الكشف العلمي يعيد كتابة تاريخ الحياة البرية.. قتل «ضبع منقط» بجبل عُلبة يعيد ظهوره في مصر بعد 5 آلاف عام
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
في شتاء عام 2024، شهدت محمية جبل علبة بجنوب شرق مصر واقعةً غيرَ عادية أثارت اهتمام العلماء، حيث قتل أحد السكان المحليين ضبعًا من النوع النادر المعروف باسم «الضبع المنقط»، غير أن الحدث، الذي يبدو للوهلة الأولى واقعة عادية، تحول إلى اكتشاف علمي مذهل قاد فريقًا بحثيًّا مصريًّا إلى تسجيل أول ظهور لهذا النوع في مصر منذ خمسة آلاف عام.
قاد الدراسة فريق من علماء الچيولوچيا بالتعاون مع مركز بحوث المنصورة للحفريات، ونُشرت نتائجها في الدورية العلمية المرموقة Mammalia الصادرة عن المتحف الفرنسي للتاريخ الطبيعي، ويُعَد ظهور الضبع المنقطِ (Crocuta crocuta) ليس مجرد اكتشاف بيئي، بل نافذة على ماضٍ غني للحياة البرية في مصر ومؤشرًا لما قد يكون مستقبلًا مختلفًا لتنوعها البيولوچي.
الدكتور عبد الله ناجي، أحد أعضاء الفريق البحثي، أوضح أن الحادث دفع العلماء للتحقيق في الكيفية التي تمكن بها هذا النوع، الذي كان يُعتقد أنه انقرض محليًّا منذ آلاف السنين، من الظهور مجددًا. الدراسة رجَّحت أن التغيرات البيئية لعبت دورًا رئيسيًا في هذه الظاهرة، حيث ساهمت زيادة معدلات هطول الأمطار وممارسات الرعي في خلق ممر بيئي ساعد على انتقال الضباع من السودان إلى مصر، وهي رحلة غير مسبوقة تمتد لمسافة 500 كيلومتر.
«الضبع المنقط» المعروف بندرته في مصر، يحمل دلالةً علميةً وتاريخيةً مهمة، إذ كان جزءًا من التنوع البيولوچي الذي انحسر بفعل الزمن والتغيرات البيئية. هذا الاكتشاف يفتح المجال لدراسات أوسع حول تأثير التغير المناخي على انتشار الأنواع، ويثير أسئلة عميقة حول مرونة النظم البيئية وقدرتها على استعادة توازنها في مواجهة التحولات.
إن تلك الحادثة غير العادية تلقي الضوء على أهمية البحث العلمي في استكشاف العلاقة بين الأنواع البرية والبيئات المتغيرة. كما أنها تثير أملًا في إمكانية إعادة إحياء النظم البيئية القديمة وتحقيق فهم أعمق للتاريخ الطبيعي للحياة البرية في المنطقة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی مصر
إقرأ أيضاً:
ملتقى «Globe» يستعرض بحوثا طلابية لحل القضايا البيئية
العُمانية: نظّمت وزارة التربية والتعليم اليوم الملتقى الوطني للبحوث الطلابية لبرنامج GLOBE البيئي لعام 2025، بمشاركة أكثر من 60 طالبًا وطالبة، بالإضافة إلى 30 من معلمي البرنامج من مختلف المديريات التعليمية التابعة للوزارة في محافظات سلطنة عُمان.
هدف الملتقى إلى عرض الأبحاث العلمية التي قام بها الطلبة من المدارس المتأهلة للمرحلة النهائية على المستوى الوطني، التي تُسهم في حلّ القضايا البيئية وتقييمها من خلال لجنة تحكيم علمية متخصّصة، وزيادة الوعي البيئي لدى الطلبة والمعلمين حول أهمية القضايا البيئية وكيفية التعامل معها باستخدام أدوات علمية حديثة.
ويسعى الملتقى إلى تحفيز الطلبة على إجراء البحوث العلمية في مجالات متنوعة من القضايا البيئية، مثل تغيُّر المناخ، وجودة المياه، وحماية التنوع البيولوجي، وتشجيعهم على مواصلة تطوير مشروعاتهم البحثية وتحقيق المزيد من الإنجازات العلمية في المستقبل.
وشَهِدَ الملتقى تكريم البحوث العلمية الفائزة في المسابقة التي تأتي لتعزيز التعليم البيئي في مدارس سلطنة عُمان، وتأهيل الشباب ليكونوا قادة في مجال المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة.