أزمة تجنيد الحريديم في إسرائيل لم تنتهِ بإقالة غالانت.. وكاتس يأمر بتجنيد 7 آلاف طالب.
الحرب على غزه ولبنان تسببت بنقص حاد بالقوى البشرية في أعقاب الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالجنود والضباط في المعارك البرية، وهو ما يستدعي تجنيدا فوريا لآلاف الجنود.
ولتفادي هذا النقص في العديد من الأفراد فقد سبق لوزير الدفاع المقال يوآف غالانت أن أعلن عن تجنيد 7 آلاف من اليهود الحريديم، وهو ما هدد بتفكيك ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى إقالة غالانت والاستعاضة عنه بوزير الخارجية يسرائيل كاتس.
وعكس هذا الإجراء من قبل نتنياهو أزمة الخدمة العسكرية التي تتفاقم منذ عقود في المجتمع الإسرائيلي، وذلك بسبب إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد، وهو ما ترك تداعيات في الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من نقص شديد بالقوات في ظل احتدام المعارك البرية على جبهتي القتال.
وفي وقت تسعى فيه حكومة نتنياهو إلى الالتفاف على القانون الذي أجاز لعشرات الآلاف من اليهود الحريديم سنويا التهرب من الخدمة العسكرية لضمان بقاء الحكومة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2026 كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي بحاجة ماسة إلى 7 آلاف جندي.
يعود ملف تجنيد الحريديم من جديد وتعود معه أزمة تجنيد طلاب المدارس الدينية من اليهود لتواجه إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معضلة الحرديم ، حيث أقر وزير الدفاع الإسرائيلي المعين حديثاً يسرائيل كاتس بتجنيد 7 آلاف من طلاب المدارس الدينية المتشددة في الجيش الإسرائيلي.
ونقلت صحف إسرائيلية عن وزير الدفاع كاتس تأكيده إصدار 7000 أمر لتجنيد اليهود المتدينيين بشكل تدريجي، وذلك بحلول يوم الأحد الموافق لـ 17 تشرين الثاني/نوفمبر، ويأتي القرار بعد عقد جلسة استماع ضمت ممثلين عن وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي مع النائب العام العسكري، تشديداً على أهمية تسهيل الامتثال لقرار محكمة العدل العليا، وتفادياً لأي «انتهاك للقانون»، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وبالرغم من إقالة نتنياهو لوزير دفاعه غالانت على خلفية تجنيد الحرديم ، جاء وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد ليصادق على تجنيد هذا العدد من الحريديم، بما يتماشى مع قرار سلفه يوآف غالانت ، وقامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بتوقيع اتفاقية مع عشرة من طلاب المعاهد الدينية اليهودية مؤخرا يتعهدون بموجبها بالانضمام للجيش، على أن تتأجل خدمتهم لمدة عامين من الآن.
وقد خلق هذا القانون شرخاً كبيراً بين غالانت الذي دعا لإيقاف تمويل المدارس الدينية من قبل الحكومة، وبين نتنياهو الذي حاول بعد إقالة غالانت تأجيل التصويت في الكنيست الإسرائيلي على تعليق تمويل المتهربين من اليهود المتشددين من الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وكنوع من المساومة، طالب نتنياهو البرلمان بالدفع بمشروع قانون يقدم إعانات التعليم في دور الحضانة لأبناء طلاب المعاهد الدينية غير المجندين، كبديل لمشروع قانون الإعفاء من التجنيد، الأمر الذي يتنافى مع ما أقره النائب العام الإسرائيلي بإنهاء قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم.
وكان غالانت من أشد المدافعين عن قانون تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية «الحريديم» دون تقديم أي تنازلات، الأمر الذي حذّر منه الكثير من القادة العسكريين الإسرائيليين على اعتبار أنه يضر بـ»الأمن القومي الإسرائيلي»، حسب هآرتس.
ومنذ إصدار قانون التجنيد ، تم إصدار أوامر استدعاء لأكثر من 3 آلاف شخص من الحريديم للخدمة في الجيش منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن الاستجابة كانت ضئيلة لا تتجاوز 900 رجل متدين، بحسب الجيش الإسرائيلي، وفي آب/أغسطس الماضي صدر 900 أمر استدعاء للالتحاق بالجيش، لم يستجب له سوى 48 يهودياً متديناً.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه بسبب النقص المتزايد في الجنود المقاتلين، فمن المتوقع استدعاء جنود الاحتياط لمدة 42 يوما على الأقل في الخدمة العسكرية سنويا، كما يستعد الجيش لتجنيد جنود الاحتياط لمدة تصل إلى 70 يوما العام المقبل.
بناءً على ما تقدم، توحي التسريبات والتحليلات العبرية بأنّ نتنياهو « ملزم» بالاختيار بين ساحتَي الحرب، فيما من المرجح، في حال حصول ذلك، أن يحاول التوصل إلى « تسوية» على الجبهة اللبنانية، مقابل استمرار الحرب في غزة. وهو يأمل أن تتوقف الحرب مع « حزب الله»، ليسحب ما أمكن من قوات نظامية ويسرّح جنود الاحتياط المشاركين في القتال مع لبنان، قبل أن يسحب جنود الاحتياط من غزة أيضاً، ويُبقي على القوى النظامية فقط في القطاع، اعتباراً منه أنّ تلك القوى ستكون قادرة على التكفل بالقتال المستمر منذ أكثر من عام في غزة.
ووفق هذا السيناريو سيتيح استمرار الحرب على غزه وترتيب سلام مع لبنان وإعلان النصر مع ما يستتبع تسريح العدد الأكبر من جنود الاحتياط ، وفي الوقت نفسه سنّ قانون إعفاء الحريديم من الخدمة، بالإضافة إلى إسكات الأصوات « الصهيونية الدينية» التي تهدد بإسقاط الحكومة، في حال وقف الحرب في غزه، وبناء على المعطيات لا تلوح في الأفق أي حلول قريبة، فيما تبقى أزمة التجنيد جزءاً من صورة أوسع، ومعطى من بين معطيات كثيرة، يجب أخذها في الحسبان لدى محاولة استشراف مستقبل الحرب.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحريديم غالانت الاحتلال غزة اللبنانية لبنان غزة الاحتلال الحريديم غالانت مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی المدارس الدینیة الخدمة العسکریة جنود الاحتیاط من الیهود
إقرأ أيضاً:
بعد غالانت.. لماذا يسعى نتنياهو للإطاحة برئيس الشاباك؟
صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حدة خطابه في أعقاب حادثة إلقاء قنبلتين مضيئتين على منزله بقيساريا، وقال إنه ليس بحاجة لأحد لكي يمارس ضغوطا عليه، وسط تقارير صحفية تتحدث عن نيته إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار.
ويعتقد الخبير بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن نتنياهو يريد خلق أجواء بالشارع الإسرائيلي مضمونها بأن هناك مؤسسات داخل إسرائيل تحاول إسقاط رئيس الوزراء بأساليب غير قانونية وبعيدا عن صناديق الانتخابات.
وفي هذا الإطار، قال أبو عواد إن الإعلام اليميني المحسوب على رئيس الوزراء يركز حاليا على تحذير الإسرائيليين من مغبة المحاولة الانقلاب على نتنياهو، والتأكيد بأنه يواجه مسارا يريد الخلاص منه.
وأعرب عن قناعته بوجود صراع بين المؤسسة الأمنية بقيادة الشاباك ونتنياهو، إذ يرى الأخير أن الشاباك غير مخلص له رغم أنه يتبع مباشرة لرئاسة الوزراء "لذلك يوجه رسائل للإسرائيليين وخاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية، والمستشارة القضائية للحكومة وكل معارضيه".
وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي قولهم إن نتنياهو يدرس إقالة رئيس الشاباك بعد حادثة قيساريا الأخيرة، حيث سيتم تبرير الإقالة -في حال اتخذت- بالفشل الأمني.
وفي معرض تعليقه على ما حدث، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن كل المسؤولين عن النظام الأمني في مقر إقامة نتنياهو عليهم أن يغادروا مناصبهم.
ووفق أبو عواد، توجد مشاكل وصراعات بين نتنياهو والشاباك بعضها على خلفية هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإصدار الجهاز وثائق تحذيرية بشأنه، إلى جانب ضغط الشاباك لإجراء تحقيقات حقيقية بشأن تسريبات داخل الجيش يعتبرها نتنياهو محاولة لاستخراج معلومات للإضرار به.
ورأى أن نتنياهو يعتقد أن ولاء الشاباك غير كاف "لذلك يريد الضغط على رئيسه رونين بار، والقول إن الأجهزة الأمنية تكذب، في وقت تمتلك فيه الحكومة رؤية بديلة".
وبشأن تحالف نتنياهو مع وزيريه المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إنهم يريدون إعادة الحكم العسكري لغزة، في حين يرفض الجيش تحمل هذه المسؤولية وكذلك الشاباك.
ولكن أبو عواد استدرك بالقول إن المستوى العسكري قد يقبل بما يطرحه نتنياهو بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من المشهد وتعيينه يسرائيل كاتس بديلا له.
وخلص إلى أن نتنياهو يريد بتحالفه مع بن غفير وسموتريتش عزل مخطط المؤسسة العسكرية عن مخطط الحكومة، عبر فرض حكم عسكري واقتطاع شمال قطاع غزة وبدء إعادة الاستيطان فيه تحت بند استمرار الحرب لأطول فترة.
ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن سموتريتش قوله إن "إسرائيل عليها احتلال شمال قطاع غزة كاملا وإخبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أننا سنبقى هناك إذا لم يعد المختطفون (الأسرى)".