البكتيريا النافعة قد تنقذ الأطفال من الإسهال
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
ربط باحثون دانماركيون وإثيوبيون في دراسة جديدة الإسهال المزمن بنمط محدد من بكتيريا الأمعاء، هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة قادرة على إنقاذ الأرواح.
تعد أمعاؤنا موطنا للبكتيريا، تدرب البكتيريا أنظمتنا المناعية على أن تكون مرنة، كما تنتج هذه البكتيريا بعض الفيتامينات وتحوّل الأطعمة التي نستهلكها إلى مركبات مفيدة.
يعد الإسهال الحاد والمزمن مشكلة واسعة النطاق بين الأطفال في البلدان النامية، ويؤدي إلى وفاة نصف مليون طفل دون سن الخامسة كل عام. غالبا ما يختفي الإسهال الحاد من تلقاء نفسه ويمكن علاجه عادة بالمضادات الحيوية.
ولكن تطوره إلى شكل مزمن يمكن أن يجعل الأطفال مرضى بشدة وغير مكتملي النمو، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة. ظل سبب الإسهال المزمن حتى الآن غير واضح.
يوضح دينيس ساندريس نيلسن الأستاذ في قسم علوم الأغذية بجامعة كوبنهاغن، وفقا لموقع يوريك أليرت، "يمكن أن يكون الإسهال المستمر عند البالغين مزعجا للغاية، لكنه نادرا ما يهدد الحياة. بيد أنه بالنسبة للأطفال يمكن أن يكون له عواقب مدى الحياة.
في حين أصبح الإسهال الحاد أكثر قابلية للعلاج على مدى الخمسين عاما الماضية، لم يتم إحراز سوى تقدم ضئيل في علاج النوع المزمن، وهذا ما أثار اهتمامنا".
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر كومينكيشنز" في الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، رسم نيلسن وزميله الإثيوبي جيتنت تيسفو خريطة ميكروبيوم الأمعاء لأكثر من 1300 طفل دون سن الخامسة في إثيوبيا. الاستنتاج الرئيسي للدراسة كان واضحا: الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن أو المستمر لديهم تنوع بكتيري أقل ومختلف بشكل كبير مقارنة بالأطفال الأصحاء.
يمكن ربط اختلال التوازن في ميكروبيوم الأمعاء بأمراض مختلفة بما في ذلك السمنة والسكري والإسهال (شترستوك)يشرح تيسفو، طالب الدكتوراه الذي سيناقش أطروحته حول هذا الموضوع في وقت لاحق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، "تظهر نتائجنا وجود رابط واضح بين تركيبة بكتيريا الأمعاء ومدة الإسهال. فالأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن ليسوا مصابين بالكثير من البكتيريا الضارة فحسب، بل يعانون أيضا من وجود عدد أقل من البكتيريا المفيدة".
حلقة مفرغة من الإسهالاستخدم الباحثون تسلسل الحمض النووي لتحديد البكتيريا المفيدة والضارة المختلفة في عينات البراز. وتشير النتائج إلى أن الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن لديهم عدد زائد من البكتيريا الضارة، في حين أن وجود البكتيريا المفيدة منخفض بشكل كبير.
وكشفت الدراسة أيضا أن الأطفال الذين يعانون من الإسهال المزمن يفتقرون إلى البكتيريا التي تنتج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، التي تنتجها البكتيريا المفيدة عادة وتلعب دورا أساسيا في صحة الأمعاء.
يُعرف الإسهال الحاد بأنه إسهال يستمر من يوم إلى ستة أيام، في حين يستمر الإسهال المزمن لمدة أسبوع أو أكثر. يقول نيلسن "تشير النتائج إلى أن الإسهال المزمن يتطور إذا فقدت الميكروبات المفيدة المنتجة للأحماض الدهنية القصيرة السلسلة إلى الحد الذي تفشل فيه ميكروبات الأمعاء لدى الأطفال لأسباب غير معروفة في التعافي بعد العلاج بالمضادات الحيوية للحالات الحادة على سبيل المثال.
يبدو أن حدوث الإسهال المستمر مدفوع بفقدان البكتيريا المفيدة. لا نعرف بعد السبب الدقيق، لكننا نتوقع أنه في حين قد تكون المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الإسهال الحاد، فإنها تقتل أيضا بكتيريا الأمعاء النافعة. ونتيجة لذلك، قد يدخل الأطفال في حلقة مفرغة حيث يتولى الإسهال المزمن زمام الأمور لأنهم لا يستهلكون الأطعمة المناسبة لاستعادة هذه البكتيريا المفيدة".
العدد الزائد من البكتيريا الضارة رافق الإسهال المزمن عند الأطفال، كما أن حدوث الإسهال المزمن مرتبط بفقدان البكتيريا النافعة (بيكسابي) غذاء شعبي قد ينقذ الأطفاليوفر رسم الخرائط الجديد لبكتيريا الأمعاء لدى الأطفال المصابين بالإسهال المزمن فهمًا أعمق لأسباب المشكلة، ويسهل تطوير علاجات جديدة ومستهدفة يمكنها استعادة ميكروبيوم الأمعاء الصحي.
يقترح تسيفو أنه يجب أن يكون التركيز الأساسي للعلاج منصبا على تصميم نظام غذائي مثالي للمساعدة في استعادة ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال المصابين. من الناحية المثالية، يجب أن يكون هذا النظام الغذائي مألوفا للسكان المحليين، وسهل الوصول إليه ومستداما. وقد فكر الباحثون بالفعل في غذاء يقوم بهذا الدور.
يقول نيلسن "في إثيوبيا، لديهم حبوب غذائية خارقة تسمى التيف، وهي غنية بالعناصر الغذائية والألياف. ومن الواضح أن لديها القدرة على العمل كمكمل غذائي يمكن أن يساعد في وقف الإسهال المزمن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات میکروبیوم الأمعاء البکتیریا المفیدة الإسهال الحاد من البکتیریا أن یکون یمکن أن فی حین
إقرأ أيضاً:
بن مبارك في مهمة حاسمة.. هل تنقذ الاقتصادي اليمني؟!
شمسان بوست / خاص:
يستعد الدكتور احمد بن مبارك رئيس الحكومة اليمنية بمعية عدد من الوزراء للقيام بمهمة يرى مراقبون بانها قد تسهم في حلحلة عددا من مشاكل الازمة الاقتصادية على راسها انقاذ العملة الوطنية من الانهيار المستمر
مصادر مقربة من مسؤولين في الحكومة اكدت بانه في إطار الاستعدادات للاجتماع الوزاري الدولي المقرر في نيويورك في 20 يناير 2025، تواصل الحكومة اليمنية بقيادة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك تعزيز جهودها للحصول على الدعم الدولي اللازم لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد
ويقول خبراء اقتصاديون ان الاجتماع الوزاري الدولي المرتقب يأتي في وقت حرج يعاني فيه اليمن من تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، وهو فرصة هامة لجذب الدعم الدولي اللازم لتنفيذ إصلاحات مؤسسية جوهرية وعلى الحكومة ان تنتهز هذه الفرصة .
ووفقا لتصريحات بن مبارك السابقة فأن أولويات الحكومة اليمنية تتمحور حول تنفيذ إصلاحات شاملة في مختلف القطاعات، حيث تسعى إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة التي دمرتها سنوات الحرب، من خلال مكافحة الفساد وإعادة هيكلة المؤسسات لتواكب احتياجات المرحلة الحالية , مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات هي السبيل الوحيد لتحفيز الانتعاش الاقتصادي وتعزيز الثقة في المؤسسات الحكومية المحلية والدولية.
واكد الخبراء ان المملكة المتحدة تلعب دورًا محوريًا في هذه الجهود، حيث أعلنت عن دعمها لتنظيم آلية دولية تهدف إلى مساعدة الحكومة اليمنية في تنفيذ الإصلاحات، مع تركيز الدعم على مدينة عدن كمركز رئيسي لهذه الآلية. هذا التعاون مع الدول الأوروبية يعد خطوة حيوية نحو تحقيق شراكات استراتيجية طويلة الأمد، والتي ستكون ضرورية لضمان استقرار البلاد على المدى البعيد.
ويقول مراقبون ان الدعم الدولي في هذه المرحلة يعتبر أمرًا حيويًا بالنسبة للحكومة اليمنية، حيث يعد تحفيز المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح وإعادة البناء خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار لاسيما والحكومة اليمنية تأمل في أن يكون الاجتماع الوزاري في نيويورك نقطة انطلاق لجهود دولية أكبر لدعم اليمن في هذه المرحلة الحرجة.
ويرى المراقبون بان آفاق السلام في اليمن مرتبطة بشكل وثيق بتوجيه الدعم الدولي نحو الإصلاحات الحكومية لمكافحة الفساد وتعزيز استقرار المؤسسات. إلا أن التحديات الإقليمية، وعلى رأسها التدخل الإيراني، تظل عائقًا كبيرًا أمام أي حل دائم للنزاع.