شكل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فريق إدارته من شخصيات متشددة، تستعد لتولي زمام السياسة الخارجية الأمريكية في 20 يناير المقبل، تاريخ تنصيبه رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العديد من مناطق العالم صراعات وأزمات وحروبًا، أبرزها الحرب في غزة والحديث عن ضم إسرائيل للضفة الغربية، إضافة إلى التوتر المتصاعد مع إيران، والمفارقة اللافتة تكمن في اختيار ترامب لعناصر من أقوى المناوئين للقضية الفلسطينية ولإيران، وهو ما يبعث برسالة واضحة تشير إلى تفاقم الأوضاع الفلسطينية وتصاعد الأزمة مع طهران.

إليز ستيفانيك

بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تشكيل إدارته بترشيح إليز ستيفانيك (40 عامًا) لتولي منصب سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة. وتُعرف ستيفانيك بتأييدها الشديد لإسرائيل، حيث تؤكد دائمًا على أنه لا ينبغي فرض أي شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وفي خطابها أمام الكنيست الإسرائيلي هذا العام، انتقدت الرئيس بايدن بشدة بسبب تأخير شحنة من القنابل تزن 2000 رطل كانت موجهة إلى إسرائيل، معتبرةً أنه لا يوجد مبرر لعرقلة المساعدات الأمريكية لإسرائيل.

قادت ستيفانيك حملة شرسة ضد طلاب الجامعات الذين اعترضوا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، واصفة إياهم بأنهم "معادون للسامية" بسبب معارضتهم للهجوم الإسرائيلي على غزة، فيما رحب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، بترشيح ستيفانيك، التى تتهم الأمم المتحدة بمعاداة السامية بسبب انتقادها لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ودعت إلى "إعادة تقييم كامل" لتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة.

يُعتبر تعيين ستيفانيك إشارة إلى أن إدارة ترامب المقبلة ستدافع عن إسرائيل بشكل أكثر عدوانية على الساحة العالمية. وتم انتخابها لأول مرة لعضوية الكونجرس عام 2014، وقبل ذلك، عملت لصالح مؤسسات بحثية متشددة (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.. مبادرة السياسة الخارجية) التي أسسها المحافظون الجدد.

مايك والتز

اختار الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الجمهوري المتشدد، مايك والتز، ليصبح مستشاره للأمن القومي. يُعد والتز من أبرز المؤيدين لإسرائيل، سواء في عدوانها على غزة أو في سياستها الصارمة تجاه إيران. وقد كرر دعوات ترامب للسماح لإسرائيل "بإنهاء المهمة" في غزة، مؤكدًا ضرورة أن "تنهيها بسرعة" ضد حركة حماس. كما شدد على ضرورة أن تضع واشنطن خيارًا عسكريًا واضحًا في مفاوضاتها مع الإيرانيين، لتأكيد أنها ستمنعهم من امتلاك الأسلحة النووية.

وفيما يتعلق بإيران، أكد مايك والتز أن الولايات المتحدة يجب أن تعود إلى "أقصى قدر من الضغط"، في إشارة إلى سياسات إدارة ترامب السابقة تجاه إيران، مثل الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفرض العقوبات الاقتصادية الشديدة، بالإضافة إلى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني. كما روج والتز لمزاعم حول تخطيط إيران لقتل ترامب، وهي التهم التي نفاها المسئولون الإيرانيون.

ويُعرف والتز أيضًا بكونه من أبرز الصقور ضد الصين في الكونغرس، حيث صرح في عام 2021 بأن الولايات المتحدة في "حرب باردة" مع الصين. كما يدعو بشكل متكرر إلى إرسال المزيد من الأسلحة إلى تايوان، مؤكدًا أن واشنطن يجب أن تسلح تايوان لمواجهة التهديدات الصينية.

مايك هاكابى

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختياره لحاكم أركنساس السابق مايك هاكابى ليكون سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل. ويُعرف عن هاكابى أنه مؤيد قوي لضم إسرائيل للضفة الغربية، حيث عبر عن دعمه المستمر لتوسيع مستوطنات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة. وقال ترامب في بيان عن هاكابى: "كان مايك موظفًا عامًا عظيمًا وحاكمًا لسنوات عديدة. إنه يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل لإحلال السلام في الشرق الأوسط!".

هاكابى، الذي ينتمي إلى الطائفة المسيحية الإنجيلية، يعتقد أن الله قد منح فلسطين التاريخية لدولة إسرائيل. ويعتبر من أبرز المؤيدين علنًا لتوسع إسرائيل في الضفة الغربية. وفي عام 2017، خلال زيارة لمستوطنة إسرائيلية بالضفة، صرح قائلًا إن المنطقة ليست تحت الاحتلال الإسرائيلي. وخلال إدارة ترامب السابقة، عبّر هاكابى عن أمله في أن يدعم البيت الأبيض ضم إسرائيل للضفة الغربية، واحتفل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" بترشيح هاكابى.

جون راتكليف

اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدير الاستخبارات الوطنية السابق جون راتكليف لتولي منصب مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA). يُعرف راتكليف بتوجهاته المتشددة ضد الصين، حيث يعتبر من الصقور المناهضين لبكين. شغل راتكليف منصب مدير الاستخبارات الوطنية لترامب في الفترة من 2020 إلى 2021، وكان عضوًا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية تكساس بين 2015 و2020.

وفي عام 2004، عينه الرئيس جورج بوش رئيسًا لمكافحة الإرهاب والأمن القومي في المنطقة الشرقية من تكساس، وتمت ترقيته لاحقًا إلى منصب المدعي العام في المنطقة. كان راتكليف قد دعا الولايات المتحدة إلى الاستعداد للمواجهة مع الصين، مشيرًا في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن جمهورية الصين الشعبية تشكل أكبر تهديد لأمريكا، وأعظم تهديد للديمقراطية والحرية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

يُعرف راتكليف أيضًا بتأييده للمراقبة الحكومية الشاملة، حيث كان من الداعين لتمديد المادة 702 من القانون الذي يتيح للحكومة الأمريكية التنصت على مواطنيها دون الحاجة إلى إذن قضائي. كما يُنظر إليه باعتباره أحد المدافعين الأقوياء عن ترامب، حيث دافع عن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. مؤخرًا، كان يروج لمزاعم حول اختراق إيران لحملة ترامب والتآمر لقتله، وهي التهمة التي نفتها طهران بشدة.

بيت هيجسيث

أذهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع عندما اختار مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز، بيت هيجسيث (44 عاما)، لتولي قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، قائلا: "هيجسيث أمضى حياته كلها محاربًا من أجل القوات والبلاد.قوي وذكي ومؤمن حقًا بمبدأ أمريكا أولًا. مع وجود بيت على رأس القيادة، فإن أعداء أمريكا يعلمون جيدًا أن جيشنا سيعود عظيمًا مرة أخرى، ولن تتراجع أمريكا أبدًا".

ستيفن ويتكوف

في سياق آخر، رشح ترامب صديقه المقرب، المستثمر في مجال العقارات ستيفن ويتكوف، ليكون مبعوثًا خاصًا للشرق الأوسط في إدارته القادمة. ووصفه ترامب بـ"القائد الذي يحظى بالاحترام في مجال الأعمال والأعمال الخيرية. جعل كل مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهارًا. ويتكوف كان يرافقني في ملعب الجولف وأصدقاء آخرون خلال محاولة الاغتيال الثانية في سبتمبر الماضى".

تشير التقارير إلى أن ويتكوف ليس لديه أي خبرة في الدبلوماسية أو السياسة أو الشئون المتعلقة بالشرق الأوسط، حيث قضى حياته المهنية كلها في مجال العقارات بالولايات المتحدة. بدأ مسيرته بشراء مبان منخفضة التكلفة في نيويورك، ثم توسع إلى شراء عقارات في ولايات أخرى، بما في ذلك الأبراج الشهيرة في الولايات المتحدة. ويُعتقد أن ترامب اختار "ويتكوف" ربما لتوسيع الفرص الاقتصادية، لا سيما في مشاريع عقارية في الشرق الأوسط.

كان "ويتكوف" قد أشاد بسياسة ترامب تجاه إسرائيل أثناء ولايته الأولى، حيث قال عبر منصة "إكس" إن "قيادته كانت جيدة بالنسبة لإسرائيل والمنطقة بأكملها"، زاعمًا أن الشرق الأوسط شهد "مستويات تاريخية من السلام والاستقرار" خلال رئاسة ترامب. كما أشاد بالعقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على إيران.

بناء على هذه التعيينات، من الواضح أن إدارة ترامب المقبلة ستشهد تحولات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة الإيرانية، حيث سيكون من المتوقع أن تشهد تلك الملفات مزيدًا من التصعيد في ظل التوجهات المتشددة لأعضاء الإدارة الجديدة.

اقرأ أيضاًورقة بحثية: فوز ترامب قد يشعل معدلات التضخم في الولايات المتحدة

أوكرانيا بين "بايدن" و"ترامب"

ترامب يختار رئيس شركة للنفط والغاز وزيرا للطاقة في إدارته المقبلة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين دونالد ترامب السياسة الخارجية الأمريكية الرئيس الأمريكي المنتخب مايك والتز الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی دونالد ترامب إدارة ترامب

إقرأ أيضاً:

منظمة ‏Global Justice‏ ‏تكرم في دمشق سفير الولايات المتحدة الأمريكية ‏لشؤون جرائم الحرب ستيفن راب ‏

دمشق-سانا‏

عُقد اليوم مؤتمر جائزة ‏Global Justice‏ السنوية لتكريم سفير الولايات ‏المتحدة الأمريكية لشؤون جرائم الحرب ستيفن راب والذي أقامته منظمة ‏Global Justice‏ تحت عنوان “بناء سوريا عادلة، سلمية، وديمقراطية”، ‏وذلك في فندق البوابات السبع بدمشق.‏

ونوهت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، في كلمة لها، بالجهود ‏الكبيرة التي قدمها السيد راب في دعم العدالة في سوريا وفضح جرائم النظام ‏بحق السوريين، مشيرة إلى أنه تكريماً لضحايا النظام سيتم إنشاء مشفى باسم ‏الدكتور مجد كم ألماز الذي قُتل داخل معتقلات النظام البائد، إضافة إلى ‏إنشاء مركز لدعم الشباب وضحايا المعتقلات باسم مازن حمادة الذي عُذّب ‏وقُتل كآلاف السوريين في معتقلات النظام البائد.‏

بدورها بينت نائب رئيس منظمة ‏Global Justice  ميساء قباني في كلمة لها ‏أن سوريا الجديدة الحرة تفخر بكل أبنائها الذين قدموا خلال سنوات الثورة كل ‏غالٍ لدعم بلادهم، سواء كانوا داخل سوريا أو خارجها، بما فيها منظمات ‏المجتمع المدني، مشيرة إلى أن المغتربين، بمن فيهم المقيمون في الولايات ‏المتحدة، جاؤوا إلى سوريا بعد التحرير لتقديم المساعدة في بناء سوريا.‏

من جهته لفت سفير الولايات المتحدة لشؤون جرائم الحرب ستيفن راب، ‏في كلمة له، إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت لتوثيق جرائم النظام البائد عبر ‏التعاون مع سوريين شجعان خاطروا بحياتهم لفضح فظاعة تلك الجرائم ‏وتعريف العالم بها، والتي شملت التعذيب والقتل في السجون، والاعتقال، ‏والإخفاء القسري، ومحاصرة المناطق وتجويعها، ومنع وصول الدواء إليها، ‏واستخدام الأسلحة الكيماوية، وانتهاك اتفاقية جنيف، مشيراً إلى أن جرائم ‏نظام الأسد تُعد من أبشع الجرائم التي ارتُكبت في القرن الحالي، والتي ‏مورست في ظل صمت دولي.‏

وبيّن راب أن تلك الجرائم وُثّقت بشكل أفضل بكثير مما وُثّقت به الجرائم التي ‏ارتكبها النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن الجهود ‏التي بُذلت خلال سنوات الماضية أفضت إلى دفع القضاء في بعض الدول إلى ‏اعتقال عدد من مسؤولي النظام البائد الذين عاشوا في الولايات المتحدة ‏وأوروبا.‏

ورأى راب أن صور “قيصر” التي أنكرها النظام وأكدت صحتها المؤسسات ‏المختصة، كانت سبباً أساسياً في دعم الحملة الدولية التي عرّت نظام الأسد، ‏إضافة إلى الشهادات الخاصة بالمقابر الجماعية، والتي وُثّقت بصور الأقمار ‏الاصطناعية، مؤكداً أنهم على استعداد للتعاون مع الحكومة والسلطات ‏السورية للمضي في تحقيق العدالة من خلال توثيق الجرائم، والكشف عن ‏مصير المختفين قسرياً وضحايا المقابر الجماعية عبر إجراء تحاليل ‌‏/‏DNA‏/ ومحاسبة الأشخاص المسؤولين عنها.‏

تخلل الفعالية عرضٌ لأهم ما قامت به المنظمة في سوريا من مشاريع دعم ‏وتمكين على الصعد الاقتصادية والسياسية والصحية، والسعي نحو رفع ‏العقوبات، وبناء المدارس في المخيمات وغيرها، وفي نهاية الفعالية تم تسليم ‏درع التكريم للسفير ستيفن راب.‏

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري يهاجم تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول قناة السويس..ومتحدثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إسرائيل تغلق المعابر في غزة منذ شهرين| أخبار التوك شو
  • ترامب يعين مايك والتز سفيراً لدى الأمم المتحدة.. وروبيو مستشاراً للأمن القومي
  • ترامب يعين مايك والتز سفيرًا لواشنطن لدى الأمم المتحدة وروبيو مستشارًا للأمن القومي
  • ترامب يؤكد أن مايك والتز سيتم استبداله كمستشار للأمن القومي
  • ترامب يرشح مستشاره للأمن القومي مايك والتز لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
  • تعيين مستشار الأمن القومي مايك والتز سفيرا لواشنطن بالأمم المتحدة
  • الخارجية الإيرانية: العقوبات الأمريكية تعكس إصرار الولايات المتحدة على عرقلة التعاون بين الدول
  • منظمة ‏Global Justice‏ ‏تكرم في دمشق سفير الولايات المتحدة الأمريكية ‏لشؤون جرائم الحرب ستيفن راب ‏
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
  • ترامب: العالم يتهافت على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية