لبنان ٢٤:
2024-09-27@09:25:32 GMT

لا افق لتسوية التيار - حزب الله...

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

لا افق لتسوية التيار - حزب الله...

قبل حادثة الكحالة، تحوّل النقاش السياسي في لبنان الى نقطة شبه وحيدة هي التسوية المرتقبة بين "التيار الوطني الحر" من جهة و"حزب الله" من جهة ثانية، على اعتبار أن الحوار الذي بدأ بين الطرفين سيؤدي حتما الى  نقاط مشتركة وربما الى تسوية رئاسية شاملة تفرض نفسها على المشهد خصوصا وأن المبادرة الفرنسية تراجعت ولم يعد لها دور حقيقي في إحداث خرق عملي في الاستحقاق.



أحدث الحوار بين "التيار" والحزب قلقاً جدياً لدى فريق المعارضة، أولاً لانه ادى الى انسحاب رئيس "التيار" جبران باسيل من التقاطع الرئاسي مع قوى المعارضة وهذا ما أبعد هذه القوى بشكل كبير عن الأكثرية النيابية التي كان من الممكن أن توصل مرشحها الوزير السابق جهاد ازعور الى قصر بعبدا، وثانياً لأنه قد يؤدي الى قلب الطاولة لصالح مرشح "حزب الله" أياً يكن.

أحدث الحوار بين الحليفين السابقين توازناً حقيقيا مع "الخماسية الدولية" التي إنتقلت من موقع الإحتواء السياسي ومن إستراتيجية الحوار الى موقع الصلب المواجه، الذي يريد أن يمارس ضغوطاً جدية ليمنع الحزب من إيصال مرشحه الى قصر بعبدا، وهذا ما سلب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الغطاء الدولي وجعله مجدداً مرشح "الثنائي الشيعي" حصراً.

لكن فتح نوافذ الحوار مع باسيل، الذي بات المقربون منه يغمزون من قناة إمكانية القبول بفرنجية ضمن سلة شاملة من الشروط والمطالب، سيعوض إنسحاب الفرنسيين من دعم فرنجية او اقله انكفاءهم السياسي المؤقت عن الساحة اللبنانية، وسيجعل  تأمين أكثرية نيابية امراً ممكناً ومتاحاً خصوصاً انه يترافق مع الميثاقية المسيحية التي قد يؤمنها تكتل لبنان القوي من خلال دعمه لفرنجية او تأمين النصاب لانتخابه.

علماً ان هذا التفاؤل بالحوار الثنائي بين الحليفين خارج عن المنطق، لانه حتى لو وافق "حزب الله" على شروط باسيل، فهل سيتمكن من تأمين تمرير هذه الشروط في المجلس النيابي؟ وكيف سيؤمن الاكثرية النيابية للامركزية الادارية أو المالية؟ واذا لم يستطع الحزب تأمين الاكثرية، هل سيلتزم باسيل بإنتخاب فرنجية فقط لأنه حصل على توقيع الحزب وإلتزامه بالتصويت داخل البرلمان؟

في الجلسات الاخيرة التي حصلت بين الطرفين، أكد "حزب الله" انه غير قادر على تأمين الدعم النيابي لمطالب باسيل وشروطه ومشاريع قوانينه، وهو سيلتزم فقط بما يتفق عليه مع "التيار"، لكنه لا يستطيع إلزام حلفائه، لذلك نصح الحزب باسيل بأن يتحاور مع مختلف القوى السياسية، لان ذلك وحده كفيل بإقرار المطالب الدستورية التي يضعها رئيس التيار على الطاولة... 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان

بحلول الوقت الحالي، وربما باستثناء عائلتها وأصدقائها، قد يكون العمر القصير والموت المروّع للطفلة فاطمة عبدالله جعفر، ذات العشرة أعوام، قد نُسي.

ولكن الظروف المرضية التي أحاطت بكيفية ومكان وسبب مقتل فاطمة تستحق أن تبقى في الذاكرة. يجب أن نتذكرها؛ لأنّ موتها المفاجئ والمشوه يُعد بمثابة رد صارخ على الاحتفاء المتزايد بما يسمى بـ"الطرق المبدعة" التي تبتكرها إسرائيل لاغتيال خصومها.

كما أن موتها يمثل نذيرًا لأعداد أخرى من الأبرياء الذين سيلقون حتفهم، في وقت يبدو فيه الشرق الأوسط مقدرًا أن يغرق في حرب أوسع. ففي غضون 48 ساعة فقط، قُتل 50 طفلًا في لبنان، كلهم ضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

فاطمة وطفل آخر يبلغ من العمر 11 عامًا، بلال كنج، قُتلا خلال الموجة الأولى من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مقاتلي حزب الله باستخدام أجهزة بيجر تحتوي على متفجرات انفجرت في تمام الساعة 3:30 بعد ظهر يوم 17 سبتمبر/أيلول في جميع أنحاء لبنان.

كانت فاطمة قد عادت للتوّ إلى المنزل بعد أول يوم من العام الدراسي الجديد. كانت في الصف الرابع. تتذكر عمتها كيف كانت فاطمة متحمسة لتعلم اللغة الإنجليزية.

قالت: "كانت فاطمة تحاول أخذ دورات في اللغة الإنجليزية". "كانت تحبّ الإنجليزية."

كانت فاطمة في المطبخ عندما بدأ جهاز بيجر، كان موضوعًا على طاولة، بإصدار صوت تنبيه. التقطت الجهاز، عازمة على تسليمه لوالدها. وفي الطريق، انفجر. تحول وجه فاطمة الطفولي الصغير فورًا إلى كتلة مشوهة. غمر الدم غرفة الطفلة المدرسية – شهادة مروعة على القوة المميتة لهذا القنبلة المرتجلة. في جنازتها التي أقيمت في وادي البقاع بلبنان، حمل زملاؤها صورة كبيرة لفاطمة. بينما كانت والدتها تمشي بجانب التابوت الصغير المغطى بالزهور وهي تبكي.

توقف المشيعون في ساحة البلدة قبل التوجه إلى مقبرة قريبة. هناك صلوا، وتضرع أحد الشيوخ الدينيين إلى الله طلبًا للعدالة.

لم يكن لموت فاطمة أي تأثير يُذكر على جموع الصحفيين الغربيين وما يسمى بـ "خبراء الأمن" الذين "أعجبوا بتعقيد" المؤامرة السرية التي خططت لها إسرائيل لاختراق حزب الله على هذا النطاق "الهائل". لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ تورطها. ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت مسؤولة عن تنظيم وتنفيذ هذه الهجمات. بالطبع، هذا ليس جديدًا. فالأطفال – سواء كانوا أيتامًا أو مصدومين أو مشوهين أو مقتولين في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو لبنان – يُعتبرون وقودًا يمكن التخلص منه، بينما تستمر إسرائيل في تنفيس "غضبها القاتل" دون رادع.

فاطمة وآلاف الأطفال في غزة والضفة الغربية ولبنان الذين قُتلوا وسيُقتلون باتوا مجرد هامش غير مريح في أذهان أولئك الذين يشجعون إسرائيل في الخارج. من بينهم، آرثر ويلسينسكي، السفير الكندي السابق والمسؤول الأمني الكبير، الذي سارع إلى منصة "إكس" (تويتر سابقًا) ليصف اللعبة الإسرائيلية القاسية التي أودت بحياة فاطمة عبد الله وبلال كنج بأنها "رائعة".

كتب ويلسينسكي: "استهداف حزب الله اليوم كان رائعًا. وجّه ضربة كبيرة ضد جماعة إرهابية أطلقت آلاف الصواريخ ضد المدنيين، في حين تقف مهمة الأمم المتحدة في لبنان بلا فائدة. هناك ثمن يجب دفعه". لكن وفاة فاطمة وبلال كجزء من هذا "الثمن" الذي كان على المدنيين اللبنانيين دفعه، لم تردع ويلسينسكي عن نشر صورة متحركة (GIF) على الفور بعد ساعات من بدء الانفجارات القاتلة.

وفي وقت لاحق، وبعد انتقادات شديدة من الكاتبة الفلسطينية الشهيرة مريم البرغوثي التي أشارت إلى أن الضحايا كانوا من الأطفال، ردّ ويلسينسكي بنشر صورة متحركة أخرى لرجل في فيلم يصفق بإعجاب. أثارت منشورات ويلسينسكي استنكارًا واسعًا، خاصةً أنه عُين مستشارًا خاصًا لمكافحة معاداة السامية في جامعة أوتاوا قبل شهور فقط.

وفي محاولة منه لتبرير منشوراته، ادعى ويلسينسكي أن الصورة المتحركة كانت "تصريحًا حول المحاولات المستمرة على مرّ القرون لقتل اليهود التي باءت بالفشل".

ولكن، سيدي، نشر صورة كرتونية للتعليق على المذابح التي تعرض لها اليهود على مر العصور هو إهانة لذكرى الملايين من الضحايا: أطفال وبالغين.

وفي النهاية، استقال ويلسينسكي من منصبه في 18 سبتمبر/أيلول، بعد أن أثارت منشوراته ضجة واسعة.

ومع ذلك، تبقى فاطمة وبلال مدفونين. لن يتخرجا، لن يتزوجا، ولن ينجبا أطفالًا.

وفاطمة لن تتعلم الإنجليزية أبدًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بكين: دول الجنوب بصدد تأسيس منصة لتسوية نزاع أوكرانيا
  • ترسانة حزب الله التي زعم الاحتلال استهدافها في لبنان
  • غارات على جنوب لبنان.. وكشف عدد الأهداف التي قُصفت لحزب الله
  • لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان
  • عن تأمين المنتجات وتوزيعها.. هذا ما قاله الصناعيون
  • هل أخطأ حزب الله؟!
  • خامنئي: “الحزب” لن يُهزم!
  • البابا فرنسيس : لا يمكن الحوار مع الشيطان ولننتصر عليه مثلما فعل يسوع
  • مولوي: شددنا على تأمين النازحين
  • صواريخ فادي التي يستخدمها حزب الله.. نظرة على المميزات وسبب التسمية