الجزيرة:
2025-02-21@11:53:28 GMT

البكتيريا النافعة قد تنقذ الأطفال من الإسهال

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

البكتيريا النافعة قد تنقذ الأطفال من الإسهال

ربط باحثون دانماركيون وإثيوبيون في دراسة جديدة الإسهال المزمن بنمط محدد من بكتيريا الأمعاء، هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة قادرة على إنقاذ الأرواح.

تعد أمعاؤنا موطنا للبكتيريا، تدرب البكتيريا أنظمتنا المناعية على أن تكون مرنة، كما تنتج هذه البكتيريا بعض الفيتامينات وتحوّل الأطعمة التي نستهلكها إلى مركبات مفيدة.

يمكن ربط اختلال التوازن في ميكروبيوم الأمعاء هذا بأمراض مختلفة، بما في ذلك السمنة والسكري والإسهال.

يعد الإسهال الحاد والمزمن مشكلة واسعة النطاق بين الأطفال في البلدان النامية، ويؤدي إلى وفاة نصف مليون طفل دون سن الخامسة كل عام. غالبا ما يختفي الإسهال الحاد من تلقاء نفسه ويمكن علاجه عادة بالمضادات الحيوية.

ولكن تطوره إلى شكل مزمن يمكن أن يجعل الأطفال مرضى بشدة وغير مكتملي النمو، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة. ظل سبب الإسهال المزمن حتى الآن غير واضح.

يوضح دينيس ساندريس نيلسن الأستاذ في قسم علوم الأغذية بجامعة كوبنهاغن، وفقا لموقع يوريك أليرت، "يمكن أن يكون الإسهال المستمر عند البالغين مزعجا للغاية، لكنه نادرا ما يهدد الحياة. بيد أنه بالنسبة للأطفال يمكن أن يكون له عواقب مدى الحياة.

في حين أصبح الإسهال الحاد أكثر قابلية للعلاج على مدى الخمسين عاما الماضية، لم يتم إحراز سوى تقدم ضئيل في علاج النوع المزمن، وهذا ما أثار اهتمامنا".

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر كومينكيشنز" في الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، رسم نيلسن وزميله الإثيوبي جيتنت تيسفو خريطة ميكروبيوم الأمعاء لأكثر من 1300 طفل دون سن الخامسة في إثيوبيا. الاستنتاج الرئيسي للدراسة كان واضحا: الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن أو المستمر لديهم تنوع بكتيري أقل ومختلف بشكل كبير مقارنة بالأطفال الأصحاء.

يمكن ربط اختلال التوازن في ميكروبيوم الأمعاء بأمراض مختلفة بما في ذلك السمنة والسكري والإسهال (شترستوك)

يشرح تيسفو، طالب الدكتوراه الذي سيناقش أطروحته حول هذا الموضوع في وقت لاحق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، "تظهر نتائجنا وجود رابط واضح بين تركيبة بكتيريا الأمعاء ومدة الإسهال. فالأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن ليسوا مصابين بالكثير من البكتيريا الضارة فحسب، بل يعانون أيضا من وجود عدد أقل من البكتيريا المفيدة".

حلقة مفرغة من الإسهال

استخدم الباحثون تسلسل الحمض النووي لتحديد البكتيريا المفيدة والضارة المختلفة في عينات البراز. وتشير النتائج إلى أن الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن لديهم عدد زائد من البكتيريا الضارة، في حين أن وجود البكتيريا المفيدة منخفض بشكل كبير.

وكشفت الدراسة أيضا أن الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن يفتقرون إلى البكتيريا التي تنتج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، التي تنتجها البكتيريا المفيدة عادة وتلعب دورا أساسيا في صحة الأمعاء.

يُعرف الإسهال الحاد بأنه إسهال يستمر من يوم إلى ستة أيام، في حين يستمر الإسهال المزمن لمدة أسبوع أو أكثر. يقول نيلسن "تشير النتائج إلى أن الإسهال المزمن يتطور إذا فقدت الميكروبات المفيدة المنتجة للأحماض الدهنية القصيرة السلسلة إلى الحد الذي تفشل فيه ميكروبات الأمعاء لدى الأطفال لأسباب غير معروفة في التعافي بعد العلاج بالمضادات الحيوية للحالات الحادة على سبيل المثال.

يبدو أن حدوث الإسهال المستمر مدفوع بفقدان البكتيريا المفيدة. لا نعرف بعد السبب الدقيق، لكننا نتوقع أنه في حين قد تكون المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الإسهال الحاد، فإنها تقتل أيضا بكتيريا الأمعاء النافعة. ونتيجة لذلك، قد يدخل الأطفال في حلقة مفرغة حيث يتولى الإسهال المزمن زمام الأمور لأنهم لا يستهلكون الأطعمة المناسبة لاستعادة هذه البكتيريا المفيدة".

العدد الزائد من البكتيريا الضارة رافق الإسهال المزمن عند الأطفال، كما أن حدوث الإسهال المزمن مرتبط بفقدان البكتيريا النافعة (بيكسابي) غذاء شعبي قد ينقذ الأطفال

يوفر رسم الخرائط الجديد لبكتيريا الأمعاء لدى الأطفال المصابين بالإسهال المزمن فهمًا أعمق لأسباب المشكلة، ويسهل تطوير علاجات جديدة ومستهدفة يمكنها استعادة ميكروبيوم الأمعاء الصحي.

يقترح تسيفو أنه يجب أن يكون التركيز الأساسي للعلاج منصبا على تصميم نظام غذائي مثالي للمساعدة في استعادة ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال المصابين. من الناحية المثالية، يجب أن يكون هذا النظام الغذائي مألوفا للسكان المحليين، وسهل الوصول إليه ومستداما. وقد فكر الباحثون بالفعل في غذاء يقوم بهذا الدور.

يقول نيلسن "في إثيوبيا، لديهم حبوب غذائية خارقة تسمى التيف، وهي غنية بالعناصر الغذائية والألياف. ومن الواضح أن لديها القدرة على العمل كمكمل غذائي يمكن أن يساعد في وقف الإسهال المزمن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات میکروبیوم الأمعاء البکتیریا المفیدة الإسهال الحاد من البکتیریا أن یکون یمکن أن فی حین

إقرأ أيضاً:

علاج طبيعي واعد للالتهابات المعوية

كندا – اكتشف فريق دولي، بقيادة باحثين من جامعة تورنتو، مركبا طبيعيا في الزنجبيل يتميز بقدرته على الارتباط الانتقائي بمستقبل نووي متورط في مرض التهاب الأمعاء (IBD) وتنظيم نشاطه.

وأثناء دراسة المركبات الكيميائية في الزنجبيل، لاحظ الباحثون تفاعلا قويا بين مركب اسمه “فورانودينون” (FDN) ومستقبل “بريجنان إكس” (PXR)، وهو بروتين يلعب دورا رئيسيا في تنظيم الالتهاب. وأظهرت التجارب أن FDN يساعد في تقليل التهاب القولون من خلال تنشيط PXR، ما يعزز قدرته على تثبيط إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب.

وعلى الرغم من معرفة العلماء بالمركب منذ عقود، فإن وظائفه البيولوجية لم تحدد بدقة إلا الآن.

وقال جيا باو ليو، الباحث المشارك في مركز دونيلي للأبحاث الخلوية والجزيئية بجامعة تورنتو: “وجدنا أن إعطاء FDN عن طريق الفم يقلل بشكل ملحوظ من التهاب القولون لدى الفئران. إن تحديد المستقبل النووي المستهدف لهذا المركب يبرز إمكانات الطب التكميلي والتكاملي في علاج مرض التهاب الأمعاء. نحن نعتقد أن المنتجات الطبيعية قد تكون أكثر دقة في تنظيم المستقبلات النووية مقارنة بالمركبات الاصطناعية، ما يتيح تطوير علاجات بديلة فعالة من حيث التكلفة ومتاحة على نطاق واسع”.

ويتميز FDN بعدة فوائد تجعله خيارا علاجيا واعدا، أبرزها: إصلاح بطانة الأمعاء، حيث يعزز إنتاج بروتينات الوصلات الضيقة (تلعب دورا رئيسيا في تنظيم نفاذية بطانة الأمعاء والحفاظ على سلامتها)، ما يساعد على إصلاح الأنسجة المتضررة بسبب الالتهاب. وتقليل الآثار الجانبية، حيث يقتصر تأثيره على القولون، ما يقلل من خطر المضاعفات في بقية الجسم.

وتلعب المستقبلات النووية دورا رئيسيا في التفاعل مع الجزيئات المسؤولة عن التمثيل الغذائي والالتهاب. ويعد PXR مسؤولا عن استقلاب المواد الغريبة مثل الأدوية والسموم الغذائية، ما يستلزم التحكم الدقيق في ارتباطه بـ FDN لتجنب أي تأثيرات غير مرغوبة على وظائف الجسم الأخرى.

وقال هنري كراوس، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم الوراثة الجزيئية بكلية طب تيميرتي بجامعة تورنتو: “تزايدت معدلات الإصابة بمرض التهاب الأمعاء في البلدان المتقدمة والنامية بسبب التحول نحو الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات والمكونات المعالجة. المركب الطبيعي المستخرج من الزنجبيل قد يكون خيارا علاجيا أكثر أمانا من الأدوية التقليدية، لأنه لا يثبط الجهاز المناعي أو يؤثر على وظائف الكبد، ما يجنب المرضى التعرض لآثار جانبية خطيرة. وهذا يجعله أساسا محتملا لعلاج أكثر فعالية وأقل تكلفة”.

جدير بالذكر أن مرضى التهاب الأمعاء يعانون من أعراض مزمنة مثل آلام البطن والإسهال، وغالبا ما يبدأ المرض في مرحلة مبكرة من العمر، حيث يتم تشخيص نحو 25% من الحالات قبل سن العشرين. ومع عدم توفر علاج نهائي، يعتمد المرضى على أدوية للتحكم في الأعراض مدى الحياة، ما يفرض أعباء نفسية واقتصادية كبيرة.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • علاج طبيعي واعد للالتهابات المعوية
  • لن تصدقوا.. مركّب طبيعي لعلاج «التهاب الأمعاء»!
  • «9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!
  • سينثيا إريفو تنقذ أريانا غراندي من مأزق محرج خلال العرض الأول لفيلم Wicked
  • 5 ملايين شخص يعانون الجفاف فى موزمبيق
  • مسح شامل: تجميد المساعدات الأميركية يدمر عمليات تنقذ أرواحا حول العالم
  • احترس.. التعب المستمر مؤشر خطر لهذه الأمراض
  • معجزة صغيرة تنقذ عائلة في سلوفاكيا من هجوم دب
  • ترفع علم قطر..البحرية الأمريكية تنقذ طاقم سفينة إيرانية في الخليج العربي
  •  بارجة فرنسية تنقذ صيادين يمنيين في البحر الأحمر