شدد تقرير نشر في صحيفة "واشنطن بوست" على أن النفوذ الذي كان يتمتع به صقور الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة، المعروفون بمواقفهم المتشددة تجاه إيران، قد يشهد تراجعا في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المقبلة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد وقت قصير من إطلاق إيران لنحو 180 صاروخا على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر، عبّر العديد من المشرعين الجمهوريين عن آراء قوية حول ما يجب أن يحدث ردًا على ذلك.



وكان من بينهم السيناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية في الإدارة القادمة، والذي دعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران، مؤكدًا أن "التهديد ببقاء النظام من خلال أقصى قدر من الضغط والتدابير المباشرة وغير المتناسبة فقط لديه فرصة للتأثير على أنشطته الإجرامية وتغييرها".


وأضافت الصحيفة، أن حلفاء ترامب في الكونغرس دعوا إدارة الرئيس جو بايدن إلى السماح لإسرائيل بالرد عسكريا بشكل شامل، مع اقتراح بعضهم ضرب الترسانة النووية الإيرانية وتدمير مصافي النفط، بينما طالب آخرون بمشاركة الولايات المتحدة في مثل هذه الضربات.

وأوضحت الصحيفة أن السيناتور توم كوتون، الجمهوري عن أركنساس والمرشح المحتمل لإدارة ترامب، كتب على موقع "إكس" (تويتر سابقا) داعيًا إلى "دعم إسرائيل بكل ما أوتيتم من قوة لتدمير أعدائنا المشتركين".

وأشارت إلى أن بريان هوك، المبعوث الخاص لترامب إلى إيران خلال ولايته الأولى، صرح لـ"فوكس نيوز بيزنس" بأنه يتوقع أن ترد إسرائيل بهجوم "كبير"، بما في ذلك اغتيالات محتملة، لتغيير "توازن القوى في المنطقة"، مؤكدا أن الدولة اليهودية "تستطيع وينبغي لها" أن تفعل ذلك.

وأكدت الصحيفة أن فوز ترامب في الانتخابات يرسل رسالة واضحة لطهران، إذ يشير إلى عودة صقور السياسة الخارجية التقليديين في الحزب الجمهوري إلى الواجهة، مع استعداد الحزب للسيطرة على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب. وأوضحت أن الرسالة التي وجهها وكلاء ترامب تحمل تحذيرا صارما مفاده أن "سياسة الاسترضاء الضعيفة للديمقراطيين قد ولت"، داعين طهران للاستعداد للخضوع تحت الضغط.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور بيل هاغرتي، الجمهوري عن تينيسي، والذي شغل منصب السفير في اليابان خلال فترة ولاية ترامب الأولى، دعوته إلى اتخاذ إجراءات قوية ضد إيران. وقال هاغرتي في مقابلة: "سيكون هناك انحراف كبير عن السياسة الخارجية لإدارة بايدن على كل المستويات"، مشيرا إلى اعتقاده بأن الإدارة المقبلة ستتخذ "إجراءات جريئة وفورية"، بما في ذلك فرض العقوبات، "والتي سيكون لها تأثير سريع للغاية".


ومع ذلك، أضافت الصحيفة أن العديد من المشرعين والمسؤولين الجمهوريين يحذرون من أن الأصوات الداعية إلى شن هجوم أمريكي على إيران أو حتى تغيير النظام هناك قد تتمتع بنفوذ أقل بكثير في الإدارة الجديدة مقارنة بالسابق.

ولفتت إلى أن اجتماعا سريا بين إيلون ماسك، المقرب من ترامب، وسفير إيران لدى الأمم المتحدة، الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، قد يكون مؤشرا أوليا على تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه طهران.

وقالت الصحيفة إن المتحدثين باسم فريق انتقال ترامب والبعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة وماسك رفضوا التعليق.

وفي السياق ذاته، اعتبر تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي والخبير في الشؤون الإيرانية، أن هذا الاجتماع يمثل "خطوة مثيرة للاهتمام للغاية".

وأضاف بارسي أن ترامب خلال ولايته الأولى أنهى مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات صارمة، وأمر باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، لكنه قام أيضا بمحاولات متكررة، وإن كانت فاشلة، لفتح حوار مع الإيرانيين.

وقال بارسي "أعتقد أنه أراد ذلك حقا"، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية كانت تعتقد ذلك أيضا، لكنه أضاف أن الصقور في إدارة ترامب، مثل مستشاره للأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو ومبعوث إيران بريان هوك، أحبطوا تلك المساعي خلال ولايته الأولى.

ونقلت الصحيفة عن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقا، الذي لم يستجب لطلبات التعليق، تحذيرا في مقال رأي بأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى ميله لعقد صفقات مع زعماء أجانب، بما في ذلك إيران، وهو ما قد يثير القلق.

