عربي21:
2025-03-26@11:03:46 GMT

أزمة تجنيد الحريديم..

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

أزمة تجنيد الحريديم في إسرائيل لم تنتهِ بإقالة غالانت.. وكاتس يأمر بتجنيد 7 آلاف طالب.

الحرب على غزه ولبنان تسببت بنقص حاد بالقوى البشرية في أعقاب الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالجنود والضباط في المعارك البرية، وهو ما يستدعي تجنيدا فوريا لآلاف الجنود.
ولتفادي هذا النقص في العديد من الأفراد فقد سبق لوزير الدفاع المقال يوآف غالانت أن أعلن عن تجنيد 7 آلاف من اليهود الحريديم، وهو ما هدد بتفكيك ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى إقالة غالانت والاستعاضة عنه بوزير الخارجية يسرائيل كاتس.



وعكس هذا الإجراء من قبل نتنياهو أزمة الخدمة العسكرية التي تتفاقم منذ عقود في المجتمع الإسرائيلي، وذلك بسبب إعفاء اليهود الحريديم من التجنيد، وهو ما ترك تداعيات في الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من نقص شديد بالقوات في ظل احتدام المعارك البرية على جبهتي القتال.

وفي وقت تسعى فيه حكومة نتنياهو إلى الالتفاف على القانون الذي أجاز لعشرات الآلاف من اليهود الحريديم سنويا التهرب من الخدمة العسكرية لضمان بقاء الحكومة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2026 كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي بحاجة ماسة إلى 7 آلاف جندي.

يعود ملف تجنيد الحريديم من جديد وتعود معه أزمة تجنيد طلاب المدارس الدينية من اليهود لتواجه إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معضلة الحرديم ، حيث أقر وزير الدفاع الإسرائيلي المعين حديثاً يسرائيل كاتس بتجنيد 7 آلاف من طلاب المدارس الدينية المتشددة في الجيش الإسرائيلي.

ونقلت صحف إسرائيلية عن وزير الدفاع كاتس تأكيده إصدار 7000 أمر لتجنيد اليهود المتدينيين بشكل تدريجي، وذلك بحلول يوم الأحد الموافق لـ 17 تشرين الثاني/نوفمبر، ويأتي القرار بعد عقد جلسة استماع ضمت ممثلين عن وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي مع النائب العام العسكري، تشديداً على أهمية تسهيل الامتثال لقرار محكمة العدل العليا، وتفادياً لأي «انتهاك للقانون»، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وبالرغم من إقالة نتنياهو لوزير دفاعه غالانت على خلفية تجنيد الحرديم ، جاء وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد ليصادق على تجنيد هذا العدد من الحريديم، بما يتماشى مع قرار سلفه يوآف غالانت ، وقامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بتوقيع اتفاقية مع عشرة من طلاب المعاهد الدينية اليهودية مؤخرا يتعهدون بموجبها بالانضمام للجيش، على أن تتأجل خدمتهم لمدة عامين من الآن.

وقد خلق هذا القانون شرخاً كبيراً بين غالانت الذي دعا لإيقاف تمويل المدارس الدينية من قبل الحكومة، وبين نتنياهو الذي حاول بعد إقالة غالانت تأجيل التصويت في الكنيست الإسرائيلي على تعليق تمويل المتهربين من اليهود المتشددين من الالتحاق بالخدمة العسكرية.

وكنوع من المساومة، طالب نتنياهو البرلمان بالدفع بمشروع قانون يقدم إعانات التعليم في دور الحضانة لأبناء طلاب المعاهد الدينية غير المجندين، كبديل لمشروع قانون الإعفاء من التجنيد، الأمر الذي يتنافى مع ما أقره النائب العام الإسرائيلي بإنهاء قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم.

وكان غالانت من أشد المدافعين عن قانون تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية «الحريديم» دون تقديم أي تنازلات، الأمر الذي حذّر منه الكثير من القادة العسكريين الإسرائيليين على اعتبار أنه يضر بـ»الأمن القومي الإسرائيلي»، حسب هآرتس.

ومنذ إصدار قانون التجنيد ، تم إصدار أوامر استدعاء لأكثر من 3 آلاف شخص من الحريديم للخدمة في الجيش منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن الاستجابة كانت ضئيلة لا تتجاوز 900 رجل متدين، بحسب الجيش الإسرائيلي، وفي آب/أغسطس الماضي صدر 900 أمر استدعاء للالتحاق بالجيش، لم يستجب له سوى 48 يهودياً متديناً.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه بسبب النقص المتزايد في الجنود المقاتلين، فمن المتوقع استدعاء جنود الاحتياط لمدة 42 يوما على الأقل في الخدمة العسكرية سنويا، كما يستعد الجيش لتجنيد جنود الاحتياط لمدة تصل إلى 70 يوما العام المقبل.

بناءً على ما تقدم، توحي التسريبات والتحليلات العبرية بأنّ نتنياهو « ملزم» بالاختيار بين ساحتَي الحرب، فيما من المرجح، في حال حصول ذلك، أن يحاول التوصل إلى « تسوية» على الجبهة اللبنانية، مقابل استمرار الحرب في غزة. وهو يأمل أن تتوقف الحرب مع « حزب الله»، ليسحب ما أمكن من قوات نظامية ويسرّح جنود الاحتياط المشاركين في القتال مع لبنان، قبل أن يسحب جنود الاحتياط من غزة أيضاً، ويُبقي على القوى النظامية فقط في القطاع، اعتباراً منه أنّ تلك القوى ستكون قادرة على التكفل بالقتال المستمر منذ أكثر من عام في غزة.

ووفق هذا السيناريو سيتيح استمرار الحرب على غزه وترتيب سلام مع لبنان وإعلان النصر مع ما يستتبع تسريح العدد الأكبر من جنود الاحتياط ، وفي الوقت نفسه سنّ قانون إعفاء الحريديم من الخدمة، بالإضافة إلى إسكات الأصوات « الصهيونية الدينية» التي تهدد بإسقاط الحكومة، في حال وقف الحرب في غزه، وبناء على المعطيات لا تلوح في الأفق أي حلول قريبة، فيما تبقى أزمة التجنيد جزءاً من صورة أوسع، ومعطى من بين معطيات كثيرة، يجب أخذها في الحسبان لدى محاولة استشراف مستقبل الحرب.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحريديم غالانت الاحتلال غزة اللبنانية لبنان غزة الاحتلال الحريديم غالانت مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی المدارس الدینیة الخدمة العسکریة جنود الاحتیاط من الیهود

إقرأ أيضاً:

ما الهوية الدينية لـعلوية اليوم.. وهل هم نصيرية الأمس؟

كَثُر الحديث بعد سقوط حكم آل الأسد الذي امتد لـ 53 عاما عن الطائفة العلوية التي ينتسب إليها آل الأسد، إذ تتكاثر الأسئلة عن الهوية الدينية للطائفة العلوية، ومدى صلتهم بالإسلام، وهل "علوية" اليوم هم "نصيرية" الأمس الذين تحدث عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في زمانه، وهل يتبنون ذات العقائد التي كان يتبناها النصيرية أم لهم عقائد مختلفة تطورت عبر المراحل التاريخية اللاحقة؟

تُصنف النصيرية (العلوية) في كتب الملل والنحل على أنها فرقة من الفرق الدينية التي انبثقت وتفرعت عن الشيعة الإمامية الإثني عشرية، وتُنسب إلى محمد بن نصير النميري في القرن الثالث الهجري (كان من خواص الإمامين علي الهادي والحسن العسكري)، وفي إثبات عقائد الطائفة والمقولات التي يتبناها أتباعها ثمة آراء وأقوال بين من يراها ديانة مستقلة لها عقائدها الخاصة بها، والتي لا تمت لدين الإسلام بصلة، وبين من يراها فرقة إسلامية أقرب ما تكون إلى الطريقة الصوفية، كما يقدمها شيوخها ورموزها.

ووفقا لباحثين فإن النصيرية فرقة باطنية، تُعمل التأويل الباطني في العقائد والشرائع، ويحيط بها وبعقائدها قدر كبير من الغموض، وهي نتاج الفرق التي اتسمت بالغلو في العقائد كتأليه علي بن أبي طالب، وأن الله حلَّ فيه أو أنه مظهر من التجلي الإلهي، كما يُنسب إليهم القول بإباحة بعض المحرمات، كإباحة نكاح المحارم، واستباحة الزنا بنساء بعضهم، وإباحة الخمور، والإيمان بتناسخ الأرواح، وأن الإنسان عندما يموت تتنقل روحه إلى جسد آخر..

