مؤمن الجندي يكتب: رهبة الضوء الأخير
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
في عمق قلب كل من بلغ القمة، هناك همسات من شكوك لا تكاد تُسمع، لكنها تزرع القلق في أعماق النفس.. هو الخوف الذي يرافق الناجحين كظلهم، لا يزول رغم الإنجازات العظيمة والجوائز المعلّقة في جدران الذاكرة، وبينما يرفعون أعينهم نحو آفاق جديدة، يواجهون أسئلة لا يمكن الهروب منها.. هل سأكون قادرًا على إعادة ذات النجاح؟ هل سأظل ذلك الذي يحقق المستحيل، أم أنني سأسقط في فخ الفشل الذي يترصد من بعيد؟ هذا هو التحدي الأعظم الذي يواجهه الشخص الناجح، أن يقف على حافة المجهول، يشاهد أمامه فرصة جديدة قد تُكتب لها النجاحات العظيمة أو قد تتحول إلى خيبة جديدة.
وفي عالم كرة القدم، حيث تتشابك الأحلام مع الهزائم، تتصاعد الأسماء التي تأخذ مكانها في ذاكرة الجماهير، لتصبح جزءًا من تاريخ لا يمحى.. ومن بين هؤلاء الأبطال الذين دخلوا قلوب المصريين بموهبتهم وقيادتهم، يبرز اسم حسن شحاتة، ذلك المدرب الذي أصبح أيقونة الكرة المصرية.
"المعلم" كما يلقبونه، هو الذي استطاع أن يضع منتخب مصر على قمة القارة الإفريقية ثلاث مرات متتالية في إنجاز تاريخي لا يتكرر بسهولة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل سيظل حسن شحاتة في دائرته الذهبية التي خطها بنفسه، أم أنه سيواجه مصيرًا جديدًا، يعيد صياغة مسيرته ويضيف إليها فصلًا آخر في قيادة الكرة المصرية؟
حسن شحاتة، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الكرة المصرية، بعد أن قاد منتخب الفراعنة إلى المجد في العديد من البطولات، أصبح "المعلم" مرشحًا لتولي منصب رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد المصري لكرة القدم بعد نجاح هاني أبو ريدة بالتزكية لرئاسة اتحاد الكرة، وذلك في خطوة قد تكون حاسمة في مسيرته، لكن كما هو الحال في كل منصب قيادي، يبقى السؤال: هل سيسمح له الاتحاد المصري بالعمل بحرية؟
الحرية أم القيود؟في السنوات الأخيرة، عانى الاتحاد المصري من العديد من التحديات التي انعكست على أداء منتخب مصر في المحافل الدولية، ورغم وجود العديد من الأسماء اللامعة التي مرّت على الكرة المصرية، إلا أن التحول الجذري في الأداء لم يتحقق بعد.. هنا، يأتي دور حسن شحاتة الذي يعرف خبايا اللعبة من الداخل، فهل يمتلك رؤية واضحة للإصلاح؟
لكن في النهاية، هل سيكون لديه من الحرية ما يسمح له بتطبيق أفكاره دون تدخلات؟ هل سيتاح له الفرصة لقيادة اللجنة الفنية بالشكل الذي يراه مناسبًا، أم أن القرار النهائي سيكون رهينة لأيدٍ خفية تَسْتَغِل هذا المنصب لتدعيم مصالحها الشخصية؟
حسن شحاتة، الذي ارتبط اسمه بالإنجازات الكبيرة مع منتخب مصر، قد يجد نفسه في مواجهة صعوبات جديدة لا تقتصر على الملاعب فقط، بل الفرصة أمام "المعلم" كبيرة، ولكن التحدي الأبرز هو الاستمرارية.. التغيير يحتاج إلى رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة، إلى خطة واضحة تمتد لعقود، وليس مجرد خطوة مؤقتة أو منصب يتوارى مع مرور الوقت.. فهل سيتحلى الاتحاد المصري بالجرأة الكافية لمنح شحاتة وفريق عمله الحرية كاملة لتطوير المنتخب المصري ومنظومة الكرة بشكل عام؟ وهل شحاتة نفسه سيكون قادرًا على صناعة التغيير؟ أم سيكون التغيير دون تأثير حقيقي على أرض الواقع؟
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حسن شحاته المعلم حسن شحاتة الاتحاد المصرى لكرة القدم هاني أبو ريدة مؤمن الجندي يكتب الاتحاد المصری الکرة المصریة مؤمن الجندی حسن شحاتة
إقرأ أيضاً:
«قاتل الظلام وحارس الرمال».. ماذا تعرف عن «الوشق المصري» الذي هاجم جنودًا إسرائيليين؟
الوشق المصري واسرائيل.. تصدر حيوان «الوشق المصري» محركات البحث في جوجل، بعد أن هاجم جنود عبر الحدود المصرية - الإسرائيلية، حيث انقض الوشق المصري على جنود من القوات الإسرائيلية، التي كانت تؤمن مواقعها في منطقة جبل حريف.
ماذا تعرف عن الوشق المصري؟اعتبر المصريون القدماء منذ آلاف السنين الوشق المصري، «حارس الرمال» وصاحب العينين الذهبيتين، الذي يحمي الحدود والصحاري من قوى الشر.
ويعد الوشق المصري ليس مجرد حيوان مفترس صحراوي في الحضارة المصرية القديمة، بل كان أكثر من ذلك، وتقول النقوش على جدران معابد عين شمس، إن الوشق هو «قاتل الظلام»، الذي تجسد فيه الإله «رع» ليذبح الأفعى الأسطورية «عبيب»، رمز الفوضى والخراب، وذلك وفقًا لموسوعة تاريخ العالم.
الوشق المصري، هو القط البري هو التجسيد الأرضي لـ «رع» في معركته الأزلية مع الظلام، وكان حارسًا للضوء والنظام، كما تصوره الرسومات وهو يذبح الأفعى الشريرة أسفل شجرة الهِجليج المقدسة.
يقفز الوشق المصري 3 أمتار في الهواء ويلامس سرعته 80 كيلومترًا في الساعة، ليس مجرد مفترس اعتيادي في البرية، هو مقاتل ظل، وفي الأسطورة، هو المنتصر على الأعداء.
الوشق المصري، معروف أيضًا باسم «عناق الأرض» أو «الكراكال»، هو حيوان ثديي مفترس ينتمي إلى فصيلة السنوريات، يتميز بحجمه المتوسط، حيث يتراوح وزنه بين 11 و18 كيلوجرامًا، وطوله بين 60 و130 سنتيمترًا.
يمتلكالوشق المصري أذنين طويلتين تنتهيان بخصلات سوداء، مما يمنحه مظهرًا مميزًا، ويعيش في البيئات الجافة والصحراوية، ويتغذى على فرائس متنوعة مثل الأرانب، القوارض، والطيور.
ويمكن لـ الوشق المصري اصطياد حيوانات أكبر حجمًا مثل الغزلان الصغيرة، يُعرف بقدرته الفائقة على القفز لمسافات تصل إلى 3 أمتار، وسرعته التي قد تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، مما يجعله صيادًا ماهرًا.
ورغم قوة وذكاء الوشق المصري في الصيد، إلا أن الوشق المصري لا يُعرف عنه مهاجمة البشر أو افتراسهم، فهو يفضل الصيد ليلاً والبحث عن فرائسه المعتادة مثل الأرانب، والقوارض، والغزلان الصغيرة، والطيور، ومع ذلك، فإن الوشق المصري قد يُظهر سلوك عدواني إذا شعر بالخطر، أو إذا حاول الإنسان الاقتراب منه بشكل مباشر.
اقرأ أيضاًبعد مهاجمته جنود الاحتلال الإسرائيلي.. أبرز المعلومات عن «الوشق المصري»
تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك نايل سات 2025.. شاهد حلقة الوشق المصري
أصابهم إصابات بالغة.. كواليس هجوم الوشق المصري على جنود إسرائيليين