أكد فخامة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، أن بلاده والإمارات العربية المتحدة حليفان وقوى بناءة في العالم لتعزيز رفاه الإنسان، مشيراً إلى أن الدولتين حققتا تقدماً كبيراً في تعميق التعاون الثنائي.
وأضاف فخامته، في حوار خاص مع مركز الاتحاد للأخبار، أن العلاقات بين الدولتين وصلت إلى مستوى عالٍ، مبدياً إعجابه بالمسيرة التنموية التي قطعتها الإمارات، خلال الأعوام الخمسين الماضية.


وأعرب عن ثقته في المستقبل المشترك للدولتين، خاصة في ظل النمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بينهما والذي وصل إلى 42% في عام 2023، مقارنة بعام 2003.
وأكد أن الدولتين ملتزمتان بنظام دولي قائم على القواعد، مع رؤية مشتركة لتطوير التعاون في مختلف المجالات، مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، والأمن الغذائي، وغيرها من القطاعات.
وقال إن بلاده ترى في الإمارات شريكاً حقيقياً في المنتديات متعددة الأطراف، مثل مجموعة “البريكس”، حيث تدعم البرازيل انضمام الإمارات إلى هذه المجموعة المهمة، كما تمت دعوة الإمارات للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.

واستعرض الرئيس البرازيلي زيارتيه لدولة الإمارات في عام 2023 في مناسبتين، ففي شهر أبريل، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، فخامته خلال زيارة رسمية، وفي ديسمبر شارك الرئيس البرازيلي في مؤتمر COP28 الذي استضافته الإمارات، لافتاً إلى أن زيارته الأولى للإمارات كانت في عام 2003، حيث تم استقباله من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.
وأكد أن البرازيل تسعى لاستكشاف إمكانيات التعاون الثنائي مع الإمارات بشكل أكبر، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، مبيناً أن بلاده بدأت في استكشاف إمكانات التعاون الثنائي والتفاعل مع جنوب العالم.

وقال: “ في الماضي، لم يكن من الشائع أن تتفاعل دول أمريكا اللاتينية مع دول الشرق الأوسط مباشرة، دون وساطة القوى الاستعمارية، رغم أن البرازيل تضم عدداً كبيراً من العرب وأبنائهم”.

وأشار الرئيس البرازيلي إلى مجالات التعاون مع الإمارات في قطاع الطاقة، وقال إن كلا البلدين منتج للنفط ولديه اهتمام كبير بالمصادر المتجددة، فالبرازيل التي لديها خبرة واسعة في مجال الوقود الحيوي، تتعاون مع مجموعة “أسيليان” الإماراتية التي تطور مشروعاً لاستخدام “الماكاوبا” في إنتاج الديزل الحيوي الأخضر ووقود الطيران المستدام.

وأضاف: “نحن أيضاً نعتبر أسواقاً رئيسية لوقود الطيران المستدام (SAF)، والذي نشجعه في البرازيل، من خلال قانون ”وقود المستقبل” “.
وفي مجال تغير المناخ، أكد فخامته أن التعاون بين البرازيل والإمارات كان حاسماً، خاصة فيما يتعلق بالانتقال الناجح بين مؤتمر COP28 الذي عُقد في دبي ومؤتمر COP30 المزمع عقده في بليم بالبرازيل عام 2025.

وأوضح أن التعاون بين الدولتين يهدف إلى ضمان أفضل انتقال بين مؤتمر COP28 وCOP30.

وأضاف : “ لقد لعب تعاوننا الوثيق خلال قمة COP28 في دبي دوراً كبيراً في اعتماد الإجماع المهم الذي أيدته 198 دولة”، معبراً عن تقديره للدور الذي لعبته الإمارات في دعم الاتفاقات الدولية الهامة المتعلقة بتغير المناخ.

وقال الرئيس البرازيلي، إن الدولتين وقعتا مذكرات تفاهم في مجالات، مثل التعاون التعليمي، والذكاء الاصطناعي، وناقشتا أيضاً التعاون في قضايا القطب الجنوبي.

وفي مجال الأمن الغذائي، قال: “ إن بلدينا يكمل بعضهما بعضاً، فالبرازيل واحدة من أكبر منتجي الغذاء في العالم ومصدريه الرئيسيين إلى الإمارات. كما تعد الإمارات مركزاً لوجستياً واستثمارياً هاماً، يمكن أن يكون قاعدة لشركاتنا لإعادة تصدير المنتجات إلى جميع أنحاء المنطقة”.

وأضاف: “نحن أيضاً نرغب في أن تستثمر الشركات الإماراتية في الإنتاج المباشر في البرازيل”.
وأشار إلى أنه بالإضافة للتعاون بين الحكومات، يجب أن يتم تعزيز التعاون بين الشركات والمجتمع ككل، لافتاً إلى أن هناك العديد من البرازيليين الذين يسافرون، وهناك شراكات تجارية متزايدة بين الإمارات والبرازيل، مضيفا :” نريد أيضاً أن يزور المزيد من الإماراتيين بلادنا، وأن تستثمر المزيد من الشركات”.

وقال الرئيس البرازيلي إن الدولتين لديهما أهداف مشتركة لتعزيز القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية.

وأضاف: “ نحن بالفعل نحقق ذلك في قطاع الدفاع، حيث نرى استثمارات مشتركة في تطوير المنتجات، كما أن لدينا قطاعات كبيرة في مجال الطيران، ولدينا رأس المال البشري والمالي الكافي”.
وأشار إلى أن البرازيل قامت لعقود بتطوير قاعدة صناعية تتيح لها إنتاج طائرات متطورة، مثل طائرة KC-390 المصممة للنقل، وفي الوقت نفسه، تستثمر الإمارات بشكل كبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا: “تتطلب هذه المبادرات تبادلاً أكثر سلاسة للمعرفة بين مؤسساتنا البحثية، وزيادة الاستثمار في التطوير الصناعي المتكامل، كما أننا نحرز تقدماً في مجال تحديث وتطوير الحكومات”.

وقال: “نحن نسعى لاختيار أفضل تجارب الإدارة من بلدينا، وتسهيل التبادل التكنولوجي، خصوصاً في مجال رقمنة الخدمات العامة، ما سيجعل حياة الناس أسهل بشكل عملي”.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، قال فخامته: “إن الدولتين بصدد تطوير التعاون الثنائي بين الأجهزة الأمنية”.

وأشار الرئيس البرازيلي إلى أن حجم التبادل التجاري بين البرازيل والإمارات شهد نمواً ملحوظاً، ففي عام 2003، بلغ حجم التجارة بين البلدين 570 مليون دولار، بينما وصل في عام 2023 إلى 4.3 مليار دولار، مما يعكس نمواً بنسبة 42%.
وقال إن التحدي المقبل هو تنويع التجارة بين البلدين، ليشمل منتجات ذات قيمة مضافة عالية، مع التركيز على تعزيز استثمارات الشركات البرازيلية في الإمارات، والاستفادة من مكانتها مركزاً لوجستياً هاماً في المنطقة.
وبين أن هناك العديد من الشركات البرازيلية التي لديها أعمال في الإمارات، معبراً عن ثقته بأن عددها سيزداد في السنوات القادمة.

وأضاف أن الاستثمارات الإماراتية متنامية في البرازيل، وأن هناك استثمارات كبيرة من صناديق الإمارات السيادية في قطاعات متعددة من الاقتصاد البرازيلي، مثل البتروكيماويات، والطاقة المتجددة، والنقل، ومنتجات الدفاع، وغيرها.

وتابع : “ما زالت هناك العديد من الفرص المفتوحة، خاصة مع الاستثمارات التي تقوم بها البرازيل في تحديث البنية التحتية مثل الموانئ، والمطارات، والسكك الحديدية، والطرق السريعة، والطاقة”.

وقال الرئيس البرازيلي إن بلاده ترى في الإمارات شريكاً حقيقياً في المنتديات متعددة الأطراف، مثل مجموعة “البريكس”، حيث تدعم البرازيل انضمام الإمارات إلى هذه المجموعة المهمة، كما تمت دعوة الإمارات للمشاركة في قمة مجموعة العشرين. وأكد أن البرازيل، كما هي الإمارات العربية المتحدة، ملتزمتان بنظام دولي قائم على القواعد.

وأضاف: “نحن أيضاً ملتزمون بالديمقراطية في هذه القواعد، مما يضمن صوتاً أقوى للجنوب العالمي”، وقال: “نريد أن يكون لدينا نظام حوكمة عالمي قادر على التعامل مع التحديات المشتركة للبشرية، مثل بناء السلام، والأوبئة، وتغير المناخ”.
وأشار إلى أن الإمارات والبرازيل تعملان معاً بشكل وثيق، ورؤيتنا للعالم متشابهة جداً، مبيناً أن “البريكس” هي مجموعة متنوعة، مكرسة للديمقراطية في علاقات القوة والتدفقات العالمية ، كما أنها منصة مميزة لتعزيز التنمية المستدامة والتعاون لتجاوز آفات الجوع والفقر.

وأعرب فخامته عن الإعجاب بالمسيرة الرائعة التي قطعتها الإمارات خلال هذه الأعوام الخمسين، والثقة في مستقبلنا المشترك.

وأضاف: “البرازيل والإمارات العربية المتحدة هما حليفان وقوى بناءة في العالم، برؤية من الكرم وتعزيز رفاه الإنسان، مع التركيز على الناس. آمل أن نتمكن من الاستمرار في تعزيز وتقوية هذه الصداقة، وتعزيز السلام والتنمية بين بلدينا ومنطقتينا”.

وتسلم الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، من الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار الدكتور حمد الكعبي، كتاب “زايد: رجل بنى أمة” الذي يتضمن عرضاً تاريخياً لحياة وإنجازات وجلائل الأعمال وفضائل الآثار للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب لله ثراه”، وكتاب “قصر الحصن” الذي عرض للتطورات المهمة في تاريخ أبوظبي، والكتابان من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الرئیس البرازیلی التعاون الثنائی فی الإمارات أن البرازیل فی العالم فی مجال إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

ولي عهد أبوظبي في البرازيل.. تعزيز التعاون الثنائي نحو شراكة استراتيجية متينة

تعكس زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، إلى البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين، نيابةً عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين الإمارات والبرازيل.

وتأتي هذه الزيارة لتسلط الضوء على الروابط المتينة والمزدهرة بين البلدين، وتجسد نموذجاً يُحتذى به في العلاقات الدولية من خلال اللقاءات المتكررة بين كبار المسؤولين بهدف تعزيز التعاون بما يحقق الفائدة المشتركة للشعبين.

وتلعب البرازيل دوراً استراتيجياً في خطط الإمارات لتعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، نظراً لدورها المحوري سياسياً واقتصادياً في المنطقة والعالم، فمنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1974، توطدت هذه الروابط بفتح سفارة البرازيل في أبوظبي عام 1978، وسفارة الإمارات في برازيليا عام 1991، التي كانت أول سفارة إماراتية في أمريكا الجنوبية، فضلاً عن افتتاح قنصلية عامة في ساو باولو في مارس (آذار) 2017.

وتسهم العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات والبرازيل في التطور المتواصل في مختلف القطاعات مثل الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، وتعد الإمارات من أكبر الشركاء الاقتصاديين للبرازيل في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 13.28 مليار درهم، فيما تعد البرازيل حالياً أكبر شريك تجاري للإمارات في أمريكا اللاتينية، وثاني أكبر شريك على مستوى القارتين الأمريكيتين بعد الولايات المتحدة، وتقدر الاستثمارات الإماراتية فيها بنحو 5 مليارات دولار.

نيابة عن #رئيس_الدولة.. #خالد_بن_محمد_بن_زايد يزور #البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين#قمة_العشرين https://t.co/IYUKfxETpE pic.twitter.com/ITmqucogwc

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 17, 2024 دولة فاعلة ومؤثرة

أوضح الدكتور عبدالله الشيبة، باحث وكاتب إماراتي، أن مشاركة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، في قمة مجموعة العشرين جاءت تحقيقاً لرؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الهادفة إلى تعزيز دور الدولة في المحافل والمنتديات الدولية التي تعمل على وضع أفضل الممارسات والاستراتيجيات الدولية بهدف تطوير المجتمعات على أسس اقتصادية سليمة وعلمية.

وأشار الشيبة إلى أن مشاركة ولي عهد أبوظبي في اجتماعات مجموعة العشرين تأتي في إطار جولة دولية يزور خلالها العديد من دول العالم نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في خطوة تسعى لوضع الإمارات على خارطة العالم كدولة فاعلة ومؤثرة تهدف إلى تحقيق الاندماج والتعايش الدولي على أسس الحوار والتواصل البناء.

وعن حرص قادة البلدين على تعزيز العلاقات الاستراتيجية، أفاد الشيبة بأن العلاقات بين الإمارات والبرازيل تتميز بالتعاون الاستراتيجي الممتد عبر مجالات متعددة، بما يحقق مصالح البلدين المشتركة، موضحاً أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1974، شهدت العلاقات الثنائية بين الدولتين تطوراً ملحوظاً، تجسد في تبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية.

وقال إن اللقاءات المتكررة بين قيادتي البلدين تجسد استعدادهما لتطوير الشراكة الاستراتيجية أكثر من خلال الحوار المستمر، والتعاون، لتعزيز الفهم المشترك وزياد فرص التعاون في مختلف القطاعات.

مشاركة دولية فاعلة

وفي السياق ذاته، رأى محمد تقي، كاتب صحافي، أن الفترة الأخيرة شهدت تحركات إقليمية نشطة عززت من جهود دولة الإمارات في المشاركة الفاعلة في القمم الدولية والمؤتمرات العالمية.
وأكد أن تحركات الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، نحو أكثر من دولة، تجسد دلالة واضحة على تصميم الإمارات على تعزيز الشراكة الإقليمية والدبلوماسية والاقتصادية. وفي هذا السياق، تأتي مشاركة ولي عهد أبوظبي، بقمة مجموعة العشرين في البرازيل، نيابة عن رئيس الدولة، لتعكس عمق العلاقة الراسخة بين الإمارات والبرازيل في كافة المجالات.
ولفت إلى أن الإمارات والبرازيل ترتبطان بعلاقات قوية تؤكد على التعاون المشترك، حيث تسهم هذه الروابط في تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والاستثماري بين البلدين في سياق قمة مجموعة العشرين. وقال إن هذه العلاقات تمثل نموذجاً للتعاون الدولي الإيجابي والفاعل، وتعكس التزام الإمارات بدعم التنمية العالمية وتعزيز الحوار بين الشعوب.

مقالات مشابهة

  • بمشاركة الرئيس السيسي.. اليوم ختام قمة مجموعة العشرين في البرازيل
  • الرئيس البرازيلي لـ«الاتحاد» في أول حوار حصري مع صحيفة عربية.. لويس دا سيلفا: الإمارات والبرازيل حليفان وقوى بناءة في العالم
  • ولي عهد أبوظبي: الإمارات حريصة على تعزيز التعاون مع البرازيل على كافة الصُعُد
  • ولي عهد أبوظبي في البرازيل.. تعزيز التعاون الثنائي نحو شراكة استراتيجية متينة
  • ولي عهد أبوظبي يبحث مع الرئيس البرازيلي سبل تعزيز التعاون الثنائي
  • الرئيس البرازيلي: يعرب عن تقديره لمشاركة الرئيس السيسى بقمة مجموعة العشرين فى البرازيل
  • خالد بن محمد والرئيس البرازيلي يبحثان تطوُّر العلاقات بين البلدين
  • ولي عهد أبوظبي يعقد مباحثات رسمية مع رئيس البرازيل
  • خالد بن محمد بن زايد والرئيس البرازيلي يؤكدان أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية