نوفمبر 19, 2024آخر تحديث: نوفمبر 19, 2024

المستقلة/- ينطلق يوم غد الأربعاء أوسع تعداد عام للسكان والمساكن في تاريخ العراق بعد غياب دام 27 عاماً، وسط أجواء مشحونة بالتوقعات والتساؤلات.

الخطوة التي تمثل إنجازاً للحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، تُعدّ من أكبر العمليات الإحصائية في البلاد، ولكنها لم تسلم من الانتقادات والجدل.

التعداد السكاني: بين الحاجة الملحّة والتخوفات الشعبية

على الرغم من تأكيدات الحكومة ووزارة التخطيط بأنّ التعداد سيُستخدم حصراً لأغراض التنمية وتحسين الخدمات، إلا أنّ مخاوف واسعة تسود بين المواطنين بشأن مصير المعلومات التي سيُدلى بها. بعض الجهات أشارت إلى أن هناك إمكانية لاستخدام هذه البيانات لأغراض سياسية أو حتى أمنية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.

حظر التجوال: ضمان نجاح أم تعسف بحق المواطنين؟

قرار فرض حظر تجوال شامل لمدة 48 ساعة لتنفيذ التعداد أضاف وقوداً للنقاش. فبينما تعتبره الحكومة خطوة ضرورية لضمان دقة العملية، يرى منتقدون أنه يعطل حياة المواطنين اليومية، خاصةً مع استثناءات محدودة تشمل فقط الصيدليات ومحال المواد الغذائية والمخابز.

التعداد الإلكتروني: تطور تقني أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

الحكومة تؤكد أن التعداد سيكون إلكترونياً بالكامل باستخدام أجهزة لوحية متطورة لإدخال البيانات بشكل مباشر. ورغم الوعود بالسرعة والدقة، يخشى البعض من تعرض البيانات للاختراق أو سوء الاستخدام، خاصةً مع هشاشة البنية التحتية الرقمية في العراق.

أهداف تنموية أم حسابات سياسية؟

تروّج الحكومة للتعداد باعتباره أداة لرسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الخدمات، وتقليل الفقر. ولكن في بلد يشهد صراعات سياسية وطائفية، لا يمكن استبعاد احتمالية استغلال النتائج لتحقيق مكاسب سياسية أو إعادة رسم موازين القوى في مناطق معينة.

هل ينجح التعداد في توحيد العراق أم يزيد الانقسام؟

يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للتعداد أن يكون نقطة انطلاق نحو التنمية الشاملة، أم أنه سيكون شرارة جديدة تُشعل الخلافات السياسية في العراق؟ وفي بلد لا تخلو فيه أي خطوة من التعقيدات، فإن التعداد السكاني قد يتحول إلى ملف آخر في قائمة الأزمات المزمنة.

الجمهور العراقي ينتظر النتائج، ولكن ليس بدون حذر، في وقت تبقى فيه الثقة بين المواطن والدولة في أدنى مستوياتها.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

المشهداني يؤكد رفض العراق لأي محاولات لتهجير المواطنين الفلسطينيين

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • الحكيم ورشيد يبحثان تطورات المشهد السياسي في العراق والمنطقة
  • خبير: العقارات الملاذ الآمن للاستثمار بسبب زيادة التعداد السكاني
  • الحكومة: الموافقة على الزيادة العامة لرأس المال القابل للاستدعاء في بنك التنمية الأفريقي
  • بعد سقوط الأسد.. هل يُصلح الإطار الشيعي النظام السياسي بالعراق؟
  • تركيا بوابة سوريا الجديدة... كيف أصبحت أنقرة مفتاح الحل السياسي والاستقرار الإقليمي؟
  • صحف عالمية تدعو للتعامل مع الحكومة السورية وتحذر من إفشال الانتقال السياسي
  • طلب نيابي للسوداني بشأن عقود التعداد السكاني
  • تحت شعار " التقييم بوابة التنمية البشرية" انطلاق أول قمة دولية للتقييم والتطوير من العاصمة الإدارية
  • اللافي: ندعم خطوة إطلاق عملية سياسية شاملة برعاية بعثة الأمم المتحدة
  • المشهداني يؤكد رفض العراق لأي محاولات لتهجير المواطنين الفلسطينيين