هل تجري الرياح كما تشتهي سفينة ترامب؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
نحن على موعد مع 4 سنوات أمريكية قد لا يكون لها شبيه في التأريخ السياسي الأمريكي الحديث، وطالما هي سنوات أمريكية فحتماً سيتأثر بها العالم من أقصاه إلى أقصاه لأنها أمريكا الحاضرة في كل زوايا الكرة الأرضية، والموجودة في كل بقعة من خريطة العالم بشكل أو بآخر.
العاصفة التي أحدثها الرئيس المنتخب دونالد ترامب لم تهدأ بعد، بل إنها تزداد صخباً وإثارةً منذ إعلان فوزه، بسرعة اختياره لفريق عمل غير مألوف في الأدبيات السياسية الأمريكية التي قد تخرج قليلاً في بعض الأحيان عن التقاليد الكلاسيكية، ولكن ليس بهذا الشكل التحولي الكبير.دونالد ترامب القادم من عالم المال والأعمال كواحد من أقطابه البارزين جاء هذه المرة ببرنامج عمل وسياسات مغايرة ومتجاوزة لحدود المساحة التي اعتاد الحزبان الجمهوري والديمقراطي اللعب فيها لزمن طويل، هل كان ذلك نتيجة وعي سياسي من خلال تجربته الرئاسية الأولى ثم انغماسه في عالم السياسة بعد ذلك بالمتابعة لما حدث، والمشاكل العصيبة التي تعرض لها. هو لم يخرج من هذا العالم بعد خروجه من البيت الأبيض، لكنه ربما تعامل مع الوضع بعقلية رجل الأعمال المغامر الذي خسر صفقة لكنه يصر على كسب أخرى، حتى لو كانت الصفقة بحجم الحرب من أجل العودة إلى البيت الأبيض مهما كلفه الأمر، وها هو قد عاد كأول رئيس أمريكي يسجل هذه السابقة التي ضخّت في شرايينه كمية هائلة من النشوة والثقة، لكن ربما يكون حساب الحقل غير حساب البيدر، لاسيما إذا قرر الاصطدام بمؤسسات قوية راسخة عميقة الجذور.
نحن إزاء إدارة أمريكية جديدة كل ما فيها مثير. البنود الانتخابية وبرنامج العمل الموعود للرئيس ترامب فيه الكثير من الجرأة التي تلامس حد المغامرة. في الداخل يريد مواجهة البيروقراطية في أداء الأجهزة الفيدرالية ورفع كفاءتها وترشيد إنفاقها كأحد أهم ملامح برنامج عمل إدارته، بالإضافة إلى خطوات جريئة أخرى يود اتخاذها كترحيل المهاجرين غير الشرعيين وضبط الحدود وتصحيح محتوى التعليم، بالإضافة إلى الصحة والبطالة والتضخم، وكلها ملفات صعبة قد تسبّب له الصداع في حال إصراره على تنفيذها أو في حال عدم قدرته على ذلك.
خارجياً، يريد ترامب إنهاء الحروب والنزاعات التي قال إنها لم تكن لتحدث لو كان في سدة الحكم، وبكل بساطة يؤكد أنه قادر على إنهاء بعضها خلال أيام معدودة. من لا يريد ذلك؟ ولكن لا يبدو أن الحروب المعقدة والأزمات المزمنة ستنتهي بهذه السهولة. على الأرجح هو مجرد استهلاك إعلامي انتخابي يدغدغ به أمنيات وتطلعات الراغبين في الخلاص من تلك الحروب والأزمات. وأيضاً فإن أمريكا حاضرة كأحد أهم أسباب حدوث واستمرار بؤر الاشتعال في العالم، وهناك مؤسسات عميقة لها مصالح في استمرارها وإدارتها، لن يستطيع الرئيس بسهولة فرض قراراته عليها.
في كل الأحوال، العالم على موعد مع أربع سنوات قد تعيد تشكيل أشياء كثيرة داخل أمريكا وخارجها إذا جرت الرياح كما تشتهي سفينة ترامب، لكن المشكلة ماذا سيحدث إذا عاندت الرياح شخصاً عنيداً بطبعه. الله وحده أعلم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: وضع كارثي بغزة والاحتلال يريد منع التحقيق بجرائمه
ركزت صحف ومواقع عالمية على تداعيات الحرب في قطاع غزة، وأبرزها الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، ومساعي الاحتلال لمنع المحكمة الجنائية الدولية من التحقيق في الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.
وفي حوار لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تحدثت إيزابيل ديفورني من منظمة "أطباء بلا حدود" عن "الوضع الكارثي والفظائع التي لا توصف في مختلف مناطق قطاع غزة"، وقالت "إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الدمار الهائل، و"إن الأمر المؤكد هو أننا نواجه حملة إبادة لسكان غزة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: ترامب سيواجه واقعا مختلفا في الشرق الأوسطlist 2 of 2صحف عالمية: مناورة إسرائيل قد تورطها في صراع طويل الأمد بلبنانend of listوأعربت ديفورني، التي كانت في قطاع غزة قبل شهر ونصف، عن قلقها مع قدوم فصل الشتاء، "بينما تُحظر المساعدات الإنسانية أو تنهب".
على صعيد آخر، كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن التهم الموجهة لإسرائيل من الخارج تتزايد يوما بعد يوم، وفي الوقت نفسه يتصاعد الجدل في الداخل بشأن قضايا عدة، أحدثها يدور حول مشروعية الأوامر العسكرية.
وتابعت الصحيفة أن عددا من جنود الاحتياط الإسرائيليين يشككون في شرعية الأوامر المطبقة في ساحة المعركة، ويؤكدون أن الضباط سمحوا لأنفسهم بـ "التصرف المفرط" على الأرض في غزة.
ومن جهتها، قالت صحيفة "لوتون" السويسرية "إن تحقيق الجيش الإسرائيلي في جرائم حرب محتملة ارتكبها جنوده في شمال قطاع غزة هي طريقة تسعى بها إسرائيل إلى تجنب تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية".
وتنقل الصحيفة عن الناشطة حاجيت عوفران، من جمعية "السلام الآن" المناهضة للاحتلال، أن السلطات الإسرائيلية تريد منع المحكمة الجنائية الدولية من النظر بمزيد من التفصيل في تصرفات إسرائيل في قطاع غزة.
ومن جهة أخرى، تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" استجواب الشرطة الإسرائيلية لتساحي برافيرمان، رئيس ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "بتهمة التزوير والاحتيال بشأن التغيير غير القانوني للسجلات المتعلقة بالمكالمات الهاتفية، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وعلقت الصحيفة بأن التحقيقات تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه مكتب نتنياهو بالفعل لضغوط بشأن تحقيق منفصل في تسريب وثائق سرية إلى الصحافة الأجنبية، أدى إلى اعتقال مستشار إعلامي لنتنياهو و 4 أفراد عسكريين.
وفي صحيفة "واشنطن بوست"، كتب محرر الشؤون الدولية إيشان ثارور، عما وصفه باستئناف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب واليمين الإسرائيلي احتضان بعضهما بعضا، وقال "إن كل الدلائل في الأيام التي تلت فوز ترامب تشير إلى خطأ الاعتقاد بأن ولايته الثانية ستمثل انحرافا عن ولايته الأولى".