بداية الظهور والتشكل

في كتابه "تاريخ العلويين ـ وقائع وأحداث" أوضح الباحث السوري المتخصص في التاريخ، هاشم عثمان أن "الطائفة العلوية، هي بالأصل، شيعة إمامية إثني عشرية، ثم مع الأيام بلورت لنفسها مفهوما خاصا للأحكام الشرعية لا يختلف في جوهره عما تقول به بعض الطرق الصوفية، اعتبرت معه فرقة مستقلة عن الشيعة الإمامية، تتفق معها في أمور وتختلف معها في أمور".

ووفقا للكتاب فإن (النصيرية) تنتشر كأقلية ضئيلة في عدد من البلدان العربية والأجنبية، أما الأكثرية فتسكن في جبال اللاذقية، التي أُطلق عليها في العهود الحديثة، اسم جبال العلويين أو جبال النصيرية، وفي هذه الجبال جرت أبرز الحوادث التي كان العلويون الطرف الأساسي فيها".



وتاريخ العلويين مرتبط أشد الارتباط بالحياة السياسية في الساحل السوري، وكان العلويون قطب الرحى في كل حدث سياسي وقع بالساحل، لذا يمكن القول: إن تاريخ الساحل السوري جزء لا يتجزأ من تاريخ العلويين، لافتا إلى أن المؤرخين أطلقوا على الطائفة العلوية اسم "النصيرية"، وأرجعها بعضهم إلى محمد بن نصير، أحد أتباع الإمام الحسن العسكري، على اختلاف بينهم في تحديد اسمه وكنيته، في مقابل ذلك وجد من يشكك في صحة هذه التسمية، مصرحين بأنه لا يوجد ما يثبت هذه النسبة لأسباب واعتبارات بينها وبسطها في الكتاب.

وعن بداية الظهور والتشكل للعلوية، حدد المؤلف "تاريخ ظهور تسمية نصيرية، على وجه التقريب، وهو أواخر القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي" لكنه أشار إلى "صعوبات جمة تعترضنا في معرفة المكان الذي ظهرت فيه هذه الطائفة أول مرة" مرجحا "أنه وادي التيم بلبنان، حيث أخذت الدعوة الدرزية تنتشر بنفس هذا التاريخ تقريبا..".

وفي هذا السياق يرى الكاتب والباحث السوري المتخصص في العقيدة والفلسفة الإسلامية، محمد علي النجار أن عقائد الطائفة النصيرية (العلوية) متطورة لم تثبت على ثوابت محددة، وهي امتداد للشيعة السبئية، وحينما تم الاختلاف على الإمام الثاني عشر عند الإمامية، والممثل له، فحينذاك سُميت الطائفة التي كانت مع محمد بن نصير بالنصيرية، وقد تطورت عقائدها ولا يمكن الحكم على عقائدها جملة واحدة، فقد بدأوا من عقيدة الباب والحجاب ثم دخلت عناصر فارسية أخرى في مراحل تاريخية لاحقة.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الطائفة النصيرية العلوية لها عقائدها الخاصة بها، وكثير من المعاصرين منهم يتبنون ذات العقائد القديمة إلى حد كبير، لكن يوجد فرق أخرى إحداها تأثرت بالشيعة وأصبحوا قريبين منهم في المعتقدات، وفرقة أخرى منهم نصيرية في العقائد لكن ولاءها للشيعة سياسي، واتجاهات أخرى منهم لا تهتم بالدين..".


           محمد علي النجار كاتب وباحث سوري متخصص في العقيدة والفلسفة الإسلامية

عقائد العلوية

وإجابة عن سؤال: هل العلوية مذهب ديني أم فرقة؟ قال الباحث عثمان في كتابه الآنف ذكره "إذا رجعنا إلى كتب الفرق، وجدناها تتحدث عن النصيرية كفرقة من الفرق الدينية التي تفرعت عن الشيعة، والحقيقة أن العلوية، طريقة صوفية كما صرح بذلك المكزون السنجاري كبير فلاسفة العلويين في أكثر من قصيدة له.. وكونها طريقة صوفية، أكده شيخ العلويين في العصر الحديث، العلامة الشيخ سليمان الأحمد، في رسالة بعث بها إلى محمد كرد علي جاء فيها: إنما لهم طريقة كالنقشبندية والرفاعية وغيرها من الطرق الصوفية بالنسبة إلى أهل السنة".

أما دين العلويين وعقائدهم فيبينها الشيخ العلوي، محمود الصالح بقوله: "فدين العلوي التوحيد المحض، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق، والإقرار بنبوة سيد الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، والاعتقاد بالمعاد، والعمل بدعائم الإسلام الخمس، ويتفق جميع الشيعة الإمامية على زيادة ركن خامس على هذه الأركان الأربعة التي هي أصول الإسلام والإيمان بالمعنى الأخص عند جمهور المسلمين، ألا وهو الاعتقاد بالإمامة، يعني إن العلوي يعتقد أن الإمامة منصب إلهي يختار الله لها من يشاء اختياره للنبوة والرسالة".

ويؤكد الشيخ العلوي، الصالح في رسالته المعنونة بـ"النبأ اليقين عن العلويين" أن "العلوي مسلم، مؤمن يدين لله دين الحق، دين الإسلام الذي لا مراء فيه، ولا شك يعتريه، كتابه القرآن، وقبلته الكعبة، يعرف ما افترضه الله عليه في يومه وعامة عمره.. يرجع في فتاويه المذهبية، ومسائله الفقهية إلى أحكام مذهب الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام، ومن أولى من الإمام الصادق بالتأويل ومعرفة أحكام التنزيل.. وعن هذا الإمام المعصوم يأخذ العلوي الفقه، ويروي العلم وعلى مذهبه يقيم الصلاة".



لكن كتب الملل والنحل والفرق التي ألفها أئمة وعلماء مسلمون تُصنف العلوية (النصيرية) ضمن الفرق المنحرفة والضالة، حتى أن شيخ الإسلام ابن تيمية في جوابه عن سؤال يتعلق بهم وبعقائدهم قال "هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم".

وطبقا للباحث في العقائد والفرق، صابر مشهور فإن "الشيعة النصيرية يعتقدون أن عليا بن أبي طالب ليس من البشر، بل يعتقدون أنه هو الله جاء على صورة إنسان، أي تجسد في صورة علي بن أبي طالب أو حلَّ فيه، كما يعتقد المسيحيون أن الله جاء على صورة إنسان هو عيسى، وهذا موجود في كل العقائد الباطنية".

وأضاف: "الشيعة النصيرية يؤمنون بتناسخ الأرواح، ومن ذلك أن الله تعالى عندهم يظهر في صور، كما ظهر في صورة علي، كما أن جبريل عليه السلام يظهر في صور، كما ظهر في صورة دحية الكلبي، وصورة فلان وغيره.

وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21": "الشيعة النصيرية يعظمون عبد الله بن سبأ، ويوجد قبره (مقام ومزار) في قرية المهالبة العلوية في جبل الأربعين، ويقولون في كتابهم "الرسالة الرستباشية" أن عليا بن أبي طالب أحرق عبد الله بن سبأ خمس مرات، من باب التكريم وليس عقابا، وواقعة حرق علي بن أبي طالب للسبأية أوردها الإمام البخاري في كتابه (صحيح البخاري) في باب العقوبة، نقله عن الإمام ابن شهاب الزهري، أي أنه أحرقهم عقوبة لهم".

ما صلة العقائد النصيرية بالإسلام؟

في تحديد صلة العقائد النصيرية بالإسلام يرى الباحث في الأديان والعقائد مشهور أن "عقائد المسلمين تستند وتبنى على القرآن الكريم، فهو كتاب المسلمين الأول، لكن الشيعة النصيرية لا يوجد لهم كتاب سماوي مقدس، وممن تناول ذلك بالشرح والبيان الدكتور جعفر كنج الدندشي، وهو أستاذ متخصص في هذا الموضوع، وله فيديوهات يتحدث فيها عن الديانة النصيرية، يقول في إحداها أن تسعة أعشار تلك الديانة قائمة على التقية والكتمان".

التقية والكتمان هما تسعة أعشار الديانة النصيرية جعفر الكنج الدندشي Jaafar AL KANGE
وأضاف: "كما أن الشيعة النصيرية لا يعترفون بالمذاهب الإسلامية، ولا يعتقدون بالحلال والحرام، ولا يؤمنون بالجنة والنار، على عكس الشيعة الإمامية فمرجعتهم هي الفقه الجعفري، والنصيرية في جوهرها تقوم على مبادئ ورؤى فلسفية، ولا توجد لديهم منظومة قانونية تشريعية، وأهم كتاب عندهم هو كتاب (الأسوس)، فدينهم قائم على العقائد الباطنية الباطلة، والتأويل الباطني للحقائق الدينية".


                           صابر مشهور باحث مصري في العقائد والمذاهب والأديان

وعن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وموقفه من النصيرية، أوضح الباحث السوري المتخصص في العقائد والفرق والمذاهب، محمد علي النجار أن ابن تيمية قال بتفكيرهم في بعض فتاويه، وأنهم أكفر من اليهود والنصارى، لكن في فتاوى أخرى خاصة فتوى جبل كسروان، اعتبرهم مسلمين، وحكم بإسلامهم".

وأردف: "وموضوع البحث يدور حول أصل إسلامهم، وما الذي يعرفونه عن الإسلام وكيف يتصورون ذلك، وهذه مسألة تحتاج إلى بحث متأن ومتعمق، مع أن عموم عقائدهم ليست عقائد إسلامية، لكن: هل يعتقد العلوي نفسه أنه مسلم، وأنه لم يشرك عندما يعتقد هذه المعتقدات في علي بن أبي طالب، فأكثر العلوية لا يعتقدون أنهم أخطأوا في ذلك، لأنهم يقولون نحن نوحد الله، لكن عليا هو مظهر من مظاهر التجلي الإلهي، ولا يعتقدون أن ذلك ينافي التوحيد وصحيح الاعتقاد حسب تأويلاتهم الباطنية".

واجب الإدارة الجديدة تجاه العلويين

من المهم بمكان التنبيه على كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع العلويين، وما الذي يجب على الحكومة الحالية تجاههم في الظروف الراهنة حسب الباحث النجار، الذي يرى أن على الحكومة أن تشجع العلماء والشيوخ للقيام بواجب البيان والدعوة، بدعوة العلويين، خاصة النساء منهم لأنهن لا يُعلمن، وجزء كبير منهن يبحثن عن التعلم، لكن لا يوجد من يعلمهن، لأنهن ممنوعات من التعلم باعتبارهم خطيئة، أو من حبائل الشيطان عند العلوية، فلا بد من دعوتهم، وهذا واجب الحكومة الشرعي تجاههم.
 
وأضاف: "وواجب الحكومة الثاني هو أن تقوم بمساعدة شيوخ العلويين الحقيقيين الذين لا يتبعون لإيران، ولا لنظام الأسد، فيقربوهم ويصدروهم ليلتف الناس حولهم، بدلا من الالتفاف حول الشيوخ الذين يتبعون لإيران ونظام الأسد، وهم الذين يحركون الناس لارتكاب الجرائم، وأعمال الإخلال بالأمن واستقرار سوريا.

وشدد في ختام حديثه على أهمية "قيام الحكومة بمساعدة عموم الطائفة العلوية باختيار شيوخها المستقلين، وإلغاء مشيخة الآخرين الذين تمشيخوا على الطائفة بدعم من الأسد وإيران وإسرائيل، لأن ثمة أحاديث داخل الطائفة عن كون آل الأسد ومن معهم من شيوخ العلوية هم امتداد يهودي للدولة الإسرائيلية، وحتى أنهم يتهمون بعض العائلات التي تتعامل مع الأسد أنهم من أصول يهودية، ويعملون لصالح دولة إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • سوري ينعى شقيقه الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي بدرعا.. ويتوعد (شاهد)
  • نواب الكنيست الإسرائيلي يقرون ميزانية الدولة في خطوة تدعّم حكومة نتنياهو
  • ما الهوية الدينية لـعلوية اليوم.. وهل هم نصيرية الأمس؟
  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • “نموت ولا نتجند”.. رقصة وزير الحريديم تثير أزمة في إسرائيل (فيديو)
  • وزير من الحريديم يثير أزمة في إسرائيل بعد رقصه على أنغام أغنية مثيرة (شاهد)
  • أزمة نتنياهو - بار تتفاقم بعد "تحقيق بشأن بن غفير"
  • شاهد | العدو الإسرائيلي: فشل 7 أكتوبر لا يزال يتفاعل.. إقالة رئيس الشاباك تشعل أزمة
  • نتنياهو يبحث مع روبيو استئناف الحرب في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصر من حزب الله في جنوب لبنان