وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى بيروت صباح اليوم الثلاثاء، وسط جهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين حزب الله واسرائيل ومقترح أميركي للتسوية.

وفيما قال مصدر رسمي لبناني للجزيرة إنه تم تسليم ملاحظات على مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى الجانب الأميركي، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن أن تل أبيب وافقت على بحث النقاط الخلافية بشأن الحدود البرية الدولية في إطار تسوية مع لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بوصول "الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت"، بدون مزيد من التفاصيل.

وكان مصدر حكومي لبناني قال أمس الاثنين "ننتظر قدوم المبعوث الأميركي للبحث في بعض النقاط العالقة معه".

ويتوقع أن يتوجه هوكشتاين إلى إسرائيل غدا الأربعاء، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ملاحظات لبنان

وقال مصدر حكومي لبناني للجزيرة إن منسوب التفاؤل الأميركي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار هو الأعلى منذ عام، مؤكدا أنه تم تسليم ملاحظات بيروت على مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى الجانب الأميركي.

وأضاف المصدر أن الجانب اللبناني لديه ملاحظات على بند في المسودة الأميركية بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وأوضح أن البند مبهم، ويحتاج إلى إعادة صياغة وإلى ربطه بالقرار 1701.

وقال المصدر أيضا إن الجانب اللبناني لن يقبل أي بند في مسودة وقف إطلاق النار قد يستدعي تغييرا في القرار المذكور.

وصدر القرار رقم 1701 عن مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب 2006 عقب حرب استمرت 33 يوما بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ويدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل الأممية.

ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، باءت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بالفشل.

القصف الإسرائيلي تكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق جنوب وشرق لبنان خلال الأسابيع الماضية (الفرنسية) التزام أميركي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الاثنين إن الولايات المتحدة عرضت "مقترحات على كل من الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية. ولقد رد الطرفين على المقترحات التي قدّمناها".

وأوضح في تصريح للصحفيين "جرى تبادل للأفكار" حول آلية "التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي نعتبر أنه يصب في مصلحة الجميع"، مؤكدا أن واشنطن "ملتزمة بهذه العملية".

وبطبيعة الحال تقود الإدارة الأميركية الحالية الوساطة بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن تلك الوساطة لا يمكن أن تغفل منعطف تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحكم خلال أسابيع.

ويتسلم ترامب مهامه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وحتى ذلك الحين تبقى المسؤولية مع الإدارة الحالية برئاسة الرئيس جو بايدن.

وأبلغ ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام دعمه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

ومنذ بدء تبادل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3516 شخصا على الأقل في لبنان وأكثر من 14 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

بنود التسوية

ويتضمن مقترح التسوية الأميركي -حسب هيئة البث الإسرائيلية- التزام حزب الله وإسرائيل بقرار مجلس الأمن 1701، وانتشار الجيش اللبناني بوصفه قوة مسلحة وحيدة في جنوب لبنان، إلى جانب قوات حفظ السلام الأممية (اليونيفيل).

كما يشمل منع إعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، وأن يكون بيع أي أسلحة للبنان أو إنتاجها داخله تحت إشراف الحكومة اللبنانية.

ويتضمن منح القوى الأمنية اللبنانية صلاحيات "الإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية والإشراف على المنشآت غير المعترف بها من قبل الحكومة والتي تنتج الأسلحة، وتفكيكها وتفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق".

ووفقا لهيئة البث، يتضمن المقترح الأميركي أيضا انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال 7 أيام ليحل محلها الجيش اللبناني تحت إشراف دولي، إضافة إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة جنوب نهر الليطاني خلال 60 يوما من توقيع الاتفاق.

العقدة الشائكة

ووفق ما تسرّب عبر وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المقترح الأميركي يقضي بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومنعه الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة، ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى حزب الله.

لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بحق مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.

ويشدد الحزب على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن رئيس البرلمان نبيه بري يقود المحادثات نيابة عن حزب الله.

وقال بري مساء الجمعة إن المقترح الأميركي حول وقف إطلاق النار ينص على تشكيل لجنة تضم دولا غربية للإشراف على تنفيذ القرار الأممي رقم 1701، مؤكدا أن هذا غير مقبول لبنانيا.

وأضاف بري أن المقترح الأميركي حول وقف إطلاق النار لا يتضمن أي نص يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان حال الاشتباه بوجود تهديد، كما تطالب تل أبيب.

كما أكد أن تضمين أي بند يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان "أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى فتح نقاش بشأنه لأنه مساس بسيادة لبنان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المقترح الأمیرکی وقف إطلاق النار للتوصل إلى إلى اتفاق حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

غارة إسرائيلية تقتل لبنانيا في الجنوب

قتل الاحتلال الإسرائيلي مواطنا لبنانيا اليوم الاثنين بغارة شنتها طائرة مسيرة على بلدة الطيبة جنوب البلاد، في خرق جديد لوقف إطلاق النار.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن غارة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم بلدة الطيبة جنوب لبنان، في حين أكدت وزارة الصحة أن الغارة "أدت إلى استشهاد مواطن".

يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته شبه اليومية لوقف إطلاق النار مع لبنان.

ومساء الأحد، أعلن الجيش اللبناني مقتل لبنانيين اثنين إثر استهداف إسرائيلي لجرافة (زراعية) خلال استصلاح أراض في بلدة زبقين (جنوب)، نافيا المزاعم الإسرائيلية عن وجود وسائل عسكرية لـ"حزب الله".

وأكد الجيش في بيان عدم وجود وسائل عسكرية في المكان.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، وقتلت خلاله أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت 17 ألفا آخرين، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي خلافا للاتفاق، ونفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

وحتى الأحد، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 1385 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

إعلان

مقالات مشابهة

  • فضل الله: ننفي الادعاءات حول تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت
  • الاتحاد الأوروبي: الهجمات الروسية على أوكرانيا إزدادت منذ مقترح وقف إطلاق النار
  •  قاضيان فرنسيان يزوران بيروت قريبا في إطار تحقيقات انفجار المرفأ  
  • قاضيان فرنسيان يزوران بيروت قريباً في إطار التحقيقات بانفجار المرفأ
  • «يونيفيل»: وقف إطلاق النار في لبنان يتطلب مساراً سياسياً
  • لبنان: جريح بنيران الاحتلال في ميس الجبل
  • مسؤول أممي: وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يحتاج لمسار سياسي
  • مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة.. والاحتلال يتحفظ على بعض بنوده
  • مسؤول: إسرائيل لن تقبل مقترح مصر بشأن غزة
  • غارة إسرائيلية تقتل لبنانيا في الجنوب