الأسبوع:
2025-01-31@09:29:07 GMT

كل أسبوع.. إلا المواريث يا دكتور سعد «1»

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

كل أسبوع.. إلا المواريث يا دكتور سعد «1»

الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، يفاجئنا بين الحين والآخر بإثارة بعض القضايا الخلافية التي تحتمل أن يكون فيها أكثر من رأى، أو هي محل خلاف بين فقهاء الأمة، وقد يتبنى رأيا غريبا أو شاذا في مسألة ما، بدعوى أن عالم الدين عليه أن يعرض كل الآراء، وعلى كل إنسان أن يختار من الآراء ما يناسبه بعد استفتاء قلبه.

وفي هذا السياق يزعم الدكتور الهلالي أن كل إنسان سيد ولا ينبغي لأي عالم أن يختار له رأيا من الآراء، بل يود لو أن كل إنسان اجتهد في فهم النصوص وحده دون الرجوع للعلماء، وهو بذلك ينسف الآيات الكريمة التي تحث على طلب العلم الشرعي، وتوضح أن أشرف العلوم هي علوم الدين، وتؤكد أن العلم الديني ينفر إلى طلبه بعض المسلمين وليس جميعهم، ويتفقهوا فيه حتى إذا تمكنوا منه جلسوا للفتوى وتعليم غيرهم ممن تخصصوا في العلوم الأخرى التي يحتاجها الناس لتستقيم لهم الحياة، كالطب والهندسة والصيدلة والعلوم والتجارة وغيرها من التخصصات التي هي فرض كفاية إذا لم يقم بها نفر من المجتمع يأثم الجميع، شأنها شأن علوم الدين سواء بسواء.

وما كنت أتصور أن تبلغ جرأة الدكتور سعد الهلالي إلى درجة الخوض في مسألة من مسائل المواريث الواردة في الآية الحادية عشر من سورة النساء: " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ.. "، ويحاول أن يخرجها من كونها آية محكمة لا تحتاج إلى تأويل، ويخضعها لاجتهاده هو ولا أقول لاجتهاد العلماء، فيرى أنه لا مانع من المساواة في ميراث الذكر والأنثى إذا حدث التراضي بينهما.

عن أي تراض تتحدث يا فضيلة الدكتور في قضية حسمها القرآن الكريم، وليس فيها خلاف بين علماء الأمة العدول الثقات من لدن سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن جاء بعض علماء آخر الزمان، ورأو أنه لا مانع من مساواة الذكر بالأنثى في المواريث، ولا مانع من حظر تعدد الزوجات وتجريمه قانونا، وليس ذلك منا ببعيد، ولعل الدكتور الهلالي يسير في هذا الاتجاه المرفوض جملة وتفصيلا، وقد أنكر الأزهر الشريف ذلك حين قررت دولة شقيقة تطبيق ذلك.

إن محاولة التعديل في أنصبة المواريث الإسلامية أمر شديد الخطورة، لأنها تمس جوانب شرعية منصوص عليها في القرآن الكريم خاصة في سورتي النساء والبقرة، وهي واضحة ولا مجال للاجتهاد أو التعديل فيها لأنها تشريع إلهي. وأي محاولة لتعديلها تعني معارضة لأوامر الله، وهذا يعتبر خروجا عن الشرع الإسلامي الحنيف، الذى وضع نظام المواريث لضمان العدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن داخل الأسرة.

وتغيير هذه الأنصبة يمكن أن يؤدي إلى تفكيك الروابط الأسرية وتفاقم النزاعات العائلية، مما يضعف النسيج الاجتماعي. وفى الوقت نفسه يمكن أن يعتبر سابقة تشجع على تعديل تشريعات أخرى، مما يفتح الباب أمام استبعاد أو تحريف الأحكام الشرعية الأخرى. وهذا قد يؤدي إلى ضعف الالتزام بالدين وتشويش المبادئ الإسلامية.

وأي محاولة لتغيير الأنصبة الشرعية في المواريث سوف يثير جدلا فقهيا بين العلماء والمؤسسات الدينية، وقد يؤدي إلى اختلافات حادة في المجتمعات الإسلامية، مما يزيد وحدة الأمة الإسلامية ضعفا على ضعف.

والتلاعب بهذه الأنصبة الشرعية يعتبر تعديا على حدود الله، وقد يكون له عواقب دينية وأخروية وخيمة، حيث وردت نصوص في القرآن والسنة تحذر من مخالفة أحكام الله في المواريث، ودعوى التراضي بين الذكر والأنثى على المساواة دعوى باطلة، وهذا ما سنوضحه إن شاء الله تعالى في المقال القادم. [email protected]

اقرأ أيضاً«بناتك جزء منك».. سعد الدين الهلالي: قانون المواريث يحتاج إلى تعديلات في مسائل مهمة

"المواريث فى الإسلام" بدورة تدريبية للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر بالغربية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفتوى جامعة الأزهر الشريف سعد الدين الهلالي المواريث

إقرأ أيضاً:

الدكتور صلاح عُبية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأهم عربيا

أكد العالم الكبير الدكتور صلاح عُبيّة رئيس المعاهد البحثية وأستاذ ورئيس مركز الفوتونيات والمواد الذكية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد أحد أهم الأحداث الثقافية السنوية في مصر والوطن العربي، حيث يجتمع فيه الكتاب والناشرون والقراء من مختلف الأعمار والأجناس لتبادل المعرفة والأفكار.

وقال عُبيّة، وهو أستاذ كرسي بمنظمة اليونسكو وأستاذ فخري بجامعة نوتنجهام، اليوم الأربعاء، إن تاريخ معرض الكتاب المصري يعود إلى منتصف القرن العشرين، حيث كانت انطلاقته متواضعة مقارنة بحجمه الحالي، ومر المعرض بعدة مراحل تطورية، شهد خلالها نموًا ملحوظًا في عدد المشاركين والزوار، وتنوعًا في الأنشطة والفعاليات المصاحبة.

وأضاف أن مرحلة معرض القاهرة الدولي للكتاب بدأت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وتميزت بطابعها الأكاديمي والثقافي، بالتركيز على نشر الكتب العلمية والأدبية، في حين شهد في السبعينيات والثمانينيات توسعًا ملحوظًا في عدد دور النشر المشاركة، وزيادة اهتمام بالكتب الشعبية والروايات.

وتحفل مسيرة العالم الكبير الدكتور صلاح عُبيّة بالعديد من الجوائز والألقاب محليا وعالميا، حيث نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عيد العلم عام 2019، كما حصل على زمالة أكبر مجمع هندسي بالعالم IEEE.

ويعد أحد أفضل علماء العالم في مجال الذكاء الاصطناعي ومطور أفضل الحزم الرقمية لأجهزة النانو.. وقال عنه الراحل الدكتور أحمد زويل إن الدكتور عبية واحد من أفضل علمائنا وأعلاهم مكانة.

وتمت دعوة الدكتور عبية رسميا للانضمام إلى " التحالف الدولي لصناعة الذكاء الاصطناعي في هونج كونج "باعتباره أحد أبرز علماء فوتونيات الذكاء الاصطناعي في العالم.

وعرج العالم الكبير الدكتور صلاح عُبيّة، في حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على تطور معرض القاهرة الدولي للكتاب في مرحلة التسعينيات، وما بعدها، حيث تحول المعرض إلى حدث ثقافي كبير يجذب ملايين الزوار، ويشهد تنوعًا في المحتوى، وظهور دور النشر المستقلة، لافتا إلى أن المعرض يهدف إلى نشر الثقافة والمعرفة، وتعزيز القراءة، ودعم صناعة النشر، وتقديم منصة للكتاب الجدد لعرض أعمالهم.

وأوضح أن معرض القاهرة الدولي يعد من أكبر المعارض في المنطقة، ويشارك فيه عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية والأجنبية، مما يوفر للزوار فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن أسعار الكتب في المعرض تتميز بكونها مناسبة لجميع الشرائح، مما يشجع على شراء الكتب والقراءة علاوة على الأنشطة الثقافية والفنية، مثل الندوات والحلقات النقاشية وورش العمل، مما يضفي على المعرض أجواءً ثقافية حيوية.

وأوضح أن المعرض يركز على الثقافة العربية حيث يعكس اهتمامًا خاصًا بالثقافة العربية، حيث يخصص جزء كبير منه لعرض الكتب العربية في مختلف المجالات، مؤكدا ضرورة تقديم المزيد من الدعم لصناعة النشر والناشرين والناشرين المستقلين وتشجيعهم على نشر الكتب ذات الجودة العالية.

وشدد على أهمية التركيز على جودة الكتب المعروضة في المعرض، وتشجيع النشر العلمي والأدبي الأصيل وتوسيع قاعدة الزوار من حيث استهداف فئات جديدة من الزوار، مثل الأطفال والشباب، من خلال تنظيم فعاليات وورش عمل مخصصة لهم.

يشار إلى أن الدكتور عبية فاز بجائزة زويل للمعرفة العلمية التي تمنح للعلماء ومؤرخي العلم والكتاب العلميين ولمن يقدمون إسهامات بارزة في مجالات تبسيط العلوم والثقافة العلمية، كما تم تتويجه على عرش العلوم في القارة السمراء، بعد فوزه بجائزة كوامي ناكروما التي تعد الأولى والأهم في إفريقيا بمجال العلوم.

وكان الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة افتتح في 23 يناير الجاري معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 والتي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية.

وتقام الدورة الـ 56 من معرض الكتاب تحت شعار «اقرأ.. في البدء كان الكلمة»، بمشاركة 80 دولة عربية وأجنبية، 1350 دار نشر و 6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، وتم اختيار اسم العالم المصري أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.

ويشهد المعرض، الذي يقام هذا العام على مساحة هي الأكبر منذ نقله إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، عقد سلسلة من اللقاءات الثرية بين الكتاب والمفكرين التي تناقش مختلف القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية بمشاركة العديد من مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.

اقرأ أيضاًفي خامس أيامه.. أكثر من 356 ألف زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

طلاب جامعة المنوفية في زيارة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

«محمد الباز» يناقش شهادة البابا تواضروس في معرض القاهرة الدولي للكتاب

مقالات مشابهة

  • الدكتور أحمد نبوي: سيرة حضرة سيدنا النبي نموذج للتربية بالقدوة الحسنة
  • خالد الجندي: الدين واحد بين جميع الأنبياء
  • وداعا دكتور الباقر العفيف (الزول الدُغري)
  • دكتور يحذر من قلة شرب الماء وأضرارها على الصحة.. فيديو
  • الدكتور صلاح عُبية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأهم عربيا
  • مفاجأة الدكتور «جمال شعبان»: مخ صغير في القلب و 40 ألف خلية عصبية
  • تنظيم القاعدة يحل حرّاس الدين في سوريا.. دعا إلى التمسك بالسلاح
  • الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)
  • كيف وصل مشروعُ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى العالمية؟
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى