سودانايل:
2025-01-06@21:16:58 GMT

عبء التاريخ.. حان وقت سودان الخارج لإنهاء الحرب

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

alnaierhamad20@gmail.com

لا يمكن إنقاذ السودان الآن من هذه الحرب والدمار إلا بواسطة ابنائه وبناته في الخارج. ولم لا، وقد فشل النظام الحزبي السوداني في الداخل. اولا، فشل النظام الحزبي في الداخل في تجنب الحرب، وثانيا، فشل في وقفها حتي الآن. إن العجز المريع عن تكوين جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب بعد مضى قرابة خمسة أشهر على إندلاعها ما هو إلا إمتداد وتعبير عن عجز القوى المدنية بكل فصائلها وأقسامها: كل الاطراف تنادى بالجبهة المدنية الواسعة لإيقاف الحرب، ونسمع ونقرأ أن هذا العدد من الاجسام النقابية والشخصيات الوطنية والاحزاب والتحالفات ومنظمات المجتمع المدني قد التقت او تعتزم اللقاء في سبيل تأسيس هذه الجبهة المدنية، ولم تلح تلك الجبهة المدنية في الافق الا متخيلة.

مصدر العجز واضح وهو حالة الانقسام التي اعترت الحركة السياسية السودانية منذ حكومة حمدوك الاولى. حالة الانقسام تلك التي كانت في حد ذاتها حرب مدنية ضروس بين الاحزاب سبقت حرب السلاح الحالية ، بل هي في الأساس ما اعطي الفرصة ومهد الطريق لحرب السلاح. لقد بدا واضحا أن الاحزاب سجينة في رؤى وتحالفات لا طائل منها وليست على استعداد للتحرك منها قيد أنملة.
في المقابل تدهشك وحدة السودانيين في الخارج، رغم اختلافاتهم الحزبية، قدرتهم على الحوار والتوحد والفعل رغم انف احزابهم المتشرزمة في الداخل. وهذا يحدث الآن وبكل حمية في كتير من عواصم العالم. أراهم زملاء قدامى واصدقاء في دور الجاليات السودانية وفي المأتم وفي اعراس الجيل الثاني منهم التي كثرت هذه الايام، بارك الله فيهم وفي تربيتهم للبنين والبنات. اراهم من تيارات مختلفة حزب أمة واتحاديين وشيوعيين وجمهوريين وناصريين وبعثيين ومؤتمر سوداني واسلافهم من المحايدين ومستقلين يجتمعون ويتفقون وقادرون على الفعل. كأنما الحكمة السودانية هجرت السودان معهم الى المهاجر. الجبهة المدنية العريضة ضد الحرب في متناول اليد في الخارج بينما هي بعيدة المنال بين ساسة الداخل الذين ادمنوا الانقسام وادعوا احتكار الحقيقة. إنتظر! قد يعيق توحدها بعض ساسة الداخل الذين تسربوا الى الخارج مؤخرا.
ولم لا، وساسة الداخل الآن عاجزون عن تكوين هذه الجبهة في أحلك كارثة يمر بها الوطن منذ الاستقلال. ولم لا وساسة الداخل يتدفقون الآن الى الخارج، بينما في الخارج تقاليد عمل استقرت ومجتمعات تدقق حسها الوطني، ربما بفعل الغربة، وصفت رؤيتها وترسخت فكرة الصالح العام لديها وصارت اقرب للاتفاق والمساومة الواقعية من الاختلاف. وهم في الأصل رصيدا لا يعوض من رأس المال الإجتماعي الذي فقده الوطن جراء هجرتهم ولكن ظلوا على ارتباطهم بهم. في ظل هذا الواقع، حان لسودانيين الخارج التدخل وهنالك الف مبررا لذلك. كان سودانيو الخارج يقولون ليس من حقنا ان نقول "بغم" الا في دعم خيارات الداخل، انحصر دورهم في الدعم في حالك الليالي ساعات الفيضانات والسيول والعناية بضحايا التعذيب والدفع في كشوفات المرض والنشر وإعادة النشر والتضامن والاتصال بأمنيستي انترناشنال ..الخ والنصح في احسن الاحوال، لا ينتظرون شكرا او شكورا، وكأنه فقط كفارة الخروج. لم يعد الأمر كذلك بعد أن فشل ساسة الداخل، رغم احترافهم السياسة التي صارت أكل عيشهم وصاروا طبقة تتكرر اسماؤهم من عهد عاد، لم يعد الأمر كذلك بعد أن فشلوا في التوحد وصدعوا رأسنا بالحديث عن الكتلة التاريخية والقوى الحية والمساومة التاريخية وووو....
خمسة أسباب تدعو لتدخل مجتمعات سودان المنافي في الخارج لوضع حد لعجز ساسة الداخل:
اولا، انتقل ساسة الداخل الى الخارج دفعة واحدة مع إندلاع الحرب وراحوا يتجولون في عواصم العالم والاقليم يجترون نفس التجارب القديمة مكنكشين في نفس الرؤى والتحالفات ،عاجزين عن أي خطوة واحدة الى الأمام غير التحذيرات والوعود. وكأن عمر الطيب الدوش كان يرقبهم حين قال:
شنو الجدَّ
عشان نتجارى بين القاهرة
وجدة
بين القومة والقعدة
شنو الجدَّ
إذا فشلتم في الداخل في التوحد، ما الذي سيجعلكم تنجحون من الخارج؟ ثم، ما الفرق بينكم والخارج الآن؟ بل سودان الخارج مؤهلا أكثر منكم على توحيد الأمة.
ثانيا، ليس لسوداني الخارج طموح في الحكم، مكتفين بمهنهم مهما كانت، من الطبيب الى سائق الشاحنة والتاكسي، ويربون اسرهم واولادهم وبناتهم حامدين شاكرين. نظرهم خالي من التشويش وغلاله العمي وبريق السلطة بعد تعرضهم لتجارب مجتمعات تبنوها وتبنتهم وخروجهم من زحمة مولد تضخمت فيه ذوات الافراد والاحزاب. قد يقول قائل ماذا عن الوزير فلان او الوكيل الذي أتوا به من الخارج؟ نقول هذا من فساد الداخل وتسوياته ونرجسية اقلية ضامرة وفاشلة ومقطوعة في الخارج لم تفك أغلال الداخل عن كاحلها. الميكانيكي وسائق بص المدرسة في الخارج يربي اطفاله ويرسل المال لذويه واصدقائه في الداخل في الافراح والاتراح وكل ما يطمح فيه إجازة هادئة بين العشيرة والاصدقاء. اي خزانة أو وزارة مالية في السودان قادرة على دفع مرتبه؟ ولماذا؟ هل انقطع دابر المتخصصين في الداخل؟ هذا فساد الداخل فلم ينتخب الخارج وزيرا او مديرا. نساء ورجال الخارج في أغلبيتهم الساحقة لا يطمحون في اي كرسي وحين يتحولون الى كتلة واعية بنفسها سيكون لهم وسائلهم في شكم شرارهم. بينما ساسة الداخل يعدون: لن نشارك في حكومة حمدوك. ويخلفون الوعد. لن نحاصص ويرتكبون المحاصصة ويجترحون لها المبررات الغبية. سودان الخارج لا يرغب في أن يحكم وكل ما يرغب فيه أن يكون ضمير الأمة ومستودع اخلاقي في ظل إنهيار كامل لقيم واخلاق العمل العام وعجز الاحزاب وفشلها.
ثالثا، حان لشعب السودان أن يلقن المجتمع الدولي والموظفيين الأمميين وساسة الداخل درسا في العولمة: الا يتحدث هؤلاء عن العولمة وأن العالم صار قرية وكذا؟ هل العولمة هي فقط في حرية حركة البضائع والصمغ والفول والسمسم والاتصلات وفيسبوك وتوتيتر؟ العولمة تشمل الفجيعة والحنين وخيبة الأمل وتشمل الانسان في مجتمعات الغربة والارتحال الذي لم تنبت جذوره. لذا على سوداني الخارج التحرك بقوة لمليء فراغ الفشل. ولهم الف الف حق في التدخل ونزع زمام المبادرة واجبار احزابهم على التوحد واجبار من يحمل السلاح على وضعه في الأرض. إذا كان شعب السودان هو من إخترع الانتفاضة الشعبية في أفريقيا وأكل الربيع العربي والنيم ثلاث مرات والعرب واللاتنيين غرقى في دكتاتوريتهم، لم لا يلقن العالم درسا جديدا في إنهاء الحرب من حيث لا يحتسب ساسة العولمة.
رابعا، افراد ومجموعات مجتمعات الخارج قادرون على العمل سويا رغم الاختلافات الفكرية والحزبية، بل لهم القدرة على الإنجاز. بينما فقدت سياسة الداخل واحزابه كليا القدرة على ذلك. ربما تكونت هذه القدرة في الخارج من الإحساس بالهويات الجديدة والرؤية الجديدة للذات والآخر. ربما من المشاركة في إنتخابات البلديات ومجالس المدارس والانتخابات العامة، ربما من القدرة على التحرر النسبي من عقلية القبيلة والشلة والكتلة التي ميزت احزاب السودان. في هذا الوقت على وجه التحديد، لابد ان تشحذ هذه القدرة الى مداها الاقصي وأن يتحول إنسان الخارج من مراقب تقتله الحسرة الى فاعل يقرع وينهر ويقوّم ويأخذ زمام المبادرة.
خامسا، القدرة اللوجستية: قدرة السودانيين في الخارج المهولة على الحركة والتنظيم والمبادرة مقارنة بالداخل. صحيح أكل العيش مشكلة في كل مكان، والبعض يعمل في وظفتين. لكنه في مجمله، للشغل في الخارج بنية محددة ومرسومة كجداول الماء ويتيح الحرية للفواتح والعزاء والتهنئة ومعاودة المرضى بل لحضور حفلات المغنيين المخضرمين والشباب، اضف الى ذلك قدرة العامل المبتديء على وضع حفنة من الدولارات او الدراهم في صندوق دار الجالية دع عنك الميكانيكية وسائقي الشاحنات والاطباء. لماذا يدفع الخارج لساسة في الداخل غير منتجين؟ لماذا يخضع الخارج لمبادرات ورؤي فاسدة لم تمنع الحرب ولم تقدر على إيقافها. لماذا يمول الخارج إعادة إنتاج الفشل؟
لا يمكن أن توقف اي حرب الا إذا كانت هنالك أغلبية ساحقة على إتفاق تجردها من اي مبرر أخلاقي مهما كان. هذه مهمة الخارج: تخليق هذه الأغلبية في الداخل والخارج. اي خطوة سياسية جبارة لابد أن يسبقها إتفاق جمعي- بما في ذلك اسقاط اي دكتاتورية، بما في ذلك الاضراب السياسي والعصيان المدني الذي هو في التحليل النهائي عبارة عن إتفاق جمعي- مهمة الخارج هي خلق هذا الاتفاق الجمعي الذي عجزت عن إنتاجه أحزاب الداخل وساسته. الخارج يملك كل الوسائل لصياغة هذه الإغلبية وعليه الخوض في ذلك بتوحيد قواه في القارات الست. وعندها ستتفجر طاقات لا تخطر على بال الآن، كل ما ورثه السودان من فنون العمل العام والنضال المدني السلمي سينفجر في وجه دعاة الحرب.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الخارج فی الداخل

إقرأ أيضاً:

???? متى تنتهي الحرب في السودان؟

تنتهي الحروب دائما بأحدى طريقين:
إما أن ينتصر طرف على الآخر وذلك بتحقيق أهدافه العسكرية و السياسية.
أو تنتهي بالوصول الى اتفاف تربح فيه جميع الأطراف عبر المفاوضات الأمنية و السياسية. إبتداء بالاعتراف المتبادل انتهاء بتقاسم السلطة و الثروة.

ولكن، والى أن يتحقق أحد الاحتمالين أعلاه، سوف تستمر حرب الاستنزاف بين الأطراف و أثناء ذلك يسعى كل طرف الى ايجاد وسائل ضغط و وسائل قوة، يتقوى بها على الآخر حتى يحقق أهدافه. دعنا نسقط ذلك على الأطراف السودانية المتحاربة و الداعمة لها، لنرى موقف كل طرف منها.

أولا موقف الدعم السريع
في اليوم الأول للحرب، حدد حميدتي أهدافه بالنص التالي: الاستيلاء على السلطة، قتل البرهان أو استسلامه، تحكيم الاتفاق الإطاري، تسليم السلطة الى أحزاب قحت. لاشك أن كل هذه الأهداف لم يتحقق منها شيئا. ولكنه بناءً عن ذلك صاح مطالبا بالمفاوضات. كما أنه إستطاع أن يحدد وسائل ضغط لاستنزاف القوات المسلحة منها:

قاد حملة اعلامية و ديبلوماسية لنزع الشرعية عنها وشيطنتها واتهامها. ولكنها فشلت وارتدت عليه.
كما أنه إستطاع أن يوسع دائرة الحرب على كثير من معسكرات الجيش، فشن نحو 180 هجوما على معسكر المدرعات، وقريبا منها على سلاح المهندسين، الاشارة، القيادة العامة، الفاشر، الابيض، بابنوسة. لم ينجح في الاستيلاء على أي منها جميعا بينما استلم الحاميات العسكرية في نيالا و كتم و الجنينة و مدني و سنجه.

كما أنه أستخدم وسيلة ارتكاب الجرائم على الشعب في ولايات الخرطوم و الجزيرة و سنار و دارفور و كردفان، للإبتزاز بها وفق معادلة الخيارين: إما مواصلة ارتكاب الجرائم و إما موافقة الحكومة على الجلوس للمفاوضات.

ومن الوسائل التي اعتمد عليها هي استجلاب دعم مالي وعسكري و مرتزقة، موثق من دولة الأمارات و كثير من دول العالم.
واستطاع أيجاد غطاء اعلامي و سياسي تقوده جماعة قحت و تقدم. إلا أن هذه الوسيلة كانت من أضعف نقاطه، حيث ارتدت عليه سلبيا.

أوجد الدعم السريع استنفارا قبليا يقوده نظار قبائل الرزيقات، المسيرية، الحوازمة. و هذه النقطة هي الاخرى ارتدت سلبيا على القبائل، لأنها أحدثت مقتلا كبيرا شمل آلاف القتلى من أبناء تلك القبائل، كما أحدث شرخا وانشقاقا اجتماعيا كبيرا داخل النسيج الاجتماعي لمجتمع هذه القبائل.

*ثانيا موقف القوات المسلحة*
وافقت القوات المسلحة على المفاوضات منذ بداية الحرب و تم الوصول الى اتفاف جده. لم يلتزم الدعم السريع بتنفيذ اتفاف جده، و بدلا عن ذلك، وسع دائرة الحرب و انتشاره في الولايات، و ارتكب فيها كل أنواع الجرائم. بعد ذلك، رتبت القوات المسلحة موقفها و أعلنت عنه في عدة نقاط:
أعلنت الحكومة أنها مستعدة لاكمال المفاوضات الأمنية فقط من أجل تنفيذ اتفاف جدة.
وأنها لن تشارك في أي مفاوضات سياسية قبل تنفيذ اتفاف جدة

كما أنها اعتبرت الدعم السريع عبارة عن فصيل متمرد على الدولة تحول الى منظمة ارهابية ارتكبت جميع أنواع الجرائم في حق المواطنين و الدولة، ولذلك لن يشارك كمؤسسة، في مستقبل الحياة السياسية و لا العسكرية في السودان حسب المبدأ العالمي لا تفاوض مع الإرهاب.
وبالتالي فان جميع من إرتبط بالدعم السريع، سيقدمون الى محاكمات قضائية عادلة و أن القضاء وحده هو الذي سيحدد مستقبلهم كأفراد.

كما أن الجيش السوداني إبتدر حالة التحول من مرحلة الدفاع الى الهجوم العسكري، لتحرير كل الاحياء السكنية و المدن التي احتلاها الدعم السريع.

و إستطاع خلالها أن يحقق إنتصارات عسكرية وسياسية كألاتي: حرر تقريبا نصف ولاية الخرطوم و يحاصر النصف الآخر وضاغط بقوة و يتقدم لتحريره. حرر كل ولاية سنار. حرر عدد كبير من قرى ومدن ولاية الجزيرة و يحاصر مدني وضاغط بقوة و يتقدم لتحريرها. حرر قاعدة الزرق و ضاغط في إتجاه الجنينة. سياسيا تمت ادانة المليشيا و ادانة دولة الأمارات محليا و عالميا على نطاق شامل، و خافت قحت/ تقدم من أن تعلن دعمها المستمر للمليشيا و ارتباطها بالعمالة الى دولة الأمارات كدليل على ضعف موقفها.

ومن أقوى النقاط التي يرتكز عليها الجيش السوداني هو السند الشعبي الضخم بالمال و الاعلام و الاستنفارات و الشرعية الشعبية، الذي يقوده ملايين النازحين، والأحزاب السياسية، والجماعات الدينية، و القبائل، وقد اصطف في ذلك العلمانيون و الاسلاميون و جزء من شباب ثورة ديسمبر و كل قدامى المحاربين و تنسيقيات القبائل و الجاليات السودانية بكل دول العالم و المهنيون و الفنانون و الصحفيون و عامة الشعب عبر ملايين الحسابات و المواقع على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

*قحت تقدم*
تعتبر قحت/تقدم أن الرابح الأكبر من انتصار الجيش على الدعم السريع، سيكون الاسلاميون باعتبار أنهم أكثر فصيل منظم. وهذا موقف سياسي جائز. ولكنها سعت لسحب البساط من تحت اقدام الاسلاميين بطرق كلها غير مشروعة، كما أنها تتوافق جميعها مع مواقف المليشيا. إبتداء من العمالة للأمارات والمخابرات، محاولة نزع الشرعية من الحكومة السودانية، توقيع اتفاف أديس ابابا مع المليشيا، تكوين الادارة الاهلية في مناطق سيطرة المليشيا، انخراط قادتها و عضويتها في الحرب مباشرة في صفوف المليشيا، دعوة كبار قادتها من الجيش الى الاستسلام للمليشيا، التغطية على جرائم المليشيا مقابل فبركة اتهامات ضد الجيش، التخذيل ضد الجيش و تبخيس انتصاراته … الخ. هذه المواقف وغيرها، جعلت الشعب يصنف قحت/تقدم بأنها الفصيل السياسي للمليشيا و تتحمل المسؤولية أكبر من جنود المليشيا باعتبارها أنها أدارت ظهرها عن ملايين الضحايا وعن شرعية مؤسسات الدولة، كما أنها ظلت ساعية الى ايجاد غطاء سياسي و اعلامي لجرائم المليشيا و للدعم الخارجي الذي يتدفق عليها.

بعد أن استعرضنا مواقف الأطراف المحاربة والمساندة، دعنا الان نستعرض الفاتورة المدفوعة في الحرب.
لاشك أن الأموال التي ماتزال تنفقها دولة الأمارات في التسليح و الاعلام و المرتزقة و العملاء، لابد أنها تزيد على مئات المليارات من الدولارات و مئات الالاف من القتلى.

كما أنه لا شك أن الجرائم التي ارتكبتها المليشيا في ازهاق أرواح الناس و ممتلكلتهم و أموالهم و بيوتهم مصانعهم و محاصيلهم و شرف نسائهم و تدمير البنية التحتية لمؤسسات الدولة و مؤسسات القطاعين العام و الخاص، لابد أنها تزيد على مئات المليارات من الدولارات.
والسؤال المهم من هو من الأطراف المؤهل و الاقدر على تحمل الفاتورة التي ظل يدفعها؟ وهل هذا الاستمرار يتوقف فقط على حسابات الربح والخسارة المادية، أم الأخلاقية ايضا؟
فيما يتعلق بالموقف الأخلاقي، فان دولة الأمارات و عملائها من المليشيا و تقدم، موقفهم الأخلاقي أنهم في حالة تعدي وارتكاب الجرائم من أجل تحقيق أهداف سياسية و اقتصادية. بينما الموقف الأخلاقي للشعب السوداني وحكومته أنهم في حالة إلتزام و واجب أخلاقي و ديني للدفاع عن النفس وتحرير الأحياء السكنية والمدن المحتلة. لذا فشتان بين الموقفين الاخلاقيين اللذين يرتكز عليهما كل طرف من أجل مواصلة الحرب و يتحمل في سبيل ذلك الفاتورة التي ظل يدفعها. اذ لا يستوى الذي يحارب من أجل تحقيق أهداف سياسية و الذي يحارب من أجل الدفاع عن النفس والروح والمال والعرض و الشرف.

أخيرا وفق المعطيات أعلاه، نعود مرة أخرى لذات السؤال الذي بدأنا به مقالنا وهو متى تنتهي الحرب في السودان؟

يرى الكاتب أن الحرب لن تتوقف إلا وفق مسارين. الاول حينما يتوقف المعتدي عن اعتداءه و يكف عن ارتكاب جرائمه و يرجع الحقوق التي اغتصبها الى أصحابها و بالتالي تبدأ مرحلة الترتيبات السياسية، أو ينتصر عليهم أو يقهرهم فيعجزوا عن الدفاع عن أنفسهم حتى يستسلموا، وذلك مستحيل في حالة الشعب السوداني وكل شعب حر و صاحب إرادة. أما المسار الآخر هو أن يقوم الضحية، كما يفعل الان، بواجب الدفاع عن نفسه بدافع وواجب أخلاقي و ديني، متسلحا بقوة الحق أولا و بما يستطيعه من عتاد وسلاخ ورجال و تدريب ثانيا و فوق هذا و ذاك مستنصرا بالدعاء و مشيئة الله الذي حرم الظلم على نفسه و جعله محرما و وعده بنصر المظلومين المستضعفين.

بقلم د. محمد عثمان عوض الله
د. محمد عثمان عوض الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ???? متى تنتهي الحرب في السودان؟
  • تفجيرات قرب محطة زاباروجيا وزيلينسكي يعول على ترامب لإنهاء الحرب
  • السودان يرحب بالوساطة التركية لإنهاء الأزمة مع الإمارات
  • حزب الله: حاضرون للدفاع عن شباب وشعب المقاومة في الداخل
  • نتنياهو يعقد مشاورات عاجلة بشأن الصفقة وإسرائيليون يتظاهرون لإنهاء الحرب
  • السودان… عام آخر من الحرب!
  • تايوان تفتح أبوابها للعاملين عن بُعد: هل ستكون وجهتك التالية للعمل من الخارج؟
  • السواقة !!
  • خيار وحيد لإنهاء الحرب في السودان: حكومة مدنية للسلام والوحدة
  • أجندة!!