الأقصر تحتفي بانطلاق مهرجان الشعر العربي التاسع
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، احتفت مدينة الأقصر المصرية بانطلاق الدورة التاسعة من مهرجان الأقصر للشعر العربي، الذي ينظمه بيت الشعر في الأقصر بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الثقافة المصرية، على مدى 4 أيام بمشاركة أكثر 70 مبدعاً من شعراء وشاعرات وفنانين مصريين وعرب.
أقيم حفل الافتتاح في مسرح مركز الأقصر للمؤتمرات بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ود. أسامة طلعت الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، نائباً عن معالي أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري، ود. هشام أبو زيد نائب محافظ محافظة الأقصر، ود. صفوت الجارحي وكيل وزارة التربية والتعليم بالأقصر، ود. حمدي سطوحي رئيس صندوق التنمية الثقافية في مصر، ود. صلاح رشوان وكيل وزارة الشباب والرياضة، وشخصيات تنفيذية وإدارية للمحافظة، وعدد من رجال الأزهر الشريف، وعمداء كليات، وأكاديميين، وطلاب، وجمهور كبير.
في البداية رحّب مدير بيت شعر الأقصر حسين القباحي بالحضور، وقال: “بعد تسع سنوات في مسيرة بيت الشعر الذي منحتنا إياه المكرمة الكبيرة من صاحب السمو حاكم الشارقة؛ قدّم كوكبة مضيئة من مبدعي مصر وخاصة شبابها، وأضاف للساحة الثقافية عددا كبيرا من المبدعين الذين أصبحوا الآن أصحاب اسماء لامعة حاضرة في فعاليات ثقافية مصرية وعربية متعددة”.
وأضاف: “نجح البيت بمد جسور التعاون مع كافة المؤسسات المحلية، التي تهتم بالفعل الثقافي الهادف إلى إحداث حالة تنويرية، وبناء تراكم توعوي، وخلال تسع سنوات أصدرنا 40 ديواناً شعريا لأربعين مبدعاً ومبدعة، وينفتح البيت على أكثر من 23 محافظة مصرية من جملة 27 محافظة في كل دورة من دورات مهرجان الأقصر، في مشهد يؤكد إحداث التوازن في تغطية كافة أنحاء مصر، حيث يمثّل هذا الفعل الثقافي المستمر خارطة ثقافية إبداعية في مجال الشعر”.
وأعلن القباحي عن جائزة جديدة استحدثها البيت بالتعاون مع دائرة الثقافة تحت عنوان “قصيدة الفصل”، دعماً للشعراء ومبدعيه، مشيراً إلى أن البيت يسعى لأن تكون الخطوة العاشرة من عمره أكثر نضجاً واتساعاً وجمالاً.
“أبواب السنة العاشرة”
وقال سعادة عبد الله العويس في كلمة ألقاها:”دورة جديدة من دورات مهرجان الأقصر للشعر العربي تنعقد احتفاءً بالشعر والشعراء، تتوّج عامًا كاملًا اتّسم بالنشاط والحيوية الثقافية، عمل على تفعيلها بيت الشعر بالأقصر الذي ما فتئ يتنقّل بين محافظات الجمهورية، مستقبلًا ومحتضنًا الشعراء في بيتهم”.
وهنأ العويس بيت الشعر باستعداده لدخول العام العاشر في مسيرته، قائلاً: “وإنها لسعادة كبيرة ونحن نرى بيت الشعر وهو يستعد لدخول عامه العاشر وهو يزداد ألقًا وعطاءً في ظلّ تعاونٍ بنّاء بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الثقافة المصرية”.
وعبّر عن اعتزازه بهذا التعاون، قائلاً: “ونودّ أن نعبّر عن اعتزازنا الكبير بهذا التعاون، مقدّرين جهود وزارة الثقافة التي تبذلها من أجل تيسير شؤون بيت الشعر ليقوم بواجباته الأدبية المتنوعة، وإن هذا التعاون ليؤكد على عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجـمهـورية مـصـر العربية تـحت قيــادة رشيـــدة تــؤمن بأهمية التعاون العربي المشترك في كافة المجالات”.
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة وتمنياته بالتوفيق للمشاركين، قائلاً: “ويشرفني أن أنقل لكم تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق.
“بصمة إبداعية”
وألقى د. أسامة طلعت كلمة وزير الثقافة المصري، وقال إن مهرجان الأقصر للشعر العربي يجمع أصحاب الكلمة واللغة في دورة جديدة، ليؤكد مسيرته المبهجة في عالم الشعر، مثمناً جهود صاحب السمو حاكم الشارقة الثقافية، مضيفاً أنها جهود مقدّرة ويعتز بها كل مثقف عربي، مؤكداً أن لفكر سموّه ورؤيته العميقة دوراً بارزاً في الثقافة العربية اليوم، مبرزاً الدور الحيوي الذي يمثله بيت الشعر في الساحة الثقافية المصرية، لافتاً أن البيت وضع بصمة إبداعية في مصر خلال تسع سنوات من العمل والجهد المتواصل.
وتحدث طلعت عن أبرز المحطات التاريخية التي تناوبت في المرور على مدينة الأقصر، مبيناً أهميتها الثقافية والتاريخية والآثارية، مؤكداً أن الشعر سيظلّ امتداداً للتاريخ وملازماً له، متمنياً للشعراء والشاعرات والفنانين مشاركة ناجحة يليق بالإبداع.
“رسالة نبيلة”
وجدّد د. هشام أبو زيد الترحيب بالحضور، مؤكداً أهمية التعاون الثقافي بين جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة، معبراً عن سعادته باستمرار الفعاليات الثقافية والفنية والموسيقى في الأقصر التي يشارك فيها مجموعة من الشباب والشابات.
ولفت أبو زيد أن الفعاليات الثقافية والفنية تصنع أرضية صلبة للوعي المجتمعي، وتواجه المتغيرات السريعة، موضحاً أن هذا الدور الذي تمثّله الثقافة مهم جداً في بناء المجتمعات، مبيناً أن بيت الشعر في الأقصر يمضي بخطى ثابتة في بث رسالة ثقافية نبيلة.
“قراءات شعرية”
شهدت أولى أمسيات المهرجان قراءات شعرية لثلاثة مبدعين، هم: أحمد بخيت، وروح محمد، وطارق محمود.
وفي الأقصر لا بد أن يشعر الزائر بتلك الطاقة الماثلة في جريان النهر، وعمق الحضارة المصرية الممتدة منذ آلاف السنين، أما القصيدة فتأتي للتغنّى بعذوبة ماء النيل، وبهاء المشاهد التاريخية.
وأنشد بخيت يقول:
بالأَمس ضيّعت الطريق لمنزلي
وضحكت من رجُلٍ يضيّع منزله
ثم انتحبت .. كأيّ طفلٍ تائهٍ
في البرد لا حضنٌ هناك يعود له
إن لم يكُن لك في البلاد حبيبةٌ
فاذهب بعيدا فالبلاد مؤجلة
وقرأت روح محمد:
أرى مصر في ذاتي كأَني خضارها وشقرتُها
والطّير تأكل من رأْسي
أنا البحرُ.. والأَنهارُ والأَرضُ.. والسَّما
أنا الوردُ .. والأَثْمارُ
أَقتاتُ من نفسِي
أنا الأُغْنياتُ السُّمرُ في ليلِ رِيفِها
أَنا خُضرةُ البرسِيمِ
والفِجلِ والخَسِّ
أنَا السُّكَّرُ البُنيُّ، والقطنُ أَبيضًا
وحُمرةُ تُفَّاحٍ، ورُمَّانةِ الدبسِ
وتعددت مضامين القصائد الأخرى بين الوجداني، والوطني، والإجتماعي، مستلهمة رؤاها من مخيلة شعرية واسعة، ومشهديات مجازية مدهشة.
“تكريم”
كرّم العويس والقصير يرافقهما طلعت وأبو زيد، شخصية العام الثقافية د. محمد حساني علي، مدير عام مكتبة مصر العامة بالأقصر، كما تم تكريم شعراء أولى أماسي مهرجان الأقصر للشعر العربي، بتسليمهم شهادات تقديرية، تثميناً لجهودهم الإبداعية، والإضافة الأدبية النوعية التي اسهموا في تقديمها خلال القراءات.
