمداد، وخلو المناطق التي بقيت فيها إسرائيل من السكان، مما يعني أن المواجهة تتطلب عملا مباشرا وليس مقاومة شعبية، كما يقول ماجد.
وبالمثل، يقول العميد إلياس حنا إن لبنان حاليا يعيش تداعيات ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي خلقت واقعا جديدا مختلفا، وجعلت إسرائيل تفرض قواعد اشتباك جديدة من خلال تكوين منطقة عازلة بالقوة في الداخل اللبناني.
ومع إقراره بأن حزب الله ليس مستعدا للعودة للقتال حاليا، وأنه ألقى بالكرة في ملعب الجيش اللبناني عندما أكد التزامه باتفاق الطائف، فإن حنا يعتقد أن الحزب قد يعود لتنفيذ عمليات في المستقبل.