هيئة الشارقة للمتاحف تحتفل باليوم العالمي للطفل
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف باليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام، في ظل إنجازات نوعية وغير مسبوقة، مؤكدة بذلك التزامها بتوفير بيئة تعليمية وترفيهية آمنة للأطفال، تُسهم في نموهم العقلي، الاجتماعي، والثقافي، مترجمة بذلك مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حول أهمية دور المتاحف في حياة الأجيال الناشئة، قائلاً: “المتاحف وُجدت لتكون مدرسةً لأبنائنا والأجيال القادمة”، حيث تعلمهم تاريخهم وتراثهم بطرق تفاعلية وممتعة، وتفتح لهم آفاقًا جديدة للمعرفة .
يأتي الاحتفاء بالطفل منسجماً مع توجيهات وجهود سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، التي قالت: “اللَبِنة الأهم في بناء مستقبل الأمم هي تعزيز طاقات الأطفال ومواهبهم ومهاراتهم، وذلك هو النهج الذي تسير فيه إمارة الشارقة، الذي استثمر في فضول الأطفال، وأنتج عنه عقول مفكرة ومبتكرة، تسعى لتعزيز بصمتها في مسيرة الارتقاء بمجتمعها ووطنها”
وبفضل الرؤى الثاقبة للقيادة الرشيدة، أولت هيئة الشارقة للمتاحف أهمية كبيرة بفئة الأطفال حيث عززت استراتيجيتها من المشاركة الحقيقة للأطفال من خلال مبادرات وبرامج ومحتويات تعليمية مبتكرة استهدفت تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي لدى هذه الفئة، مع تمكينهم من اكتشاف التاريخ والتراث الثقافي بطرق جذابة. وتشمل المبادرات التي تنظمها الهيئة برامج متحفية، ورش تثقيفية، مخيمات، ومعارض تفاعلية تهدف إلى تنمية المهارات مثل الملاحظة والتوثيق والتفكير النقدي، علاوة على تقديم محتوى متنوع عبر متاحفها يضم الفنون والثقافة الإسلامية والآثار والتراث والعلوم والأحياء المائية وتاريخ إمارة الشارقة ودولة الإمارات.
وتتبوأ هيئة الشارقة للمتاحف مكانة ريادية نظرًا لدورها البارز في توفير بيئة مواتية لتنشئة الطفل ونموه نمواً سليماً حيث تسعى إلى تقديم تجارب تفاعلية ممتعة ومفيدة للأطفال ضمن أجواء آمنة ومحفزة. ومن بين هذه الوجهات الثقافية الهامة، يبرز متحف الشارقة للفنون ومتحف بيت النابودة، اللذان تم اختيارهما كوجهات صديقة للطفل والعائلة من قبل مكتب الشارقة صديقة للطفل والعائلة حيث جاء هذا الاعتراف بعد أن رشحت الهيئة المتحفين ضمن النظام الخاص بالمكتب بعد تزويدهم بالأدلة المطلوبة وإجراء زيارات ميدانية لتقييم التجهيزات والخدمات المتاحة.
وفي هذه المناسبة قالت سعادة عائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: “نحن في هيئة الشارقة للمتاحف نؤمن بأن المتاحف ليست مجرد أماكن لعرض المقتنيات، بل هي بيئات تعليمية وترفيهية تساهم في بناء أجيال واعية بتاريخها وثقافتها. وأضافت: ” تشارك الهيئة بهذه المناسبة بتقديمها باقة متنوعة من البرامج والفعاليات التي تلبي احتياجات الطفل وتشجع على الفضول والاستكشاف، مؤكدة التزام المتاحف بتوفير بيئة تعليمية وترفيهية آمنة ومحفزة للأطفال، حيث يمكنهم التعلم واللعب والتفاعل مع التاريخ والثقافة بطرق مبتكرة وممتعة.
وتابعت: “في هذا الإطار حققت هيئة الشارقة للمتاحف إنجازات بارزة في مجال برامج الأطفال، حيث قدمت مجموعة واسعة من البرامج التي تلبي احتياجاتهم المختلفة، بما في ذلك ورش العمل التفاعلية، ومخيمات إجازة سعيدة، والجولات الاستكشافية، والمحاضرات التثقيفية، التي تهدف الى تعزيز سهولة وصول الأطفال إلى ما تقدمه المتاحف، كما تمكنت الهيئة من تحقيق التوازن بين الجانبين التعليمي والترفيهي في برامجها، مما جعلها سهلة الاستيعاب بل وتحظى باهتمام الأطفال، علاوة على حرص الهيئة بتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير برامجها، مما ساهم في جعلها أكثر جاذبية للأطفال.
ويُعتبر متحف الشارقة للآثار الأول من نوعه في الدولة وإمارة الشارقة، وأحد أبرز أماكن عرض التراث الثقافي، كما أنه المتحف الوحيد الذي يحتوي على مكتشفات أثرية من جميع مناطق إمارة الشارقة، مما يساهم في توفير بيئة تعليمية تفاعلية متكاملة تُعزز ارتباط الأطفال بتاريخهم وتراثهم الثقافي. هذا وقد افتتحت هيئة الشارقة للمتاحف قاعة “عالم الآثار الصغير” كأول قاعة تفاعلية لعلم الآثار على مستوى متاحف الدولة، والمخصصة للأطفال من سن الخامسة وحتى الثانية عشرة. وتوفر هذه القاعة فرصة استكشاف آثار الشارقة عبر نماذج وتقنيات تفاعلية وأنشطة عملية تُنمي حواس الأطفال وتُشجع خيالهم لفهم حياة الإنسان القديم في الشارقة، منذ العصر الحجري وحتى ظهور الإسلام في القرن الميلادي السابع.
علياء الخيال، أمين متحف الشارقة للآثار أكدت أن المتحف يمثل بفخر منصة تعليمية وترفيهية متكاملة تُعزز مهارات الأطفال وتعمق ارتباطهم بتاريخ وطنهم، من خلال توفير فرص لهم للتفاعل مع القطع الأثرية في أجواء آمنة ومحفزة. وتحدثت عن البرامج والأنشطة والعارض التفاعلية التي تنظمها ومنها معرض “رحلة الاكتشافات” المؤقت، الذي سيتسمر حتى مايو من العام المقبل والذي يعتبر الأول من نوعه ويحاكي المشاركون فيه مهام علماء الآثار، حيث يخوض الأطفال مراحل مختلفة تشمل التنقيب والاكتشاف والتوثيق، ما يُعزز لديهم مهارات الملاحظة والتفكير النقدي بطريقة عملية وممتعة، كما يتزود الأطفال بمعلومات عن تاريخهم.
وأضافت الخيال أن الفعاليات السنوية التي يقدمها متحف الشارقة للآثار، خاصة تلك التي تقام بمناسبة اليوم العالمي للطفل، تتماشى مع استراتيجية هيئة الشارقة للمتاحف الرامية لتعزيز وعي الأطفال بأهمية التراث الثقافي للإمارة بشقيه المادي والمعنوي وضرورة حمايته. وأشارت إلى أن هذه الأنشطة تحتفي بحقوق الأطفال الأساسية في التعلم والاستكشاف والتواصل مع تراثهم الثقافي، معتبرة أن فهمهم لتاريخهم يسهم في بناء هويتهم ويغرس فيهم شعور الفخر بأجدادهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للطفل، تنظم الهيئة فعالية خاصة بعنوان “حقوق الطفل في التعرف على تاريخ إمارة الشارقة” في متحف الشارقة للآثار بتاريخ 20 نوفمبر، والتي ستضمن جولات تعريفية غنية بالمعرفة والمتعة في قاعات المتحف، بالإضافة إلى قراءة قصص عن الآثار، وورش عمل تفاعلية تهدف إلى تعزيز تجربة الأطفال في استكشاف التراث الأثري، وتسليط الضوء على ارتباط حقوق الطفل بالتراث الثقافي.
هذا وقد أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف مسابقة أثمرت عن معرض “أنا في متاحف الشارقة”، الذي استهدف طلاب المدارس الخاصة والحكومية في الدولة. وذلك بهدف تعزيز وعي الأجيال الناشئة بالتراث الثقافي، وتشجيعهم على التعبير عن رؤيتهم لهذا الإرث من خلال عدساتهم الإبداعية، ويسلط المعرض الذي يُقام في بيت النابودة ويستمر حتى 6 أبريل 2025، الضوء على الصور الفائزة بعدسات الطلاب التي تُظهر جمال المتاحف وما تحتويه من مقتنيات ومعمار فريد. كما يُعد فرصة مثالية للأطفال وعائلاتهم للتفاعل مع التراث واستكشاف القيم الثقافية عبر أعمال إبداعية، مما يعكس التزام الهيئة بتقديم بيئة تعليمية وثقافية تحفّز التفكير النقدي والإبداع لدى الأجيال القادمة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هیئة الشارقة للمتاحف تعلیمیة وترفیهیة التراث الثقافی العالمی للطفل إمارة الشارقة بیئة تعلیمیة التی ت
إقرأ أيضاً:
“التـراث العربي في الأندلس” محور محاضرة ثقافية في المعهد الثقافي العربي بميلانو
نظّم المعهد الثقافي العربي بالجامعة الكاثوليكية في مدينة ميلانو الإيطالية، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، فعالية ثقافية استهلّها بمحاضرة تناولت التراث العربي والإسلامي في الأندلس، واختتمها بحفلٍ لتكريم المشاركين المتميّزين في ورشة الخط العربي، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وماريو جاتي، مدير جامعة القلب المقدّس الكاثوليكية، والدكتور وائل فاروق، مدير المعهد العربي بميلانو.
نشر الثقافة العربية وقيمها الإنسانية
وأكّد سعادة أحمد بن ركاض العامري أن الفعالية تأتي في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى نشر الثقافة العربية وقيمها الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز جسور التبادل الفكري والمعرفي بين الحضارات، مشيراً إلى أنّ الاحتفال بتخريج مجموعة من الطلبة الإيطاليين المتقنين لفنون الخط العربي يعكس نجاح الجهود المشتركة في تقريب المسافات بين الشعوب، وإعلاء قيم التسامح والمحبة والانفتاح.
وقال العامري: “نعتز بأن المعهد الثقافي العربي أصبح يشكّل منصّة حيوية لتعزيز الحضور العربي في أوروبا، سواء من خلال نوادي السينما والكتاب والقراءة، أو عبر الفعاليات الثقافية المتواصلة، بما يمثل استكمالاً لمسيرة نشر المعرفة والارتقاء بقيم الإنسانية المشتركة التي تعمل الهيئة على تعميمها في مختلف مدن وعواصم العالم”.
ملتقى المعجبين بالمنجز الحضاري العربي
بدوره، قال الدكتور وائل فاروق: “على مدى شهرين ونصف تمكّن المعهد من تنظيم سلسلة متكاملة من الفعاليات الثقافية، وذلك في إطار سعينا إلى توسيع دائرة الاهتمام بالثقافة العربية وإثراء الحوار الحضاري. واليوم نكرّم الطلبة المتميزين في فنّ الخط، أولئك الذين أثبتوا إبداعاً والتزاماً يعكسان شغفهم بهذا الفن العريق واحتفاءهم بتراثنا البصري المتجذّر عبر القرون”.
وأضاف فاروق: “ما يبعث على الفخر والاعتزاز أنّ المعهد العربي بات ملتقى لأشخاص من مختلف الثقافات الغربية، اجتذبهم الإعجاب بالمنجز الحضاري العربي، واليقين بإسهامات هذه الحضارة في نهضة العالم الحديث. ونستمدّ إلهامنا من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس هذا الإنجاز الثقافي، الذي فتح أمامنا آفاقاً أرحب لنشر قيم الحوار والتسامح والإبداع. فأصوات المبدعين المتأثرين بالثقافة العربية وروادها من العلماء الذين أسهموا في صياغة معارف الإنسانية، تضعنا أمام مسؤولية مواصلة بناء جسور التفاهم والارتقاء بواقع الثقافة العالمية نحو مزيد من الازدهار والتأثير”.
الإسهامات الإبداعية للعرب في الأندلس
وفي سياق متصل، تناولت المحاضرة التي قدّمها الكاتب والمؤرّخ الإسباني الأب خوسيه باسكوال مارتينيز الأثر العميق للثقافة العربية في تشكيل النسيج الاجتماعي لأوروبا، مسلّطاً الضوء على الإسهامات الإبداعية للعرب في الأندلس على مرّ التاريخ. واستعرض مارتينيز جوانب متعدّدة من هذا الإرث، شملت تطوّر اللغة، وأساليب الأزياء، والتقاليد الاجتماعية، وصولاً إلى نظم الريّ وفنون الموسيقى، وما تركته من بصمات حضارية أغنت المشهد الأوروبي.
استكشاف جماليات وروحانيات الخط العربي
وعلى مدى شهرين ونصف، نظّم المعهد العربي مجموعة من الأنشطة الثقافية المتنوعة عبر نادي القراءة ونادي السينما وورش الخط العربي، اختُتمت بتكريم الطلبة المتميّزين في فنّ الخط العربي، حيث قام سعادة أحمد بن ركاض العامري، يرافقه مدير الجامعة الكاثوليكية، بتكريم هذه النخبة المبدعة، تقديراً لإسهاماتهم في حفظ جماليات الخط العربي وتعزيز حضور الثقافة العربية في هذا المحفل العلمي والثقافي الأوروبي. ورغم أن معظم الطلبة لا يتحدّثون اللغة العربية أو يكتبونها بطلاقة، إلا أنهم تمكّنوا من إتقان فنون الخط العربي.
وأشار المشاركون في الدورة إلى أنّ البرنامج التدريبي على الخط العربي لم يقتصر على التعرّف إلى جماليات الحرف فحسب، بل انصبّ أيضاً على استكشاف روحانيّاته ودلالاته الفنية، مؤكدين أنّ تجربة تعلّم خطّي الرقعة والديواني كانت مميّزة، إذ عملوا على خطوط تتطلّب دقّة ومهارة عالية، وتمكّنوا بفضل إرشادات المشرفين من استيعاب أسرار هذا الفن الراقي، ممّا فتح أمامهم آفاقاً جديدة لفهم الثقافة العربية من منظور جمالي وفكري.
وفي ختام الفعالية، عرض المعهد فيلم “أنا مع العروسة” بحضور مخرجيه جابرييل ديل غراند وخالد سليمان الناصري، تلته جلسة حوارية معهما تناولت الأبعاد الحضارية التي يضيئها العمل، وقدرته على تجسيد روح التآخي الإنساني والثقافي.