“معرض”
صاحب المهرجان معرض لعدد من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، ومجلة الحيرة من الشارقة، ومجلتا الشرقية والوسطى، وشهد المعرض توافد الحضور بشكل كبير من أجل اقتناء المجلات حيث اطلعوا على عناوين ثقافية تنوّعت بين المحلي الإماراتي، والعربي، والعالمي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. الدورة الـ15 من مهرجان العين للكتاب تعقد فعالياتها
تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الـ15 من مهرجان العين للكتاب 2024، تحت شعار “العين أوسع لك من الدار”، في الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر الجاري، في العين سكوير- استاد هزاع بن زايد بمنطقة العين، ومراكز ثقافية وسياحية أخرى في المدينة.
يتضمن المهرجان مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات الثقافية والأدبية والترفيهية، التي تُلبي تطلعات جميع الفئات العمرية، سعياً إلى ترسيخ رسالة المهرجان الرامية إلى دعم المواهب، وبناء جيل متعلم ومهتم بالتراث والقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، إلى جانب تقدير رواد الثقافة والمعرفة والفنون، وتكريس المكانة المميزة لمنطقة العين، ولا سيما مع إعلانها عاصمة للسياحة الخليجية للعام 2025.
ويعد المهرجان فرصة سانحة لاقتناء أحدث الكتب والإصدارات في مختلف المجالات مباشرة من دُور النشر المشاركة في الدورة الحالية، والتي شهدت نمواً في نسبة المشاركة وصلت 89% مقارنة بالأعوام السابقة.
ويحتفي المهرجان بمسيرة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان “رحمه الله”، وتجربته الغنية في مجالات الأدب والشعر، واهتمامه الكبير بنقل الموروث إلى الأجيال القادمة، ورعاية المثقفين والأدباء، ودوره المؤثر في رعاية الدورات السابقة من المهرجان وذلك من خلال أجندة برنامج “ليالي الشعر: الكلمة المغناة”.
وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية “يُجسد المهرجان علامة فارقة في الاحتفاء بالكتّاب والناشرين، وترسيخ ثقافة دولة الإمارات وتاريخها في عقول الأجيال، كما أصبح برؤيته المتجددة أحد أبرز الفعاليات على أجندة منطقة العين؛ صاحبة الإرث الحضاري البارز الذي أغنى مجالات الثقافة الإماراتية، ما سيعزز مكانتها عاصمة للسياحة الخليجية للعام 2025”.
وأوضح سعادته: “يقدم مهرجان العين للكتاب عبر أنشطته المتجددة هذا العام تجربة ملهمة لتطوير مفهومه إلى محطة سنوية ينتظرها أفراد المجتمع بشغف، وتستقطب الزوار من العائلات الإماراتية من سكان مدينة العين، ومن الإمارات الأخرى، للحضور والتفاعل مع برامجه الثقافية والفنية والترفيهية التي تناسب مختلف الأعمار. مؤكداً أن المهرجان مستمر بالإضاءة على الشعر الشعبي للعام الثالث على التوالي من خلال برنامج “ليالي الشعر: الكلمة المغناة”، الذي يقام في قلعة الجاهلي، انسجاماً مع استراتيجية مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى تكريس الموروث الإماراتي الأصيل في المجتمع”.
ويخصص المهرجان للعام الثالث على التوالي برنامجاً متخصصاً يبرز أهمية الشعر الشعبي، ويتناول في هذه الدورة محورين؛ يحتفي الأول بذكرى شعراء كبار رحلوا هذا العام، ويرصد الثاني حركة توثيق الشعر الشعبي في الدولة.
وتجدد نسخة هذا العام من المهرجان رسالتها في تمكين الشباب ودعمهم، حيث تستقطب مشاركات ثقافية وفنية غنية من الأطفال واليافعين والشباب، عبر تنظيم فعاليات تبرز قدراتهم ومهاراتهم، مع فسح المجال أمامهم للمشاركة الفاعلة في تنظيم وإدارة بعض البرامج التي يقدمها المهرجان.
ويسعى المهرجان إلى تعزيز قيم الانتماء والابتكار عبر توفير منصة لإشراك جميع شرائح المجتمع في أنشطته وبرامجه، كما يُسلّط الضوء على الخصائص الفريدة لمنطقة العين، بمجتمعها المميز، وتاريخها الغني، وطبيعتها الاستثنائية، والترويج لذلك من خلال فعاليات ثرية، بالإضافة إلى إتاحته فرص اقتناء الكتب والاستمتاع بالفعاليات والعروض الفنية المتجددة كل عام.