بقلم الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

تلعب الصناعات البتروكيماوية والأسمدة دوراً رئيسياً في الاقتصاد والمجتمع حيث حققت قفزة نوعية عالميا من خلال تقديم آلاف المنتجات الأساسية التي يستخدمها الناس يومياً مثل الأدوية و الأثاث و مستحضرات التجميل و الأجهزة المنزلية و الإلكترونيات و ألواح الطاقة الشمسية و توربينات الرياح و والمنتجات الزراعية.


هذه الصناعة ليست مجرد قطاع إنتاجي بل هي الأساس الذي تعتمد عليه الدول لتطوير اقتصادها وزيادة إيراداتها المالية.

في الدول النفطية يُضاعف هذا القطاع قيمة برميل النفط والغاز عشرات المرات عبر الصناعات التحويلية مما يبرز أهميته الاستراتيجية.
لكن في العراق تواجه هذه الصناعات تراجعاً كبيراً بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي وتوزيع المسؤوليات بشكل فعال.
الحل الوحيد لتطوير هذه القطاعات المهمة يكمن في دمجها مع وزارة النفط والغاز … أسوةً بما هو معمول به في جميع دول العالم .

أهمية الصناعات البتروكيماوية والأسمدة

1.دعم الاقتصاد الوطني
تضاعف الصناعات البتروكيماوية والأسمدة من قيمة الموارد الطبيعية، مما يُسهم في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على تصدير النفط الخام.

2.الاستخدامات المتعددة
تُنتج هذه الصناعات مواد تدخل في مختلف جوانب الحياة اليومية مثل الزراعة الطاقة المتجددة والبنية التحتية.

3.القيمة المضافة
الصناعات التحويلية تُمكّن من تحويل النفط والغاز إلى منتجات عالية القيمة مما يُعزز القدرة التنافسية للعراق في الأسواق العالمية.

4.فرص العمل
تُوفر هذه الصناعات فرص عمل واسعة للشباب من خلال التصنيع والبحث والتطوير.

أسباب تراجع الصناعات البتروكيماوية والأسمدة في العراق

1.غياب السياسات الموحدة
تتوزع المسؤوليات بين جهات مختلفة، مما يضعف التنسيق ويُعيق اتخاذ قرارات استراتيجية.

2.نقص الاستثمارات
يعاني القطاع من قلة الاستثمارات في التكنولوجيا والبنية التحتية اللازمة لتطويره.

3.التبعية للأسواق الخارجية
يعتمد العراق بشكل كبير على استيراد المنتجات البتروكيماوية، مما يزيد الأعباء الاقتصادية.

مزايا دمج الصناعات مع وزارة النفط والغاز

1.تكامل الموارد
يتيح الدمج استغلال الغاز الطبيعي والمنتجات النفطية الثانوية بشكل أفضل، مما يُخفض التكاليف ويزيد الإنتاجية.

2.تنسيق السياسات والاستراتيجيات
سيضمن الدمج وضع خطط طويلة الأمد تُحقق التكامل بين إنتاج النفط وتطوير الصناعات التحويلية.

3.تعزيز الاستثمارات والتكنولوجيا
يمكن للوزارة الموحدة توجيه استثمارات أكبر نحو تحديث المصانع وإدخال تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة الإنتاج.

4.التوافق مع التجارب الدولية
تُظهر التجارب العالمية أن تبعية شركات البتروكيماويات والأسمدة لوزارات النفط والغاز يؤدي إلى تحسين الأداء وتحقيق النمو المستدام.

خطوات عملية لتحقيق الدمج

1.إعادة الهيكلة الإدارية
إنشاء هيئة متخصصة داخل وزارة النفط والغاز تُشرف على الصناعات البتروكيماوية والأسمدة.

2.تطوير البنية التحتية
تحديث المصانع الحالية وبناء مصانع جديدة باستخدام أحدث التقنيات.

3.تعزيز التعاون الدولي
الدخول في شراكات مع دول وشركات عالمية للاستفادة من خبراتها في تطوير هذه الصناعات.

4.تأهيل الكوادر البشرية
توفير برامج تدريبية متقدمة تُركز على تطوير مهارات العاملين في هذا القطاع.

و تُعد الصين مثالاً يُحتذى به في استغلال الموارد الطبيعية لتعظيم العوائد الاقتصادية.
تستورد الصين حوالي 10 ملايين برميل من النفط يومياً، وتصل قيمة وارداتها السنوية من النفط والغاز إلى 300 مليار دولار.