وأكد بارسي أن الشرق الأوسط بات مختلفا عن فترة ولاية ترامب الأولى، حيث أصبح الصراع المحتمل بين إيران وإسرائيل، وكذلك بين الولايات المتحدة وشركائها العرب، أقرب من أي وقت مضى.

وأضاف أن الاجتماع بين ماسك والإيرانيين يعكس محاولة لنزع فتيل التوترات في ظل شهرين خطيرين قادمين قبل تسلم ترامب مقاليد الحكم رسميا.


ولفت التقرير إلى أن فريق ترامب الجديد يضم شخصيات مثل مايكل والتز كمرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، وجون راتكليف كمدير لوكالة المخابرات المركزية، مشيرا إلى أن هؤلاء قد يكونون أقل حماسة للجوء إلى العمل العسكري مقارنة بالإدارة الأولى.

وقالت الصحيفة إن مرشحي ترامب الجدد، بمن فيهم نائب الرئيس المقبل جيمس فانس والمذيع بيت هيغسيث، يبتعدون عن النهج التدخلي التقليدي، مع تركيز أكبر على إنهاء الصراعات بدلا من تصعيدها.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تصريحات السيناتور جوش هاولي، الذي قال إن الإدارة الجديدة تهدف إلى تنفيذ أجندة ترامب بسرعة ودون معارضة تذكر، ما يعكس تحولا في اختيار المستشارين لتجنب الخلافات التي واجهها ترامب في ولايته الأولى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحزب الجمهوري إيران ترامب ماسك إيران الحزب الجمهوري ترامب ماسك صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ولایته الأولى إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تواصل التصعيد ضدّ طهران.. استعداد لاتخاذ إجراءات جديدة!

أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، “أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستعد لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”، مشيرًا إلى “أن ترامب كان واضحًا تمامًا بهذا الشأن”.

 وأكد “روبيو” خلال حديث صحفي، مع الإعلامي “هيو هيويت”، نُشر على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، “أن “أنصار الله” تعلن استهدافها للسفن الأمريكية، لكن الصواريخ التي تتطلقها تسقط على بعد 100 ميل دون أن تشكل تهديدًا حقيقيًا، مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى اعتبار أن الوضع تحت السيطرة”، مشيرا إلى “أن الهجمات الحوثية الحالية أقل حدة مقارنة بذروة الأزمة السابقة، عندما هاجموا الأسطول الأمريكي 150 مرة والسفن التجارية العالمية 170 مرة”.

وأكد “روبيو” أن “الرئيس ترامب جاد في تهديداته”، قائلاً: “الشيء الوحيد الذي يميز الرئيس ترامب هو أنه عندما يقول شيئًا، فإنه يعنيه حقًا”، وأضاف “أن الجهود الأمريكية لمواجهة التهديدات الحوثية مستمرة كل ليلة، وستستمر حتى تفقد “أنصار الله” القدرة على تهديد البحرية الأمريكية والملاحة العالمية”.

وحذر “روبيو” إيران من تقديم أي دعم لـ”أنصار الله”، مؤكدًا أن “طهران ستُحاسب على ذلك”، وأشار إلى “أن إيران ما زالت تقدم مساعدات “لأنصار الله”، وإن كانت أقل وضوحًا من السابق، وهو أمر غير مقبول ويجب تغييره”.

وأوضح روبيو “أن ترامب يفضل حل الأزمة دبلوماسيًا دون اللجوء إلى الحرب، لكنه لن يتردد في اتخاذ إجراءات إذا أجبر على الاختيار بين إيران نووية أو التدخل العسكري”، وقال: “إذا اتخذ الرئيس قرارًا بضرورة اتخاذ إجراءات لمنع إيران من امتلاك قدرة نووية، فلدينا القدرة على فعل ذلك، وربما حتى تهديد النظام الإيراني”.

وأكد “روبيو” “أن الولايات المتحدة لن تسمح بوجود عالم تمتلك فيه إيران، بقيادتها الحالية، أسلحة نووية، واصفًا ذلك بأنه “أمر غير مقبول”، على حد تعبيره.

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن مدينة صاروخية تحت الأرض... آلاف الصواريخ الدقيقة
  • التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقساماً داخلياً ويزيد الضغوط على أوروبا.. وتصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية
  • إيران ترفض التفاوض المباشر مع واشنطن وتتمسك بالقنوات غير المباشرة
  • واشنطن تواصل التصعيد ضدّ طهران.. استعداد لاتخاذ إجراءات جديدة!
  • إيران تحذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي الجديد ضد لبنان
  • هاريس تعتزم الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا.. وترامب يقدم لها نصيحة
  • سناتور أميركي يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين
  • حشود في كيب تاون تستقبل سفير جنوب أفريقيا الذي طردته واشنطن.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • هل تشارك بريطانيا في التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين؟
  • الأمم المتحدة تدعو لوقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية