الفحم يعزز مستوى المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
قال خبراء إن زيادة التبادل بين المغرب وروسيا بما فيها صادرات الفحم نحو الرباط، يعزز حجم التبادل والعلاقات على كافة المستويات.
وارتفعت صادرات الفحم الروسية إلى الخارج انطلاقا من مقاطعة روستوف الروسية، بأكثر من 50 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، لتصل إلى أكثر من مليون و160 ألف طن، مدفوعة بنمو الصادرات إلى دول شمال إفريقيا، على رأسها المغرب، ودول أخرى في جنوب شرق آسيا، إضافة إلى تركيا.
ويعد المغرب من أكبر مستوردي ومستهلكي الفحم في العالم، إذ سبق لموقع « إنسايدر مانكي » الأمريكي، المتخصص في التحليلات الاقتصادية والأسواق المالية، أن وضع المغرب في المركز الرابع والعشرين عالميا من حيث استهلاك الفحم، واستورد المغرب قرابة 3 ملايين طن منه في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024.
وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن العلاقات مع روسيا تتطور بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن العام 2024، شهد إقبالا كبيرا من السياح الروس، الأمر الذي يوضح مدى تطور العلاقات على كافة المستويات.
وأشار البرلماني المغربي إلى أهمية العلاقات بين البلدين، والتي تتضمن عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، خاصة أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة على مستوى أفريقيا بالنسبة لشركاء روسيا.
ويرى أن توطيد العلاقات بين البلدين تأتي في إطار التحولات العالمية نحو تعدد القطبية، التي لا يجب أن تكون متنافرة بل متعاونة من أجل الاستقرار والتنمية.
وشدد على أن تطور العلاقات بين روسيا والمغرب يمكن أن يُستثمر في تهدئة الأوضاع بين الرباط والجزائر، خاصة في ظل تزايد التوترات وحرص موسكو على علاقات قوية مع البلدين.
في الإطار، قال نور الدين حمانو، الاقتصادي المغربي، إن المغرب له علاقات دبلوماسية واقتصادية متميزة مع دولة روسيا.
وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن روسيا تعتبر من الدول العظمى في العالم، ما يعني أن زيادة حجم المبادلات التجارية تمثل ضرورة لموسكو والرباط.
ولفت إلى أن المغرب لا يتوفر على منابع الطاقة الأحفورية، وبالتالي يقتنيها من روسيا التي تبقى من أغنى الدول وخاصة بما يتعلق بالفحم.
وشدد على « أهمية إنتاج الكهرباء، وبالتالي روسيا توفر للمغرب ما يحتاجه، كما أن المغرب يوفر لدولة روسيا المنتجات البحرية والفواكه والأسمدة ».
ونقل المصدر ذاته عن إيغور سوروكين، نائب حاكم المقاطعة، قوله إن « شركات تعدين الفحم في روستوف سجلت نموا كبيرا في الصادرات برسم هذا العام، بفضل التعاون الفعّال بينها وإعادة توجيه مبيعاتها في اتجاه دول الشمال الإفريقي، على رأسها المغرب والجزائر ومصر، وبعض الدول في جنوب شرق القارة الآسيوية، خاصة الهند وتايلاند، بالإضافة إلى زيادة الإمدادات إلى تركيا أيضا ».
وفي تصريحات سابقة، قال الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إن « الميزان التجاري يميل لصالح روسيا في الوقت الراهن، إذ يبلغ حجم التبادل نحو 2.5 مليار دولار، إذ تستورد المملكة المغربية المواد الطاقية والحبوب، فيما تنحصر صادرات المغرب على الخضروات والأسماك ».
وفي تصريحات سابقة، توقع خبراء، أن عوامل عدة ترجح السوق الروسية على الفرنسية، خاصة مع انخفاض التكلفة الكلية والجودة العالية التي تتمتع بها الحبوب الروسية، وتراجع الإنتاج الفرنسي نظرا لعدة إشكاليات منها الجفاف.
وفق تقارير صحفية مغربية، تجاوزت روسيا فرنسا في تصدير القمح اللين إلى المملكة، حيث أرسلت 1.92 مليون قنطار مقارنة بـ0.33 مليون قنطار فقط من فرنسا، في غشت الماضي.
في أواخر عام 2022، أعلنت وكالة التصدير الروسية، أنها تسعى إلى زيادة صادراتها إلى المغرب بعشرة أضعاف، خلال عامي 2023 / 2024، في ضوء انعقاد القمة « الروسية – الأفريقية » والمنتدى الاقتصادي « الروسي – الأفريقي » الذي عقد في يوليوز الماضي.
(سبوتنيك)
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
درميش: العلاقات المتوازنة مع روسيا والدول الكبرى تعزز مكانة ليبيا الدولية
ليبيا – درميش: تعزيز العلاقات الروسية الليبية ضرورة استراتيجية لتحقيق التعاون الاقتصادي
أكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي الليبي محمد درميش أن العلاقات الروسية الليبية تمتلك جذورًا تاريخية عميقة، مشيرًا إلى أن روسيا تدرك أهمية ليبيا الاستراتيجية باعتبارها دولة محورية تقع في موقع جغرافي حيوي يربط بين ثلاث قارات.
أهمية العلاقات مع روسيافي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أوضح درميش أن ليبيا، رغم الانقسامات السياسية الداخلية، تظل ذات أهمية كبيرة على المستوى الدولي. ودعا إلى بناء علاقات دبلوماسية متوازنة مع الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي، خاصة في ظل استمرار البلاد تحت البند السابع للأمم المتحدة.
التعاون في قطاع الطاقةاعتبر درميش أن تعزيز العلاقات مع روسيا وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين البلدين يمثل خطوة ممتازة لتطوير قطاع النفط والغاز في ليبيا. وأشار إلى أن روسيا، كونها من الدول المتقدمة في هذا المجال، يمكن أن تقدم الدعم الفني والتقني الذي تحتاجه ليبيا لتطوير صناعاتها وتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية.
وأضاف أن العلاقة بين البلدين تقوم على تبادل المنافع، حيث تمتلك ليبيا الموارد الطبيعية الوفيرة، بينما توفر روسيا المعرفة والخبرة الفنية التي يمكن أن تسهم في تعزيز قدرات ليبيا الاقتصادية.
تنويع مصادر الدخلأكد درميش أن ليبيا بحاجة إلى تنويع مصادر دخلها القومي واستثمار مواردها بشكل أفضل. وأشار إلى أن التعاون مع روسيا يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم الدعم في مجالات الصناعة والطاقة.
التخطيط والتنسيق المستمرشدد درميش على أن نجاح العلاقات الروسية الليبية يتوقف على مدى جدية الجانب الليبي في إدارة هذا الملف. وأكد على أهمية التخطيط المحكم والتنسيق المستمر بين الأطراف المعنية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا التعاون.