لكن ما يميز الصين ليس فقط حجم الواردات بل قدرتها على تحويل هذه الموارد إلى صناعات عالية القيمة.
يتم تحويل النفط والغاز إلى مواد بتروكيماوية تُستخدم في آلاف المنتجات الحيوية.
وبلغت قيمة صادراتها من الصناعات البتروكيماوية حوالي 1547 مليار دولار سنوياً
ويعمل في هذا القطاع 60 مليون مواطن
مما يُظهر الأثر الإيجابي لهذا القطاع على الاقتصاد وخلق فرص العمل

الخاتمة

تمثل الصناعات البتروكيماوية والأسمدة ركيزة أساسية لتطوير الاقتصاد العراقي وتحقيق التنمية المستدامة.
إن دمجها مع وزارة النفط والغاز ليس مجرد خطوة إدارية، بل هو استراتيجية اقتصادية ضرورية لتحقيق التكامل بين استخراج الموارد الطبيعية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة عاليه.

على صناع القرار أن يتحركوا بسرعة لاعتماد هذا الدمج
مع وضع خطة واضحة للاستثمار والتطوير، لتحقيق الأهداف الوطنية وتنويع الاقتصاد بما يتماشى مع التجارب الناجحة للدول الأخرى.

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات وزارة النفط والغاز مع وزارة النفط هذه الصناعات هذا القطاع

إقرأ أيضاً:

كبرى شركات النفط العالمية تجتمع في طرابلس لحضور “قمة الطاقة والاقتصاد”

تحتضن العاصمة طرابلس قمة الطاقة والاقتصاد يومي 18 و19 من يناير الجاري بمشاركة عدة شركات رائدة في مجال النفط والغاز.

وبحسب وكالة نوفا الإيطالية فإن إيطاليا ستشارك في القمة بجناح يضم 7 شركات متخصصة في قطاع النفط والغاز، بالإضافة إلى جناح أمريكي يضم شركات من بينها “كونوكو فيليبس”، ما يعكس اهتماما دوليا متزايدا بالاستثمار في قطاع الطاقة الليبي.

وتهدف القمة -وفق نوفا- إلى بحث مستقبل الاستكشاف والاستثمار في قطاع الطاقة، مع التركيز على استراتيجيات تعزيز عمليات الاستكشاف الجديدة، والتغلب على تحديات الاستثمار، وتحفيز نمو سوق الطاقة الليبية.

كما ستناقش القمة خطط المؤسسة الوطنية للنفط لزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميا، و45 مشروعا جديدا لتحديث البنية التحتية.

وستعلن مؤسسة النفط عن جولة تراخيص جديدة في أوائل عام 2025، لاستقطاب الاستثمارات في استكشاف النفط والغاز على اليابسة وفي البحر.

ومن بين الشركات المشاركة في القمة: إيني، OMV، ريبسول، توتال إنرجيز، وكونوكو فيليبس، إلى جانب المؤسسة الوطنية للنفط.

المصدر: وكالة نوفا الإيطالية

قمة الطاقة والاقتصاد Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • وزير النفط: ليبيا تحتاج 3-4 مليارات دولار لرفع إنتاج النفط
  • شركة Geo Jade الصينية تتطلع لتعزيز التعاون مع ليبيا في قطاع النفط والغاز
  • «عبد الصادق» يناقش خطط دخول شركة «جيو كاد» الصينية للنفط في الأسواق
  • وزير نفط الدبيبة يرتب لشركة صينية الدخول إلى ليبيا  
  • الرهوي يشيد بجهود وزارة النفط لاستعادة نشاط منشآتها بالحديدة
  • الرهوي يشيد بجهود وزارة النفط لاستعادة نشاط منشآتها بالحديدة التي استهدفها العدوان
  • المالية النيابية:تعديل الموازنة يتضمن اخضاع تصدير النفط من الإقليم للسلطة الاتحادية وإلزام حكومة البارزاني بتسليم الإيرادات لخزينة الدولة
  • «الدبيبة» يتحدّث عن إنتاج النفط والغاز: ملتزمون بإدارة العوائد بشفافية
  • المالية: ميزانية اقليم كوردستان بلغت 10 تريليونات دينار خلال العام 2024
  • كبرى شركات النفط العالمية تجتمع في طرابلس لحضور “قمة الطاقة والاقتصاد”